زين الدين زيدان يترك بصمته مع ريال مدريد مدرباً على غرار بصمته لاعباَ

برشلونة ? د ب أ:
قبل مباراة دربي العاصمة الأسبانية مدريد في نيسان/ أبريل الماضي، أثار الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الأسباني دهشة مشجعي الفريق عندما اعترف بأنه لم يكن يخطط للموسم التالي لأنه لم يكن متأكدا من الاستمرار مع النادي الملكي.
ولم يكن هذا تهديدا من زيدان أو استعراضا لتواضع مزيف، وإنما كان مثالا لمعرفة زيدان الجيدة لهذا النادي. ويدرك زيدان (44 عاما) أن أي مدرب لا يفوز بلقب مع الفريق الملكي في موسم ما يكون مهددا بالإقالة مهما كان اسمه. وانتهت مباراة الدربي في ذلك اليوم بالتعادل 1/1 مع أتلتيكو مدريد، وكان بإمكان برشلونة تعزيز موقفه في الصراع على لقب الدوري في وقت لاحق من اليوم ذاته لكنه خسر صفر/2 بغرابة شديدة أمام ملقة. وبدلا من أن يقلص برشلونة الفارق مع الريال بواقع نقطتين، نجح الريال في توسيع الفارق بواقع نقطة واحدة ليفوز في ما بعد بلقب المسابقة. ولا يزال زيدان يجهل مستقبله على المدى الطويل مع النادي الملكي، لكنه ابتعد بالتأكيد عن شبح الإقالة في نهاية الموسم الحالي، بل أصبح على بعد خطوة واحدة من صناعة التاريخ. وتوج زيدان مع الفريق بلقب الدوري الأسباني كما يمكنه قيادة الفريق للقب دوري الأبطال الأوروبي إذا فاز في النهائي غدا السبت على يوفنتوس في كارديف. وإذا حقق الريال الثنائية، سيصبح زيدان أول مدرب يفوز بالبطولتين في موسم واحد مع الريال منذ 1958 .كما سيصبح أول مدرب يفوز بالبطولة في موسمين متتاليين منذ إقامة البطولة بنظامها الحالي. وما زال منصب مدرب الريال الأكثر جاذبية وإغراء لأي مدرب في العالم. وأسند فلورنتينو بيريز هذا المنصب إلى 11 مدربا في 13 عاما قضاها رئيسا للنادي على فترتين منفصلتين. لكن زيدان يبدو الآن وكأنه أحد أبرز هؤلاء المدربين الذين استعان بهم. وإذا كان بيريز أهم شخص في الريال يحتاج المدرب للحفاظ على علاقته الهادئة معه، فإن البرتغالي كريستيانو رونالدو لا يختلف كثيرا عن هذا. ولم يتردد رونالدو في الإشادة بزيدان الذي ساهم تأثيره في مساعدة رونالدو على إنهاء الموسم بشكل أقوى من أي موسم سابق له في الريال. وقال رونالدو: «زيدان قاد الفريق بحنكة فائقة? ليس وضعا سهلا لأن جميع اللاعبين يرغبون في المشاركة باستمرار في المباريات». وأضاف: «استطاع زيدان الاستعانة بالجميع، وكان هذا مفتاح الفوز بلقب الدوري وبلوغ المباراة النهائية لدوري الأبطال». ومنح زيدان رونالدو الراحة في 14 مباراة هذا الموسم، في إطار مبدأ المداورة الحذرة بين اللاعبين، وتضمنت أربع مباريات خارج ملعب الفريق.
وجاء رد رونالدو رائعا حيث أحرز 14 هدفا في آخر تسع مباريات. كما اتسمت علاقة زيدان مع رونالدو بأنها متميزة.
وقال رونالدو: «أنا سعيد للغاية به? أعجبت به كلاعب وأعجبت به الآن بشكل أكبر كمدرب». وساهم في هذه العلاقة الوطيدة بينهما أن زيدان يعلم جيدا معنى وضع رونالدو كأبرز نجوم الفريق وأغلى لاعبي النادي. وكافح زيدان لترك بصمة مع الريال عندما انتقل إليه كلاعب في 2001، في صفقة جعلته أغلى لاعب في العالم وقتها، بل إنه تعرض لبعض صافرات الاستهجان من مشجعي الفريق الذين يصعب إرضاؤهم. وإذا كان زيدان راغبا في فأل حسن قبل نهائي دوري الأبطال السبت، قد يجد المدرب الفرنسي هذا في نهائي البطولة عام 2002 والذي كان آخر نهائي سابق للريال على ملعب بريطاني. وخاض زيدان هذا النهائي مع الريال أمام باير ليفركوزن الألماني، بعدما أنهى الموسم في المركز الثالث بالدوري الأسباني، كما عانى وقتها من هزيمته 1/2 أمام ديبورتيفو لاكورونيا في نهائي كأس أسبانيا على استاد «سانتياجو برنابيو»، التي تزامنت مع احتفال النادي بمرور 100 عام على تأسيسه. وجعلت هذه الأجواء والظروف الريال مطالبا بشكل كبير بإحراز اللقب الأوروبي أمام ليفركوزن. وتقدم راؤول للريال في الدقيقة التاسعة ولكن لوسيو تعادل لليفركوزن بعدها بثلاث دقائق. وأحرز زيدان واحدا من أشهر الأهداف في تاريخ المسابقة إثر تمريرة عرضية من زميله البرازيلي روبرتو كارلوس. وفي هذه المرة، ستكون مسؤولية الحسم داخل الملعب من نصيب لاعب آخر، لكن زيدان سيلعب دوره مع الريال في المنطقة الفنية. وتوج زيدان الموسم الحالي بلقب الدوري، كما فاز بلقب دوري الأبطال الموسم الماضي وبكأس العالم للأندية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. كما قاد زيدان الريال للقبي الكأس السوبر الأسباني والأوروبي ليؤكد جدارته بقيادة الفريق. والآن، يستطيع زيدان كتابة اسمه في التاريخ مع الريال بعدما ضمن الاستمرار مع الفريق حتى الموسم المقبل على أقل تقدير.