مرض القبول بالقهر ..!!

إليكم

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

مرض القبول بالقهر ..!!

**هناك إجماع بأن المجتمع هو المسؤول الأول عما يحدث لحياته، سلباً كان هذا الحدث أوإيجاباً..ثم، أي بعد المجتمع، تأتي مسؤولية الكيان السياسي، حُكماً ديمقراطياً كان هذا الكيان أو نظاماً شمولياً..بمعنى، إن كنت – كفرد في مجتمع – تعيش حياة الرغد ومستمتعاً بكل حقوقك فيها، أو كنت تعيش ضنك الحياة ومحروماً من كل حقوقك فيها ، فأنت (المسؤول الأول)..فالكيانات السياسية، بمختلف أنواعها، ديمقراطية كانت أو سياسية، حسب إجماع عقول الأسوياء، لاتأتي من كوكب آخر ولا تتنزل من السماء ولايمدك بها مجتمع آخر، بل هي إحدي (ثمار مجتمعك).. ولذلك، تم وضع صاحب تلك الثمرة ? واللى هو مجتمعك – على رأس قائمة المسؤولين على ( ما يحدث له) ..!!

**وهناك أيضاً سبب آخر يرغم المجتمع على تحمل مسؤولية ما يحدث له( تطويراً لحياته كان أو تنكيلاً بحياته)، وهو قبوله بالحدث ورضاه بنتائجه ..على سبيل المثال، راجع أرشيف عهود العبودية وأنظر لمشاهد السفن الناقلة ومن فيها من البشر..بنظرة عابرة، تجد بكل سفينة (رهطاً من الأرقاء) و ( فئة من التجار).. ومع ذلك، أي رغم أن ميزان القوة يجب أن يُرجح( كفة الرهط)، تجد أن أثقال القيود والسلاسل والإستستلام هي التي ترجح (كفة الفئة)، وهذا ما يسميه علماء النفس تارة بمرض (القبول بالقهر)، وتارة أخرى بمرض (الرضا بالإستبداد)، وليس هناك إختلاف في المعني ..فالرقيق لايكون رقيقاً ما لم مهياً نفسياً لقبول القهر وراضياً بالإستبداد ..وبهذا الداء وذاك ، يصبح المجتمع المضطهد مسؤولاً عما يحدث له، بطشاً كان أو تنكيلاً..!!

**و..عفواً، نقف هنا ونكمل لاحقاً، إذ هناك بولاية الجزيرة حدث يستدعي ذلك، أو قد يكون الحدث مكملاً لشرح أعراض مرض القبول بالقهر.. المهم، بأمر شرطة الجزيرة، تم تشكيل لجنة تحقيق بعد العثور على جثامين طلاب بترعة جامعة الجزيرة، ولايزال البحث جارياً عن طلاب آخرين في عداد المفقودين، داخل أو خارج الترعة، والجامعة تصدر قراراً بتعليق الدراسة بكل كلياتها،هكذا الحدث ..وسبقته أحداث إعتصام وتظاهرة بذات الجامعة، بعد أن رفضت الإدارة تنفيذ القرار الرئاسي القاضي باعفاء طلاب دارفور من الرسوم الدراسية، ودارفور هي الرابط ما بين تلك حدث التظاهرة والإعتصام وحدث ضحايا ترعة الجامعة، أي الضحايا هم بعض أبناء دارفور بجامعة الجزيرة..وانتهى الحدث بتشكيل لجنة تحقيق، ولم نتوقع غير ذلك.. وبالمناسبة، هكذا أيضا انتهى حدث طالب الثانوي الذي عثر عليه رفاقه مقتولاً بقرب معسكر الخدمة الوطنية قبل أشهر، بالجزيرة أيضاً..!!

