الطيب مصطفى .. ومخطط السيادة العنصري

ياسر عبد الكريم

بداية أهنئك ولو متأخرا على إنتصارك في قضيتك العنصرية التي ناضلت من أجلها سنين عددا حتى تحقق ما تصبو إليه وهي قضية إنفصال جنوب السودان
كما أهنئك بالتواجد اللامع في السياسة المحلية التي أصبحت مسخرة لك ولأمثالك مكانة فيها وفي قبة البرلمان الغير منتخب وتتربع على أهم منصب وهو ( رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان ) وهو لم يكن لك في يوم من الأيام ولا لأمثالك
كما انني أهنئيك وأحترم فيك صراحتك وجرأتك التي أسقطتك وأصبحت من الساقطين وأحطت نفسك بهالة كذابة لن يحصد منها السودان سوى التمزق

يوماً بعد يوم تتكشف أبعاد مخطط العنصرية البغيضة .. ويوما بعد يوم تتضح النوايا الحقيقية لهؤلاء العنصريين المزروعين قسراً وغصباً في جسد الوطن والتي تصب في إتجاه هدف إستراتيحي محدد يمكن تلخيصه بكلمة واحدة هي ( تفتيت) الوطن
منذ ولوج الإنقاذ عبر الطيب مصطفى ودون مواراة عن ذلك الهدف بحديثه الذي لم ينقطع في جريدته في ذلك الوقت ( الإنتباهة ) عن ضرورة فصل الجنوب عن الوطن الأم وأتى بكل مبررات الدنيا الغبية لهذا الغرض ووجد منبرا نشر من خلاله سمومه بكل سهولة .. وصبّ جاما غضبه على الجنوب كما أدعى بأن الجنوب هو سبب تخلف التنمية … فذهب الجنوب فأين التنمية التي كان الجنوب حائلاً لها ؟ لقد إتضح للناس هذا الهراء والنفاق ولم تنطلي مبرراتك على أحد .. ولم يهدأ له بال حتى تحقق الذي يتمناه وذبح الذبائح وهلّل وكبّر حتى الصباح في ذلك اليوم البهيج . اليوم الذي بكى فيه كل الأحرار والوطنيين للمصاب الجلل

سؤالي لك ما الذي تريد أن تفعله في السودان وشعبه أكثر من الذي فعلته وذهب الجنوب وصغر حجمه وقلة مكانته وضاعت هيبته ؟ بعد أن مزقته بتصريحاتك كالخنجر المسموم في جسد الوئام الاجتماعي والتي أصبحت متخصصاً فيها فوق أشلاء هذا الوطن الممزقة بتصريحاتك العنترية وأمثالك حتى أضحينا أضحوكة ماسخة لاكتها الألسن وذلك لجهلكم بأبسط أبجديات السياسة …
فكن حليماً.. بل وكن رحيماً بوطنك وبأهل دارفور خاصة لخطورة الوضع الحالي .. الجرح كبير وتصريحاتك الهوجاء ومقالاتك البغيضة تزيد النزيف نزفا والألم ألماً في وقت نحن في حاجة أن ندمل الجراح ونستمسك بالوحدة الوطنية وبمصالح بلادنا العليا
فأين ( ذلك ) من هذه التصريحات والمقالات الهوجاء ما بين ليلة وأخرى فوق قبة البرلمان وهو رئيس لجنة الإعلام فيه فلو أتت بك صناديق الإقتراع لطالبنا ناخبيك الذين أوصلوك إلى البرلمان أن يسحبوك سحباً ويستجوبوك للأسف ضعف الطالب وبئس المطلوب

إنني أبدي الدهشة البالغة من العبارات العنصرية التي إستخدمتها في مقالك الأخير بعنوان ( أما آن الأوان لحسم تمردات الطلاب؟) في صحيفتكم الصفراء وتقول بالحرف الواحد :( والله أن أكثر ما يؤلمني ويملأني حسرة ويزيدني اقتناعاً أننا لسنا مؤهلين للديمقراطية أن تنبري بعض أحزاب المعارضة خاصة العلمانية واليسارية لتؤيد هؤلاء المتمردين وإذا كانت بعض تلك الأحزاب قد مردت ، منذ مولدها)
كيف تتحدث عن أحزاب التنوير والوعي الجماهيري فهي الأمل للنهوض بعد سنين البؤس والسرقة والتعاسة التي عشناها معكم
لأول مرة تكون صادقا في حديثك عن عدم تؤهلك للديمقراطية لأن في عهدها لن يكون لك وأمثالك مكانة في البرلمان المنتخب ولن يكون لك دور في الحياة الديمقراطية وستتكشف عوراتكم ولذلك تحاربونها ما إستطعتم لذلك سبيلا وبكل شراسة لإسقاطها …
لقد وصفت طلاب دارفور بالمتمردين !! أمر مبكي حقيقة ! هؤلاء طلاب ولهم حقوق وواجبات وجرحهم كبير فوق ما تتصور ولقد إعترف رئيسك في يوم ما وقال : (إننا إرتكبنا فظائع بدارفور وسالت دماء ولأتفه الأسباب ) والكل يعلم هذا الكلام وتم تداول هذا الفلم على أوسع نظاق .. هذا يعني أن الفظائع قد طالت معظم أهلنا بدارفور وهؤلاء الطلاب من أرض الفظائع الذين طالتهم مصائبكم فمنهم من فقد والده ومنهم من فقد والدته ومنهم من أتى في فترة الإجازة لم يجد أهله ومنهم من تغيرت ملامح قريته .. ومازالت تلاحقهم مصائبكم وفي بخت الرضا بعد أن بلغ السيل الزبى وإنتفضوا عليها نعتهم بالمتمردين فهل يلزموا الصمت على الظلم ؟ أم ماذا تريدهم أن يفعلوا ؟
فلماذا تتعمّد أن تزيد عليهم الجرح جراحات . أنت رئيس لجنة الإعلام في البرلمان لا يحق لك أن ترمي التُهم جزافا هكذا بدون دليل .
فإن لم تتعلم أن تسجن وتعتقل لسانك من هذه التصريحات العنصرية سنهنئكم مرة أخرى بتحقيق مخطط السيادة العنصري …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..