اسطورة الشريعة الإسلامية (3)

اسطورة الشريعة الإسلامية (3)

خالد يس
[email][email protected][/email]

كان من المفترض ان نختم مباشرتا حول مفهوم الرسالة الإرشادية بناء على رؤية التحولات الاجتماعية والاختلاف بينها وبين الرسالة الإرشادية في الفكر الإسلامي، ولكن التعليقات والمداخلات كانت ثرة بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مما شجعنا على المواصلة في عرض الاختلاف بين الرسالة القيمية والرسالة الإرشادية ولذلك سيكون هنالك رد لتعليقات مباشرة واخرى تجد الرد عليها في داخل السرد.
ان ما يشجع الفرد على رفض كل فكر جديد هو حاجته إلى الثبات النسبي فالانسان يعرف ذاته من خلال القيم ولان القيم تكون ثابتة نسبيا فهو يقاوم كل تغيير أو تحول وذلك ديدن الإنسانية لكل دارس للتاريخ. فليس من السهل تقبل الفكر الذي يناقض ما هو موجود ومتداول. فقد تحول الفكر والقيم إلى هوية إنسانية ولذلك نقد الفكر يعني في عرف المجتمعات نقد للذات حتى ولو ادعوا ان مقاومتهم لكل جديد نابعة من فرض الهي، فالتماهي الكبير في ذلك الفكر (الإسلامي) بين الإنسان والإله يجعل من الشخص الذي ينتقد القيم الإنسانية والفكر الإسلامي كانه يقدم نقد في الذات الإلهية. وهو ما ظهر في المقال السابق فاصحاب النقد لم يتجهوا للمقال لتفنيده ولكن اتجهوا اما إلى عنوان المقال أو نقدوا افكار لا علاقة لها بالمقال. فالمقال السابق يقول بان تلك القيم التي جاءت داخل الرسالة الإرشادية هي قيم جاهلية بناء على رؤية التحولات الاجتماعية أو التاريخ واوردنا بعض الامثلة واوردنا مراجعها التاريخية. فكان الاولى ان يتم تفنيد تلك المراجع للذين يقولون ان الله قد انزل قيم من السماء لاهل الارض وان القيم تلك لم تكن موجودة من قبل. وللذي كتب معاتبا على استخدام كلمة اسطورة باعتبار ان هنالك الكثير ممن يتبع تلك الشريعة ويجب مراعاتهم. ولكن هذا حوار فكري فيجب ان يكون من الوضوح بالامكان بالإضافة إلى ان الفكر الإسلامي لم يدع لنا مجال للحوار معه، فكل نقد لذلك الفكر يعني نقد للذات الإلهية ويعني التكفير حتى ولو كنت تؤدي كل الطقوس والشعائر الإسلامية، ويكفي مثالا قتل الناس في وقت الصلاة في الجرافة ومدني وغيرها بدعوا انهم كفار. فذلك الفكر ياخذ البريء بذنب الجاني بدعوي انه امر الهي، كل ذلك لم يجعل لنا امكانية لمراعاة المشاعر في حين ان هنالك من يموت دون ذنب واعتبار ان في موته ذلك انتصار للإله ثم يقراون (من قتل نفس بغير نفس).
ومن التعليقات المهمة التي سنبدا بها هي تعليق: اراك عند الاشارة لايات القران تكرر عبارة “المصحف العثماني الرجاء التوضيح…”. ورغم اننا تناولنا بالنقاش بشكل مستفيض الاختلاف بين المصحف العثماني والكتاب الإلهي لكن لا باس من بعض الاشارات (وللمزيد ارجو الرجوع إلى مدونة الثقافة السودانية وازمة التدوين على الرابط التالي kahmmed.blogspot.com).