**هل تقدم مدير جامعة الجزيرة باستقالته، أو هل أقالته أية جهة عليا بالدولة؟.. لا، لم – ولن – يحدث ذلك..حسناً، ندع مدير الجامعة..هل تراءى لك أي رد فعل إيجابي يعكس مسؤولية أجهزة الدولة ? ولائية كانت أو مركزية – عن حماية مواطنييها، أو يعكس تحملها مسؤولية عجزها عن كشف ما حدث لهؤلاء الطلاب، وكذلك لطالب الثانوي قبل أشهر قليلة، بحيث قال أحدهم بياناً بالعمل ( عجزت عن الحماية المقتول ، وكذلك عجزت عن معرفة القاتل)، قالها هكذا ثم غادر سوح العمل العام ومسؤوليات العامة؟.. لا، لم – ولن – يحدث ذلك .. حسناً، إن كان كذلك، نرجع لمقدمة الزاوية، ونكمل ذاك الموضوع، وتوقفنا عند مرض القبول بالقهر أو الرضا بالإستبداد ..عذراً، لقد إكتمل الموضوع ، وليس هناك داع للتذكير بأن هذا المرض هو الذي يرغم مجتمعنا على تحمل مسؤولية ما يحدث له.. ( حالياً) ..!!

تعليق واحد

  1. مالك فاير انت اسه ؟ الراجل قال كلام سمح وقاصد سكات شعب الخرطوم لانو هم الباثرو على اى شى باغلبيتهم والحركات المسلحه دى نحن ماشفنا ليها شى وبصراحه الناس الساكته للكيزان خايفه من الموت البجى بالسلاح البجى الخرطوم بعد الانقلاب يعنى نقطنا بسكاتك احسن

  2. علقنا اكثر من مرة واصفين حالنا باننا اصبحنا عبيد العصا … و قصرت همتنا حتى عن رفع ايادينا لنتقي بها ضرب العصا

  3. أو كما قال جان جاك روسو :
    “إن الوعي بالشقاء هو ما يصنع الثورة ، أما الشقاء وحده فهو موجود على امتداد التاريخ “

  4. من يرضع من ثدي الذل والمهان 24 عام يعتقد ان الحريه هي دمار وخراب فالذين يحلمون بالتغيير وهم نيام علي سرائرهم لن يغيروا البانباس الي اطفالهم مات ضمير الشعب الواعي

  5. والله ياطاااهر..ده مرض علاجو بيد الشعب الذى يغط فى نومة عميقة أسأل الله ألا يفيق منها إلى أن تقوم الساعة..

  6. ودونكم ياشباب السودان شباب مصر الذين يقفون وقفة رجل واحد ضد غدر وخسة ومشروع القهر الكيزاني تحت الإجراء؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لايهمنا من أين هؤلاء الطلاب ف أبن كتم ابننا وابن دلقو ابن لناوابن رمبيك من دمنا ولحمنا….. لا تقبلوا تلك التصنيفات ف الموت والقهر يتربص بالجميع طال ما هذا النظام الفاشستي مدعي الاسلام يجثم في الصدور……قتال الهامش لن يفيد بل يقوي هذا النظام النتن …..لنتحد ونعلن العصيان والإضراب العام داخل المدن ,,,بلغ السيل الزبي!!!!!!!!!

  7. كلاااااام جميل وممتاز استاذ الطاهر ساتي ولكن هذه هي حقيقة هذه الحكومة الظالمة التي ظلمت وانهكت هذا الشعب الذي اصبح غير قادراً حتى على الصراخ . يا حليل ناس اكتوبر الثائرين ويا ويلكم يا الموجودين آلان وراضييين بهذا الظلم انتظروا موتكم الذليل والإهانة المزرية … وحسبنا الله ونعم الوكيل – وحسبنا الله ونعم الوكيل ….

  8. يا الطاهر ….المجتمع السوى و المعافى لا يقبل القهر و لا يرضى بالإستبداد و لا يمكن أن يعانى منهما إذا كان يعيش فى ظل نظام سوى …. ولو تريد أن تقول أن الشعب السودانى يعانى من هذا الداء فلا و ألف لا ….بل يرفضه بشمم و يقاومه و يحاربه بشتى الوسائل …..(“مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ. وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ”.)….. فعندنا الناشذ هو النظام الباطش الباغى المجرم المتعطش و السافك للدماء……القاتل للأنفس بغير حق… الراعى للإرهاب… مبتكر بيوت الأشباح و مغتصب الشباب و الكهول.. نساءا و رجالا !!

