خربوها.. وصقيرها حام ..!

خربوها.. وصقيرها حام ..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

حكى لي صديق أردني أن والده وعند قيام دولة اسرائيل في العام 1948 كان يطل كل صباح من الجانب الأردني من على ربوة عالية تقع في منطقة حدودية في خارطة ذلك الزمان،ويطالع مساحة واسعة تحته كانت اسرائيل تعدها كمزرعة يفلحها المجندون من الشباب اليهودي بالتناوب ، فلاحظ أن طائرة طوافة تحضر في السادسة صباحا كل يوم ويترجل عنها شاب وفتاة ، وما أن تغادر حتى يتجه الشاب الى جانب من المزرعة ليباشر عمله ، فيما تذهب الفتاة الى الجهة الأخري ، ويظلان يعملان طوال النهار ولا يلتقيان الا عند الطائرة التي تأتي لنقلهما ساعة الغروب ، حتى الوجبات يتناولها كل منهما منفردا في موقعه !
قال صديقي ان والده قال لهم وكانوا اطفالا !
طال الزمن يا أبنائي أم قصر فان اليهود سيبنون دولة تتفوق على العرب في النماء والقوة العسكرية والتقدم طالما أن روح شبابهم بهذه الهمة والتجرد لحظة الجد حتى عن الغرائز وتضييع الوقت في الكلام !
فاذا اردت أن تعرف نفسك وتكتشف عيوبك فعليك أن تعترف بمحاسن عدوك ، قبل التركيز والطرق على عيوبه !
انتهى كلام الرجل الحكيم .

أما أنا فأقول على تواضع حكمتي !
صحيح اسرائيل دولة متغطرسة الان ، و تسّخر قوتها لأهداف عنصرية وأوهام توراتية مزعومة ، لكنها بالمقابل ما وصلت الى قوة الذراع هذه الا بالعمل والعلم وتكاتف عناصرها رغم أنهم شتات اجتمع من فجاج الأرض على الباطل !
لكن أمورهم واضحة ، يعادون على بينة ويقولون الحقيقة في وجوه حكامهم ويختارونهم ويحاسبونهم فيمتثل الحاكم لرأى الصغير قبل الكبير صاغرا!
لم نسمع أن يهوديا تجسس ضد بلده لصالح الفلسطينيين ولكننا بالمقابل كنا نرى مظاهرات نشطائهم تخرج علنا مستنكرة سياسة بلدهم ضد انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني ، ونسمع كل يوم بكل أسف أن فلسطنيا تم اعدامه في امارةغزة لانه تجسس أما لصالح اسرائيل واما لمصلحة حكومة ابومازن في جيب رام الله !
حكام البلدان العربية يثقبون آذاننا كل يوم بالحديث عن الفضائل ويعدوننا منذ عقود بتحقيق المستحيل عزقا بالذقون ، بينما المسيرة كل يوم تتقهقر الى الوراء !
في بلادنا الحبيبة يحط الصقر الاسرائيلي الذي من الواضح انه تابع لجهة علمية تبحث في خبايا البيئة والا فليس من المعقول ان كان طائرا جاسوسا أن تكتب اسرائيل على صفحات الأجهزة التي يحملها انها صناعة اسرائيلية ، مثلما هلل عباقرة أخر الزمان الذين اصطادوا ذلك الطائر التايه واتهموه بتلك التهمة التي عقوبتها الاعدام !
ولعل من سوء حظ ذلك الصقر أنه حط على تلة وبقايا بلاد
( خربّها حكامها ) في غفلة شعبها وهو أى الصقر لطالما حام فوق أجواء دولة ( عدوة ) عمّرها مستوطنوها ولا نقول أهلها ..لانهم يتشاركون في الحكم مع عصابة قادتها ويبنون معهم ويطورون أمكاناتهم بالعلم ، حتى أصبحت ميزانية البحوث العلمية في جامعاتها القليلة تتجاوز بمراحل ميزانيات التعليم في جامعات البلاد العربية مجتمعة !
ولعل زيارة السيد الصقر تكون رسالة قد فهمنا محتواها ، وهي أن الدول لا تبنى بالخطب والتهليل والتكبير الذي أفرغه حكامنا من محتواه حتى أصبح مثل كلمات الحب في الأفلام العربية !
ولا بعدد الجامعات النظرية التي تشبه الرواكيب و تقوم على الرسوم التي يسددها الفقراء من الطلاب وليست لديها ميزانيات لتطوير ذاتها وتفتقر الى أبسط مراجع ومختبرات البحوث ، فتّخرج جيوشا من الحبيبة المتبطحين في حدائق حبيبي مفلس ، يتبادلون قصائد الحلمنتيش ليتنفسوا بها احباطا ويتلفون حشائش وورود المتنزهات عندنا،و التي يزرعها هناك شباب اليهود بالعمل في صمت ، فنهضوا ببلادهم التي أصبحت تتجاسر علينا بثقة التفوق لا القوة وحدها !
وتركوا لنا منصات الكلام والشعر وتبادل الشتائم والتكفير وتصريحات الوعود الفارغة بالرد في الوقت المناسب !
وكما يقول المثل الخليجي !
( من لا يعرف الصقر يشويه )

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
dor35004684.jpg