ندوة ?الآثار والسياحة في السودان الواقع والمأمول? تشيد بجهود قطر وتقترح فضائية متخصصة ومؤتمراً للدراسات المروية.

بحري ? أماني شريف
تعد السياحة مورداً مهماً للدولة سيما تلك التي تدر أموالاً طائلة تنعش الاقتصاد الوطني، لذلك بات من المهم الاهتمام بها سيما تلك المتعلق بالآاثار والمتاحف التي يمكنها المساهمة في حل أزمة البلاد والخروج من نفق الأزمة الماثلة، نظم معهد الدراسات السودانية والدولية بجامعة الزعيم الأزهري ندوة بعنوان: (الآثار والسياحة في السودان الواقع والمأمول).
ذاكرة الأمة
في محاولة لوضع الأصابع على مكان العطب، أكد مدير هيئة الآثار والمتاحف د. عبد الرحمن علي محمد وجود تحديات تواجه الآثار على رأسها الامتدادات الزراعية والطرق الجديدة والسرقات التي تستهدف المواقع الأثرية والمتاحف، في ظل ضعف قانون حماية الآثار وعدم مواكبته للجريمة، بجانب انعدام الوعي لدى متخذي القرار والمواطن، لافتاً إلى الدور السياسي والاستراتيجي المهم الذي تلعبه الآثار السودانية، فهي تمثل ذاكرة الأمة وهوية الإرث القومي. وأضاف: فضلاً على أنها تساعد الدولة في محور الانتماء الحضاري والوحدة، منبهاً إلى أهمية إدخال المواقع الأثرية في السودان في السجل العالمي للآثار، مشدداً على ضرورة زيادة عدد المتاحف والمشاركات في المعارض الدولية، وقال: ?بات من المهم إطلاق قناة متخصصة في الآثار والتراث?. وتابع: ?أيضاً هناك جهود تبذل لقيام مؤتمر الدراسات المروية?.
سواكن وسنكات
من جهته، قال أستاذ الآثار ومدير إدارة المتاحف بجامعة الخرطوم د. أحمد حسين، في ورقته التي جاءت بعنوان (الأعمال الآثارية الجديدة في الشرق ? دراسات جامعة الخرطوم في سواكن وما حولها): ?إن الشرق غني بالآثار، وبه أقدم دلائل لإنتاج الذرة في أفريقيا وتساءل عن الفرق بين الترميم والصيانة في سواكن?. وكشف عن مشروع جديد ينفذ قريباً لدراسة القلاع بسواكن، ودعا إلى الاستفادة من منطقة أركويت في السياحة الأثرية لأنها تحتوي على المدافن القديمة بالإضافة إلى الاستفادة من منطقة سنكات في السياحة الدينية.
تجربة قطر
من جانبها، لفتت الدكتورة ندى بابكر مديرة معهد الدراسات المروية بجامعة شندى في ورقتها (الآثار في شمال السودان الواقع والمأمول)، إلى أن قطر نجحت في تطوير قطاع الآثار بالدعم المالي وتدريب الكوادر عبر المشروع السوداني القطرى الذي ضم (141) مشروعاً ناجحاً منها مشروع غرب شندي، كشف وجود (200) موقع أثري جديد بالضفة الغربية للنيل.
منهج دراسي
وأشار الدكتور السماني النصري من قسم الآثار بكلية التربية بجامعة الزعيم الأزهري إلى الآثار السلبية التي خلفها قيام السد العالي سيما تهجير أهالي حلفا، ولفت إلى أن منطقة النوبة تضم آثاراً كثيرة لابد من الاهتمام بها، فيما دعا المدير السابق لهيئة الآثار والمتاحف الدكتور حسن حسين إلى تمليك الصحفيين المعلومات الصحيحة والدراسات المهمة حول الآثار. وطالب وزارة لتربية والتعليم بالاهتمام بالآثار وإدراجها في المناهج الدراسية، وبالإضافة إلى تفعيل زيارات الطلاب للمتاحف.
زيارة الشيخة موزا
ونادى عميد معهد الدراسات السودانية والدولية د. آدم محمد أحمد بضرورة الاهتمام بالآثار، باعتبارها من الجواذب السياحية التي تفيد في زيادة الدخل القومي وزيادة النقد الأجنبي، لافتاً إلى وجود عدد كبير من السودانيين والوافدين لا يهتمون بالآثار، مشيراً إلى عدم دراية أبناء الدول القريبة والبعيدة بوجود أهرامات سودانية، ولم يسمعوا بها إلا بعد زيارة الشيخة موزا الأخيرة.

اليوم التالي