الشعوب تدفع ثمن حماقات القادة: غرامات من محاكم أمريكية ببلايين الدولارات بسبب الارهاب في ليبيا والسودان

محمد فضل علي .. كندا
في ظل أجواء التفاؤل المتصاعد برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية واسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب في الثاني عشر من اكتوبر القادم حدث تطور غير محسوب بالقرار الذي اصدرته محكمة فيدرالية امريكية ظهر الجمعة برفض الاستئناف السوداني السابق علي قرار محكمة امريكية وفرض غرامة وقدرها سبعة بلايين دولار علي الحكومة السودانية بناء علي حيثيات المحكمة التي اكدت ان السودان يتحمل المسؤولية عن الهجوم علي سفارة الولايات المتحدة الامريكية في العاصمة الكينية نيروبي في العام 1998 وهو الهجوم الذي خلف عشرات القتلي ومئات المصابين من حملة الجنسيات الامريكية وجنسيات اخري من بعض العاملين والموظفين وزوار السفارة وبعض الذين تصادف مرورهم بالقرب من مبني السفارة في لحظة الانفجار.
اثار الحكم الصادر من المحكمة الامريكية ردود افعال مختلفة ومتباينة وسط اتجاهات الرأي العام السودانية داخل وخارج البلاد وتميزت اغلبها ” بالتهكم” من توقيت صدور قرار المحكمة الامريكية ومبلغ الغرامة الخرافي وعن من هي الجهة التي ستقوم بتسديد المبلغ وكيف في بلد مثل السودان تعيش الاغلبية الساحقة من اهله ومواطنية ظروف معروفة وتكابد لتوفر لقمة عيشها وعلاجها وتعليم اطفالها بشق الانفس مع كل الاحترام والتوقير لقرار القضاء الامريكي والحق الاصيل لضحايا الحادث الارهابي المذكور واسرهم وضحاياهم في التعويض المجزي عما لحق بهم من اضرار وان كانت الارواح البشرية لاتعوضها الاموال.
تعتبر هذه المرة الاولي في تاريخ السودان الذي تصدر فيه محكمة اجنبية حكم من هذا النوع الذي احتوت حيثياته علي ادانة بايواء الارهاب وتسهيل اعمال من هذا النوع ترتب عليها اهدار هذا العدد الكبير من الارواح والانفس البشرية وهو اسلوب درجت عليه ماتعرف بمنظمة القاعدة والاجيال اللاحقة من المنظمات الاسلامية المتشددة التي سارت علي دربها والتي الحقت اساليب عملها واعتمادها العنف المطلق واستهداف المدنيين وقتل الناس علي الهوية اضرار بالغة بصورة الشعوب العربية والاسلامية كما تسببت في اضرار مباشرة ببعض القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية والقضية العراقية بعد الغزو الامريكي لبلاد الرافدين.
للشعب السوداني تاريخ طويل في مناهضة بعض السياسات والتدخلات الامريكية في المنطقة العربية واجزاء واسعة من العالم ومواقف ثابته في دعم حقوق الشعوب في مناهضة الغزاة والمحتلين ودعم حركات التحرر الوطني والمقاومات المشروعة ولكن السودان لم يعتمد في يوم من الايام هذه الطريقة العشوائية والهمجية في اطار رد الفعل علي همجية الاخرين بالصورة التي تبرر بها جماعات العنف الديني جرائمها واستخدامها قضايا الشعوب والاسلام شعارا ولافتة لتبرير اعمالها المعادية للشعوب.
حاصرت الحركة الجماهيرية والشعبية في العاصمة السودانية سفارة الولايات المتحدة وسفارات غربية اخري في مراحل مختلفة من تاريخ السودان بالتظاهر المتحضر والهتاف المعبر واوصلت رسالتها دون ان تكسر نافذة او تستهدف العاملين فيها او تعتمد الارهاب منهجا باستثناء حوداث وافدة تورطت فيها منظمات فلسطينية في فترة السبعينات ومنتصف الثمانينات.
الحكم الذي اصدرته المحكمة الامريكية بهذه الغرامة الخرافية يفتح باب من الجدل حول مدي اختصاص و صلاحية القضاء الداخلي في امريكا في النظر في مثل هذه القضية واذا ما كان احالة القضية الي مجلس الامن هو التصرف الصحيح والسليم كما حدث في سوابق اخري وعمليات ارهابية مشابهة.
تاريخ المنطقة المعاصر شهد توقيع غرامات ضخمة ومماثلة بسبب قضايا الارهاب وتورطت مخابرات القذافي في تفجير طائرة ركاب فرنسية في صحراء النيجر في 19 سبتمبر من العام 1989
“Bombing of UTA flight 772 over the Sahara Desert in Africa in 1989”
وقتل جميع من عليها من الركاب المدنيين وتوصلت التحقيقات الدقيقة في هذا الصدد الي تورط مجموعة من اعوان القذافي في العملية.
المفاجاة المذهلة في هذه القضية المعروف انها لاتنتهي بالتقادم بمنصوص القوانين الدولية هو اعتراف احد اركان نظام القذافي ووزير خارجية نظامه السابق عبد الرحمن شلقم في لقاء تلفزيوني وعبر معلومات مفصلة بعد سقوط نظامهم بتورط مخابرات القذافي في تدبير الحادثة وتفجير الطائرة المذكورة بسبب غريب ولامثيل له في تاريخ البشرية المعاصر وهو وجود معلومات لديهم تفيد بوجود المطلوب الاول لنظام القذافي وزعيم المعارضة الليبية الدكتور محمد يوسف المقريف علي ظهر الطائرة المنكوبة ومع كل ذلك لم يتحرك اي كائن وحتي السلطات الفرنسية لفتح ملف التحقيق من جديد في هذه القضية ووضع النقاط علي الحروف في قضية الاستخفاف الخطير بالارواح البشرية وتفجير طائرة مدنية وقتل جميع من عليها بسبب البحث عن شخص واحد وكل المذكورين المشار اليهم احياء يرزقون ويمكنهم ان يدلوا بشهادتهم الحاسمة في هذا الخصوص بدلا من تحميل الشعب الليبي ودولته وزر هذه الاعمال ابد الابدين بعد ان سددوا من حر مالهم الغرامات المالية.
وعلي شاكلة الليبيين شعب السودان وشعوب اخري لاذنب لها في هذه الحوادث حيث تغيب الشعوب في لحظة صدور الاحكام داخل التفاصيل والحيثيات المصاحبة لها بينما عليها فقط ان تسدد ثمن حماقات الاخرين من حكامهم وبعض التابعين.
هي الامبريالية ياسيدي وليس سواها. لاتسمع لمن يتحدثون عن الدكتاتورية في افريقيا والشرق الاوسط او عن الارهاب والتطرف الاسلامي ، هذه كلها اعراض وردود افعال لسبب واحد هو الامبريالية الغربية التي لاتتوقف عن احداث المصائب في شعوبها وفي شعوب الارض
ههههههه امريكيا روسيا قد دنا عزابها شفتو ي قوم بشيرستان تولعوها ويحترق بها قلوب الشعب السوداني مكرها عليها حسبي الله ونعم الوكيل الذي لو فكيتو شماعه العروبه واستلمتو رايه افريقيا لكان لا كان اوكامبو ولا ترامب ولا ارهاب
هانت الذلابية!!!!!
بسيطة لا بدمن مصادرة الـ 90مليار التي سرقها الزبير زعيم الجبهة الإسلامية ، وتسديد المبلغ والباقي يوزعوه علينا نحن فقراء السودان. أو تتم مصادرة السبعة مليار التي سرقها طه ويتم بيع فلل طب وقيمتها تسدد غرامة المحكمة. أو أقول ليكم أحسن نبيع الكيزان واتهم كرقيق وقيمة ما نقبضه ندفعة للمحكمة الأمريكية، لكن أي مما ذكرنا لا يمن أن يتم إلا بعد نجاح ثورتنا عليهم حتى مولو قبل القيامة بيوم واحد
يا أخ محمد فضل لماذا لم ترد على إتهامات خالد هارون فى تعليقه أعلاه؟؟
لماذا يدفعها الشعب السوداني؟
المتسببون في هذه الحادثه هم من يتحمل وزر وعاقبة افعالهم
الكل يعلم بأنهم علي عثمان ،نافع وعمر البشير وبعض الشواذ المنتسبين لهم.
هم المسؤول الأول والاخير ، ولا حول لنا ولا قوة فيما فعلوه بإسمنا كسودانيين ومسلمين ضد هذه الأرواح البريئة
نرجو ونناشد الإدارة الأمريكية تحويل الاتهام المباشر للمتهمين وكل من شارك في هذه الفعلة الشنيعة النكراء.
نيابة عن السودان واهله نقدم تعازينا الحارة لكل الأسر التي فقدت فردا عزيزا عليها ولا يرد.
سبحان الله. ٧ مليارات وبالاضافة للديون الما معروفة. يعني البلد ضاعت واتباعت ونحن همنا كلو بقي افارقة ولا عرب. حيجينا يوم لا نلم في افريفيا ولا في العرب. يا ناس فكرو في سودانكم دا. خلونا نعمل سوا وننقذ بلدنا من الضياع. اللهم قد بلغت فاشهد.
