مسؤولية اخلاقية فى الاول من ديسمبر

مسؤولية أخلاقية في الأول من ديسمبر

اخلاص نمر
[email][email protected][/email]

٭ الأول من ديسمبر هو اليوم العالمي لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) اذ يتأهب العالم بأجمعه للتذكير بهذا المرض الفتاك الذي تأتي الرسالة فيه من هيئة الصحة العالمية والهيئات والمنظمات الشريكة تحمل مضمون الانعتاق من هذا المرض بجهود يتكاتف المجتمع جميعا في بذلها والمزيد منها للوصول الى مجتمع خال من الايدز بإذن الله.
٭ يتعايش بعض مرضى الايدز معه زمنا طويلا ويشكل كل فرد منهم (قصة) لحالها تطرق في ماضي سحيق تحكي ألما كان نقطة فاتسعت اجزاؤها وتمدد فأصبح له وجع خاص لا تهنأ معه الدواخل.
٭ السودان واحد من الدول المجاورة لحزام الايدزوالمرض موجود في بلدي لكننا نفتقد لاحصائية واضحة نستند عليها في الحديث عن المرض فجهات الاختصاص لا تدفع بمعلومات كافية حول المرض في السودان وكل ما تلوذ به من رد حول هذه الاحصائية ما هو الا (إلتفاف) حول (حقيقة) تفشي المرض الذي تصفه بأنه (تراجع) كثيرا بعد الانفصال…! في طرح يعكس (فكرة) هذه الجهات في ان (الغالبية العظمى) من المرضى هم من دولة الجنوب !! (الشماعة) التي تعلق عليها الدولة كلما تعثرت خطواتها.. الفشل فتخرج من دائرة الفعل المطلوب بأمر انتشار المرض لدائرة اطلاق الحديث على عواهنه..
٭ الوصمة هي ما تؤرق المصاب بالمرض رغم (هدوء) التعايش لكن ما لم نستطع الى الآن محوه ولم يفلح البرنامج القومي لمكافحة الايدز ايضا القضاء عليه هي تلك الوصمة التي تلاحق المريض اذ ما زال (معنى وصفة) اليوم العالمي للايدز (محدود) بتواجد البرنامج ومشاركة المتعايشين لكنهم متبوعون بالوصمة التي تصحو يوميا وبصفة خاصة في الاول من ديسمبر اذ ينقصنا هنا في السودان حملات توعية مكثفة متواصلة على مدار العام تحمل رسائلَ تقود الى نور التعايش معه كأمر واقعي ومن ثم تخلي المجتمع عن الوصمة وعن تسجيل اصابات جديدة باتباع طرق (الوقاية) منه والتي وصف مستوياتها اجتماع الاستراتيجية العربية لمكافحة الايدز الذي انعقد في الرياض بـ (العالية) ضد المصابين بالمرض. خاصة وان شعار هذا العام هو الاتحاد في مواجهة الايدز من اجل اجيال خالية من الاصابات الجديدة.. خالية من الوصمة والتمييز خالية من وفيات الايدز يبلغ عدد المتعايشين مع المرض في العالم (3402 مليون شخصا)…
٭ ان الشراكة بين برامج مكافحة الايدز المختلفة والاعلام مكافحة تخصصاته هي خطوة ايجابية اولى في سبيل نشر التوعية بين المواطنين وفق استراتيجية للتواصل بين جهات الاختصاص والاعلام خاصة وان الاعلام اداة فعالة وقوية في تشكيل الرأي العام ونحن الآن احوج من قبل في تثقيف افراد المجتمع بالمرض والمرضى وضرورة تقبل المجتمع لهم بشكل افضل..
٭ يجب ألا نخفي رؤوسنا في الرمال ثم نطلق التصريحات (المهزوزة) الخالية من الحقائق.. يجب كذلك ان نواجه المرض بسلاح اقوى مما يشحذه هو .. يجب ان ننشر الحقائق مجردة مرفقة بخريطة توضح بؤر المرض وماذا يجري في سبيل صده في تلك الاماكن التي تسجل اعلى نسبة اصابة به… يجب ان نجعل الصورة واضحة عنه ونزيل كل ما هو قائم فيه وكل تعتيم اعلامي..

٭ همسة:-
بين المسافات .. زلت قدمها..
وهنت عزيمتها…
فآلت الى ظل…
على ظهره استندت…
وعند مغيب الشمس.. لم تجد..
من تستند عليه..!!
يا ويحي..

تعليق واحد

  1. الأيدز و ما أدراك ما الأيدز ….

    بداية حملات التوعية في أوخر الثمانينات حيث عقدت الدورات التدريبية للأطباء في مختلف ولايات السودان و تبع ذلك حملات نوعية عقدت في العديد من الأندية الثقافية و الرياضية للأسف تغيرت النظم و أسلوب إدارة البلاد و تغير إستراتيجية الدولة نحو العلاج و الخدمات الصحية بمجملها حيث أندفعت الدولة وراء موجة تمزيق الفواتير ( الوهمية) فلم تمزق أي فاتورة حقيقية لكنها أضافت أعباءً جديدة على كاهل المواطن ..

