أهلا يادكتور حمدي.. من طب القراية الى علاج المحاية !

أهلا يادكتور حمدي.. من طب القراية الى علاج المحاية !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

أحد الأزواج يعاني كثيرا من سطوة زوجته وهي بدرجة الجنرال فرانكو فيما تمارسه من التسلط في البيت يعاونها أركان حرب من ابنائها الأشداء، فدبرت مع قادة وحداتها المنزلية خطة لقلب أو قل اصلاح نظام زوجها اليومي والذي أعتاد العودة متأخرا ليلا وهو في مرحلة انعدم الوزن مثل رواد الفضاء وهم خارج منطقة الجاذبية !

وكعادة الانقلابين وبعد اكتمال كل جوانب الخطة بدأوا التحرك نحو الهدف وتم تأمين كافة المواقع والمخارج بداية باحتلال بوابة المنزل الرئيسة قبل شروق الشمس حيث اعتاد صاحبنا أن يذهب مبكرا لحجز أم فتفت بغرض فك الشفرة الدماغية !
فأحضرت زعيمة الانقلاب مصحفا وضعته أمام زوجها الشرعي ليؤدي القسم بحضور محكمة العائلة الدستورية تائبا عن دموع القوارير ، فلم يملك حيال الحصار المضروب عليه سوى رفع يديه مسّلما !
لم يلبث صاحبنا التائب قسرا لا هداية الا ثلاثة ايام حتى بانت على جسده خلالها دمامل و أثار الكاروشة ، فانطلق خلسة الى مجلس الندماء وقد بدأوا القعدة ، فحاول أن يتعزز ليمونه في البداية متذرعا بالقسم الذي تورط فيه تحت ضغط قوات اليوناميد ذات الشبشب عالى الكعب بعد تهديده بتحويل الانقلاب الأبيض الى قاني اللون في حالة المقاومة !
فأفتى له أحد زملاء قعدته الظرفاء ، بان يصوم ثلاثة أيام لينعتق من ذلك القيد ، ويعود لمواصلة الارسال بعد فاصل الحكة الذي أدمى شاشة جلده !
فتوكل صاحبنا ، فرحا يمد يده الى الكأس ، كما فعل ابو نواس ، في أول شوال وأنشد ينادي صاحب الحانة.
رمضان ولى هاتها يا ساقي هاتها مشتاقة تسعى الى مشتاق .
وهكذا يفعل الدستوريون عندنا والمسئولون المكلفون مع فارق نوع الادمان، فهم بعد أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس وقاضي القضاة ، بصوت مسموع بان يكونوا أمناء على صيانة الدستور واحترام القانون ومقدرات الوطن والمنصب !
ولكن لست أدري ان كانوا يستفتون أحدا يدلهم على الصيام حينما يحنثون قسمهم ، بعد ادمان استغلال السلطة المغرية ويتجهون بكلياتهم لارتياد الفساد بصورة مباشرة أو على طريقة ذلك الوالي الحريف الذي قال أنه عادة لا يسجل شركاته بأسمه ، حتى لا يحسب فاسدا ،ويقع في المحظور الذي قد يستوجب صيامه.. وعداه العيب !
أنا شخصيا لا أفهم في الاقتصاد ربما الا بمقدار اجادتي للغة الصينية التي أعرف منها فقط لاغير كلمة ( ني هاو ) اذ انتشرت في احدى الدعايات التلفزيونة ، ولعلها تعني التحية ،فقد أبعدتني الحروف عن الأرقام ، أكثر مما باعدت الظروف بين الشعبي .. والوطني !
ومن قال لا أعلم فقد افتى !
لا أود هنا الخوض في تحليل أقتصادي ولكن كما قال الشاعر، فقد يرجى من صاحب الأصغرين المعدم !
فقط خطرت على بالي قصة أخينا اعلاه ، وأنا أقرأ تصريحا أطلقه بالأمس خبيرنا البصير الاقتصادي الدكتور عبد الرحيم حمدي الذي تجاوز نفوذه في بدايات الانقاذ حدود اختصاصه ، فبدأ يضرع في حدود السودان الجديد ، الذي اطلق أسمه على شكله المقترح بماعرف بمثلث حمدي !
الرجل الذي رسم سياسة المشروع الحضاري المالية وقال أنا الطبيب الذي سيتعافى على يده رجل أفريقيا المريض من كل علله وليس اقتصاده فحسب ، وبعد أن شارف مريضه على خراج الروح وقد صنفت حالته ضمن أسوأ الحالات المتأخرة بل والميئوس من تعافيها في العالم!
لعله قد حطم قاعدة مسئؤلينا في عدم الاعتراف بكسر القسم ومن قبيل الرجوع للحق فضيلة فعاد مستنجدا يطلب من مجلس الافتاء الجاهزللمهمة باصدار فتوى تبيح الاقتراض الربوي لتمويل المشروعات ، ولو بسد الذرائع من باب أن من عطش ولم يجد ماءا فشرب خمرا ، أو جاع ولم يكن أمامه الا جيفة خنزير أكلها فلا تثريب عليه !
طيب الم يكن من الأجدرمن أول الحكاية عدم حمل السلم في عرض الشارع وانتهاج اقتصاد غير مدروس ، فاصبح حالنا بين التجريب في مغازلة النهج الاسلامي بعين ، فيما الأخرى لا زالت تغمز الى اقتصادالسوق العالمي ، فاصبحنا مثل الغراب الذي حاول تقليد طريقة مشية البلبل الأنيقة ، فلم يجدها ، وحينما ، أراد العودة الى طريقة مشيته نسيها أيضا ، فصار يتقافز كما نراه الآن !
ولعل خبيرنا بعودته ناصحا باستصدار تلك الفتوى لانقاذ بقية أنفاس اقتصادنا من الانقطاع ، هذا ان كان فيه رمقا ، يفعل تماما مثل الطبيب الفاشل الذي يوجه اهل المريض وقد استعصى عليه علاجه بعد طول التعاطي معه كفأر تجارب ، بان يعرضوه على أحد الشيوخ لمعالجته بالمحاية !
طيب مش كان تسلّم.. و تقول.. أهلا من الأول ..يادكتور ؟

شبال خفيف..
***
آخر النكات الاقتصادية في السودان ويبدو أنها رسمت في كاريكاتير ساخر .. وبمناسبة تأخر البرد هذا الموسم..فقيل ان الكيزان باعوه لأحدى الدول الغنية التي يبدو أن الحر شارطها ، وتركوا الضحك شارطا أهلنا بالسخانة والبعوض ، ففكر عباقرتنا في استجلاب شوية عمله ..و أما مسألة الطراوة قالوا ممكن حلها بعد ذلك بشراء الهبابات من خلال عطاء صاحبه جاهز سلفا..طبعنننننننننننننننن !

تعليق واحد

  1. يعني بالعقل كده كيف يترك اقتصاد البلاد لرجل كان يقيم في فندق اثناء وزارته, فهذا يدل على عدم اقتناع حمدي بامكانية العيش في السودان و ان لم يكن كذلك فانه يدل على تبذير الرجل ,هل يصلح المبذر لادارة اقتصاد قرية فضلا عن دولة

  2. يعني بالعقل كده كيف يترك اقتصاد البلاد لرجل كان يقيم في فندق اثناء وزارته, فهذا يدل على عدم اقتناع حمدي بامكانية العيش في السودان و ان لم يكن كذلك فانه يدل على تبذير الرجل ,هل يصلح المبذر لادارة اقتصاد قرية فضلا عن دولة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..