بالرغـم من انـنا ضد النظام , فانـنا لا نـقـف مـكـتوفـى الأيـدى عـنـدما يطال الآذى الـشعـب خاصة وانه من سوف يتحمل
وزر هـذه الجرائم . تكون المعاملة بالـمـثل فى مثل هـذه الحالات عـندما لا توجـد اتفاقـيات بين الدول لمـثل هـذه الجرائم ( فى الواقع هى ضغوطات سياسية اكثر من انها قضايا انسانية ) ما عـلى النظام الا ان يبادر هو ايضا و يرفع فى المحاكم السودانية قضايا مـشابة وقع ضررها على السودان كدولة ومواطنين كانت اميركا طرفا فـيها ويطالب بالمثل بتعويضات ومن حسن الحـظ ان يد اميركا متورطة فى كثير من جرائم القـتل والتفجيرات والغـزو والأعـتداء عـلى الشعوب والدول دون مراعاة لحصانة وسيادة هـذه الدول والأمثلة كثيرة . سوف ينبرى الكثير ضاحكين من هذا الأقتراح لقذامة السودان امام اميركا ويقولون ( ايش جاب لجاب ) نعم وهم محقين فى ذلك ولكن السياسة لعبة لن يكسبها الا من كان يتمتع بالصبر لأنه الدنيا ” الظروف ” يوم معك ويوم عـليك . وحتما سوف يأتى يوما تكون فيه الأمور عـكس ذلك . المهم الأنسان يتحرك ويترك الختام للظروف لأنها تتغير بمرور الزمن الذى هو مرة معك ومرة ضدك . والذى شجع اميركا الآن عـلى ذلك هو قوتها العسكرية والأقتصادية ونفوذها الدولى حيث انها صرحت بأن من لا يؤيدها هو عـدوها ( بوش الصغير ) وقد اعترف قادتها والمسؤلين بمناسبة الأعـتداء على العراق وتدميره ( كولن باول وزير الدفاع ) وتونى بلير ( رئيس وزراء بريطانيا ) بأن الحجج التى برروا بها ضرب العراق كانت اكاذيب تم تلفيقها لشن الحرب والقضاء على صدام حسين ولذلك عـلى العراق بعد ان تتغير هـذه الظروف ان يرفعوا قضايا تعويض عن كل عراقى مات نتيجة هذه الحرب وايضا عن كل المنشأآت والمصانع والمرافق العامة الخ … من خسائر الحرب . ولأدلل عـلى ان العملية كلها سياسية فأن المتهمين بتفجيرات 11 سبتمبر كانوا كلهم من مواطنى السعودية والكويت ومصر والأمارات والى الآن لم ترفع قضية على هذه الدول لتعويض احد من الشعب الأميركى من المتضررين , لماذا ؟ لأنه ببساطة هـذه الدول الآن حليفة لأميركا . لذلك عـلى المحامين الموالين للنظام ان يبادروا من الآن برفع مثل هذه القضايا فى المحاكم السودانية وان تصدر هذه المحاكم بالمثل احكام عـلى الحكومة الأميركية تطال كل ممتلكات اميركا فى السودان تعويضا لهذه الأحكام وبعدين التـسوية والـتـنـفـيذ يـترك للأجـيال القادمـة عـندما تـسـمح الظروف بذلك ويـكون السودان واميركا مرة اخرى اصدقاء وحـبائـب .واذكر هـنا بعض الأعـتداءآت والأضرار التى حـدثت وطرفها اميركا فى الـفترة الاخيرة : اعـتداء مصنع الشفاء : ضرب المصانع العسكرية فى ضواحى الخرطوم , ضرب قوافل السيارات فى الصحراء والمدن : الأضرار الأقتصادية التى قامت بها اميركا ضد السودان مخالفة بذلك القوانين الدولية الخ … بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان والمانيا تم توقيع عقوبات مذلة وتعويضات عـليهم , قاموا بدفعها غصبا عنهم ولكن استردوها اقتصاديا بعد ان بنوا دوليتهما واصبحا اقتصاديا اقوى من الدول التى انتصرت عليهما فى الحرب . مثال آخـر وهو اليهـود . لم ينسوا اى اضطهاد عـليهم عـبر التاريخ وطالبوا بتعويضات نالوا المليارات عـنها وما زالوا ينبشون فى التاريخ ويطالبون , لماذا ؟ لأنهم فى موقف قوة الآن بعد ان كانوا فى موقف ضعيف فى الماضى . كل دول العالم الآن تنقب فى ماضيها وتبحث فى تعويضات لما حصل عـليها من اضرار وما قصة الأرمن الآن الذين يطالبون تركيا بتعويضات للمذابح التى حصلت فى الحرب بينهم ببعيدة . وما رفض فرنسا الأعتراف بجرائمهم فى الجزائر ببعيدة حيث يرفضون الى الآن الأعـتراف بها خوفا من التعويضات الخ …. لذلك عـلى كل الدول ومن ضمنها السودان ان تحزو حـزو الآخـرين والا تـسـتعـجل فى الحصول عـلى المكاسب الآن وتـتـرك كل ذلك للـظروف وللأجـيال القادمة .
UTA Flight 772 Memorial
تفاصيل التفاصيل ومعلومات علي درجة عالية من الخطورة ترتب عليها تهديد مباشر لحياة زعيم معارضة القذافي واعوانه في قيادة المعارضة في هذا الرابط عن معسكرات امريكية في الاراضي السوداني لتدريب المعارضين لنظام القذافي فترة الثمانينات
https://www.facebook.com/HALNAOFFICIAL/posts/1620081958275605:0
من كتاب صناعة معارضة ..
للدكتور يوسف أمين شاكير
الفصل السابع ” وشهد شاهد من أهلها ”
حيث أن معظم الحقائق في عالمنا المعاصر لم تعد متاحة إلا لدى أجهزة المخابرات؛ فقد كان لزاماً علينا أن نتحرى ونستوثق من ضباط عركوا هذا المجال وواكبوا عملية تحول المقريف من مجرد لص هارب إلى عميل للمخابرات الأمريكية يحمل رقماً في دهاليزها.

ولم نجد أفضل من الرائد عزت عبد السلام السنهوري الذي عمل في أوائل الثمانينات كضابط برتبة ملازم في شعبة ليبيا بجهاز أمن النميرى، ثم ضابطاً بالاستخبارات العسكرية في عهد المشير سوار الذهب، ثم مديراً لمكتب مسئول الأمن بحزب الأمة إبان حكم الصادق المهدى. وفي الثلاثة عهود كانت له مع المقريف وجماعته لقاءات ومواقف منحته الكثير من العائد المعلوماتي عما يسمى بالمعارضة الليبية، لاسيما وقد كان المشرف المباشر على تأمين أعضائها ومقارها وإذاعتها ومن ضمن الفريق المكلف بالإشراف عليها.
وقد أجرينا معه حواراً مطولاً استبانت فيه كل خفايا وأسرار المقريف وجبهته المزعومة.. كان نصه:
س1- كيف ومتى بدأت علاقتك بالمقريف وجماعته؟
? عشقت العسكرية منذ صغري، فقبيلة الجعليين التي أنتمي إليها معروفة بانضباطها وتفوق أبنائها في هذا المجال، وأجدادنا سجلوا أسماءهم في أنصع صفحات تاريخ السودان، كالملك نمر وغيره. وبحكم البيئة والرغبة نبغت كما يقولون، فحط بي الرحال ? للأسف – في جهاز أمن النميرى، ذلك الشخص الذى باع وطنه وشعبه.. بل ولاجئيه من اليهود الفلاشا للكيان الصهيوني، وكان من الطبيعي أن يتآمر المذكور على جيرانه العرب والأفارقة. وبالفعل، وبعد استغلال الترابي لجهله؛ حيث نصبه إماماً للمؤمنين وانتزع له البيعة بالإكراه، صدرت التعليمات لجهاز الأمن بتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمعلوماتية لتدمير ليبيا واغتيال العقيد القذافي تحت إشراف ضباط من
ال C.I.A كانوا قد حضروا للخرطوم خصيصاً لهذا الغرض. وحيث أنني كنت في شعبة ليبيا التي تم دعمها من كافة النواحي، وتحولت إلى فرع أسموه التنفيذ والمتابعة، فقد كنت مواكباً ومطلعاً على كل الأحداث قبل حضور المقريف وجماعته، ومسئولاً عنهم بعد حضورهم، بل وعن الاتصال بهم بعد خروجهم، وذلك بالطبع بسبب تقلبي في كافة الأجهزة الأمنية.. ليس تغييراً لمبادئ، وإنما اقتناعاً بدوري كضابط مخابرات محترف يحمي التراب الوطني ويفديه وليس مَن يتولى السلطة فيه، وقد شهد لي رؤسائي وقادتي بذلك.
