راحت (السلطة) وجات (الفكرة)!

شمائل النور
حينما ألقي القبض على قيادي بحزب المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم، وظل رهن الاحتجاز لسويعات، كان يدري أنه سوف يبيت ليلته تلك في داره، وليس في الحراسة، لكن ربما لم يتوقع أن يزوره وزير العدل- شخصيا- في الحراسة، تخيّل وزير العدل يزور متهما في حراسته.
هو ذات الوزير عوض الحسن النور الذي شكا قبل أيام، بعد مفارقته الكرسي، أن هناك جهات في الدولة لا تؤمن بسيادة حكم القانون.. وهو بذاك التدخل يعدّ واحدا من الجهات العليا التي لا تؤمن بالقانون.
لا شك أن الوزير أصابته حالة شفافية ما بعد مفارقة السلطة، وهي حالة مستشرية عند كثيرين، وليس عند وزير العدل وحده.
قبل انفصال جنوب السودان كان محافظ البنك المركزي، صابر محمد الحسن يبذل جهدا خرافيا لإقناع الرأي العام أن الوضع بعد الانفصال سوف يتنزل نعماً على شمال السودان، اجتهد في تقليل خسائر الانفصال، بل لم يكن يرى خسائر بقدر ما هي مكاسب.
عقب مفارقة صابر الحسن الكرسي انظر ماذا قال في حديثه الذي نشرته صحيفة “الرأي العام”- وقتذاك- (كشف د. صابر محمد حسن، محافظ البنك المركزي السابق حُدوث صدمة اقتصادية في البلاد عقب انفصال الجنوب، وصفها بأنها تفوق الأزمة المالية العالمية، وقال: إنها ستكون مستدامة خلاف الأزمة العالمية، ودعا د. صابر إلى إعادة هيكلة الاقتصاد في السودان).
صلاح قوش، الذي تقلد منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات، وتحولت هذه المؤسسة في عهده إلى أهم وأشد مؤسسة حاكمة، بل بعضهم وصفها بأنها أصبحت في عهده دولة داخل الدولة.. قوش بعد أن فارق السلطة، واتهم في محاولة انقلابية اعترف أنه في بداية عهده في الجهاز كان يظن أن 90 في المئة من التقارير التي تصل الجهاز صحيحة، لكنه حينما بلغ المراتب العلا في جهاز الأمن اكتشف أن 90 في المئة من التقارير التي تصل إلى الجهاز غير صحيحة.
ولنا أن نتخيل، حجم وكم القرارات المصيرية التي أتخذت بناء على تقارير (مزيفة).
وغيرهم، كُثر، لكن السؤال، لماذا تأتي الشفافية بعد مفارقة الكرسي، وهل يُمكن أن نطلق عليها شفافية لوجه الله، أم بدواعي (يا فيها يا أطفيها)؟.
يبقى معقولاً ومقدراً في حق المسؤول حينما يواجه الأمر في لحظته، ويعلن أمام الرأي العام أنه لا يستطيع تقديم شيء، ويتقدم باستقالته وينصرف.. لكن أن “يتماشى” ويتكيف مع الوضع، ويظل طوال فترته في المنصب يُجمل القبح، ويسمي الشر خيرا، وما أن تطيحه رياح التغيير يلطم، ويشق على العدالة الضائعة.. ماذا نسميه؟.
التيار
نحن يا استاذه شمائل فى انتظار ان يفقد البشكير كرسه ونسمع ونشوف كيف ستكون الشفافية! ! . .
ناس لا تشعر بالتناقض لا ترجي منها خير
هذا نسميه يا استاذة بـ”الردحي والسكليب على الكرسي المفقود” أو كما قال “جون ميلتون”.
هم أصلاً يا شمائل لو كان عندهم دم ما كان تهافتوا على الوظائف هذه التي يراها أي شريف نها تكليف في الطاقة يأتي على حساب أشياء كثيرة جداً لا تُخصى ولا تعد بينما هم يرونها تشريفاً ومدخلاً للانتقال من حالة الفقر المدقع للترف المترف. وده السبب الرئيس في الكنكشة
نسميهم “الطفابيع” كما صاغها الأديب الكبير بشرى الفاضل
نقتبس شيئا يسيرا من تعريفه للطفابيع: «إن الطفابيع كائنات خاطفة نوعان، فهي شبه بشرية شبه حيوانية.” …. “وهم في نفس الوقت يتملكهم حقد دفين على بني البشر. وللطفابيع قدرات هائلة على التخفي في الأجناس والأديان، لكن الأديان هي بيئتهم الخصبة.”
و أضاف اليها د. الشفيع خضر في مقاله: “. فنحن لا نحتاج إلى إرجاع البصر كرتين لنكتشف كيف أن طفابيع بشرى الفاضل هجمت على بلاد السودان وأستوطنته، لتمزق كل ما هو سوداني ووطني، بما في ذلك قيمنا الجميلة والمشهود عليها، وتبتلع كل ذلك دفعة واحدة.”
لك التحايا والاحترام في زمن قل فيه الشرف وواضح لكل ذي عقل ان الأمر لا يعدو المصالح الذاتية و لله الأمر من قبل ومن بعد ز