الكيزان ولعبة التذاكي الخبيث بحبال أزمة الخليج ..!

نعمة صباحي ..

الأزمات الخارجية دائما تتعامل معها الدول التي يقوم نظام حكمها على مشروعية المؤسسات ..فإن الدولة تترك دائما مسالة أفران خبزها لخبازيه .. فتكون وزارة الخارجية هي التي تدير دفة الأزمة تحوطاً منذ بوادر نشوئها وترسم الخطط المدروسة من المختصين بتحليل إتجاها ت رياحها وما ستؤول اليه من نتائج متوقعة في ميزان الربح الإيجابي و الخسارة السلبية بالمفهوم المعنوي والمادي معا باعتبار العلاقات الخارجية هي موازنة مابين المبادي والمصالح وبالتالي يسقط هنا نصر المفاجأة الذي يربك بوصلة القرار !
جماعة الكيزان لم تستفد من دروس أزمة إحتلال الكويت التي تضرر منها المواطن السوداني المقيم بدول المنطقة الى درجة تصنيفه ضمن دول الضد وقد عانى الأمرين من قرار أحمق إتخذه إخوان الشيطان بقيادة عرابهم الراحل و تبعه في ذلك غباء العسكر الأعمى !
الان التاريخ يعيد نفسه وتنشا أزمة دول الخليج الحالية والتي تقف فيها قطر طرفا ضد توجهات مجلس التعاون وفي وقت دفعت إنتهازية الإنقاذ الى التقارب ناحية السعودية والإمارات لأسباب لا داعي لشرحها ..وذات الدولة التي استفادت من حماقة الإنقاذ بموقفها في الأزمة الأولى وأعني مصر هنا تحديدا ً..هاهي تلتقط القفاز قبل حكومة السودان وتعلن تأييدها للموقف السعودي لان غرف عملياتها الدبلوماسية الإحترافية لابد وأن تكون قد درست الأمر توقعا لمجريات الأمور مسبقا والتائج التي افضى اليها !
بينما صناعة قرارات السياسة الخارجية عندنا تظل تراوح مكانها في تجاذب حبالها بين عصابة القصر ووزير خارجية أصبح و اركان حرب وزارته بلا صلاحيات ولا قيمة لرايهم .. فيما أعوان السوء من جماعة المؤتمر الشعبي يطلقون التصريحات التي ستعود بالكفوة على النظام إذا ما طال صمته عليهم وهم يحاولون استنطاق الرئيس و حكومته بما قد يغضب الطرف السعودي إذا ما سار في درب المحرضين له بمساندة قطر .. والتي بالتالي لن يرضيها حياد النظام السلبي الى مالا نهاية والمبادرون يتكالبونعليها بالدعم اللوجستي والعسكري دون تحفط ودونك الموقفين التركي والإيراني كمثال حي ..!
و قطر هي التي تملك على نظلم الخرطوم كل عناصر الإذلال التي تقوي دائما من موقف الدائن المهين للمدين..إذ لا كرامة لمتسول و لا مكان له بين الوسطاء المؤثرين في مثل هذه الأزمات الطاحنة !
فالأغبياء هم من لا يستفيدوا من التجارب التي لو كانت تعودعليهم وبالا في تنظيمهم وحكومتهم وأشخاصهم فقط فلا شان لنا بذلك..لكن المصيبة إن وطنا مستباحا و شعبا ضائعا هما من يدفعان الثمن وياله من باهظ لايمكن أن يعوض ابداً..!

[email][email protected][/email]