س2- إذاً، ما قصة حضور المقريف إلى السودان؟
? بعد انقلاب النميرى في 25 مايو 1969، تصدى له
الهادي عبد الرحمن المهدي إمام الأنصار، وأخذ يعبئ أنصاره ومريديه في معقله بجزيرة آبا وسط السودان، مما حدا بـ النميرى أن يقصف المنطقة بأسرها بالطائرات الحربية، فاستشهد الألوف وأُسر المئات وانطلقوا حفاة عراة نحو الجارة أثيوبيا، فمنهم مَن قُتل على الحدود بدون محاكمة كالإمام الهادي نفسه ورفاقه، ومنهم مَن نجا بجلده ووصل أرض منليك سالماً، وهناك صدمتهم المفاجأة؛ فالإمبراطور هيلاسلاسي كان يخشى غضب النميرى واستغلاله لآلاف اللاجئين الإريتريين والأثيوبيين الموجودين بالسودان ضده، فطلب منهم المغادرة سالمين إلى حيث شاءوا.
ولم يجدوا سماء تظلهم وأرضاً تأويهم إلا في الشقيقة ليبيا، التي استضافتهم وكرمتهم عملاً بتقاليد الإسلام وحقوق الجوار، فطاش صواب النميري الذي أعمى الحقد قلبه وضميره، فطالب رسمياً بتسليمهم له.. واستندت الجماهيرية إلى اتفاقية جنيف الدولية 1933 والتي تقضي بعدم تسليم اللاجئين السياسيين، وكذا إلى غيرها من المعاهدات والاتفاقيات، كما دعمت موقفها بالأحاديث النبوية والأمثال العربية التي تنهى عن ظلم المستجير وكون تسليمه أعزلاً لعدوه لا يعدو إلا أن يكون عملاً غير أخلاقي.. فبُهت الذي كفر، وأقسم كاذباً أن يقتلهم في ملجئهم وأن يزعزع الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا ويغتال قائدها. وتلقفت المخابرات الإسرائيلية الكرة، وأوعزت لل C.I.A بدعم نظام النميرى وتقويته عسكرياً وأمنياً لغزو ليبيا، التي قضت مضاجع إسرائيل بدعمها المستمر للفصائل الفلسطينية وتبنيها للقضايا القومية، ولكن المخابرات الأمريكية رأت أن للدعم العسكري اللامحدود أضراره المستقبلية، لاسيما وأن ليبيا تعوم فوق بحيرة بترول، ويمكنها شراء أسلحة موازية، فيُستحال الانتصار عليها، وربما أيضاً يطاح بـ النميري فتؤول تلك الأسلحة لنظام وطني يوجهها إلى إسرائيل نفسها، ولذا تقرر أن يكون الدعم أمنياً ومخصصاً في اتجاهين، الأول: يتعلق بالتخلص من العقيد القذافي الذي أضحت تصريحاته وميوله تشكل تهديداً للأنظمة الدائرة في فلك المخابرات الأمريكية. والثاني: بتقوية القبضة الأمنية القمعية على الشعب السوداني حتى يستكين لجُلاده، وبالفعل تم اختيار مجموعة من كبار الضباط للتدريب في واشنطن وتل أبيب، وحضر إلى الخرطوم طاقم من أكفأ ضباط المخابرات الأمريكية ضم ميلتون الشهير بGARET GOONSE,MR,MELT والبروفيسور بوب وجاك ماكفيث، وتم التنويه لأعضاء جهاز الأمن السوداني بأن للطاقم الأمريكي حق الدخول لمكاتب محظورة حتى على معظم الأعضاء، وفتح الملفات السرية وحضور الاستجوابات والاطلاع على كافة القضايا الأمنية، مع سلطة إعطاء الأوامر للكل بدءً برئيس الجهاز وحتى أحدث جندي. وحيث أن الناس على دين ملوكها، فقد باع معظم قيادات الجهاز أنفسهم ودينهم بدنياهم، وصار عبرهم الجهاز عبارة عن كتيبة ملحقة بالمخابرات الأمريكية تأتمر بأمرها وتنفذ مخططاتها، واستغلت الولايات المتحدة هذا الخنوع والتخابر أسوأ استغلال، فعاثت في العلاقات الليبية – العربية عموماً والليبية – السودانية خصوصاً فساداً لا نظير له، وأوهمت النميري وحاشيته – عبر تقارير يفبركها جهازه نفسه – بأن القذافي يخطط للإطاحة بهم واغتيالهم، فخاف النميرى وذهل، وطلب الرأي والمشورة عارضاً خدماته من كل نوع، فأفتوه بأن خير مَن يخلصه من القذافي هو ليبي موثوق به في رئاسة ال C.I.A يدعى محمد يوسف المقريف، وما عليه إلا الاتصال به في واشنطن ودعوته ومنحه الأرض للمعسكرات والإذاعة، وسيتولون هم والأجهزة الموالية لهم دعمه بالمعدات العسكرية المتطورة والخبراء، كما سيتكفلون بكافة نفقاتهم، مع التوصية للكونجرس بزيادة الدعم المخصص للسودان. وابتلع أمير المؤمنين الطعم، وأرسل المرحوم التجاني أبو جديري وأحمد عبد الرحمن، من قيادات جبهة الترابي، لدعوة زميلهم في حركة الأصوليين العالمية عاشور الشامس ليُحضر محمد يوسف المقريف، وأذكر أن الترابي حينها كان مستشاراً للرئيس نميرى ووزيراً للعدل!!
وبالفعل حضر المقريف للخرطوم لاهثاً لجمع المزيد من الثروة، ورافلاً في الزي السوداني كاملاً (عبارة عن جلباب وطاقية وعمامة وعباية) مدعياً أن ذلك من حبه للشعب السوداني ورئيسه!! وحيث أنني كنت ضابط الأمن المرافق له، فقد شهدت له ثلاثة لقاءات مع النميرى، نوقشت فيها بالتفصيل عملية اغتيال القذافي. وعبر النميري للمقريف أمامي عن مشاركته أمل التخلص من العقيد القذافي، ثم أثنى على ما تقوم به ال C.I.A في هذا الصدد، وذكر العديد من الأمثلة على خبراتهم ونجاحهم في محاولات مشابهة. وأصدر النميري أوامره لوزير شئون الرئاسة بمنح المقريف قصر الضيافة رقم (2) الكائن (25) ش الجمهورية كمقر له ولجبهته، على أن يتولى جهاز الأمن استئجار المنازل الآمنة لجماعته ومنحهم جوازات سفر سودانية دبلوماسية وعادية، وكذلك اختيار معسكرات التدريب ومدها بالمعلمين، مع إدخال كل الأسلحة والمعدات الواردة من الخارج لهم بدون إطلاع سلاح الأسلحة – الجهة الوحيدة المناطة بذلك رسمياَ في الجيش السوداني – عليها، وذلك لسبب – تبينته فيما بعد – وهو أن المعدات والأسلحة والذخائر التي جلبوها كان معظمها صناعة إسرائيلية!!
س3- من أين بدأ المقريف نشاطه .. وكيف؟
? المقريف كان أداة للتنفيذ، وقد أمرته ال C.I.A باختيار مجموعة من عناصره لبث برامج الغرض منها غسل مخ BRAIN WASHING الشعب الليبي، يقوم بإعدادها خبراء أمريكيون عبر إذاعة متقدمة انطلاقاً من الأراضي السودانية. ثم كانت الخطوة الثانية متمثلة في المعسكر والتدريب وخلافه.
س4- ما قصة معسكر التدريب الذي أنشأته المخابرات الأمريكية ودعمته المخابرات الإسرائيلية لجماعة المقريف بالتفصيل؟
? تم اختيار هذا المعسكر – واسمه معسكر مندرة – في منطقة جبل الأولياء العسكرية بالقرب من الخرطوم، أطلق عليه أمنياً اسم (كافكو-1) وكلفت بالإشراف على نقل عناصر المقريف إليه ليلاً وبشكل سري للغاية. وبدأنا تدريبهم في مطلع الأمر على دورة فدائيين متقدمة، شملت النواحي الأمنية والعسكرية والعقائدية تحت إشراف جهاز المخابرات الأمريكية، وتنفيذ مشترك ضم جهاز أمن الدولة السوداني وبعض المختصين بالقوات المسلحة، وشارك فيه من الجانب السوداني كل من:
* اللواء أمن عثمان السيد (وزير الدولة للأمن الخارجي بجهاز أمن الدولة وسفير البشير حالياً بأثيوبيا).
* العقيد أمن الفاتح محمد أحمد عروة (مدير فرع التنفيذ والمتابعة ومستشار البشير حالياً للأمن بدرجة وزير الدولة).
* الرائد حيدر حسن أبشر (رئيس شعبة ليبيا بالمخابرات الخارجية والمدير الحالي لشركة S.S.L لأمن المنشآت والتابعة للسفارة الأمريكية بالخرطوم).
* الرائد عبد المنعم فودة (من قوات الصاعقة-الفرقة الرابعة المحمولة جواً).
* الرائد تاج السر عبد الله (من إدارة الاستخبارات العسكرية).
* النقيب حسين عبد الكافي (من سلاح الأسلحة ? شعبة المفرقعات).
* الملازم عزت السنهوري (ضابط الأمن المكلف بمتابعة وتأمين المعارضة الليبية في السودان).
