ايقاف النزيف اولا..!

حاطب ليل –

ايقاف النزيف اولا..!

د.عبد اللطيف البوني

انعقد الاسبوع الماضي بقاعة الصداقة الملتقى الاقتصادي القومي وعلى حسب المعلومات التي رشحت ان الحكومة دعت له كافة الاطياف السودانية التي لها رؤية متعلقة بالوضع الاقتصادي، ولكن لم نسمع ان المعارضة السياسية المنظمة قد اشتركت في هذا المؤتمر، بيد اننا طالعنا اسماء خبراء اقتصاديين ليست لهم صلة بالحكومة قد اموا هذا المؤتمر كما ان السيد وزير المالية قد قدم للمؤتمرين اوضاع البلاد الاقتصادية المزرية على بلاطة طالبا منهم المشورة، وقيل ان مخرجات المؤتمر ستكون من موجهات الميزانية التي يجري (توضيبها) الان لتجاز من قبل البرلمان في الايام القليلة القادمة.
من حيث الفكرة جميل ان يؤخذ رأي الخبراء والتكنوقراط في اي امر من امور البلاد خاصة الاقتصادية التي (غلبت داوي الانقاذ) ولكن ماهو الضمان ان يؤخذ رايهم في الحسبان عند التنفيذ؟ والاهم ان هناك من علل البلاد الاقتصادية ماهو معلوم للكافة ولا يحتاج لاي مؤتمر اقتصادي والقاصي والداني والكبير والصغير يعرفها لا بل جهرت الحكومة ذات نفسها بالاشارة اليها مرارا وتكرارا ولم يؤبه لها او بالاحرى استطاع اصحاب المصالح ان يجعلوا الكلام عنها والاشارة لمسؤوليتها عن التردي الحاصل بندق في بحر.
من تلك العلل الاقتصادية المعروفة حتى لراعي الضان في الخلا قضية التجنيب وهي تصرف بعض الوحدات الحكومية في مواردها المالية بعيدا عن وزارة المالية تلك الوحدات لا تتعامل باورنيك 15 في منصرفاتها ولا باورنيك 17 في ايراداتها، لقد اقصت وزارة المالية من الولاية على المال العام وتلك الوزارت والوحدات الحكومية التي تتصرف في الاموال على كيفها دون رقيب او حسيب معروفة وبالاسم فمنها وزارات سيادية ووزارات خدمية لا بل حتى وزارة المالية (ذات نفسيها) على طريقة (اكان غلبك سدها وسع قدها) قد قامت بعمليات تجنيب حين امرت الجمارك ان تورد اموال مابعد الربط في حساب خاص غير الحساب العام ليتم التصرف فيها بمزاج، لقد شكا وبكى كل وزراء المالية من التجنيب وفوضاه حتى الوزير الحالي جهر بخطورته لا بل شكلت لجنة لايقافه برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية ومازال الحال ياهو نفس الحال، اهذا يحتاج إلى مؤتمر؟.
الشركات الحكومية التي يقارب عددها الستمائة شركة. هذه الشركات المنشأة بموجب قانون الشركات لعام 1925 تستفيد من كونها حكومية ويكون ريعها للعاملين فيها من مجالس ادارات ومدراء وغيرهم. لقد اصابت القطاع الخاص في مقتل ونشرت الفساد واصبحت من اكبر مهددات الوضع الاقتصادي لقد شكا منها كل وزراء المالية واخرهم الحالي لا بل السيد رئيس الجمهورية اسماها شركات النهب المصلح ومع ذلك مازالت تعبث وامرها لا يحتاج لملتقى ولا يحزنون.
فوضى الجبايات واعطاء الولايات والمحافظات سلطة تشريعات مالية طرد المستثمرين من الداخل والخارج شر طردة وقدرما حاولت الحكومة ايقاف جبايات الطريق ومنع الفوضى المالية لم تنجح لانها لم تعدل التشريعات المالية وتحصرها على البرلمان القومي، وهذا ما لا يحتاج إلى ملتقى.
فوضى الاعفاءات الضريبية والجمركية التي اطاحت بالدكتور عبدالوهاب عثمان (ابوشلوخ) مازالت سائدة ولا تحتاج لورشة عمل، لا بل كيف يمكن لمؤتمر خبراء ومتخصصين ان يقدم توصيات ناجحة وكل هذه العلل موجودة وظاهرة. اذا جاء مريض للمستشفى وهو ينزف دما اول شئ يفعله الطبيب هو ايقاف ذلك النزيف ثم بعد ذلك يشرع في الفحوصات، فمن فضلكم اوقفوا النزيف (المنكسر) هذا ثم اذهبوا إلى الفحص الكلينيكي او المخبري او التشخيصي.

