الثورة… سيل….لا ينتظر… المواعيد!!

الثورة… سيل….لا ينتظر… المواعيد!!

منتصر نابلسي
[email][email protected][/email]

كما تكتسح وتجتاح السيول المنحدرة من اعالى الجبــــــال ، كل ما يقـــف فى طريقـــها …لاتنتــــظر الثورات مواعيد الاستقبال او تصريح باستئذان، فهى لاتتقــــيد بالاوقات ولا بالكيف ولا المكان فهى الاكتساح بكل معانيه ، والانتفاضات الحقيقية تبدا من دواخل قلوب الشعوب الحرة الابية… وتنحدرسيولا هادرة جارفة الى الشـــوارع وتمــــــلاء عاصفتـها وعرمرمها الزمان والمكان بدون كيف فهى تاتى بعنـــفوان التحــــــــدى وعدالة المطالب وسطوة الانطلاق …. الحرية لاتباع فى الاسواق السوداء او الحمراء، ولاتقبل المناقصات والمساومات والمجاملات والتقسيط والتخطيط…. ولا تستجدى من الحـــكام ولايستعطف كائن من كان لانــطلاقها واندفاعها ….ولايتحكم فى البتها وشموخها وحماسها الا الشعب صاحب الكلــــمة الفصل والقرار الاخير… و الحرية تنتزع انتزاعا …فما اخذ بالقـــــوة لا يسترد الا بمثلها، او اشــد من ذلك فان لم يستجاب لمنطق الحكمة والعقل انتزعت بمنطق الاسترداد القهرى اجبارا ، واذعـن حينها المغتصب باعادتها عن يد وهو صاغر رغم انفه ….فالحرية حــــق غالى ومطلب شرعى، لا يقبل الجدل او المراوغة، فهلا رددنا الحـــق الى اهله والســودان اهله…. فهلا اعدنا بعض الكرامة للوطن المنكوب…..
لقد شبع الشعب الوفوف على اتون نار الصبر المهلكة، وفوهات البراكين المحـرقة لقد طال الانتظار ومل الركب السفر 23 عاما طوال …وهو يرزح تحت سلطة عابثة لاهثة خلف السلب والاغتناء ،حتى تعملق الفساد وطــــال كل ما حوله ومافـــــوقه وتحته …. تعبت الظهور المكدودة والنفوس المهدودة، من تحمل المصائب التى قصمت ظهر الوطن من تحت راس السلطة المتعجرفة المتسلطة المتصرفة فى مقدرات الوطن بكل (سبهليلة )وتغــطرس وغباء، ليدفع المواطن ثمن المهازل، والانحدارات المتوالية غالى الاثمان… تعبت الايادى الهزيلة من الاستجداء، والتسول طلبا للانصاف والعدل والمساواة والعيش الكريم …تعبت الاقدام الحافية من السير على اشواك الانحطـــــاط والتفاهـــات والغش والاستهوان والاستــهتار والاستهجان … الممتد بامـــتداد السنوات المــاحلة، ما ابشـــع التقـــلب على جمرالانتظارالمر….للفجرالمرتقب الذى تاخر ميلاده ولم تشرق ولن تشرق شمسه الاعلى ايادى الشرفاء والاوفياء من ابناء الوطن…. لقد مل الانتظار الانتظار…. اهترأت العــيون من العويل والبكاء والندم…. خلف حائط الصمت ….والخوف والتوجس والانـــهزام …وهى تبنى من الاوهام احلام حرية.. ولا تاتى الحرية طائعة مختارة بطول الانتظار فقد سئمت ارض الوطن النفـــاق…. بعد ان شربت من بحـــــر الاكاذيب والعبث والخداع.. المتواصل منذ ان اعتلت الفئة الضالة عــــــرش الوطــن الغالى حتى غرقـــت ارضنا حتى اذنيها ، فى وحـل القذارات وتردت الاوضاع ، وتفاقمت الكـــــوارث والمحن بقدر ماتحمل كلمة الانحداروالتــــردى من معان ، تعطلت لغة المجاملات حينما نزعوا اجمل ماعندنا من كرامة واعتزاز بشخصيتنا …ووحدتنا ….وقوميتنا …وهويتنا…..
فابو الا ان يشتتوا شملنا ويقسموا امرنا ويبعثروا ارضنا ، ويجعلونا قبـــائل متشرزمة واقاليم مفتتة مشتتة…. ليلعبوا بروح الخبث والمكر ويبعثروا وحدة الصف ليتسنى لهم التمدد وزيادة عمر حكمهم سنين اخر… لكن هيهات…..نعم فقد تعـــلمو الحــــلاقة على رؤوس اليتامى… وباعوا الوطن بسعر بخس وقبضوا الاثمان، وقبـــض الشعب الهواء والهوان…..
انا الدارفورى وابن دورديب وابن حلفا اخى ووالدى بقارى وابن عمى كردفانى وابن اخى شايقى وابن خالى نوباوى وابناء خالاتى محس وسكوت وجعل واجدادى هدندوة وبنى عامر انا سودانى….وكل واحد منهم اغلى من الاخر ……ما اعظم شعب الثورة نحــــن الســـــودان وبالسودان وللسودان ومع السودان …. لا نامت اعين الجبناء لن يزرعـــوا االفتنة بيننا، ويفرقوا صفنا ، ويشتتوا شملنا اكثر من ما فـــــعلوا ويفتحوا الابواب للهدم والتعتيم والتكميم ….اكثر …خابوا وخسروا…وللحرية الحمراء باب….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..