ومن الجانب الأمريكي تولى القيادة الفعلية للمشروع الطاقم المخابراتي الذي أشرت إليه من قبل، بالإضافة إلى روبير والذي وصل مع المعدات العسكرية، وكان يتحدث العربية بطلاقة ولكن بلهجة شامية مما زاد من شكوكنا في أنه ليس إلا ضابطاً في المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وبدأنا تسجيل وتحليل كل ما يجري في المعسكر، وإن كان ذلك محل اطلاع ومراجعة وحذف وتوجيه مسئولي المخابرات الأمريكية، وقد بلغ عدد العناصر التي تم تدريبها ثمانية عشر فرداً، تم تقليصهم فيما بعد إلى أربعة عشر فقط، ثم أعطى مستر ميلت إشارة البدء بعقد دورة عقائدية لكبار السن ورجال الصف الأول من المعارضة الليبية كي يقوم هؤلاء بتلقينها فيما بعد للعناصر المدربة عسكرياً وأمنياً.
وقد بدأنا التدريب الفعلي في أوائل عام 1983، ومن التدريب على الأسلحة التقليدية الموجودة بمخازن الجيش السوداني، كبنادق G.M.3، انتقلنا بالعناصر إلى التدريب على استخدام رشاشات عوزي الإسرائيلية وصواريخ ميلان الفرنسية (وهي صواريخ موجهة مضادة للدروع، يبلغ طول الواحد منها 75. متراً، وقطره 115 ملم، ويبلغ وزن الإطلاق 6.75 كجم، وسرعته تتجاوز 200 متر في الثانية، فيما يصل مداه الأفقي الفعال إلى 2000 متر) والتدريب كذلك على مناظير الرؤية الليلية وكواتم الصوت، وكيفية صنع القنابل والمتفجرات عظيمة الأثر بالمكونات المحلية. وبناء على تعليمات عليا، تم تكثيف الدورة واختصار مدتها الزمنية بهدف التعجيل بتسريب فريق الاغتيال لليبيا وتنفيذ الخطة المرسومة له.
س5- هل توقف الدور الأمريكي الموسادي عند هذه المرحلة؟
? لا، فقد أحضر جاريت جونس مظروفاً به صورة بالأقمار الصناعية لمنزل العقيد القذافي قمت بتسليمها للمقريف شخصياً، وأبلغته توجيهاً شفهياً من العقيد عروة بضرورة تحرك مقاتليه فوراً، وبالفعل أعطاني المقريف جوازات المجموعة، وتوجهت إلى وكالة سفر سودانية وحجزت لهم – كنوع من التمويه – لثلاث دول، على أن يتم اللقاء الأخير في تونس في موعد محدد لقنته لهم، كما أجرينا معهم عدة لقاءات تنويرية شرحنا فيها القواعد الأمنية بشأن السلامة الشخصية والاطمئنان على استيعابهم لما درَّسناه لهم من قبل في هذه الناحية. وفي الحقيقة، كانت الدورة العقائدية التي لقنتها لهم ال C.I.A عبر “عواجيز” الجبهة قد نجحت في غسل أدمغتهم تماماً من أية ميول وطنية أو إنسانية، وهذا طبيعي لصغر سنهم؛ فلم يكن أكبرهم يتعدى الخمسة والعشرين عاماً، ومعظمهم كانوا طلبة في دورة دراسية بشركة سيمنز العالمية بألمانيا، وغرر بهم المقريف عبر مساعده سليمان الضراط ومنَّاهم بوزارات وسفارات جعلتهم يرتكبون حماقة الإقدام والمجاسرة دون أدنى تفكير عقلاني، ولذا لم نتبين مدى استيعابهم لما تلقوه. ورغم أن الأمريكيين كانوا معنا في الصورة، إلا أن دورهم تراجع في هذه المرحلة الأخيرة.
س6- لماذا تراجع الدور الأمريكي في آخر مراحل العملية كما ذكرت؟
? في تقديري أنهم توجسوا من فشلها بسبب رعونة فريق الاغتيال الذي تم تدريبه، وكي يبدو الأمر في هذه الحالة كأنه صراع ليبي- ليبي.
س7- كيف كنتم تتابعون أخبار العملية؟
? معلوماتنا كانت تأتي عبر محطتنا الخارجية بسفارة السودان في تونس، وبعد إطلاع ضباط ال C.I.A عليها كنا نحولها إلى جماعة المقريف، وفي الغالب تكون مع توجيه لهم بإصدار بيانات صحفية في إطار معين، ونفرض على وكالة السودان للأنباء “سونا” أن تذيعها على أساس التقاطها من روما، ومن ثم يُتداول الخبر في أوسع نطاق.
س8- ماذا كان رد فعل المقريف بعد فشلها؟
? اعتبرها كسباً إعلامياً وكسراً لما أسماه بحاجز الخوف، ورغم أنه السبب الأساسي في الأرواح التي أُهدرت فقد كان منتشياً؛ حيث ارتفع رصيده في دهاليز المخابرات الأجنبية معنوياً ومادياً.
س9- بخلاف التدريب، هل شارك أي سوداني في نشاطات جماعة المقريف؟
? في الحقيقة.. لا، بخلاف اثنين، الأول: جمال محمد حسن المعروف بجمال حسنين والذي أوصى عليه الترابي للعمل موظفاً معهم، ويعمل حالياً ضابطاً بالإدارة الفنية لجهاز أمن السودان، والثاني: سوداني الجنسية من أصل ليبي، وأسرته مقيمة في السودان منذ أمد بعيد، وهو
يونس الجويلي.
س10- هل تغيرت خطط جماعة المقريف بعد ذلك؟
? نعم، حدث تغيير كان سببه الأول الاعترافات التي أدلى بها
أسامة السنوسي شلوف – أحد أعضاء فريق الاغتيال – خلال التحقيق الذي أجري معه بعد اعتقاله وأذيع على الملأ. وحقيقة لم أكن مطلعاً على كل المتغيرات، ولكن علمت بها من كتاب “سراب طرابلس.. القصة الكاملة لمحاولات المخابرات الأمريكية لاغتيال القذافي”.
س11- هل هناك شخصيات ليبية كانت تدعم المقريف بخلاف الدعم الممنوح له من قبل المخابرات الأجنبية؟
? سمعت من شقيقه أنور المقريف أن هناك شخصيات ليبية تفرض نفسها على الجبهة بسبب الأموال التي تدفعها لها، ووصفها بأقذع الألفاظ والتي يعف اللسان عن ذكرها، وأذكر من الأسماء التي قالها: مصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق، حسين سفراكس سفير ليبيا في الأردن وعزيز شنيب الذي كان ضابطاً بالجيش الليبي، وللمقريف معه قصص تحتاج لقاء آخر، كذلك أذكر من الأسماء التي قالها لي أنور كلاً من محمود دخيل وآخرين.
س12- هل اتصل المقريف بالحكومات السودانية التي أعقبت الإطاحة بالنميري؟
? نعم، ففي عهد سوار الذهب بعثوا برسالة لكل من اللواء فارس حسني عضو المجلس العسكري الانتقالي ومدير الاستخبارات العسكرية، طالبين منهما أسلحتهما التي تحفظ عليها الجيش ضمن الأسلحة الموجودة في مخازن جهاز أمن النميري، والشهادة لله، رفض اللواء فارس أي نوع من التعامل معهم واعتبرهم مرتزقة، ولم يكتفِ بذلك؛ بل أعطى أوامره بمصادرة أسلحتهم لصالح القوات المسلحة السودانية.
أما في عهد الصادق المهدي، وإبان مرافقتنا له في زيارة لدولة عربية، اتصلوا بنا وطلبوا مقابلته، فأوفدني مع العميد عبد الرحمن فرح مستشار الأمن الوطني، وزميلي الرائد عمار خالد من أمن الحزب لمقابلتهم، وبالفعل التقينا بعزت المقريف شقيق محمد يوسف المقريف، والذي تحدث معنا مطولاً عن مؤامرات ادعى أن القذافي يحيكها ضد السودان بسبب عدم إيمانه بالحزبية والأحزاب، وختم المقابلة برجاء أن توافق الحكومة السودانية على فتح قناة اتصال معهم عبر أية سفارة أجنبية بالخرطوم، ورفعنا الأمر من جانبنا للسيد رئيس الحزب والوزراء والذي لم يُعِر الأمر أدنى التفات.
س13- قبيل هذه المحاولة اعتقلتم في أمن النميرى المواطن الليبي جمال على أبو بكر، الشهير بجمال بكار.. فهل لذلك علاقة بمحاولة المخابرات الأمريكية – عبر عملائها – اغتيال القذافي أم لماذا تم ذلك؟
? جمال بكار اعتقلناه مع قريبه على السنوسي النفار ولكن ليس بسبب المحاولة، وإنما لمعلومات تلقيناها من جبهة المقريف أكدوا فيها أن المذكور قادم من باريس لينفذ عمليات تخريبية، وأنه يعمل في الأمن الليبي، وأنه التقى في باريس بضابط مخابرات ليبي يدعى يونس بلال و.. و.. وتبين لنا فيما بعد أن البلاغ كان نوعاً من تصفية الحسابات الشخصية بين العائلات الليبية المقيمة في السودان.