    كيف نرى دولة كانت تنفق على علاج مواطني العاصمة فقط أكثر من 7 مليارات سنويا ؟؟؟؟ كان ذلك قبل عام الرمادة ( يونيو 1989)..
    تلك هي الدولة التي تم تقويضها لإقامة المشروع الوهمي الذي كانت نتيجته الفقر و تدهور الخدمات العلاجية و التفسخ الخلقي الذي أدى لآلآف حالات الإصابة بالفيروسات (HBV ,HCV ,HIV)علاوة على اللقطاء و آلآف المدمنين من الجنسين ..!!!!

    لن أكون مبالغا إن قلت مشكلة مرضي الإيدز ليست أكبر من مشكلة الفقر و الملاريا و الكلازار والسرطان و الفشل الكلوي و الأمراض النفسية التي تفشت بين المواطنين نتيجة للضغوطات النفسية الناتجة عن الوضع الإقتصادي و الأمني المتردي و ليست أكبر من مشكلة العنف ضد الطفولة و المرأة و ليست أكبر من مشكلة المخدرات التي تدمر شبابنا …لكن هي أحدي فواجعنا و لا بد من التعامل معها بجدية و بمهينة و أن نمنحها مساحة و أهتماما مستداما و ألا نتعامل معها ( كالمولد) حين يحل في ربيع أول من كل عام.!!!

    نعم هناك عدد من أفراد الشعب ( سيئي الحظ) أصيبوا بمرض فقدان المناعة المكتسبة بيدهم أو بيد غيرهم فذلك ليس مهما( بالرغم من قصور نظرة المجتمع) فهم قطعا يحتاجون لدعم الدولة من ناحية الرعاية الصحية و توفير الدواء و إيجاد فرص العمل المناسبة و أيضا الدعم المجتمعي الذي يجب أن يغطي جوانب المشكلة من الناحية النفسية و الإجتماعية ( إعادة التأهيل) ..

    ماذا نستطيع أن نقدم لمريض نقص المناعة كمجتمع ؟؟ ( بأعتبار أن الدولة ستقوم بما يليها).

    1/ إستنفار (الجهد الطوعي) لخريجي علم النفس الإجتماعي و علم الإجتماع لأنهم الشريحة الأقدر على التعامل مع المشكلة و مع كلا المريض و المجتمع .و عدم ترك كل الجهد للأطباء فلن ينجحوا في ذلك وحدهم ..

    2/ تكثيف الندوات و البرامج التوعوية ( الإحترافية) عبر كل القنوات المتاحة و أستقطاب دعم الخيرين لتسهيل العمل .

    2/ الضغط على الجهات الرسمية لفتح مركز أو مراكز تأهيل ( نفسي -اجتماعي) للمرضى و أسرهم، و لا أظن أن المال يمثل عقبة فقد صرح د.اسامة على توفيق بأنهم تلقوا أكثر من 700 مليون من هيئة الصحة العالمية خلال العام الماضي فبدلا من صرفها على المؤتمرات و الإحتفالات السنوية علينا بتوظيفها في أعمال مستدامة ..

    3/ توعية المجتمع ليس فقط في الوقاية من المرض لكن في كيفية تقبل المريض و التعامل معه و هذه واحدة من أهم طرق معالجةالوصمة(social stigma)و ذلك عبر التركيز على أن مرض نقص المناعة لا ينتقل بالمصافحة أو الملامسة أو المخالطة الإجتماعية و أن لا يصدر الناس أحكاما مسبقة على المريض و أن يفهم الناس أن هناك ملايين الحالات التي حدثت قبل 1980 نتيجة لعدم و
    جود كواشف مرض نقص المناعة و تمليك المواطن كل المعلومات المطلوبة ليقتنع ( بصحة الدعوة)..

    4/ توظيف المساجد و أئمتها في هذه العمل بقدر الإمكان ..

    لو ركزنا على هذه النقاط ( وقطعا هي ليست كل شيء) سنتمكن و بأمكانيتنا المحدودة من تقديم ما تعجز عن تقديمه كبريات الدول و بامكانياتها اللا محدودة فنحن شعب يتميز بالصبر على المكاره و نتميز بحب الخير و مساعدة الضعيف و العاجز فما بالك بمريض نقص المناعة الذي لا يحتاج منا أكثر من أن نتفهم مشكلته و أن نتعايش معه كأي شخص عادي ..

    الشكر لك أستاذة إخلاص نمر

    بين المسافات .. زلت قدمها..
    وهنت عزيمتها…
    فأوت الى ظل…
    على ظهره استندت…
    وعند مغيب الشمس.. لم تجد..
    من تستند عليه..!!
    يا ويحي..

  2. عافاك الله وحفظك من شر ما خلق اتى الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ليتمم لنا مكارم الاخلاق ورحمة للعالمين ونحن فقدنا الاخلاق فما بالك بالباقى نسأل الله السلامة لأهل السودان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..