هل يمكن تكوين حكومة من(14)حزباً سياسياً؟

الحسن هاشم
كرر المؤتمر الوطني طيلة سني حكمه الذي شعر بعزلته المجيدة كرر بأن(المؤتمر الوطني تنازل عن نصيبه في كيكة السلطة حتى أصبح أكثر من(50%)بقليل في الحكومة القومية) (الإنتباهة) 14 ديسمبر 2011م
وهنا فإن المقررات الغير متوقعة يعبر بها المؤتمر عن “تنازله” عن نصيبه ! وكان نصيبه في هذا الوطن نصيب منحه الله ولن يخلع المؤتمر ثوباً ” ألبسه الله إياه” ولا أدري في ظل هذا التعالي بالتكرم و”العطية” من المؤتمر الوطني للأحزاب التي شاركته في حكومة 2011م ، كيف تقبل بهذه “العطية” والمنحة من حزب لا يستطيع أن يدعي حقيقة بأنه هو صاحب الحكم والسلطة والجاه دون غيره.
هذا من حيث المبدأ الذي نعتقد جازمين بأن أي حزب يقبل بهذا التقسيم حزب لا يملك لنفسه قراراً لا يملك شرف الانتماء للوطن وشرف تمثيل شعبه.ففي عام 2011م ادعى المؤتمر الوطني ذلك، وكون حكومة من66وزيراً و12 تنظيماً الرأي العام8ديسمبر2011م، فماذا أنجزت تلك الحكومة حتى رحيلها؟ واقع الحياة اليومية تفي فقط بالرد على السؤال.
في التكوين الوزاري الأخير في مايو2017م استمرت المشاورات لشهور عديدة لأن هنالك 1500(ألف وخمسمائة) مرشحاً للوزارة في كيكة السلطة الصغيرة؟!! وأجزم بأن دولة في العالم وعلى مدى ما سبق من تاريخ، وما هو كان وما هو قادم لم تشهد مثل هذا العدد للترشح للوزارة؟
ربما يعتقد البعض بأن هذه الأعداد تعني وجود قيمة المدافعة والمنافسة، ولكنها حقيقة الأمر تعني قيمة “الرشوة” التي يقدمها المؤتمر الوطني لهذه الأحزاب من جهة،وتهافت الأحزاب نفسها للمناصب وليس إلا.. و لكن هل تستطيع الأحزاب المشاركة هذه المرة 2017م أن تفي ما عجزت عنه في العام 2011م؟
يجيب على التساؤل الشيخ رئيس حزب الوسط يوسف الكودة قائلاً:( ربما يكون البعض من الوزراء يملك نية الإصلاح، لكن ربما لن يجد لذلك سبيلاً في ظل معارضة مشتتة وحكومة قابضة أمام الرأي الآخر)الجريدة 13 مايو 2017م. أما زعيم حزب الحقيقة “الفيدرالي” فقد قال:( حان الآن ليعرف السودانيون ما دار خلف الغرف المغلقة للحوار الوطني) ويضيف بأن المؤتمر الوطني لا يستمع أصلاً وهم رفضوا توصيات اللجان الـ(6) وخارطة الطريق والحقوق الانتقالية وحكومتها ومشاركة الحركات المسلحة فيها)ووصف بعض مما حدث في الحوار بأنه “صعب البوح بها الآن”؟؟؟!.والحزبان إسلاميان فما بقى منها للتحالف مع المؤتمر الوطني. أما الأستاذ محمد مختار الخطيب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي فيجيب على سؤال ندى رمضان بالجريدة في 15مايو2017م :(سندعو كل الأحزاب والشعب السوداني للتصدي بقوة لما يجري “قبل الفأس تقع في الرأس” سواء من النظام أو القوى الدولية).
الميدان