س14- ذكرت في إجابتك السابقة أن هناك عائلات ليبية مقيمة في السودان، نود توضيح ذلك؟
? نعم، وهي عائلات أبو صفيطة والجويلي والنفار وبوبدرية، وهذه العائلات كانت تتاجر أصلاً في الكتكت (العملة التشادية) بالإضافة لتجارة الحدود. وبمرور السنين أصبح أعضاؤها في وضع اقتصادي جيد، فمنهم من يملك المصانع والمزارع والمتاجر، ومعظمهم حاصلون على الجنسية السودانية والتي كان الحصول عليها في السابق سهلاً للغاية، وإبان عداء النميرى لليبيا وقفت هذه العائلات على الحياد حباً لوطنهم الأول، وتقديراً للبلد الذي استضافهم، فأكبرنا فيهم موقفهم إزاء أهلهم؛ فمن لم يكن فيه خير لأهله.. لن يكون فيه خير لغيره، وهذا بالطبع باستثناء آل الجويلي والذين ما زال ابنهم يونس يعمل مع جماعة المقريف.
س15- في بداية الحوار ذكرت أن الأمريكيين أقاموا إذاعة سرية موجهة ضد ليبيا تبث برامجها من السودان، وهم الذين كانوا يقومون بإعداد المادة الإذاعية والبرامج ثم تُترجم للعربية وتُسلم للمنشقين الليبيين لإذاعتها. نود توضيح هذه النقطة للرأي العام؟
? بالفعل تم كل ذلك، والغرض منه – كما أسلفت – كان غسل مخ الشعب الليبي حتى يتقبل التدخل الأمريكي في شئونه، ورغم أن الإذاعة الحكومية السودانية في أم درمان لا يصل بثها إلى أقاليم السودان الأخرى – بسبب شح الإمكانيات – فقد كانت هذه الإذاعة تُسمع بوضوح في العالم كله، فقد حكى لي يوماً العقيد حسن عبد الحفيظ – أول رئيس لشعبة ليبيا بجهاز أمن الدولة وقنصل السودان
في روسيا – أنه يسمعها بوضوح في موسكو!! وقد استند وزير خارجية نظام النميري إلى قدرات وإمكانيات الإذاعة الحكومية السودانية التي ذكرتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب بتونس سنة 1983 لبحث الشكوى الليبية ضد انتهاكات نظام النميري للاتفاقيات الدولية والعربية وحقوق الجوار والإسلام، وسماحه بممارسة أنشطة تخريبية تمولها المخابرات الأمريكية من أراضيه ضدها. عموماً، كانت الإذاعة على أحدث مستوى، ويشرف عليها هندسياً وأمنياً خبراء
ال C.I.A، ويذيع مادتها أعضاء جبهة المقريف، وقد كان منوطاً بذلك كل من على عبد الله الضراط، فتحي علي بوعود، مجدي الشاعري، عبد الغني عبد السلام صوفية والرشيد، وقد كان التسجيل يتم في استديو خاص بها يقع في منطقة شمبات، وهو عبارة عن منزل مستأجر من العقيد قاسم أحمد قاسم – قنصل السودان حينها بالسعودية – في حين كان البث الإذاعي يتم من منزل مستأجر من العقيد أمن أحمد محمد الجعلي مدير المخابرات المضادة. وبالإضافة لذلك، كان المنضمون للمقريف والموجودون في قصر الضيافة رقم 2 وال RUN WAY ومنزل اللواء عثمان السيد بمدينة النيل ومنزل العقيد الفاتح عروة، ملزمين بكتابة تقارير يومية وأمنية عن ليبيا وشعبها، ومتابعة المصادر المفتوحة، ورفع ذلك لضباط ال C.I.A بدعوى إنزالها كمادة خبرية بالإذاعة!!
س16- الأخ السنهورى.. لا تدخلاً في الشئون الداخلية ولكن توضيحاً للحقائق وتدوينا للتاريخ.. ما قصة هذه البيوت التي ذكرت أنها مستأجرة لجماعة المقريف من كبار ضباط أمن النميرى؟ ومَن الذي كان يدفع إيجارها؟
? في إطار الهيمنة الأمريكية على جهاز الأمن، كان لا بد من التأثير على كبار الضباط للعمل وفق مخططاتهم وعدم كشفها، لذلك طلبوا استئجار منازل آمنة بمبالغ ضخمة لأعمال سرية، شريطة حراسة عناصر الجهاز لها، مع عدم إطلاعهم على ما يدور بها إلا فيما ندر. وبالفعل، قام العقيد أمن الفاتح عروة بتحديد اثني عشر منزلاً كان أصحابها مرغوبين للتعامل أو متعاملين أصلاً مع ال C.I.A، وللتاريخ، فمنزل العقيد قاسم أحمد قاسم وُضع ضمنها للتمويه؛ فهو ضابط نزيه ووطني، وقد استؤجر منه بثمن بخس.. كما انصبت لعنة الشعب الليبي على مَن خانوه من أبنائه في المنزل فانهارت أرضيته من الداخل وتشققت جدرانه، وكلف ترميمه صاحبه أكثر مما دفعوه لإيجاره بمراحل، أما منزل اللواء عثمان السيد وزير الدولة للأمن الخارجي فقد كان مؤجراً بخمسة آلاف دولار شهرياً.
فاتني أن أذكر أن مرتبي كضابط بذات الجهاز حين ذاك كان يبلغ ثلاثمائة وستين جنيهاً (تعادل حينها حوالي خمسة وسبعين دولاراً فقط لا غير).
س17- بصفتك كنت أيضاً ضابطاً للاتصال بين جماعة المقريف والسلطات السودانية، هل طلب المقريف من الرئيس النميري التوسط له لدى بعض الشخصيات العربية والدولية لدعمه؟
? كثيراً ما كان يحدث هذا، ولكني أذكر منه واقعة علقت بذهني لغرابتها؛ فقد اتصل الحاج غيث عبد المجيد بمدير الأمن الخارجي طالباً ترتيب مقابلة عاجلة للدكتور المقريف مع اللواء عمر الطيب النائب الأول للنميري ورئيس جهاز الأمن حينذاك، بدعوى أن الأمر مهم للغاية، وكإجراء طبيعي كُلفت باستطلاع الأمر شفاهة، مع ترك حرية التقييم لي، فإن وجدته يستحق العرض على النائب الأول، عليّ أخذ مكتوب منهم بذلك. وبالفعل التقيت بالمقريف الذي حدثني – على انفراد – عن السبب في طلب المقابلة، وهي بشأن رجل أعمال ليبي يدعى يحيى عمر، وأن له علاقات على مستوى العالم، كما أنه مقتدر جداً ومحبوب في الخارج.. ولذلك يلتمس من اللواء عمر الطيب الاتصال به وتزكيته لديه، كما أقسم أن في ذلك مستقبل التنظيم كله، وأنه وجماعته لن ينسوا هذه الخدمة أبداً. وحتى أكون صادقاً معك، فقد أغراني ثناؤه على أخلاقيات هذا الرجل للتعرف عليه عن كثب؛ فأخذت منه مكتوباً بذلك ورفعته لرؤسائي، مصحوباً بالتوصية على أهمية التوسط له، نظراً للفوائد المترتبة على ذلك. وبالفعل، وبعد موافقة Mr.GARRITE JONES ضابط المخابرات الأمريكي المشرف على المعارضة الليبية بالخرطوم، تقرر أن تقوم إحدى محطاتنا الأمنية الخارجية بالاتصال بالمعني في ذات الدولة العربية التي أبلغنا المقريف أن المذكور يقيم فيها، وبالفعل اتصل به قنصلنا هناك، وكان رده مخيباً للآمال؛ فقد رفض المعني وبشدة التعامل والتآمر مع أي جهاز أمني ضد وطنه، وفيما أذكر أنه استشهد في رده على القنصل ببيت الشعر العربي:
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وأن ضنوا على كرام
س18- ما وجه الغرابة في هذا الرد الوطني والأخلاقي للسيد يحيى عمر؟
? في الحقيقة، الغريب كان تصرف المقريف، فقد انقلب – بقدرة قادر – إلى العداء السافر لمن كان يمدحه بالأمس، وقال فيه أمامي ما لم يقله مالك في الخمر، وكتب مذكرة أخرى كانت موجودة في أضابير جهاز أمن الدولة (الذي حُلَّ بعد انتفاضة الشعب السوداني من غفوته وخلعه للنميري، وتفرقت مستنداته أيدي سبأ!!).
س19- وماذا جاء في مذكرة المقريف الثانية بشأن السيد يحيى عمر؟
? جاء فيها أن المذكور على اتصال بالعقيد القذافي وعميل له، ومكلف من جانبه باختراق الأنظمة العربية، كما طلب استغلال قنوات اتصالنا الرسمية مع أجهزة الأمن في السعودية وسلطنة عمان لإبلاغهم بذلك حتى يرحِّلوه لبلده.
وهنا تجلت لنا خيانة المقريف وإتقانه لسياسة الترغيب والترهيب مع المواطنين الليبيين في الخارج.