ان إحساس الرعب الذي يتولد من طرح الأسئلة عن الإله والرسالات وغيرها من التفاصيل ينبع ذلك الإحساس بالرعب من ان النخب العربية لم تحاول ان تتجاوز الترميز المجتمعي للإله من قبل المجتمعات العربية في زمن الرسالة وحتى الآن، فكان الترميز القيمي لأدوات الرسالة السماوية (النص وقيمه والرسول والاماكن الجغرافية ..) باعتبارها شريك للإله من قِبل المجتمعات، قد تم صياغته كمفاهيم من قبل النخب. فصياغة النخب للكتاب كقيمة للإله ومفهوم العصمة للرسول كشريك في القيم الإلهية، والإلزام والفرض من قبل الإله كسيد وغيرها كل ذلك تم بناء على الترميز القيمي من قِبل المجتمعات للإله. ولذلك نجد من تلك المفاهيم مفهوم الفرض والإلزام باعتبارها قيم من الإله السيد للإنسان، رغم ان الإله لم يأتي في مضمون الرسالة بمفهوم فرض عليكم ولكن كان الخطاب (بكتب) كعهد لمزيد من الوعي بذلك العهد. ولكل ذلك لم تتجاوز النخب بمفهوم العبادة مفهوم الإله السيد الذي يؤمر وينهي ولم تستوعب الإله المتعالي الذي يرشد.
فكل القيم التي تم تداولها من قبل الفكر الإسلامي باعتبارها قيم إلهية إذا كانت الشريعة الإسلامية كما بينا سابقا أو القران الكريم كما سنبين عبارة عن قيم ثقافية، فلم تتجاوز تلك النخب المجتمعات التي رمزت قيمها الثقافية كقيم إلهية وبالتالي أصبحت الرسالة رسالة ثقافية وداخل الثقافة تاريخية أي تستوعب مرحلة تاريخية محددة. لذلك تجد ذاتها في شخوص تلك المرحلة وحياتهم فعند ضرب أي مثال عن سماحة الإسلام أو وعدل الإسلام أو غيره ترجع الذاكرة مباشرتا إلى تلك المرحلة مما يعني انه لم يكن هنالك اسلام خارج ذلك الإطار التاريخي.
مقاربة المصحف العثماني للكتاب الإلهي:
ان التعريف الاصطلاحي للقران: هو كلام الله المعجز الذي نزل به الروح الأمين على قلب الرسول (ص) بألفاظه العربية ومعانيه الحقة ليكون حجة للرسول على انه رسول، ودستورا للناس يهتدون بهداه يتعبدون بتلاوته المدون بين دفتي المصحف المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس المنقول إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلا عن جيل محفوظ من أي تغيير أو تبديل.
لنقد ذلك التعريف من منطلق تاريخي قبل توضيح رؤية التحولات الاجتماعية ومن المراجع المعتمدة للفكر الإسلامي، نجد أولا المصحف الذي يقرا الان لم يكن يسمي القران الكريم فتلك تسمية جاءت مع التاريخ ولكن كان يسمي بمصحف الامام أو المصحف العثماني نسبة إلى الامام عثمان بن عفان وذلك لتمييزه عن بقية المصاحف فكان بالإضافة لذلك المصحف نجد (مصحف بن مسعود، ومصحف ابي موسي الاشعري، ومصحف ابي بن كعب، ومصحف المقداد، ومصحف بن عباس) (الاتقان للسيوطي وغيرها من المراجع). اذن لم يكن يسمي القران أو الكتاب الإلهي الا في مرحلة لاحقة.
بل أكثر من ذلك فحتى في القراءة التي تكون لمصحف واحد مثل المصحف العثماني نجد اختلاف في القراءة للآيات (اختلفَ رجلان في سورةٍ ، فقال هذا : أقرَأني النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا : أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم. فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك ، قال فتغير وجههُ ، وعنده رجلٌ فقال : اقرأوا كما عُلِّمتم – فلا أدري أبشيء أمِرَ أم شيء ابتدعه من قِبَل نفسه – فإنما أهلك