محاولة انقلابية أم مسلسل مكسيكي
بشرى الفاضل
[email][email protected][/email]
لا زالت أخبار الإنقلاب تترى . كل يوم حلقة أخبار جديدة.
على لسان رئيس لجنة الشئون القانونية بمجلس الشعب الفاضل حاج سليمان فإن المحاولة التي جرت مؤخراً كانت (تهدف إلى الاستيلاء على السلطة عن طريق انقلاب عسكري بحسب الأجهزة الأمنية والعسكرية) ومن جانبه قال محمد الحسن الأمين رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس إن المحاولة كانت حقيقية وليست وهمية وحاول ربط المعارضة بها بقوله (إن المعارضة ليست بعيدة عن المحاولة)، وهذا القول الأخير أطلقه على عواهنه، إذ لو أن الحكومة قبضت ولو خيطا أوهى من خيوط العنكبوت يربط هذه المحاولة بطرف من أطراف المعارضة لدقت عليها طبول حرب الوعيد التي يتطاير شررها بأكثر مما دقته من طبول لجماعة (حاج أحمد) الذين حاولوا الانقلاب على (أحمد) الذي لا فرق بينه وبين الحاج فجميعهم مؤتمرون فلو تآمروا بعضهم على بعض ، فزيتهم في بيتهم ونحن لا شأن لنا بانقلابهم ولا بالانقلابات .نحن ضد هذا الانقلاب وضد الانقلاب الأول نفسه الذي حاول هذا الوليد أن يتناسل منه.
إذاً كان هذا انقلاباً لا محاولة تخريبية فالوصف الأخير (محاولة تخريبية) هو من الأوصاف التي تشبه أوصاف مايو ضد أي حراك ضدها: تخريبية، مرتزقة، عنصرية، طابور خامس .وصف فيه حكم قيمة . ما جرى كان انقلابا صريحا تم إجهاضه. لكن لم يا ترى هذه البلبلة التي صاحبت الإعلام عنه ؟ بلبلة في أخباره وفي الشخصيات التي قامت به والمعلومات عنه التي بالقطارة الشيء الذي جعله أشبه بمسلسل مكسيكي حلقاته لا تنتهي. كل يوم حلقة و معلومات جديدة. لا أتصور أن السبب هو إلهاء الرأي العام لكن السبب هو من ضعف الحكومة نفسها فكما هي ضعيفة في أدائها الاقتصادي والسياسي فهي ضعيفة أيضاً في أدائها الإعلامي لذا تجيء هذه الأخبار عن الانقلاب متناثرة كبذور النباتات الطفيلية التي تحملها الرياح.
______________
نشر سابقاً في وقته بصحيفة الخرطوم
