أخبار السودان

خرجت سعاد ودخلت اسيا

اسماء محمد جمعة

وزارة التربية والتعليم الاتحادية واحدة من الوزارات التي طالها التغيير في التشكيل الجديد فغادرت الوزيرة سعاد عبد الرازق بعد سنوات فشل، قضتها في المنصب مثلما حدث في عهد كل الذين سبقوها، وحلت محلها اسيا محمد عبد الله من حزب التحرير والعدالة القومي برئاسة دكتور تجاني سيسي، الذي ترأس السلطة الإقليمية بعد اتفاقية الدوحة، والتي انتهت إلى قيام حزبين متناحرين.

اسيا محمد عبد الله هي الشخص الوحيد الذي اعرفه معرفة شخصية من ضمن كل هذا الكم الهائل الذي ابتلعته حكومة ما سمي بالوفاق الوطني.. أعرف انها معلمة وناشطة سياسية طموحة مثل الكثيرين لم يسبق أن أدينت في قضية تمس الشرف والنزاهة، ولكن الذي لا اعرفه هو لماذا ألقت بنفسها في جحيم المؤتر الوطني، فهي أن كانت تريد السلطة والجاه فقد وصلت المكان المناسب و إن كانت تتوقع أنها ستقدم للتعليم شيئا فأؤكد لها أنها ستفشل و لن تكون أفضل من الذين سبقوها، ليس لسبب إلا لأن المؤتمر الوطني جعل الوزارات الاتحادية مثل عربة تعليم القيادة ذات المقودين.. أي دخيل عليه يجلس على مقود التعليم والمقود الأصلي يظل بيد كوادره بشكل ما، ويصبح مهام الوزير الأساسية السفر والاستقبال والوداع وحضور ورش العمل ومخاطبة الحشود وغيرها من مهام تشريفية، وعليه مهما كان متفانيا وصادقا فلن يقدم انجازا يحسب له.

وزارة التعليم العام الاتحادية مر عليها خلال حكم المؤتمر الوطني عدد مهول من الوزراء كلهم حلوا عليها ضيوفا فقراء وغادروها أثرياء.. لا أحد منهم جميعا يمكنه الآن أن يتحدث عن انجازاته بل ربما لا يتذكر حتى ماذا فعل.. حتى سعاد التي غادرت قبل أسبوع، لأن الحكومة ليس لديها إستراتيجية للتعليم تريد لها أن تكتمل ليواصل كل وزير من حيث انتهى سلفه، ولذلك فكل يأتي برؤيته الشخصية وحاشيته ومخصصاته.. يقضي زمنه ويرحل ويترك الشعب يبكي التعليم ويتحسر عليه ويلعن وزراءه بحكومتهم.

يقيني أن أي معلم طموح يمكنه أن يكون وزيرا ناجحا للتربية والتعليم إذا كانت الدولة تهتم بالتعليم وتضعه على رأس أولوياتها و لديها هدف ورؤية واستراتيجية تسعى لتنفذها، وبالقدر نفسه لا يمكن لأي شخص أن ينجح في إدارة مدرسة أساس من 8 فصول ما لم تتوفر له الإمكانات المناسبة حتى ولو كان عالما لا يشق له غبار، وما حدث للتعليم العام من دمار في السودان لم يكن بسبب الوزراء بقدر ما هو بسبب سياسة حكومة المؤتمر الوطني تجاه التعليم الذي تكن له عداءً غريبا، ولسنا بصدد أن نعدد ما فعلته، فالنتيجة أمامنا تحكي عن نفسها، ويكفي أنها جعلت السودان يملك أسوأ نظام تعليم في العالم.

الأستاذة اسيا محمد عبد الله ستجد نفسها تجلس على كرسي سيارة فارهة ولكنها تمسك بمقود لا يغير اتجاها، وفرامل وكلتشي وبنزين تحت سيطرة آخرين، وستضيف لسيرتها الذاتية أسوأ تجربة في حياتها وستخرج مثلما خرجت سعاد والذين من قبلها، و نقول لها بصدق: وقعتي ما سمّيتي، وأكيد ما استخرتي.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..