فالفيردي.. عازف الموسيقى الباسكي على عرش برشلونة

يعد اختيار برشلونة لإرنستو فالفيري، اتجاهًا للمعاملة البسيطة، والحياة الطبيعية يومًا بيوم، وفي نفس الوقت الطموح على أرضية الملعب، وهي 3 مميزات اتسم بها المدرب الباسكي طوال مسيرته، حتى حين كان لاعبًا، وظهرت بوضوح خلال الأعوام الأخيرة الناجحة مع بلباو، التي كللها بالوصول إلى الساحة الأوروبية.

وكانت هذه الأعوام الأربعة الأخيرة لفالفيردي مع أتلتيك، الفريق الذي ارتبط به طوال حياته كلها تقريبًا حيث لعب في صفوفه ودربه، استكمالًا لمسيرة شملت فرقًا مر بها، مثل إسبانيول وأوليمبياكوس وفياريال وفالنسيا، رغم تعرضه للإقالة الوحيدة في حياته مع فياريال.

وكانت الفترة الثانية لفالفيردي هي الأفضل لأثلتيك، منذ حقبة الثمانينيات في القرن الـ 20، التي شهدت حصد الألقاب مع خافيير كليمينتي، الذي أطلق عليه لقب (تشينجوري)، أو النملة باللغة الباسكية، وهو لقب لم يرق لفالفيردي كثيرًا على الأرجح.

ورغم تواجد شخص مثل المدرب الباسكي، المولود في 1964، في عالم كرة القدم الذي يعشق الأضواء، إلا أنه لا يزال محتفظًا بعلاقاته وصداقاته، منذ كان يلعب في سيستاو ريفر، الذي توج بدوري الدرجة الثانية الإسباني، حيث زامل فيه أسماءً مثل خافيير إيروريتا، وخوسيه لويس منديليبار.

لكن أكثر شخص يثق به فالفيردي هو أسبيازو، صديقه ومساعده في كل ما يتعلق بأمور التدريب.

ورغم عشق فالفيردي لمهنته، إلا أنه ليس منخرطًا لهذه الدرجة في عالم كرة القدم، بل هو شخص يعرف جانب كبير من الجمهور عنه، عشقه للتصوير والموسيقى، وإجادته العزف على بعض الآلات، ويحظى بصداقات في الوسط السينمائي والأدبي، ويلعب الشطرنج ويخلط بينه وبين كرة القدم أحيانا.

كل هذا أدى إلى أن يكون فالفيردي مدربًا من الطراز الهادئ الرصين، الذي بالكاد يمكن تذكر أنه خرج عن النص في قاعات المؤتمرات الصحفية.

وعلى المستوى الرياضي، يتميز أسلوب فالفيردي بميزتين أساسيتين، هما التحكم في إيقاع الكرة والتهديد المستمر لمرمى الخصم. ولطالما ذكر المدرب ذلك في أكثر من مناسبة بقوله “لا يتحكم في المباراة من يسيطر على الكرة، بل من يخلق الفرص”، إلا أنه يقدر في جميع الأحوال الاستحواذ، ويرغب دائما في “الإمساك بزمام المبادرة” في اللعب.

وبناء على هذين العاملين، أسس الـ(تشينجوري) خط هجوم يتميز بالقوة في فترته الأولى، تكون من خوسيبا إتشبريا وسانتي إثكيرو وإسماعيل أورثايث، أضاف إليه ضغطًا مستمرا في نصف ملعب الخصم، خلال الفترة الثانية، مع وجود المخضرم راؤول جارسيا، والمهاجم المتفجر أريتز أدوريز.

ومن مؤيد لخطة 4-4-2 في فترته الأولى كمدرب، اتجه فالفيردي إلى تبني خطة 4-2-3-1، بأربعة لاعبين صرحاء في الهجوم.

وفي فترته الأولى مع أتلتيك، أحدث فالفيردي ثورة في شكل الفريق، بتغيير وحيد فحسب، هو الدفع بتيكو بدلا من أورثايث، و6 تغييرات في المراكز.

فعلى أرضه، لعب فالفيردي بخطة 4-2-3-1 بأرانثوبيا وإيراولا وموريو ولويس برييتو وديل أورنو وأوربايث وجوربيجي وإتشباريا ويستي وإيثكيرو وأورثايث، أما خارج الأرض فيلعب بكل من أرانثوبيا وموريو وجوربيجي ولويس برييتو وديل أورنو وإيراولا وأوربايث وتيكو ويستي وإشتبريا وإيثكيرو.

وانتهج المدرب الباسكي في الفترة الثانية، الضغط والضغط على المنافس، لاستعادة الكرة وبناء الهجمات بسرعة أو بهدوء، وفقا للموقف، وانتظار تسديدة أدوريز “ميسي” أتلتيك.

كووورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..