من كان قبلكم اختلافُهم على أنبيائهم. قال : فقام كلّ رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه. نحو هذا ومعناه) (تفسير الطبري)، ونقلا عن محمد عابد الجابري، مدخل إلى القران الكريم ? الجزء الأول في التعريف بالقران (روي البخاري عن عمر بن الخطاب انه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرا سورة الفرقان (في صلاته) على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله (ص) أقرانيها، وكدت ان أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته (أمسكته) بردائه، فجئت به رسول الله (ص) فقلت: اني سمعت هذا يقرا (سورة الفرقان) على غير ما اقرائتنيها، فقال لي: “أرسله” (ارفع يدك عنه). فقال له: “اقرا”. فقرا، قال (النبي): “هكذا أنزلت”. ثم قال لي: “اقرا”. فقرات، فقال: “هكذا أنزلت، ان القران انزل على سبعة احرف، فاقروا منه ما تيسر”).
هذا على مستوى تعدد المصاحف والقراءات. وكذلك قولهم ان هذا المصحف هو مصحف أو قران الهي تم حفظه من قبل الإله فذلك خلط بين الكتاب الإلهي أو العهد أو الوعي، فالكتاب في اللغة العربية وفي الرسالة الإرشادية يعني العهد والوفاء به وهو ما جاءت به مفردات كثيرة مثل (كتب عليكم، وكاتبوهن وغيرها)، فلم تكن العرب تلجا إلى الكتاب ولكن اعتمدت على ذاكرة الحفظ. اما المصحف العثماني فهو قيمة إنسانية يتعرض لما يتعرض له الإنسان رغم تسليمنا بالاجتهادات التي تمت لتجميع المصحف ولكن فترة الرسالة الطويلة (23 عاما أو اقل بقليل) اوجدت اثرها في عدم حفظ كل الارشادات التي وردت (يقول القرطبي عند تفسيره لسورة الأحزاب: (سورة الأحزاب مدنية في قول جميعهم. نزلت في المنافقين وإيذائهم رسول الله … وكانت هذه السورة تعدل سورة البقرة، وفي رواية عائشة زوج النبي قالت: “كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله (ص) مائتي اية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن”، وفي تفسير القرطبي أيضا: (قال مالك في ما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: انه لما سقط أولها سقط “بسم الله الرحمن الرحيم” معه. وروي ذلك عن بن عجلان انه بلغه ان سورة “براءة” كانت تعدل البقرة أو قربها … وعن حذيفة قال: ما تقراون ربعها” يعني براءة”، وفي الصحيحين عن انس انه “نزل قران في الذين قتلوا في موقعة بئر معونة، قراناه حتى رفع وفيه: “ان بلغوا عنا قومنا انا لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا”) وغيرها الكثير.
اذن فالنص المقروء في المصحف العثماني حسب تعريف رؤية التحولات الاجتماعية هو رسالة إلهية ارشادية بلغة إنسانية “عربية” كما غيرها من الرسالات فكل الرسالات الإرشادية التي استخدمت لغات المجتمعات التي اتت بها فالإله يتعالي ان يكون له لغة محددة يتصف بها (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (سورة إبراهيم الاية4))، وقد فرق الإله بين الرسالة وبين الكلام المقروء فليس كل من قراء الكلام المقروء استطاع استيعاب الرسالة (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سورة الانعام الاية 7))، وتلك الاية توضح بجلاء ان الرسالة لم تأتي ككتاب أو كقيمة مادية ولكن كعهد أو قيمة معنوية. فالكلام المقروء هو محض ارشاد ولا يحمل دلالة مباشرة الا عند استيعابه ككلية وليس جزئيا.
