تشرذم الحركات الإسلامية

تشرذم الحركات الإسلامية
محمد عيسي عليو
جاء الإسلام بترتيب واضح لا لبس فيه، فالقرآن هو دستور المسلم، وهو التحصين والحرز الحريز، هو دستور للفرد ودستور للجماعة ودستور للدولة، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يهدي الناس بالقرآن بعد ان جاء الإسلام الدين الخاتم من الله تعالى والقرآن هو كلامه سبحانه وتعالى، وما أشكل أمر للنبي صلى الله عليه وسلم الا وبحث حله في القرآن الكريم، وما السنة المحمدية الا تفصيل لما أجمله القرآن، وهكذا جاء الصحابة من بعده، وكان خليفة رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق، لا يغفل لحظة عن المداومة في تتبع أثر القرآن، فحروب الردة التي خاضها كان في البداية اختلف معه حولها بعض الصحافة أولهم عمر بن الخطاب على اعتبار ان المرتدين يقولون انهم يشهدون أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، ولكنهم يمنعون الزكاة، فكان رأي سيدنا عمر كيف نقاتل من يشهد أن لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، ولكن ابو بكر الصديق المتتبع للقرآن في كل نسمة وكل لحظة، قال قولته الشهيرة: والله لأقاتلن من يفرق بين الصلاة والزكاة، واذا ما لاحظنا سنجد في معظم الآيات الكريمات التي فيها الصلاة تأتي بعدها مباشرة الزكاة. وعندما جاءت الخلافة لسيدنا عمر بن الخطاب قال قولته الشهيرة: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. ولكن ما انتهى عهد الصحابة الأجلاء الاربعة الكرام البررة، حتى رجع العرب القهقرى وتراجعت المرافعات القرآنية الى المدافعات القبلية في دولاب الحكم فحكم الأمويون ومن بعدهم العباسيون، وكان الحكم بالحديد والنار لا بالسنة والقرآن، ومن هناك انتشرت الفرق والمذاهب وتكاثرت النِحل كالنَحَل في رؤوس الرجال، ظهرت فرق الشيعة والمعتزلة والأباضيين والعلويين، واشتهر الجدل بين الناس لدرجة الترف الالحادي حتى وصل الامر هل القرآن مخلوق؟ لا يكفي أن تقول هو كلام الله حتى جلد الخليفة الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ومن هناك انتشرت الملل والنِحل حتى وصلت أصقاع الأمصار الإسلامية في الغرب والشرق، ومن ذلك العهد والأمة الإسلامية لم تجد عافية، تمزقت أيدى سبأ، وأصبحت كالحمل الوديع الذي تتخطفه الذئاب من كل حدب وصوب. هذا التفرق مصنوع من أعدائنا منذ الأزل وحتى يومنا هذا، ونحن لا نعي ولا ندري، كل حزب بما لديهم فرحون.
ما هو نصيبنا نحن في افريقيا والسودان من هذه الخلافات الفكرية؟ معروف أن افريقيا تعج اليوم بالاختلافات الفكرية الإسلامية حتى ظهرت مؤخراً منظمة بوكو حرام الشرسة التي تحرم كل شيء قادم من الغرب، وفي مالي ظهر السلفيون بأقوى مما يتخيل المرء، أما في الجزائر فوصل التطرف في تسعينيات القرن الماضي أن يقتل الفرد أعضاء أسرته بكاملهم، وهكذا في معظم المغرب العربي، ربما دول غرب افريقيا الصغيرة هي الأكثر اعتدالاً نوعاً ما، ولكن التطرف في طريقه اليها.