س20- ماذا كان رد النميرى أو نائبه على المذكرة الثانية؟
? للأمانة والتاريخ.. لم نرفع الأمر، فقد عقدنا اجتماعاً في رئاسة الشعب للتدارس حوله، واجتمعت الآراء على سذاجة الاتهام، وأنه رد فعل طبيعي لرفض المعني تزكية الجهاز ودعم المقريف مادياً ومعنوياً، فلا يستقيم عقلاً أن يكون المدعو يحيى عمر مكلفاً باختراق الأنظمة العربية ويرفض وبشده دعوة الأمن السوداني للحضور للخرطوم ضيفاً على النميري وللمدة التي يراها وبالكيفية التي يحددها، وحيث أن شهادتي هذه للتاريخ؛ فإننا في شعبة ليبيا ومن باب الحَيطة حينها، وتطبيقا للقاعدة الأمنية المعروفة (الأمن مبني على الشك) فقد وضعنا اسم يحيى عمر ضمن كشوفات المحظورين من دخول البلاد عبر كل المطارات والمواني والنقاط الحدودية السودانية.
س21- من ناحية أمنية بحتة، ما رأيك في ظاهرة المقريف؟ وما علاجها؟
? في عالم المخابرات، الأسلوب المكيافيللي مباح، فالمصلحة العليا فوق كل اعتبار، وحيث أن لكل دولة مصلحتها فتختلف الوسائل وتتعدد الأدوات.. الولايات المتحدة مثلاً ترى أن العقيد القذافي أصبح أملاً للجماهير العربية في الوحدة والحرية، وتخشى على مصالحها من المدِّ الثوري القومي الذي يمثله، ولذلك جعلته عدوها الأول، وحاربته بكل الوسائل بدءً من الشائعة والاتهام الباطل، ثم استقطاب ضعاف النفوس من الليبيين لاغتياله، وحتى ضربه بالطائرات والقنابل العنقودية، ولولا عناية الله به وبشعبه.. لَلَحِقَ بجده عمر المختار ورفاقه، ولذلك فالمقريف ليس إلا ورقة ضغط في يد المخابرات الأمريكية تستغلها ضد الشعب الليبي كله، وال C.I.A ليست بالسذاجة كي تقول.. ربما يثوب المقريف لرشده ويعود لشعبه، فحتماً تمسك عليه مستندات وصوراً ووثائق لا تمكِّنه من الانفلات منهم.. ولكن مَن معه ومَن يوجه إليهم سمومه هم الذين يجب أن يخاطبهم الرأي الآخر؛ فهو الأقوى لمَن في الخارج؛ حيث يعبر وينقد ويعارض بوطنية وأمانة، وأقرب لمَن في الداخل؛ لأنه المثال الحقيقي على صدق ووطنية بعض أبنائه بالخارج، والذين رفضوا العمالة وكشفوها وتصدوا لها ? ومازالوا – غير عابئين بما ترتب ويترتب عليهم من جراء ذلك، فالمعاناة تهون أمام الوطن العربي الكبير.
هناك افتراضات تربط بين الحادث الارهابي اعلاه وتفجير الطائرة الفرنسية وملاحقة الدكتور المقريف زعيم معارضة القذافي الدكتور محمد يوسف المقريف الذي اقام في السودان في فترة الثمانينات بسبب حالة الهلع التي تسببت فيها المعلومات اعلاه سواء ان كانت حقيقة او مفبركة فهي تحتوي علي انتهاك للخصوصية ومخالفة خطيرة للقوانين الدولية والانسانية بواسطة شخص كلف من الدولة السودانية انذاك بحراسة شخص علي درجة عالية من الاهمية ويعتبر عمليا هو المطلوب الاول لنظام القذافي وحيث تسببت هذه المعلومات في حالة من الهلع وسط مخابرات القذافي الذي امر فرق الموت الليبية باغتيال الرجل الذي يهدد عرشه باي طريقة وقد تضع المعلومات اعلاه في الاعتبار وتخضع لتقييم قانوني في حال اعادة التحقيق في الحادثة المذكورة حيث وردت اسباب تفجير الطائرة علي لسان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم والذي هو حي يرزق اضافة الي مؤلف الكتاب اعلاه وهو احد مستشاري مدير مخابرات القذافي السابق عبد الله السنوسي الذي استند فيها الي معلومات مباشرة من الحارس السوداني لزعيم المعارضة الليبية.
الدكتور محمد يوسف المقريف تولي منصب الرئيس المؤقت لبلاده لفترة بعد سقوط نظام القذافي
دوله السودان عندها اسهم عده شغاله خارج السودان وبتأخذ ارباح سنويه وكذلك يملك السودان بما يسمى خطاب الضمان الذهبي ويصدر فقط من رئيس الدوله وصلاحيه هذا الضمان ٥٠عاما ولا يستخدم هذا الضمان إلاعند الضروره القصوي.فالدوله شئ والحكومه شي آخر للعلم والمعرفه ودمتم
التاريخ لا ينسى والديان لا يموت يا محمد فضل (محمدو) – ومهما كتبت وزعمت أنك صحفي وسياسي إلا أن تاريخك معروف ومنشور في سودانيز اون لاين وفي :-
http://sudanese.almountadayat.com
وقذ فضح بكري وأبوبكر وعمار آدم كذبك وزعمك بأنك خريج جامعة الخرطوم وأكدوا أنك فقط كنت تقيم في داخلياتها مع الطلبه الصقور المصقرطين لأسباب تانيه حامياني يا:- (محمدو)
وكنت في قاهرة التسعينينان جاسوساً لأمن الدوله المصري وتحديداً للرائد أشرف الطرابيشي وبناءاً على وشاياتك تم ترحيل الكثيرين وعلى رأسهم الإعلامي هاشم الرشيد وجنابو سنهوري ودكتور بله والمرحوم راجي العتباني وشخصي وسنطاردك بالقانون ونحضرك للمحكمه متى ما تحرر سوداننا من الكيزان حلفاء المصريين اللذين تتخابر لهم فالله يُمهِل ولا يهمل وكما تدين ستُدان
لكل داء دواء يستطاب به .. إلا حماقة بشة أعيت من يداويها
قال أيه (الزارعو غير الله اليجي يقلعو)، ولله التانية ديك (كلهم تحت مركوبي ده)، وهو يقصد حكام أمريكا، بريطانيا وفرنسا..
يالله مع 7 بليون دولار دي خم وصر وخلي مركوبك ينفعك
هي الامبريالية ياسيدي وليس سواها. لاتسمع لمن يتحدثون عن الدكتاتورية في افريقيا والشرق الاوسط او عن الارهاب والتطرف الاسلامي ، هذه كلها اعراض وردود افعال لسبب واحد هو الامبريالية الغربية التي لاتتوقف عن احداث المصائب في شعوبها وفي شعوب الارض
ههههههه امريكيا روسيا قد دنا عزابها شفتو ي قوم بشيرستان تولعوها ويحترق بها قلوب الشعب السوداني مكرها عليها حسبي الله ونعم الوكيل الذي لو فكيتو شماعه العروبه واستلمتو رايه افريقيا لكان لا كان اوكامبو ولا ترامب ولا ارهاب
هانت الذلابية!!!!!
بسيطة لا بدمن مصادرة الـ 90مليار التي سرقها الزبير زعيم الجبهة الإسلامية ، وتسديد المبلغ والباقي يوزعوه علينا نحن فقراء السودان. أو تتم مصادرة السبعة مليار التي سرقها طه ويتم بيع فلل طب وقيمتها تسدد غرامة المحكمة. أو أقول ليكم أحسن نبيع الكيزان واتهم كرقيق وقيمة ما نقبضه ندفعة للمحكمة الأمريكية، لكن أي مما ذكرنا لا يمن أن يتم إلا بعد نجاح ثورتنا عليهم حتى مولو قبل القيامة بيوم واحد
يا أخ محمد فضل لماذا لم ترد على إتهامات خالد هارون فى تعليقه أعلاه؟؟
لماذا يدفعها الشعب السوداني؟
المتسببون في هذه الحادثه هم من يتحمل وزر وعاقبة افعالهم
الكل يعلم بأنهم علي عثمان ،نافع وعمر البشير وبعض الشواذ المنتسبين لهم.
هم المسؤول الأول والاخير ، ولا حول لنا ولا قوة فيما فعلوه بإسمنا كسودانيين ومسلمين ضد هذه الأرواح البريئة
نرجو ونناشد الإدارة الأمريكية تحويل الاتهام المباشر للمتهمين وكل من شارك في هذه الفعلة الشنيعة النكراء.
نيابة عن السودان واهله نقدم تعازينا الحارة لكل الأسر التي فقدت فردا عزيزا عليها ولا يرد.
سبحان الله. ٧ مليارات وبالاضافة للديون الما معروفة. يعني البلد ضاعت واتباعت ونحن همنا كلو بقي افارقة ولا عرب. حيجينا يوم لا نلم في افريفيا ولا في العرب. يا ناس فكرو في سودانكم دا. خلونا نعمل سوا وننقذ بلدنا من الضياع. اللهم قد بلغت فاشهد.