اذن فالتعريف السابق للقران الكريم عبارة عن تعريف ثقافي باستيعاب الإله داخل الثقافة وذلك بتضمين قيم ثقافية من اللغة إلى باقي القيم الثقافية باعتبارها قيم إلهية وهو ما يقف ضد مفهوم التحولات الاجتماعية التي تري في تاريخ المجتمعات عبارة عن تحول في مفهوم الإنسانية مما يستتبعه تغير في القيم وبالتالي المفاهيم. ولنضرب مثل لبقاء القيم الثقافية من اخر قانون نافذ للاحوال الشخصية في السودان للعام 1994م، يعتبر الملاعنة قيمة اساسية داخل ذلك القانون والتي تسمي بيمين اللعان، رغم ان التحولات اوجدت طرق أخرى لاثبات النسب التي قامت الملاعنة أساسا عليها ولكن لان الملاعنة هي في ذلك الفكر هي قيمة إلهية فلا يمكن استبدالها ولكن إذا استوعبنا ان تلك القيم هي قيم إنسانية فيمكن ان نستوعب الطرق الأخرى لاثبات النسب دون الحاجة إلى الملاعنة.
ومن المداخلات الأخرى الاشارة إلى القصص في القران اهل الكهف وغيرها ولماذا اخذت من التاريخ اليهودي؟ لقد اشرنا في المقال السابق ان الرسالة تحتوى على الواقع الجاهلي ولكن كانت تسعي إلى تجاوزه بالارشاد ولذلك فالتاريخ المشترك لليهود والعرب ادي إلى ان تكون تلك القصص من الأشياء المشتركة بينهما، ولكنها في المصحف العثماني جاءت كما رويت في التاريخ العربي وليس التاريخ اليهودي مع الاتجاه نحو مغزي تلك القصص لذلك تم تحييد التاريخ والكثير من التفاصيل في المصحف حتى تستوعب النخب المغزي مباشرتا، (وارجو مراجعة كتاب الفن القصصي في القران ? محمد احمد خلف الله)، ونقتطف هنا من المقدمة (ومما يؤكد هذا الذي يذهب اليه المفسرون ان القران الكريم قد جري في اقاصيصه على هذا الأساس اساس ان القصة انما توصف بالحق لانها تشرح الحق وتقدره لا لانها في ذاتها حقيقة ثابتة). وكذلك كتب محمد عابد الجابري عن القصص في القران، في كتابه المشار اليه سابقا (مدخل إلى القران) (قد نضطر إلى ان نذكر في الهامش ما هو ضروري لشرح كلمة أو بيان مسالة مما ذكره المفسرون القدماء في شانها، ماخوذا من مخايلهم الاجتماعية والفكرية وموروثهم الثقافي، وهذا ليس لان ما ذكروه صحيح في نفسه بل لكونه يعبر عن فهم العرب لتلك الكلمة أو المسالة والقران خاطب العرب حسب معهودهم وبالتالي اراد منهم ان يفهموا في اطاره ما يخاطبهم به.
وما نخلص له إلى ان التداخل بين العرب واليهود هو الذي مرر تلك القصص اليهم واستوعبوها على حسب وعيهم الثقافي، وقد استخدمت الرسالة الإرشادية تلك الصورة التي في ذهنية العرب كما هي لتوصيل الإرشاد، فتلك القصص عبارة عن ضرب للامثال للاستفادة منها وليس الغرض من الاتيان بها في الرسالة الإرشادية هو تدوينها تاريخيا، ولذلك نجد القصة الواحدة تسرد عدة مرات لتبين في كل مرة مغزي بعيد عن الاخر. فماذا استفدنا من قصة اهل الكهف هو الأساس دون ان ننشغل بعدديتهم إذا كانوا ثلاثة أو خمسة أو غيره، وكذلك بقية القصص.
ونواصل

