الزبير والخطيب

الزبير والخطيب

د.عبد اللطيف البوني

لا ادري ان كان من حسن حظ السودان اوسوئه ان يكون رؤساء الاحزاب فيه هم انفسهم المفكرون والمنظرون في تلك الاحزاب.. خد عندك عبد الخالق محجوب ,محمود محمد طه, حسن الترابي , الصادق المهدي وان كان هذا الاخير له دعامات اخرى ولنقف عند اليساريين والاسلاميين فعبد الخالق محجوب والترابي استطاعا ان يسودنا ايدولوجية اممية ويخضعانها لمطلوبات المجتمع السوداني الذي احترم فكريهما، ولعل المفارقة ان عبد الخالق ذهب في ظل سلطة يسارية بحتة ساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في ايجادها بفكره ونشاطه والترابي ابعد في ظل سلطة اسلامية هو المسؤول عن وجودها وهذه قصة اخرى
المشكلة يبدو لي تكمن في الرجلين عبد الخالق والترابي قد انفردا بالجانب التنظيري في حزبيهما ثم اضافا للتنظير القيادة السياسية فاصبحت المسافة بينهما وبين بقية الاعضاء بعيدة ومن ثم نشأت لهما كارزيما لاتخطئها العين لا بل نجومية فاصبحت قيادتهما مطلقة لذلك حدث التعثر عند ابتعادهما عن القيادة الاول بالرحيل الابدي والثاني بالابعاد عن السلطة فالحزب الشيوعي لم يكسب عافية منذ رحيل عبدالخالق رغم ان نقد يعتبر من ذات جيل عبد الخالق والترابي ولكنه كان تنظيميا اكثر منه منظرا . الحركة الاسلامية هي الاخرى بعد المفاصلة كان يمكن ان تظهر بذات مظهر الحزب الشيوعي بعد رحيل زعيمه ولكن السلطة اعطتها العصى التي إتكأت عليها فاصبح وقوفها مرهونا بالسلطة.
مع غياب القيادة الكارزيمية عادت القيادة للناشطين فمحمد مختار الخطيب في الحزب الشيوعي والزبير محمد الحسن في الحركة الاسلامية وكلاهما مشهود له بالانضباط الحزبي وكلاهما لم يكن من الظاهرين كقيادة قبل انتخابهما للرئاسة . البعض يرى ان ذلك مؤشر على العد التنازلي العلني للحركتين وانهما بذلك قد كتبتا السطر الاخير في قصة حياتهما العامرة بشتى المواقف والافكار و(الحاجات والشنو والشنو) لكن يمكن النظر للمسألة من زاوية مغايرة عن تلك النظرة ترى ان القيادة الكارزيمية كانت مضرة واعدمت الشورى والعمل الجماعي وازكت التسلط والضرب تحت الحزام لابل انشأت طائفية من نوع جديد وانه مع القيادة خالية الكاريزما يمكن ان يكون الرأي جماعيا والاهم يمكن ان يحدث تداول للقيادة فما اضر الاحزاب السودانية الا القيادة المعمرة التي تنتهي بالموت.
في تقديري الخاص ان القضية او الازمة بالنسبة للحركتين اليسارية والاسلامية لم تكن في القيادة فقط انما في المحتوى الفكري فهاتان الحركتان كانتا فيهما ازكى ابناء السودان وهاتان الحركتان هما اللتان اضعفتا الاحزاب الوطنية بطرحهما الاممي وهما اللتان حرمتا البلاد من الحزب القومي، فالان قد حدثا لهما ما حدث فقد آن أوان المراجعة لمحمولاتهما الفكرية فلابد من اعادة صياغتهما حتى تتلاءما مع الواقع المحلي والاقليمي والعالمي . الحزب الشيوعي الظرف العالمي اجبره على تحديد مساره الفكري وبقيت الحركة الاسلامية فهي محتاجة لجرأة الترابي بعد خروجه عنها والأهم من ذلك الشكل التنظيمي لهما فهو الآخرمحتاج لمراجعة جريئة الا واصبح شلة انس او تنظيم ماسوني يسوق الناس بغير فكر انما لمصلحة فئة معينة وبتدابير معينة.

السوداني

تعليق واحد

  1. والله الدعوات والرفعناها الى ربنا عليهم والله لو بقى الف ترابى ومليون سائح سوف لن تقوم لهم قائمة والله سببهم هجرنا السودان وكل سجده بعو عليهم اتمنى ان اشوفهم واسرهم بحالة اسواء منما عانينا بسببهم والله والله قلبى مع أى كافر او يهودى اما مع واحد من الاسلامين شعبى او وطنى نحن لن نراف بهم وياخ ماتقلب المواجع اتخيل واحد متعلم وعنده وظيفة وببيته ووارث بيوت وشغال عشرين سنة مااخذ إجازة اكثر من ثلاثة يوم الجمعة مرات بشتغل حافظ القوانين ولوائح الشغل والملفات ذى عياله مافى يوم مواطن اتخذل فى خدمه منه الموظفين التحتى اصبحو وطنيين ومخلصين اكثر منى أى زول عارف شغله بقينا اسرة ونسب مع بعض حبنا للشغل والسودان والمواطن لايقل عن حبنا الى اسرنا بين عشية ضحاها جاء التمكين كلنا على الشارع لكن الحمد لله وجدنا فرصة عمل فى دولة عربية كل الجماعة المعاى اخذتهم فى شركتنا بوضع وشروط جميلة وصلاتنا الخمسة أوقات فى الحرم النبوى الشريف وكل ركعة أدعو على كل كوز وجبهجى لانه نجاحنا هذا كان أولاء به السودان الحبيب والسلام دعى الى التسامح لكن الظلم والسجن والتعذيب والاغتصاب والذلة لن ننساها والحمد لله

  2. هذاالموضوع اكبر منما افسحت له لان الخكاية ايدوتوجية بحتة زى الرياضيات التخصص – يعنى مفروض تفند الموجبات والسوالب بين المشتركين و باسلوب يفهمه حاج احمد – بعدين يا بروف انت عارف سبب الازى و الضياع هو هذه الحرب الازلية الدخيلة على اهلنا البسطاء – لعن الله هؤلائ المتشدقين لو قرو علمى كان هسع بقينا زى كوريا الجنوبية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..