هلع!

شمائل النور
الحاجة إلى الأمن غريزة.. الأمن شعور وليس مظاهر مسلحة، ولا إجراءات، فإن فُقد هذا الشعور فقد دخلت حياة الناس إلى فصل جديد.
طوال الأسبوع لم يكن هناك حديث بين الناس سوى حكاوى وقصص الاختفاءات والاختطافات، هنا بلاغ رسمي مدون عند محاضر الشرطة، وهنا رواية مثقوبة عن حالة اختطاف، وهنا جريمة قتل غامضة وقعت بعد حالة اختفاء، وهنا وهناك، والخلاصة أن المشهد كله تحول إلى حالة هلع جماعي، والحقيقة غائبة.
لم أر هلعاً في المجتمع كما يحدث الآن بين الناس في أعقاب قصص وروايات بعضها صحيح، وبعضها خيالي، المجتمع الذي يهلع لزيادة الأسعار، ويهلع لحالات الإسهالات المائية المنتشرة، لم يبلغ به الهلع كما يحدث الآن إزاء قصص وروايات وجرائم.
تحول إعلام الشرطة إلى غرفة لنفي كل ما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي، أول من أمس وقع حادث غير مفهوم في منطقة الأزهري جنوب الخرطوم، انتشر مقطع فيديو صُوّر للناس أنه لحظات قبض على بعض من حاول اختطاف أطفال، صراخ وضرب وحرق سيارة، ومع حالة الهلع المستشرية، خطف هذا الفيديو اهتمام الجميع، واعتقد الجميع أن عمليات الخطف وصلت حتى باب بيته.
اضطرت الشرطة ليل أمس إلى إصدار توضيح أوردت خلاله قصة مختلفة.
ثم ألحق إعلام الشرطة نفياً آخر بخصوص انتشار تسجيل صوتي يتحدث عن إلقاء القبض على الجناة في جريمة قتل أديبة.
بدلاً من أن يصبح إعلام الشرطة مزوّدا للمواطنين بالمعلومات، والمتابعة، وتمليك الحقائق، خاصة في مثل هذه الظروف، تحول إعلام الشرطة إلى غرفة لنفي الشائعات.
الخلاصة الآن هناك حالة هلع غير مسبوقة في المجتمع، من المرات القلائل التي يُجمع فيها الناس على حالة واحدة.. الشرطة تنفي، بينما العشرات من بلاغات الفقدان منتشرة في صفحات التواصل الاجتماعي، المجتمع لا يعرف أن هذه شائعة أو حقيقة، وهو أميل إلى تصديق الشائعة مهما كانت مجافاتها للحقيقة، ذلك لفقدان الثقة بين المواطن والسلطة، وهذه مسألة خطورتها عالية حينما تصل أمن الناس.
وكأنما هناك مضخة تعمل على مدار الساعة، مهمتها نسج عشرات الروايات المتضاربة، وهناك من يعتقد أنها تحمل كل الحقيقة، ولا يريد قبول رواية غيرها، الإصرار على تصديق اللا معقول مثير للتساؤل.
الآن- المطلوب هو الوصول إلى الحقيقة كما هي؛ لإنهاء حالة الهلع والفوضى النفسية التي ضربت الجميع، والإعلام على المحك.
التيار
مع تعقد الاوضاع الاقتصادية و التردي المريع للعملة الوطنية مقابل الدولار و غيره و مع الارتفاع الجنوني لاسعار السلع الاساسية و انتشار وباء الكوليرا و الزيارات المهينة التي يقوم بها الرئيس بلا داع لدول الخليج و الاذلال القبيح في استقباله … وسط كل هذا الكم من الفشل و الخزي و الفساد ….. يريدون ان يشغلوكم بملهاة حوادث الاختطاف … فشغل الناس تماما عن واقعهم السياسي و الاقتصادي المزري و اصبح هم الناس و حديثهم عن جرائم الاختطاف سواء اكانت اشاعة او حوادث مفبركة او احداث حقيقية يمارسها “جماعة” يقودون عربات من غير لوحات لتسخين الوضع و شغل الناس و تخويفهم و الهائهم …
فكروا ماذا تدبر الحكومة من مصائب وسط دخان الشائعات
مع تعقد الاوضاع الاقتصادية و التردي المريع للعملة الوطنية مقابل الدولار و غيره و مع الارتفاع الجنوني لاسعار السلع الاساسية و انتشار وباء الكوليرا و الزيارات المهينة التي يقوم بها الرئيس بلا داع لدول الخليج و الاذلال القبيح في استقباله … وسط كل هذا الكم من الفشل و الخزي و الفساد ….. يريدون ان يشغلوكم بملهاة حوادث الاختطاف … فشغل الناس تماما عن واقعهم السياسي و الاقتصادي المزري و اصبح هم الناس و حديثهم عن جرائم الاختطاف سواء اكانت اشاعة او حوادث مفبركة او احداث حقيقية يمارسها “جماعة” يقودون عربات من غير لوحات لتسخين الوضع و شغل الناس و تخويفهم و الهائهم …
فكروا ماذا تدبر الحكومة من مصائب وسط دخان الشائعات