تعليق واحد

  1. حسبما أذكر لم يكن السؤال عن لماذا تم أخذ القصص القرآنية من التوراة … لو حدث ذلك فيمكن القول إن المصدر إلهي واحد ، لكن السؤال كان : لماذا المصدر أساطير الهاجادا ؟ و كما ذُكر أن الهاجادا هي تفاصيل القصص الأسطورية الموجودة في المدراش والمدراش تعليقات وشروح دينية للتوراة لكنها تتعلق بالأساطير و التأويلات اليهودية والكثير مما لم يذكر في التلمود و التلمود اكتملت كتابته على ما بين القرن الخامس و السادس للميلاد على الأرجح …. هذا هو السؤال أو الأسئلة التي وردت …. و هناك سؤال عن تطابق قصة الخلق و كثير من قصص الماضي البعيد بين القرآن و التوراة و الأساطير السومرية ؟

  2. أخي خالد سلام الله عليكم .. علمت من متابعتي لأحاديث الشيخ القرضاوي أن هنالك جهد مبزول لتكوين هيئة من علماء الدين و علماء التاريخ و اللغة و المهتمين و الباحثين من أصحاب الفكر بغرض مراجعة كل النصوص و التفاسير و الشروح و المؤلفات و ترتيبها و تنقيتها للوصول إلي تدوين مقنع و متفق عليه يوحد الأصل و المضمون و يأخذ الناس للنهج الراشد و الغاية التي ترضي الله و رسوله .. هلا اجتهدتم في الإتصال بالقرضاوي – و الأمر ليس صعباً – ذلك للإستفسار عن تلك الهيئة و من ثمّ الإدلاء بدلوكم فيما يصلح الناس ؟ و دمتم

  3. 1.اقتباس :”لقد اشرنا في المقال السابق ان الرسالة تحتوى على الواقع الجاهلي ولكن كانت تسعي إلى تجاوزه بالارشاد ولذلك فالتاريخ المشترك لليهود والعرب ادي إلى ان تكون تلك القصص من الأشياء المشتركة بينهما، ولكنها في المصحف العثماني جاءت كما رويت في التاريخ العربي وليس التاريخ اليهودي”

    تعليق : القصص القرءانية قصص حقيقية حدثت في الماضي سواءا اتت وفق الرواية العربية او اليهودية و كما اشرت في مقالك فالهدف منها الوعظ و الارشاد و القرءان الكريم ليس كتاب تاريخ فلم يخض في التفاصيل
    2. الملاعنة تحدث عندما يتهم الرجل زوجته بالزنا سواء كان هناك حمل من هذا الزنا او لم يكن و في الغالب لا يكون الحمل سبب الملاعنة و لكن رؤية الزوج ما يدل على خيانة زوجته.
    اذا افترضنا ان الزوجة زنت و حملت من الزنا و لم تدع للزوج فرصة ليكتشف ذلك فهل سيشك الزوح ان المولود ليس ولده؟طبعا لا اللهم الا اذا كان الاختلاف في الصفات الاساسية كبيرا و غير متوقع

  4. من قال لك بمراعاة الناس في عنوان المقال كان يناقشك ولم يبارزك أو يحاربك، وما يحدث من التكفيريين لا علاقة له بالاسلام وفق إعتقاد معظم المسلمين، وبالتالي لا يمكنك التحجج بما يفعله التكفيريون لتبرير طريقة كتابتك أو أسلوبك.

    وليس صحيحاً أن التعليق على أسلوبك في التناول لمواضيع دينية هو بسبب الخشية من طرح الاسئلة كما تقول، والقرآن نفسه طلب إعمال العقل والتفكر وطرح الاسئلة بل وتحدى معارضيه والمشككين، وذلك بسبب أن به الهدي لكل من يبحث فيه عن الحق، وأما من يريد أن يسعى فيه مشككاً أو مغالطاً أو حتى متفلسفاً فإنه في الأغلب لن يرى أبواب الهداية فيه!

    والاعتراض على طريقتك سببه هو ضرورة العلمية والموضوعية عند تناول أمور تخص الدين لأن الامر عظيم وخطير، وهناك فرق بين التنظير في قضايا الفلسفة والتاريخ وبين تناول أمور الدين والعقيدة.

    وأعتقد أن الكثيرين أصبحوا يعتقدون أن الشجاعة الفكرية هي بطرح الاسئلة فيما يخص الدين والعقيدة، حتى صار الامر أقرب للفوضى الفكرية. وأجد أن الأمر يمكن تشبيهه بوجود مؤتمر طبي لبحث قضايا طبية، وبينما الاطباء (المتخصصون) يتدارسون الأمر ويطرحون الاسئلة، يأتي صحفي أو أديب أو فيلسوف ويبداء بطرح الاسئلة والتنظير في القضايا الطبية من باب الافتاء فيها وليس من باب طلب المعرفة، ومن ثم يطالب الناس بعدم إنكار الأمر عليه وضرورة الاستماع اليه من باب حرية الرأي ومن باب أن الشجاعة تكمن في طرح الاسئلة!

