في فقه السياحة .. 2

في فقه السياحة .. 2

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .. الآية (20) سورة العنكبوت

إرهابيون جدد هاجموا ? قبل أسابيع – معسكراً لقوات الحياة البرية داخل محمية الدندر واستولوا على أسلحة الحراس بعد مقاومة لا تذكر بسبب خلو المعسكر خلال فصل الخريف .. وهكذا .. وعوضاً عن أن تصبح محميات الدندر مزاراً سياحياً عالمياً ترفد خزينة الدولة وتقيل عثرات الافتصاد تصبح وكراً للإرهابيين .. كتبنا ? قبل هذا – عن إهدار فرص محمية الدندر في تدويل السياحة، وعلى ضياع مشاريع رائعة بشأنها لم تكتمل، بل فَرَّ مستثمروها الأجانب من غول الجبائية، والعشوائية، والشلل الإداري ..!
أين الحكومة من إنشاء جهاز متخصص في الأمن السياحي البيئي، يتم تدريب أفراده على حماية الموارد السياحية والبيئية، وحماية السياح في تلك المناطق .. أين هي من فرار حيوانات محمية الدندر إلى دول الجوار، والمتحف القومي في حال يرثى لها، والقطع الأثرية النادرة محفوظة بصورة تفتقر إلى أبسط شروط التخزين لأنها ? على ما يبدو ? ليست ضمن اهتمامات دولة ثقافتها السياحية متدنية جداً، على مستوى المواطن والمسئول، كما وأن الفهم الرسمي للاستثمار في السياحة شبه غائب، في ظل حكومة لا تملك ? حتى اليوم – خارطة طريق واضحة في هذا الشأن ..!
مشكلات الطرق والمواصلات من المطارات المخصصة لسياح المناطق البرية .. إلى وسائل نقلهم .. إلى الطرق التي تسهل وصولهم إلي مقاصدهم .. إلخ .. تبقى تلك المعوقات مادية، ويمكن حلها بإشراك القطاع الخاص .. وكله متاح إذا اقتنعت الحكومة بأن السياحة هي أكثر القطاعات نمواً وازدهارا وبأقل تكلفة ..!
والأهم من ذلك كله نشر الوعي الاجتماعي بقيمتها الاقتصادية .. السياحة المذكورة في القرآن الكريم بمصطلحات على غرار السفر .. والسير في الأرض .. ورحلات طلب العلم .. ومن مقاصدها الدينية الاعتبار، و(السَّائِحُونَ) المذكورون في القرآن الكريم ? هم بحسب بعض المفسرين ? “السائرون الذاهبون في الديار لأجل الوقوف على الآثار توصلا للعظة بها والاعتبار ولغيرها من الفوائد” ..!
لكن مأساة السياحة في هذا البلد أن حكومتها لا تفرق بين النظرة المحلية السائدة حول أهمية الترفيه والنظرة العالمية لمفهوم السياحة.. والنتيجة أنها – ستفيق بعد أن أوقظتها المحن الاقتصادية – على إهدار دور السياحة الكبير في ترقيع ثوب الميزانية ..!
هذه النظرة العشوائية تسببت في ضياع الجهود والدراسات والأبحاث والميزانيات التي لا ولم تفلح في إقناع أهل الحل والعقد بجدوى تخصيص ميزانية محترمة على مشاريع سياحية، وانتظار أرباحها المأمونة المضمونة .. هؤلاء المسئولون مثل عجائز الشعر العمودي الذين يحاربون ريادة الشعر الحر لأنه ليس على مزاجهم ? القاصر عن مواكبة التطور!- موزوناً مقفى! .. وتبقى ثقافة المجتمع أكبر المعوقات، فأصعب التحديات هي قناعة الحكومة بجدوى العائد السياحي، ووعي الشعب بأهمية دوره العظيم في تحقيق ذلك ..!

الرأي العام

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هو عليك الله الشعب قادر ياكل عشان يقوم يتفسح , قومي عليك الله شوفي ليك شغله تانية بلا سياحة بلا معتمد كلكم كيزان جزم وعفن ؟ الشعب مريض بالحمي الصفراء والايدز والجهل وانتي شابكانه سياحه ؟

  2. يبدو ان زواجك من معتمد الكاملين سياحة بين المملكة العربيه السعودية والكاملين …وحقيقة قد تغيرت لهجتك بعد زواج المعتمد واتمنى ان لا يلحق بمعتمد كوستى.

  3. الإستعانة بالقوقل لمعرفة معنى السائحون ووجدت طبق الأصل على الإجابة …. الله يجازيك خير يا قوقل …

  4. تركت الدولة مشاريعها التي تدر الملايين لخزانتها واعتمدت على مداخيل النفط الجاهزة وعلى تحصيل الجبايات من المواطنين وكلاهما أي – النفط والجبايات- لا تستلزم جهدا كبيرا من الدولة كما في المشاريع الأخرى التي تملكها هي. استولت الجماعات الإرهابية على محمية الدندر الطبيعية، فبدل أن تكون المحمية منتجعا سياحياً جاذباًيدر الملايين أصبحت غابة تضج بالإرهابيين الذين آثروا العيش مع الأسود والنمور. أيضا تحولت محطات (السكك الحديدية) إلى مواخير لبيع الخمور وسكنها أناس لا نعرف من أي جهة جاءوا. كما تحولت سرايات مفتشي مشروع الجزيرة- الذي كان- إلى خرابات وأوكار لممارسة الرذيلة الليلية والنهارية وتشوين المسروقات؟؟؟ كما تحولت منازل خفراء مشروع الجزيرة- لاحظ أنه كان للخفراء بيوتاً- إلى بيوت أشباح بعد سرق المواطنون نوافذها وأبوابها. حتى شريط سكك الجزيرة الضيق الذي كان ينقل القطن إلى المحالج لم يسلم من أيدى الإنقاذيين الآثمة فنزعوه ثم صهروه بجياد ثم حولوه إلى (كمر) منازل لين هش لا ينفع لسقف (عشة دجاج). حتى سيارات القصر الجمهوري الأثرية لم تسلم من هوجة ورغبة الإنقاذيين المحمومة في التخلص من كل شيء فباعوها بثمن بخص دراهم معدودة وكانوا من الظالمين. حتى مصفاة الجيلي لم تسلم من البيع؟؟؟ لم يبق لنا شيء لم يبع فقد بعنا أو بالأحرى قد باع هؤلاء كل شيء بعد أن باعوا هم ضمائرهم. كيف يستقيم ظل السياحة مع هذا العود الأعوج المسمى مجازا بالانقاذ.

  5. والله لو كان الحكومة من زمان مهتمية بالسياحة وحكمت السودان بمنطق العقل لا الوهام الدينية الجاريين وراها لكان للسودان شان اخر , المستثمرين الاجانب في الخارج يتمنون لو انهم اسثمروا في هذا الجانب المهم لكن حكومتنا في وادي اخر لايسلكه الا الجاهلون ومتي يستيغظوا ويعرفوا ان هذا ليس زمانهم , السودان جميعه عبارة عن سياحة وليس منطقة واحدة لكن لاحياة لمن تنادي.

  6. ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب 0000رضيت ان تكونى الزوجة رقم 3 اويمكن4 حتى يدعك الاخرون بسلام ولوثت نفسك مع كوز انت تعلمين اكثر منى ان اموالهم حرام فى حرام ولحست كل كلامك عن الكيزان وتعدد زوجاتهم وانتقاداتك الازعة لهم 000فى الاخر استسلمت مثلك مثل اى امراة تريد ان يدعها الاخرون تعيش فى سلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..