بالرغـم من انـنا ضد النظام , فانـنا لا نـقـف مـكـتوفـى الأيـدى عـنـدما يطال الآذى الـشعـب خاصة وانه من سوف يتحمل
وزر هـذه الجرائم . تكون المعاملة بالـمـثل فى مثل هـذه الحالات عـندما لا توجـد اتفاقـيات بين الدول لمـثل هـذه الجرائم ( فى الواقع هى ضغوطات سياسية اكثر من انها قضايا انسانية ) ما عـلى النظام الا ان يبادر هو ايضا و يرفع فى المحاكم السودانية قضايا مـشابة وقع ضررها على السودان كدولة ومواطنين كانت اميركا طرفا فـيها ويطالب بالمثل بتعويضات ومن حسن الحـظ ان يد اميركا متورطة فى كثير من جرائم القـتل والتفجيرات والغـزو والأعـتداء عـلى الشعوب والدول دون مراعاة لحصانة وسيادة هـذه الدول والأمثلة كثيرة . سوف ينبرى الكثير ضاحكين من هذا الأقتراح لقذامة السودان امام اميركا ويقولون ( ايش جاب لجاب ) نعم وهم محقين فى ذلك ولكن السياسة لعبة لن يكسبها الا من كان يتمتع بالصبر لأنه الدنيا ” الظروف ” يوم معك ويوم عـليك . وحتما سوف يأتى يوما تكون فيه الأمور عـكس ذلك . المهم الأنسان يتحرك ويترك الختام للظروف لأنها تتغير بمرور الزمن الذى هو مرة معك ومرة ضدك . والذى شجع اميركا الآن عـلى ذلك هو قوتها العسكرية والأقتصادية ونفوذها الدولى حيث انها صرحت بأن من لا يؤيدها هو عـدوها ( بوش الصغير ) وقد اعترف قادتها والمسؤلين بمناسبة الأعـتداء على العراق وتدميره ( كولن باول وزير الدفاع ) وتونى بلير ( رئيس وزراء بريطانيا ) بأن الحجج التى برروا بها ضرب العراق كانت اكاذيب تم تلفيقها لشن الحرب والقضاء على صدام حسين ولذلك عـلى العراق بعد ان تتغير هـذه الظروف ان يرفعوا قضايا تعويض عن كل عراقى مات نتيجة هذه الحرب وايضا عن كل المنشأآت والمصانع والمرافق العامة الخ … من خسائر الحرب . ولأدلل عـلى ان العملية كلها سياسية فأن المتهمين بتفجيرات 11 سبتمبر كانوا كلهم من مواطنى السعودية والكويت ومصر والأمارات والى الآن لم ترفع قضية على هذه الدول لتعويض احد من الشعب الأميركى من المتضررين , لماذا ؟ لأنه ببساطة هـذه الدول الآن حليفة لأميركا . لذلك عـلى المحامين الموالين للنظام ان يبادروا من الآن برفع مثل هذه القضايا فى المحاكم السودانية وان تصدر هذه المحاكم بالمثل احكام عـلى الحكومة الأميركية تطال كل ممتلكات اميركا فى السودان تعويضا لهذه الأحكام وبعدين التـسوية والـتـنـفـيذ يـترك للأجـيال القادمـة عـندما تـسـمح الظروف بذلك ويـكون السودان واميركا مرة اخرى اصدقاء وحـبائـب .واذكر هـنا بعض الأعـتداءآت والأضرار التى حـدثت وطرفها اميركا فى الـفترة الاخيرة : اعـتداء مصنع الشفاء : ضرب المصانع العسكرية فى ضواحى الخرطوم , ضرب قوافل السيارات فى الصحراء والمدن : الأضرار الأقتصادية التى قامت بها اميركا ضد السودان مخالفة بذلك القوانين الدولية الخ … بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان والمانيا تم توقيع عقوبات مذلة وتعويضات عـليهم , قاموا بدفعها غصبا عنهم ولكن استردوها اقتصاديا بعد ان بنوا دوليتهما واصبحا اقتصاديا اقوى من الدول التى انتصرت عليهما فى الحرب . مثال آخـر وهو اليهـود . لم ينسوا اى اضطهاد عـليهم عـبر التاريخ وطالبوا بتعويضات نالوا المليارات عـنها وما زالوا ينبشون فى التاريخ ويطالبون , لماذا ؟ لأنهم فى موقف قوة الآن بعد ان كانوا فى موقف ضعيف فى الماضى . كل دول العالم الآن تنقب فى ماضيها وتبحث فى تعويضات لما حصل عـليها من اضرار وما قصة الأرمن الآن الذين يطالبون تركيا بتعويضات للمذابح التى حصلت فى الحرب بينهم ببعيدة . وما رفض فرنسا الأعتراف بجرائمهم فى الجزائر ببعيدة حيث يرفضون الى الآن الأعـتراف بها خوفا من التعويضات الخ …. لذلك عـلى كل الدول ومن ضمنها السودان ان تحزو حـزو الآخـرين والا تـسـتعـجل فى الحصول عـلى المكاسب الآن وتـتـرك كل ذلك للـظروف وللأجـيال القادمة .
UTA Flight 772 Memorial
تفاصيل التفاصيل ومعلومات علي درجة عالية من الخطورة ترتب عليها تهديد مباشر لحياة زعيم معارضة القذافي واعوانه في قيادة المعارضة في هذا الرابط عن معسكرات امريكية في الاراضي السوداني لتدريب المعارضين لنظام القذافي فترة الثمانينات
https://www.facebook.com/HALNAOFFICIAL/posts/1620081958275605:0
من كتاب صناعة معارضة ..
للدكتور يوسف أمين شاكير
الفصل السابع ” وشهد شاهد من أهلها ”
حيث أن معظم الحقائق في عالمنا المعاصر لم تعد متاحة إلا لدى أجهزة المخابرات؛ فقد كان لزاماً علينا أن نتحرى ونستوثق من ضباط عركوا هذا المجال وواكبوا عملية تحول المقريف من مجرد لص هارب إلى عميل للمخابرات الأمريكية يحمل رقماً في دهاليزها.

ولم نجد أفضل من الرائد عزت عبد السلام السنهوري الذي عمل في أوائل الثمانينات كضابط برتبة ملازم في شعبة ليبيا بجهاز أمن النميرى، ثم ضابطاً بالاستخبارات العسكرية في عهد المشير سوار الذهب، ثم مديراً لمكتب مسئول الأمن بحزب الأمة إبان حكم الصادق المهدى. وفي الثلاثة عهود كانت له مع المقريف وجماعته لقاءات ومواقف منحته الكثير من العائد المعلوماتي عما يسمى بالمعارضة الليبية، لاسيما وقد كان المشرف المباشر على تأمين أعضائها ومقارها وإذاعتها ومن ضمن الفريق المكلف بالإشراف عليها.
وقد أجرينا معه حواراً مطولاً استبانت فيه كل خفايا وأسرار المقريف وجبهته المزعومة.. كان نصه:
س1- كيف ومتى بدأت علاقتك بالمقريف وجماعته؟
? عشقت العسكرية منذ صغري، فقبيلة الجعليين التي أنتمي إليها معروفة بانضباطها وتفوق أبنائها في هذا المجال، وأجدادنا سجلوا أسماءهم في أنصع صفحات تاريخ السودان، كالملك نمر وغيره. وبحكم البيئة والرغبة نبغت كما يقولون، فحط بي الرحال ? للأسف – في جهاز أمن النميرى، ذلك الشخص الذى باع وطنه وشعبه.. بل ولاجئيه من اليهود الفلاشا للكيان الصهيوني، وكان من الطبيعي أن يتآمر المذكور على جيرانه العرب والأفارقة. وبالفعل، وبعد استغلال الترابي لجهله؛ حيث نصبه إماماً للمؤمنين وانتزع له البيعة بالإكراه، صدرت التعليمات لجهاز الأمن بتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمعلوماتية لتدمير ليبيا واغتيال العقيد القذافي تحت إشراف ضباط من
ال C.I.A كانوا قد حضروا للخرطوم خصيصاً لهذا الغرض. وحيث أنني كنت في شعبة ليبيا التي تم دعمها من كافة النواحي، وتحولت إلى فرع أسموه التنفيذ والمتابعة، فقد كنت مواكباً ومطلعاً على كل الأحداث قبل حضور المقريف وجماعته، ومسئولاً عنهم بعد حضورهم، بل وعن الاتصال بهم بعد خروجهم، وذلك بالطبع بسبب تقلبي في كافة الأجهزة الأمنية.. ليس تغييراً لمبادئ، وإنما اقتناعاً بدوري كضابط مخابرات محترف يحمي التراب الوطني ويفديه وليس مَن يتولى السلطة فيه، وقد شهد لي رؤسائي وقادتي بذلك.
س2- إذاً، ما قصة حضور المقريف إلى السودان؟
? بعد انقلاب النميرى في 25 مايو 1969، تصدى له
الهادي عبد الرحمن المهدي إمام الأنصار، وأخذ يعبئ أنصاره ومريديه في معقله بجزيرة آبا وسط السودان، مما حدا بـ النميرى أن يقصف المنطقة بأسرها بالطائرات الحربية، فاستشهد الألوف وأُسر المئات وانطلقوا حفاة عراة نحو الجارة أثيوبيا، فمنهم مَن قُتل على الحدود بدون محاكمة كالإمام الهادي نفسه ورفاقه، ومنهم مَن نجا بجلده ووصل أرض منليك سالماً، وهناك صدمتهم المفاجأة؛ فالإمبراطور هيلاسلاسي كان يخشى غضب النميرى واستغلاله لآلاف اللاجئين الإريتريين والأثيوبيين الموجودين بالسودان ضده، فطلب منهم المغادرة سالمين إلى حيث شاءوا.