    عموماً، المقال به الكثير من المغالطات والسفسطة ولكن ما يحيرني هو إستخدامك للأحداث بطريقة مضللة للتدليل او التلميح لما تريد قوله، رغم أنك تعرف سببها أو تفسيرها وعدم إرتباطها بما تحاول الاستدلال عليه، مثل النسخ (اللفظي) في القرآن قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومثل نزول القرآن على عدة أحرف وغيرها!

    قلنا لك من قبل أنك إذا كنت فعلاً طالب حق فمثل هذه الامور تناقش مع من لديهم العلم (كما نصحك أحد المعلقين) وليس بطرحها على المنتديات مما قد يسبب الخلط على الناس. وأما إن كنت فقط تريد إستعراض معلوماتك وثقافتك فيمكنك أيجاد مليون موضوع بعيداً عن القرآن أو ما يمس عقائد الناس، والاحتمال الثاني (وأعلم أنه ليس الحالة هنا) هو أن يقوم شخص بمناقشة الامور الدينية بطريقتك لأنه لا يؤمن بالاسلام وشعائره ومثل هؤلاء يتم مناظرتهم وفق ما يعتقدونه!

    ولكن المشكلة المحيرة هي عندما يأتي شخص يقول بأنه يؤمن بالاسلام كدين ومن ثم يبداء في تصوير معظم أركان هذا الدين وشعائره وكأنها مجموعة موروثات تاريخية وثقافية فقط، بل ويأتي آخر ليقول بأن ما في القرآن مأخوذ من الأساطير اليهودية!!

    عموماً، لقد تعودنا على مهاجمة الاسلام من خلال زريعة مهاجمة ما يسمى بالاسلام السياسي، ولكنك الآن لا تتحدث عن السياسة وتتحدث مباشرة عن مواجهتك للفكر الاسلامي. وعليه حتى يكون الامر واضحاً لنا كقراء لزيادة الفائدة نرجو توضيح: ما هو هذا الفكر الاسلامي الذي تنتقده بالضبط (تعريفك له)، وما هو فكرك أنت المعارض لهذا الفكر الاسلامي (تعريفه أو شرح مختصر عنه)؟

  5. إقتباس “فالمقال السابق يقول بان تلك القيم التي جاءت داخل الرسالة الإرشادية هي قيم جاهلية بناء على رؤية التحولات الاجتماعية أو التاريخ واوردنا بعض الامثلة واوردنا مراجعها التاريخية. فكان الاولى ان يتم تفنيد تلك المراجع للذين يقولون ان الله قد انزل قيم من السماء لاهل الارض وان القيم تلك لم تكن موجودة من قبل.” إنتهى الاقتباس

    قال لك المعلقون بالمقال السابق أن وجود بعض القيم قبل نزول القرآن لا يعني انها مجرد موروثات لقيم انسانية لا علاقة للإله بها، فطالما ان هذه القيم قد جاءت بالقرآن فهي قيم من عند الله. وتفسير موضوع ورود بعض القيم أو القصص بالقرآن وهي موجودة سابقاً هو ببساطة أن الخالق قد انزل كتباً ورسالات سابقة بداءت منذ نزول الانسان للارض واستخلافه فيها، وانه من الطبيعي ان يتوافق القرآن مع بعض ما تبقى من تلك الرسالات السابقة التي تعرضت للتحريف ولكن بقيت أجزاء منها. والدليل على ان القرآن يتوافق مع الرسالات والكتب السابقة (الاصلية) واضح في قوله تعالى:

    ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )[المائدة:48]

    افكار الكاتب ليست بجديدة ويبدوا انه متأثر (ولو جزئياً) بافكار (المعتزلة) ومدرستهم الكلامية التي إبتداءها أمثال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأبوالهذيل العلاف والجاحظ والقاضي عبد الجبار وغيرهم، ثم ألتقط المستشرقون آراء هذه الفرق الضالة وبدؤوا في تزيينها كآراء فلسفية تقدمية وإصلاحية، فوقع في فخها الكثير من مثقفينا وصارت تعرف لاحقاً بالمدرسة الاصلاحية!

