كل الشعب عاطل

اسماء محمد جمعة

لا أعتقد أن هناك أحدا سيصدق أن حكومة المؤتمر الوطني سيكون لديها جهود لخفض العطالة في السودان؛ فهي منذ أن وصلت إلى السلطة كل سياساتها تصب في زيادتها، والعطالة ليست مجرد ظاهرة اجتماعية عادية تظهر وتختفي، بل ظاهرة لها علاقة مباشرة بسياسات الدولة الاقتصادية؛ فهي مرتبطة بالجهود الموجهة بدقة نحو كافة القطاعات؛ لتسهم في تحريك عجلة التنمية، وهذا ما لم تفعله الحكومة- أبدا، وأعتقد أننا لسنا بحاجة لنشرح ماذا فعلت من سياسات محطمة؛ مما أنتج جيوشا من العطالة بجميع أنواعها، وما زال العرض مستمرا.

أول أمس في مؤتمر صحفي لوزير الموارد البشرية الطبيب الصادق الهادي المهدي، ولا أرى سببا لانعقاد المؤتمر- نفسه- لأن سيادته لم ينجز شيئا، وليس هناك داعٍ أن يحدثنا عن تأريخ العطالة، ولسنا أغبياء لنصدق ما يقول، وقد أثبت أنه لا يعرف شيئا عن العطالة في السودان، ولا كيف تعالج، ولا هو الشخص المناسب الذي يمكن أن يقدم إسهامات في هذا الشأن؛ فهو جاء إلى الوزارة ضمن برنامج المكايدات السياسة، التي يستعين بها المؤتمر الوطني؛ ليضرب خصومه، وجاء من خلفية طبية، وكان يعمل خارج السودان- عموما- الرجل فضح نفسه، وما قاله في المؤتمر الصحفي يؤكد جهله التام بالموضوع كله، سيادته قال: إن عدد العاطلين عن العمل في السودان 2 مليون- فقط لا غير- ويشكلون 19%، وتحدث عن إحصائيات ودراسات كلها من أعوام سابقة حتى 2015- أي مضى عليها أكثر من عامين، وهذه الفترة في مجتمع اقتصاده متهاوٍ لا شك أنها تغيرت عشرات المرات، أما نسبة الـ 19% هذه فهي لم تزد أو تنقص منذ أواخر التسعينيات، صدقوا أو لا تصدقوا إنها الحقيقية، وراجعوا تلك السنوات.

قبل فترة وزير العمل الطبيب البيطري أحمد بابكر نهار، القادم في حصص المكايدات والترضيات، أثناء استعراضه تقرير وزارته للعام 2016 والنصف الأول من العام 2017 أمام البرلمان قال: إن جهود وزارته مستمرة لخفض العطالة بتوفير 671 ألف وظيفة في القطاع العام، و4380 للاستخدام الخارجي، بجانب متابعة إصلاح أجهزة الدولة، واشتكى من تدني بيئة العمل، ونقص معينات العمل، ووسائل الحركة، وضعف التمويل الذي أدى إلى عجز تنفيذ الأنشطة فيما يتعلق بربط المركز مع الولايات، وربط ديوان شؤون الخدمة بالشبكة القومية- أي أن موظفي الدولة لا يستطيعون أداء أعمالهم، وعليه يؤكد أنهم عطالة مقنعة، بالمناسبة وزارة الموارد البشرية تم تفكيكها من وزارة العمل والإصلاح الإداري، وقسمت ما بين الصادق الهادي وبابكر، والجزء الثالث أصبح مجلسا أعلى للإصلاح الإداري.

بصفة عامة عدد العاطلين عن العمل ليسوا مليونين، ولا يمثلون 19% من المواطنين في سن العطاء، بل أكثر من ذلك بكثير؛ فما نراه يثبت ذلك- ربما- ستة ملايين، ويمثلون 57%- وربما- أكثر؛ لأن ما يعيشه السودان اليوم يثبت أن كل الشعب عاطل فأي مهنة أصبحت (زي قعاد ساكت).

السيد الصادق الهادي قال: إن وزارة الموارد البشرية هي الأولى من نوعها في المنطقة، مع أن المشكلة ليست في الوزارة إنما في الحكومة والوزير، وقال: إن الادارة الجيدة هي سبب النجاح، وهذه هي مشكلة ليس لدينا إدارة جيدة، وقال: إن مثلث الجودة يتكون من التعليم والتدريب، ورفع القدرات، والسلوك تجاه العمل، وأن المشاريع الصغيرة هي أساس التنمية، وهذه ليست جهود تقلل من العطالة؛ لأن أي دولة تريد خفض العطالة لا بد لها من تحقيق شرط مهم جدا، وهو تحقيق معدل تنمية عال، وسياسات سوق عمل فعالة، فمن يشرح للسيد الوزير سياسات العمل الفعالة؟!.

التيار

تعليق واحد

  1. يا سلام كلام جميل جدا انت سخص فاهم باالمناسبة

    فيما يتلق باالعطالة فإن السودان أكبر الدول التى تحتوى على عدد كبير جدا من العطالة ليس ستة ملايين فقط وإنما أكثر بكتير السودان كلها عطاله

  2. يا سلام كلام جميل جدا انت سخص فاهم باالمناسبة

    فيما يتلق باالعطالة فإن السودان أكبر الدول التى تحتوى على عدد كبير جدا من العطالة ليس ستة ملايين فقط وإنما أكثر بكتير السودان كلها عطاله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..