أما نحن في السودان فكان نصيبنا الانقسامات، وبما أننا والحمد لله مسلمون سنة، على عكس كثير من الدول الإسلامية، ولكننا ابتُلينا بالانقسامات الدينية، ودونك المولد النبوي، كم من راية مرفوعة تزعم أنها الكل في الكل دينياً وكم من شيخ وكم من مريد، أشير الى التنافر الأخير الذي حصل بين الصوفية وأنصار السنة في المولد الأخير وصل حد التشابك بالأيدي والتنابذ بالألفاظ، ولا نغفل أن هناك كيانات أخرى لها راياتها العالية كالأنصار، والتيجانية والبرهانية، والسمانية وقريباً ستظهر لكم راية الشيعة السوداء، ماذا تقولون؟ ما فيش حد أحسن من حد، في ذلك الوقت ستنقلب الطاولة تماماً وسيصبح العنف هو سبيل معالجة القضايا، مع أننا نشيد بسلمية الحركات الدينية في السودان سابقاً والائتلاف فيما بينها ولين الجانب، ولكن بتمهيدنا لأرضية العنف من خلال التباعد بين الصوفية وأنصار السنة حتى وصل الأمر الى الضرب واستلال السكاكين، وربما وصل الأمر لاستعمال آلية أشد، هذا وحده ليسهل للشيعة في السودان الطريق الى نيل المآرب، لقد تلمسنا سلوك الشيعة في السودان مؤخراً مع التسهيلات التي وفرتها حكومة الانقاذ لهم تحت تغطيات كثيرة ثقافية وسياسية واقتصادية، أكاد أن أجزم أننا لن ننل منها شيئا ايجابيا، وانما سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً وقدرنا من ذلك مراراً، لا لشيء في الشيعة، وانما نحن في السودان لسنا في حاجة ماسة لاستيراد فكر ديني جديد، «الفينا مكفينا».
لقد استوردنا من مصر فكرين لم نحسن توظيفهما في السودان للأسف، استوردنا الشيوعية واستوردنا الحركة الإسلامية ما هي الفوائد التي جناها الشعب السوداني من هذه الطوائف، لقد علمتم ماذا فعلت الشيوعية عندما استلمت الحكم في السودان 9691 – 1791م وماذا فعلت الحركة الإسلامية عندما استلمت الحكم في السودان 9891 – 2102م، وهنا أشير الى مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير. فما ساد من سلم طيلة العهود السابقة، بدل من أن تدعمه الحركة الإسلامية مع جلال هيبتها وغزارة علم رجالها وقوة سلطانها، الأمر غير المتوفر للآخرين، ها هي تتجزأ وتتناحر، بل وصل الأمر الى تصفيات سياسية تستغل فيها أدوات الحكم «المحاولة الانقلابية الأخيرة» هذا الاتجاه الخطير ربما يرجع بالبلاد الى عهود التيه والضلال والاغتيالات، لأن التصدع اذا بدأ من دولاب الدولة فبعثرة الأوراق تكون أسهل. وهذا هو المطلوب والذي ترجوه القيادات المعادية للإسلام، لأن صراع الفكرة بين رجال الدولة والحكومة الواحدة يسهل الاستقطاب من كل القوى الأخرى مع أو ضد. هل نحن في السودان في حاجة لكل هذه الابتلاءات والبلاءات، ألم نتعظ من الذي جرى ويجري فيما حولنا. أرجو من الحركة الإسلامية أن تدير أمرها بهدوء وعقل وأن تسعى للم شمل الجميع حتى تكون دولتنا دولة إسلامية في اطار تحول سلمي ديمقراطي يجمع ولا يشتت، ونفوت الفرص على الآخرين الذين أفسدوا زهرة حياة الدولة الإسلامية الأولى، أرجو ألا يفسدوا علينا اخرها بعنف الحركة الإسلامية المتوقع اذا لم يتدخل العقلاء وان حصل لا سمح الله لن يقف عليهم وسيحصل الطوفان.
أعتذر لقرائي الكرام في الأسابيع القادمة لانقطاع المقال الاسبوعي، لمغادرتي البلاد بسبب وعكة صحية، وسوف أحاول من هناك، الاتصال والتواصل اذا سمحت الظروف – نطلب العفو والعافية والدعاء. والسلام.
