شرطة سماوية تكافح الجريمة بالإيمان

شرطيون متدينون في المكسيك يحملون الإنجيل بدلا عن السلاح لردع الفاسدين بالموعظة الحسنة في بلد تمزقه الحرب بين عصابات المخدرات.
ميدل ايست أونلاين
مهمة ليست سهلة
تلالنيبانتلا دي باس (المكسيك) – ليونيل غييرموبريتو شرطي تلقى رشاوى سابقا لكنه تاب عن أفعاله وأسس “الشرطة السماوية” وهي جمعية تضم شرطيين مسيحيين يكافحون الجريمة من خلال الإيمان.
وتجمع هذه الوحدة الفريدة من نوعها خمسة آلاف و200 شرطي من قوات الشرطة الاتحادية والمحلية، إضافة إلى بعض العسكريين، منهم من تقاعد ومنهم من ما زال في الخدمة في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الضارية بين عصابات المخدرات.
ويقوم عناصر “الشرطة السماوية” بدعوة زملائهم بالموعظة الحسنة ليسلكوا الطريق الصحيح ويتجنبوا الفساد.
في أحد اللقاءات مع عناصر من الشرطة، يتحدث ليونيل عن ماضيه الفاسد قبل أن يهتدي إلى طريق الإيمان. وهو لم يتردد عن قبض رشاوى، وانتهى الأمر به موقوفا ومطرودا من الشرطة.
ويروي “صرت أذهب إلى أميركا الوسطى لأشتري المخدرات وأرسلها إلى أوروبا، جنيت الكثير من المال”.
لكنه أوقف بعد ذلك في غواتيمالا، ورحّل إلى الولايات المتحدة حيث واجه تهما تصل عقوبتها إلى السجن 25 عاما.
وفي السجن، تعرّف إلى مجموعة من المتدينين، وكان تاريخ الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول من العام 2007 يوم تحوّل في حياته.
ويقول في محاضرة في كنيسة في إحدى ضواحي مكسيكو تعد من بين أخطر مناطق البلاد وأعنفها “نحن نعتبر أن هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس الجمعية، لأنني في هذا اليوم اهتديت “.
ولم يمض ليونيل سوى 15 شهرا فقط في السجن، بدلا من 25 عاما، وذلك بسبب قاض كان متسامحا معه. ويقول “الله هو الذي أخرجني من السجن لأخدمه”.
عنف قياسي
تقوم جمعية “الشرطة السماوية” على هيكلية تشبه هيكلية الأجهزة الأمنية، ففيها المسؤولون المكلفون بمتابعة مناطق معينة، ويرتدي عناصرها زيا يشبه زي الشرطة الاتحادية. لكن الفرق أنهم لا يحملون السلاح بل الانجيل.
وهم يأملون أن تساهم تجربتهم في رد الشرطيين المنحرفين إلى طريق الاستقامة.
ويقول “البعض يظنون أننا لا نريد من الشرطة استخدام السلاح، هذا ليس صحيحا، لكننا نطلب منهم أن يستخدموه بما يتوافق مع القانون”.
وهذه المهمة ليست سهلة في بلد تقول التقديرات إن نصف عناصر الشرطة فيه فاسدون، وفقا للمعهد الوطني للإحصاءات.
في السنوات العشر الماضية، شهدت المكسيك ارتفاعا كبيرا في وتيرة العنف، بعدما قررت الحكومة استخدام الجيش في الحرب على عصابات المخدرات.
وتشير تقديرات إلى أن عدد القتلى في أعمال العنف هذه بلغ 186 ألفا.
في شهر مايو/أيار الماضي وحده، بلغ عدد جرائم القتل ألفين و186، وهو رقم قياسي.
يقر بعض عناصر الشرطة بعدم قدرتهم على التصدي للجريمة.
ويقول إدواردو إغوييرا قائد الشرطة في منطقة تلالنيبانتلا والعضو أيضا في “الشرطة السماوية” “نحن 250 شرطيا علينا أن نغطي 265 حيا”.
شرطيون مع الشيطان
قد يثير جهر عناصر من الشرطة بمعتقدهم المسيحي بعض الاستغراب في هذا البلد الذي يباهي بقيمه العلمانية.
لكن ليونيل ورفاقه يؤكدون أنهم يحترمون فصل الدين عن الدولة، وأن ما يقومون به هو الحديث مع عناصر الشرطة وتذكيرهم بالقيم الأخلاقية التي يفرضها عليهم اتباعهم الطريق الصحيح.
ويقول “ولكن للأسف بعض الزملاء يبدلون الله بالشيطان”، ولذا تتلقى منظمته تهديدات من بعض عناصر الشرطة المستائين من نشاطها.
إلا ان ذلك لا يثنيه عن مهمته، ويقول “إن قُتلنا ونحن نفعل ما أمر الله أن يُفعل، فسنموت سعداء”.
القانون لا ينفذ الا في قليلي الحظ الذين يضبطون بمخالفته ولذلك فهو لا يردعهم ولا يردع غيرهم وهكذا اصلا القانون ما عمل الا لتحديد العقاب وتنفيذه في حال ضبط الجريمة وبالتالي فان القانون لا يمنع الجريمة او لا يردع ارتكابها مسبقا ولكن اذا نظرنا للقانون كجزء من دائرة روادع الأخلاق والقيم الدينية الفردية والمستمدة من المجتمع أو الدين فذلك يسهم بدرجتين في تحقيق الردع المطلوب عن ارتكاب الجريمة فالدين كما يردع صاحبه مسبقا عن ارتكاب الجريمة فهو يحثه على الابلاغ عنها بعد وقوعها ردا للحقوق وتكفيرا عن الذنب وفي هذا السلوك التلقائي أثر كبير على الآخرين لحذوه خاصة اذا كان عقاب المقر بجريمته أخف من المنكر لها غير النادم ويجب ان يكون كذلك لأن المقر على نفسه بجانب كونه استشعر الندم وهو الشعور الرادع والمحصن له مستقبلا الوقوع في ذات الجرم على الأقل فإن المقر يحفظ للمتضرر حقه او يعيده له وفي هذا رفع للضغائن وتنفيس لروح الثأر والانتقام
القانون لا ينفذ الا في قليلي الحظ الذين يضبطون بمخالفته ولذلك فهو لا يردعهم ولا يردع غيرهم وهكذا اصلا القانون ما عمل الا لتحديد العقاب وتنفيذه في حال ضبط الجريمة وبالتالي فان القانون لا يمنع الجريمة او لا يردع ارتكابها مسبقا ولكن اذا نظرنا للقانون كجزء من دائرة روادع الأخلاق والقيم الدينية الفردية والمستمدة من المجتمع أو الدين فذلك يسهم بدرجتين في تحقيق الردع المطلوب عن ارتكاب الجريمة فالدين كما يردع صاحبه مسبقا عن ارتكاب الجريمة فهو يحثه على الابلاغ عنها بعد وقوعها ردا للحقوق وتكفيرا عن الذنب وفي هذا السلوك التلقائي أثر كبير على الآخرين لحذوه خاصة اذا كان عقاب المقر بجريمته أخف من المنكر لها غير النادم ويجب ان يكون كذلك لأن المقر على نفسه بجانب كونه استشعر الندم وهو الشعور الرادع والمحصن له مستقبلا الوقوع في ذات الجرم على الأقل فإن المقر يحفظ للمتضرر حقه او يعيده له وفي هذا رفع للضغائن وتنفيس لروح الثأر والانتقام