أناس عاديون، لكنهم «خارقون»!ا

اوراق متناثرة

أناس عاديون، لكنهم «خارقون»!!

غادة عبد العزيز خالد

كانت الدكتورة كوندليسا رايس، او الآنسة كوندي كما كان يحلو لعمنا الدكتور البوني ان يطلق عليها، محورا اساسيا في الأخبار السودانية في خلال السنوات الماضية. فلقد خدمت الدكتورة رايس كمستشارة للأمن القومي في الفترة الأولى من رئاسة بوش الابن، ثم عينت كوزيرة للخارجية في خلال فترته الرئاسية الثانية. كانت كوندي مقيمة على صفحات الصحافة السودانية خصوصا في خلال فترة اتفاقية نيفاشا التي كانت شاهدة عليها.
في خلال الاسبوع الثاني من شهر أكتوبر، 2010، قامت الدكتورة كوندي، باصدار كتاب جديد يحمل عنوان» اناس عاديون لكنهم خارقون.» تقول كوندي انها كثيرا ما تسأل ان كيف حققت كل انجارات حياتها، فكانت ترد بان عليكم اولا ان تتعرفوا على انجلينا وجون رايس، وبهذا تعني والديها، فلقد كان والدا كوندي يطمحان لتقديم افضل حياة لابنتهما الوحيدة. ولدت كوندليسا في الرابع عشر من نوفمبر 1954، وكانت والدتها، استاذة العلوم والموسيقى، تطمح الى اطلاق اسم موسيقي على ابنتها ولذلك حورت الأم اللفظ الموسيقي «كون دولسيزا» والذي يعني «كل الحلاوة»، الى كوندليسا واطلقته على ابنتها.
تربت كوندي في مدينة بيرمينجهام بولاية الباما. الخبير بتاريخ الولايات المتحدة يدرك تماما ان هذه المدينة هي اكثر مدينة عانت من التفرقة العنصرية، فلذلك تعتبر كوندي شاهدة على عصر التفرقة العنصرية.ففي يوم ما، كانت كوندي موجودة بالكنسية مع والدها حينما سمعت دويا عاليا، لقد كان صوت انفجار في كنيسة اخرى مقاربة ولقت اربع فتيات حتفهن فيه. واحست كوندي بالخوف، فلقد كانت في الثامنة من عمرها وكانت تعرف اصغر القتيلات وتلعب معها في بعض الأحيان.
أما والد كوندي «جون» فلقد كان، فيما يبدو، هو محور حياتها، فلقد كان اكثر التركيز على قصصه في الكتاب. لم يكن الوالد شخصا عاديا، بل كان اولا قسيسا في واحدة من كنائس مدينته وكانت له فلسفته الخاصة في مقاومة التفرقة العنصرية. لم يكن جون يؤمن بفلسفة المقاومة السلمية الذي كان يتبناها الدكتور مارتن لوثر كينج، بل كان يؤمن بمبدأ مقاومة القوة بالقوة. فكان يجلس على بوابة منزله ليحرس أسرته وهو يحمل مسدسه بيده. لقد كان ايضا ينظم الشباب المنضمين تحت لواء كنيسته وكان يجعلهم يرتدون علامة مميزة على ايديهم ثم يشكلون دوريات لحراسة «حلتهم» من هجمات منظمة الـ«كي كي كي» البيضاء العنصرية. لم يكن والدا كوندي ينضمان لكثير من دعوات مقاطعة محلات البيض بل كانا يذهبان لتلك المحلات مع ابنتهم واذا ما عوملوا بطريقة عنصرية، يقوم هو بالمقاومة والحديث حتى يجعلهم يغيرون معاملتهم له في التو واللحظة.
ينتهي كتاب كوندي في بداية عهدها بفترة بوش الرئاسية، لذلك لم يتحدث الكتاب عن القرارات او النقاشات التي كانت تدور في البيت الأبيض خصوصا فيما يتعلق بالشأن السوداني، كما كنت اتوقع. بل كان الكتاب عن تاريخ حياة كوندي حتى عام 2000م، ان القارئ للكتاب يتأكد فعلا ان الأسرة هي منبع نجاح الأبناء وان التعليم، الذي حارب والدا كوندي لكي تتلقاه، هو الضمان الحقيقي لمستقبل باهر.

الصحافة

تعليق واحد

  1. نشكرك يا استاذة غادة على المعلومة الثرة التي في حنايا الموضوع و يعتبر موضوع ذو قيمة لأنه يطرح معلومة هامة عن شخصية أثرت و أثرت في السياسة الدولية ردحاً من الزمان لكني لاحظت بأن والد كوني كان يدعو لمقاومة العنف بالعنف هنا تذكرت الإخوة الجنوبيون و بعض الدارفوريون أمثال عبد الواحد سألت نفسي هل هم من مدرسة والد كوندولسيزا رايس! أما موضوعك ففي رأيي المتواضع يشبه إسم كوندي " كاللفظ الموسيقي «كون دولسيزا» والذي يعني «كل الحلاوة»" لأن القاريء الجيد يرتشف التعابير الجميلة إرتشافاً يروي وجدانه الظمآن للكلمة الجادة رائعة المعنى و الإنسياب ، واصلي كفاحك خليك حريصة في إختيار موضوع الطاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..