    فلا شك أنك تتابع بما يقوم به مناضلى المقاومات المتعدده فى شتى البقاع و هؤلاء يسعون للتغيير بأيديهم …. و من لم يستطع ذلك منّا لا شك أنك تتابع ما تنشره لنا الصحافة الإسفيريه من مقالات و تعليقات ….. فهؤلاء باللسان و دونك من يقاوم بالقلب …. و أكيد بأنه هناك قطاع من من يعانون من ذاك الداء اللعين (القبول بالقهر أو القبول القهرى ) وهم أمثالك من المرتزقة و المنتفعين من أتباع هذا النظام…. الحربائيين الذين يتحملون الذل و الإهانات من الطغات البقات من أساطين النظام الفاشى المستبد هذا طوال النهار و فى الليل يدبجون المقالات لصحفهم الصفراء كأنهم يعارضون!!! ( فهل نسيت تتطاول ذاك القمئ ربيع عب العاطى عليك فى ذات مرة ؟؟؟ و أتخيله فى كل مرة يلقاك فيها فى مناسبه أو فى الطريق كيف يبستفك و يهينك و على الأقل يبصق على وجهك فتبتلع كل الإهانه له لأنه فى عرفكم ولى أمر !!!وكيف تتطاول ذاك إبن الدلوكه الخال الرئاسى على الصحفى سئ الذكر عثمان ميرغنى و سكت … وكلكم كأن على رؤوسكم الطير صم بكم) و لكن نحن فيكفى منا رد فعل المهندس محمد حسن البوشى فى مخاطبته ذاك المجرم القمئ نافع أمام الملأ و أخرسه و كيف قابل شبابنا فى لندن ذلك النافع بضربه بالكرسى و كيف طرد شباب الأنصار ذلك الأرعن الغندور من دارهم ضربا بالأحذية و الهتاف و كيف واجه الدكتور القراى ربيعك ذلك و ألقمه و بشتنه كما يقال….فهل يجوز لك أيها المفترى أن تصف هؤلاء بمعاناتهم من القبول بالقهر ؟؟؟؟
    إن إستطالة بقاء هذا النظام الكريه طوال هذه السنوات العجاف هو مقدار بطشه و تعسفه الذى لم يسبق له مثيل حتى فى عهد النازيه ( النازية المسيحيه كانت تحرق اليهود و هنا المسلم يقتل بدم بارد أخيه المسلم الذى حرّمه المولى عز و جل إلا بالحق )….و أراك تغمز زنوج أمريكا و تصفهم بـالقبول القهرى بـ ((وأنظر لمشاهد السفن الناقلة ومن فيها من البشر..بنظرة عابرة، تجد بكل سفينة (رهطاً من الأرقاء) و ( فئة من التجار).. ومع ذلك، أي رغم أن ميزان القوة يجب أن يُرجح( كفة الرهط)، تجد أن أثقال القيود والسلاسل والإستستلام هي التي ترجح (كفة الفئة…..الخ)) …….وأقول لك أن زنوج أمريكا لم يعانوا القهر بل قاوموه فى صمت و صبروا و صابروا الى أن جاءت اللحظه و هم الآن يحكمون ?أوباما- و العجيبه القاهر و هو الشعب الأمريكى …. هو الذى إختاره وكمان لدورة ثانيه مفضلا إياه على منافسه الأبيض لأن أوباما الذى وصفت ملته بالمقهورين من ذوى الإراده و هذا أمر أنت لا تفهمه …. و ….

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد لليل أن ينجلي
    ولابد للقيد أن ينكسر
    ومن لم يعانقه شوق الحياة
    تبخر في جوها واندثر
    كذلك قالت لي الكائنات
    وحدثني روحها المستتر
    ودمدمت الريح بين الفجاج
    وفوق الجبال وتحت الشجر
    و عفو للإطاله…….

  9. اخي الطاهر يقولون إذا انت لم تنحني لا يستطيع احدا الركوب علي ظهرك فما بالك بقوم اعتادوا الركوع

  10. يا سلام عليك يا طاهر يا طاهر علي احترام القراء و احترام قلمك نشكرك علي التعريجة و بقت هي المشوار الاساسي!!!!.الطلاب يقتلوا و البلال الطيب في نفس الليلة يجيب الصوارمي و ذاك الوزير السطحي.اشكرك again علي احترام الصحافة وقلمك واحترام القارئ وذي ما قالوا العلام سمح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..