السوداني

تعليق واحد

  1. ورد فى عمودكم ما يلى :

    ((( تلك الوحدات لا تتعامل باورنيك 15 في منصرفاتها ولا باورنيك 17 في ايراداتها،)))

    اظن أن الأمر معكوس هنا. لكن مافى مشكلة ماهى اصلا الايرادات لا بتدخل بأورنيك 15 ولا بتصرف بأورنيك 17 اى محافظة ولا محلية ولا لجنة شعبية موقفا ليها موظفين ومعاهم عسكرى ( علا مستفيد ) يقابضوا فى الناس و ولا يوم عرفنا قروشنا البندفعا دى بوردوها ولا لا ولا سمعنا وبن بصرفوها وكلما يقرروا يعملوا حاجة يشيلوا مننا قروش ليها براها

    سلفقة

    هو وزير المالية بتاع الكسرة ده ما زال فى نفس المكان؟!

  2. كتب أحدهم عن المثقفين والاعلاميين عندنا في الخرطوم الآتي: ظهر بينهم (الضمير للمثقفين والاعلاميين) جنس ثالث لا هو ذكر ولا أنثي أو لامعارضة ولاحكومة. تظل تقرأ له ولا تدري أين يقف؟ فهو ليس محايدا ولا مستقلا بل ود موية لا يمكن الإمساك به أو كما قال الشاعر: كما يمسك الماء الغرابيل).. أول من خطر ببالي حين قرأت هذا الكلام هو دكتور البوني.

  3. ينصر دينك يادكتور : عين العقل ، قبل اصلاح الاقتصاد علينا اصلاح الزمم والنفوس الضعيفة
    لان البلد مستباحة ومواردها في يد قله لا يهمها الا كنز المال ومن بعدها الطوفان.
    اتمنى ان تاتي حكومة تشرع قوانين تساوي بين اختلاس المال العام او التربح بالمنصب وخيانة الوطن العظمى لان المال الذي نهب كان يمكن ان يوفر دواء لمريض او لقمة لجائع او تسوي طريق قد حصد ارواح الابرياء ولكن مع هذه الشرزمة الحاكمة هيهات ما ندعوا اليه وهم يعملون بنظرية (امسك لي واقطع ليك ) لك الله ياوطني

  4. مشروع الجزيره الذى كانت الدولة فيما مضى تعتمد عليه فى دعم الخزينة العامه وكانت ملايين الاسر تعتمد فى معيشتها على مشروع الجزيره تلاشى رويدا رويدا وامام اعين المسئولين بالدوله وتم تشريد كل العاملين والمزارعين والدوله غير مهتمه على الاطلاق حتى لحق امات طه ولاحول ولاقوة الا بالله

  5. اضفيفوا الى ماهو اعلاه……. ان نفقات الرئيس ونوابه…وحاشياتهم الجرارة…. ونواب البرلمان والسادة الوزراء والمستوزرين(على وزن وزير العريس)….ووزراء الولايات… والمستشارين والخبراء الاستراتيجيين…. ثم سفارات البلد في كثير من بلدان الدنيا …. كلهم… نفقات علاجهم وسفرياتهم الرسمية وغير الرسمية…. وقفة الملاح …وصيانة السيارات … والمهرجانات …. والشراء السياسي….. والفواتير المضروبة….تخرج من عرق وكدح الشعب المسكين….. فهل ان هذه البلد…. سوف تسير الى الامام…. ولو كان فيها كنوز الدنيا كلها….

    الا ان الارجاس………… لا محالة ساقطون …ولو كره الامامان…ولو كره المنتفعون …. بدعاء الثكالى والمظلومين….. والمشردين….داخل وخارج البلد….

    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….
    اللهم عليك ….. بالانجاس ………. اقطعهم …………تك…….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..