الصحافة
اخي الكريم كاتب هذا المقال ارجوا ان تتجرد من صحيفيتك وانت صحفي لتقف مع المرأة التي عذبها جهاز امن الحكومة ليتنزع حقها و انت تمثل مجلس شوري اكبر قبيلة عربية (الرةيقات) ساندت هذه الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وهي الان تنتهك حرماتها بسبب رجل امثالك همه يكتنز المبالغ ويمتلك منظمة وكرين للعربات في الصحافة اين فحوى كلامك المكتوب هذا من اعمالك وانت اكثر من خدم هذه الحكومة وياتي مقالك متناقض تمامامع كل ما تقوله وتفعله وارجو ان تفيق وتساند سمية هندوسة بدلاً عن عمود الخرف الذي تكتبه
العزيز عليو ..عدم وجود أسلوب لتسلم السلطه فى العالم الإسلامى كان السبب الأول فى تكوين تلك الجماعات التى خرجت وكان الخروج إنشطاريا فمنهم من حمل السلاح ومنهم من نأى بنفسه عن الصراع وحدث التشيع ومن زهد فى الحياة الدنيا لجأ للعزله والتصوف ولكل منهم أتباع أو أصحاب ومريدين .وماتلى ذلك من دماء أريقت فى العهدين الأموى والعباسى ولكل عهد أئمه معه وآخرين ضده!!أعتقد حتى الأئمه الذين ظهروا فى تلك الفتره كان لأنظمة الحكم الأثر الواضح فى نهجهم الذى إتبعوه وفتاواهم التى أخرجوها للناس بجانب تأثير تلك البيئه المحيطه بهم..لهذا ظل التشرذم والتشظى الذى وصل حد التكفير ملازما للأمه الإسلاميه منذ تلك الفتره ويزداد بمعدل متوالى يوما بعد يوم إذا وضعنا فى الحسبان العامل السياسى أو القهر الذى تمارسه الأنظمه بإختلاف مسمياتها.ولا ننسى التنافس بين أولئك الذين يتكسبون من وراء الدين ويتخذونه تجاره وهو تجارة رابحه ورائجه رواجا بديعا خاصة فى المجتمعات التى يكثر فيها الجهل والأميه حتى يومنا هذا..وقد قلت مرارا إن المسلمين أحق بمؤتمر حوار قبل أن يذهبوا لمؤتمر حوار الأديان !!فنحن نقتل بعضنا بعضا وبفتاوى من من يتخذون من أنفسهم أئمه ولهم أتباع من الرعاع أو المهووسين!!فانظر أين أنت من صوفى وسنى وشيعى وهذه الثلاثه لها من الفروع مالايحصى ولايعد!!أما البلد فقد دخلها الجميع حتى بوكو حرام هذه لها أتباع وناس مالى والنيجر والقاعده وغيرهم وغيرهم وفى الختام لن نجنى منهم سوى الهدم والتدمير وسؤ العاقبه والمصير
نطلب لك العفو والعافية وأن يردك المولى عز وجل عافياً معافاً وبكامل صحتكم إلى وطنكم بعد العلاج ..
أما الحركات الإسلاموية في السودان ومصر والأردن وسوريا وتونس وليبيا وحماس وحزب الله ،، ، ندعو الله تعالها أن يشتتها وأن لايجمع بينها بخير وأن ينزل على قياداتها وأعضائها بلاءاً لا علاج لها في الدنيا والأخرة وأن يدمرهم جميعاً كما دمروا السودان ويدمرون مصر حالياً وتونس وليبيا وسوريا ويحاولون في الأردن والكويت ،،، اللهم لاتقم لها قائمة ،، ، اللهم أجعل كيدهم في نحرهم يارب العالمين .. آمين آمين آمين آمين آمين