إعلامية أميركية تجذب ملايين المشاهدين بفضل ترامب

برنامج ريتشل مادو يصبح الأكثر مشاهدة بين برامج المحطات الإخبارية في الولايات المتحدة بسبب انتقادها اللاذع والمتواصل للرئيس الأميركي.
ميدل ايست أونلاين
الوصفة السحرية للشهرة
نيويورك (الولايات المتحدة) – توزع الإعلامية الأميركية ريتشل مادو انتقاداتها يمينا ويسارا مثيرة الاستفزاز هنا وهناك، لكن برنامجها التلفزيوني صار الأكثر مشاهدة بين برامج المحطات الإخبارية في الولايات المتحدة مدفوعا بعوامل عدة منها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لا يتطلب الأمر كثير عناء حتى يلاحظ المشاهد أنه أمام إعلامية من طراز مختلف، فهذه السيدة ذات الأربعة والأربعين عاما اختارت مظهرا يختلف تماما عن سائر زميلاتها في المهنة، فهي ذات شعر قصير وثياب بسيطة ولا تضع أيا من الحليّ وأدوات الزينة.
ولا يقتصر اختلافها على مظهرها البسيط، بل إن نبرتها الصارمة وشكل برنامجها الذي يذاع على شبكة “أم أس أن بي سي” المصنّفة على يسار التوجهات السياسية في الولايات المتحدة، جعل منه الأكثر مشاهدة بين الأميركيين.
تستهل ريتشل برنامجها بمقدمات قد تتجاوز العشرين دقيقة أحيانا، تنتقل فيها مستعرضة آخر الأخبار من فنزويلا إلى رومانيا، لتعود وتنقض على هدفها الأساس في الأشهر الأخيرة: دونالد ترامب.
وتقول ريتشل “أبدأ الحلقة كل يوم وأنا عاقدة العزم ألا أتعرض لترامب”، لكنها لا تتمالك نفسها من الحديث عنه وتوجيه الانتقادات اللاذعة له.
وهي متكلّمة مفوّهة تظهر مقدماتها ومداخلاتها ذكاء وعمقا يعكس تخصصها في العلوم السياسية بدرجة دكتوراه من جامعة أكسفورد.
تتلقى ريتشل سيلا من الانتقادات من المحافطين والجمهوريين، وهم لا يتوانون عن وصفها بملكة الأخبار الكاذبة، أو تسميتها بلقب ينطوي على لعب على الحروف ليصبح “مادكاو” أي البقرة المجنونة، بدلا من مادو.
لكن هذه الإعلامية ذات التوجهات الديموقراطية لا توفر في برنامجها اليسار أيضا من الانتقاد اللاذع.
في منتصف مارس/آذار الماضي كشفت ريتشل مادو الإعلان الضريبي لدونالد ترامب عن العام 2005، وبدلا من أن تتلقى التهاني على ذلك، اتهمها البعض في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل بأنها اشترت الوثيقة.
وتناولها بالتعريض المذيع التلفزيوني ستفين كولبرت الذي لم يوفر لباسها ومظهرها من النقد.
رغم هذه الانتقادات، يتربع برنامج ريتشل في صدارة البرامج الأكثر مشاهدة على المحطات الإخبارية في الولايات المتحدة، لتخلف بذلك المقدم السابق الشهير في محطة “فوكس نيوز” بيل أورايلي الذي ترك عمله في ابريل/نيسان الماضي بعد اتهامه بالتحرش الجنسي.
في مشهد إعلامي يطغى حضور الرجال فيه، تجذب ريتشل ثلاثة ملايين مشاهد يوميا، وهو رقم لم يسبق أن حققته محطتها التي لم تكن يوما في مصاف العمالقة مثل “سي أن أن” و”فوكس نيوز”.
ويبدو أن الفضل في هذا النجاح يعود بشكل أساسي لوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويقول فرانك سيسنو الأستاذ في جامعة جورج واشنطن والذي سبق له أن عمل في “سي أن أن” إن ما دفع برنامجها للنجاح هو “حاجة الناس إلى خطاب متزن، حتى وإن كان صاحب موقف”.
وهو يرى أن ريتشل مادو تمثل نموذجا مخالفا لما كان عليه بيل أورايلي الذي كان يعتمد “الصوت العالي والشتائم”.
ويؤيده جيف كوهين مدير قسم الإعلام في جامعة “إيثاكا” قائلا “حين تركز (ريتشل) على موضوع ما لا تقدم التكهنات، بل تستطيع أن تقدم حججا واضحة ومتماسكة ومقنعة”.
وإضافة إلى وصول ترامب، استفادت ريتشل من المطبات التي تواجه محطة “فوكس نيوز” التي فقدت مديرها العام ومؤسسها روجر أيلز واثنين من كبار مقدميها بيل أورايلي وميغين كيلي.
لكن ذلك لا يعني أنها قادرة على جذب جمهور المحافظين بسهولة.
ويقول فرانك سيسنو “لا أرى أن كثيرا من المحافظين سيتحولون فجأة إلى مشاهدة برنامجها” مشددا على أن توسيع قاعدة مشاهديها وتنويعها يحتاج إلى خطاب أكثر اعتدالا.