    ومن المعاصرين لهذه المدرسة أستاذ الفلسفة “حسن حنفي” الذي لديه مقولة تشبه تماماً ما يحاول كاتب المقال قوله هنا، ولا ادري ان كان الكاتب قد قراء كتاب حسن حنفي بعنوان “التراث والتجديد” حيث يقول فيه:
    “إن العلوم الأساسية في تراثنا القديم مازالت تعبر عن نفسها بالألفاظ والمصطلحات التقليدية التي نشأت بها هذه العلوم والتي تقضي في الوقت نفسه على مضمونها ودلالتها والتي تمنع أيضاً إعادة فهمها وتطويرها، يسيطر على هذه اللغة القديمة الألفاظ والمصطلحات الدينية مثل: الله، الرسول، الدين، الجنة، النار، الثواب، العقاب (..) هذه اللغة لم تعد قادرة على التعبير عن مضامينها المتجددة طبقاً لمتطلبات العصر نظراً لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التي تريد التخلص منها، ومهما أعطيناها معاني جديدة فإنها لن تؤدي غرضها لسيادة المعنى العرفي الشائع على المعنى الإصطلاحي الجديد، ومن ثم أصبحت لغة عاجزة عن الأداء بمهمتها في التعبير والإيصال” إنتهى.

    والمعنى بأختصار هو أن لفظ الجلالة “الله” ما هو إلا لفظ قاصر ليس له واقع ولا يعبر عن شئ والرسول والجنة والنار ماهي إلا ألفاظ جوفاء قاصرة لا تعبر عن واقع ولا عن شئ بل يدعو حسن حنفي إلى التخلص منها!!

    وتأكيداً للمعنى أعلاه يقول الكاتب نفسه وبنفس الكتاب(التراث والتجديد – حسن حنفي):
    “فالله لفظ نعبر به عن صرخات الألم وصيحات الفرح أي أنه تعبير أدبي أكثر منه وصفاً لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفاً خيرياً، وما زالت الإنسانية كلها تحاول البحث عن معنى للفظ الله”

    وعموماً أرجو من الكاتب الرد على السؤال بتعليقي الآخر أدناه!

    نسأل الله أن يهدينا وينير بصيرتنا أجمعين.

  6. أتصور أن تكون خلاصة الكاتب في نهاية مقالاته هي الخلاصة التي وصل لها (حسن حنفي) في كتابه (التراث والتجديد) حيث قال:

    “نشأ التراث من مركز واحد وهو القرآن والسنة ولا يعني هذان المصدران أي تقديس لهما بل هو مجرد وصف لواقع”!!

    وقال أيضاً:

    “التخلي عن لغة اللاهوت الخاصة من إله، ورسول، وثواب، وعقاب، وملاك، وشيطان، وهي اللغة المغلقة التي مازالت خاضعة للرمز الديني، واستعمال لغة أكثر عقلانية وانفتاحاً وإنسانية يمكن لأي فرد أن يعقلها مثل الإنسان، والعقل، والنظر، والفضيلة، في حين أن علم الكلام ظل خاصاً، وعبر عن مضمونه بلغة خاصة في مقابل الفلسفة التي استطاعت أن تتجه نحو العالم، ونحن الآن قد رجعنا خطوة أخرى إلى الوراء، وألغينا التطور، وآثرنا لغة اللاهوت المغلق على لغة الفكر المفتوح”. !!

    فبالنسبة له لغة اللاهوت وعلم كلامها مثل (إله و رسول) هي لغة مغلقة، ومن الافضل التخلي عنها وإستبدالها بالفلسفة ولغتها المفتوحة!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..