ولم يجدوا سماء تظلهم وأرضاً تأويهم إلا في الشقيقة ليبيا، التي استضافتهم وكرمتهم عملاً بتقاليد الإسلام وحقوق الجوار، فطاش صواب النميري الذي أعمى الحقد قلبه وضميره، فطالب رسمياً بتسليمهم له.. واستندت الجماهيرية إلى اتفاقية جنيف الدولية 1933 والتي تقضي بعدم تسليم اللاجئين السياسيين، وكذا إلى غيرها من المعاهدات والاتفاقيات، كما دعمت موقفها بالأحاديث النبوية والأمثال العربية التي تنهى عن ظلم المستجير وكون تسليمه أعزلاً لعدوه لا يعدو إلا أن يكون عملاً غير أخلاقي.. فبُهت الذي كفر، وأقسم كاذباً أن يقتلهم في ملجئهم وأن يزعزع الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا ويغتال قائدها. وتلقفت المخابرات الإسرائيلية الكرة، وأوعزت لل C.I.A بدعم نظام النميرى وتقويته عسكرياً وأمنياً لغزو ليبيا، التي قضت مضاجع إسرائيل بدعمها المستمر للفصائل الفلسطينية وتبنيها للقضايا القومية، ولكن المخابرات الأمريكية رأت أن للدعم العسكري اللامحدود أضراره المستقبلية، لاسيما وأن ليبيا تعوم فوق بحيرة بترول، ويمكنها شراء أسلحة موازية، فيُستحال الانتصار عليها، وربما أيضاً يطاح بـ النميري فتؤول تلك الأسلحة لنظام وطني يوجهها إلى إسرائيل نفسها، ولذا تقرر أن يكون الدعم أمنياً ومخصصاً في اتجاهين، الأول: يتعلق بالتخلص من العقيد القذافي الذي أضحت تصريحاته وميوله تشكل تهديداً للأنظمة الدائرة في فلك المخابرات الأمريكية. والثاني: بتقوية القبضة الأمنية القمعية على الشعب السوداني حتى يستكين لجُلاده، وبالفعل تم اختيار مجموعة من كبار الضباط للتدريب في واشنطن وتل أبيب، وحضر إلى الخرطوم طاقم من أكفأ ضباط المخابرات الأمريكية ضم ميلتون الشهير بGARET GOONSE,MR,MELT والبروفيسور بوب وجاك ماكفيث، وتم التنويه لأعضاء جهاز الأمن السوداني بأن للطاقم الأمريكي حق الدخول لمكاتب محظورة حتى على معظم الأعضاء، وفتح الملفات السرية وحضور الاستجوابات والاطلاع على كافة القضايا الأمنية، مع سلطة إعطاء الأوامر للكل بدءً برئيس الجهاز وحتى أحدث جندي. وحيث أن الناس على دين ملوكها، فقد باع معظم قيادات الجهاز أنفسهم ودينهم بدنياهم، وصار عبرهم الجهاز عبارة عن كتيبة ملحقة بالمخابرات الأمريكية تأتمر بأمرها وتنفذ مخططاتها، واستغلت الولايات المتحدة هذا الخنوع والتخابر أسوأ استغلال، فعاثت في العلاقات الليبية – العربية عموماً والليبية – السودانية خصوصاً فساداً لا نظير له، وأوهمت النميري وحاشيته – عبر تقارير يفبركها جهازه نفسه – بأن القذافي يخطط للإطاحة بهم واغتيالهم، فخاف النميرى وذهل، وطلب الرأي والمشورة عارضاً خدماته من كل نوع، فأفتوه بأن خير مَن يخلصه من القذافي هو ليبي موثوق به في رئاسة ال C.I.A يدعى محمد يوسف المقريف، وما عليه إلا الاتصال به في واشنطن ودعوته ومنحه الأرض للمعسكرات والإذاعة، وسيتولون هم والأجهزة الموالية لهم دعمه بالمعدات العسكرية المتطورة والخبراء، كما سيتكفلون بكافة نفقاتهم، مع التوصية للكونجرس بزيادة الدعم المخصص للسودان. وابتلع أمير المؤمنين الطعم، وأرسل المرحوم التجاني أبو جديري وأحمد عبد الرحمن، من قيادات جبهة الترابي، لدعوة زميلهم في حركة الأصوليين العالمية عاشور الشامس ليُحضر محمد يوسف المقريف، وأذكر أن الترابي حينها كان مستشاراً للرئيس نميرى ووزيراً للعدل!!
وبالفعل حضر المقريف للخرطوم لاهثاً لجمع المزيد من الثروة، ورافلاً في الزي السوداني كاملاً (عبارة عن جلباب وطاقية وعمامة وعباية) مدعياً أن ذلك من حبه للشعب السوداني ورئيسه!! وحيث أنني كنت ضابط الأمن المرافق له، فقد شهدت له ثلاثة لقاءات مع النميرى، نوقشت فيها بالتفصيل عملية اغتيال القذافي. وعبر النميري للمقريف أمامي عن مشاركته أمل التخلص من العقيد القذافي، ثم أثنى على ما تقوم به ال C.I.A في هذا الصدد، وذكر العديد من الأمثلة على خبراتهم ونجاحهم في محاولات مشابهة. وأصدر النميري أوامره لوزير شئون الرئاسة بمنح المقريف قصر الضيافة رقم (2) الكائن (25) ش الجمهورية كمقر له ولجبهته، على أن يتولى جهاز الأمن استئجار المنازل الآمنة لجماعته ومنحهم جوازات سفر سودانية دبلوماسية وعادية، وكذلك اختيار معسكرات التدريب ومدها بالمعلمين، مع إدخال كل الأسلحة والمعدات الواردة من الخارج لهم بدون إطلاع سلاح الأسلحة – الجهة الوحيدة المناطة بذلك رسمياَ في الجيش السوداني – عليها، وذلك لسبب – تبينته فيما بعد – وهو أن المعدات والأسلحة والذخائر التي جلبوها كان معظمها صناعة إسرائيلية!!
س3- من أين بدأ المقريف نشاطه .. وكيف؟
? المقريف كان أداة للتنفيذ، وقد أمرته ال C.I.A باختيار مجموعة من عناصره لبث برامج الغرض منها غسل مخ BRAIN WASHING الشعب الليبي، يقوم بإعدادها خبراء أمريكيون عبر إذاعة متقدمة انطلاقاً من الأراضي السودانية. ثم كانت الخطوة الثانية متمثلة في المعسكر والتدريب وخلافه.
س4- ما قصة معسكر التدريب الذي أنشأته المخابرات الأمريكية ودعمته المخابرات الإسرائيلية لجماعة المقريف بالتفصيل؟
? تم اختيار هذا المعسكر – واسمه معسكر مندرة – في منطقة جبل الأولياء العسكرية بالقرب من الخرطوم، أطلق عليه أمنياً اسم (كافكو-1) وكلفت بالإشراف على نقل عناصر المقريف إليه ليلاً وبشكل سري للغاية. وبدأنا تدريبهم في مطلع الأمر على دورة فدائيين متقدمة، شملت النواحي الأمنية والعسكرية والعقائدية تحت إشراف جهاز المخابرات الأمريكية، وتنفيذ مشترك ضم جهاز أمن الدولة السوداني وبعض المختصين بالقوات المسلحة، وشارك فيه من الجانب السوداني كل من:
* اللواء أمن عثمان السيد (وزير الدولة للأمن الخارجي بجهاز أمن الدولة وسفير البشير حالياً بأثيوبيا).
* العقيد أمن الفاتح محمد أحمد عروة (مدير فرع التنفيذ والمتابعة ومستشار البشير حالياً للأمن بدرجة وزير الدولة).
* الرائد حيدر حسن أبشر (رئيس شعبة ليبيا بالمخابرات الخارجية والمدير الحالي لشركة S.S.L لأمن المنشآت والتابعة للسفارة الأمريكية بالخرطوم).
* الرائد عبد المنعم فودة (من قوات الصاعقة-الفرقة الرابعة المحمولة جواً).
* الرائد تاج السر عبد الله (من إدارة الاستخبارات العسكرية).
* النقيب حسين عبد الكافي (من سلاح الأسلحة ? شعبة المفرقعات).
* الملازم عزت السنهوري (ضابط الأمن المكلف بمتابعة وتأمين المعارضة الليبية في السودان).
ومن الجانب الأمريكي تولى القيادة الفعلية للمشروع الطاقم المخابراتي الذي أشرت إليه من قبل، بالإضافة إلى روبير والذي وصل مع المعدات العسكرية، وكان يتحدث العربية بطلاقة ولكن بلهجة شامية مما زاد من شكوكنا في أنه ليس إلا ضابطاً في المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وبدأنا تسجيل وتحليل كل ما يجري في المعسكر، وإن كان ذلك محل اطلاع ومراجعة وحذف وتوجيه مسئولي المخابرات الأمريكية، وقد بلغ عدد العناصر التي تم تدريبها ثمانية عشر فرداً، تم تقليصهم فيما بعد إلى أربعة عشر فقط، ثم أعطى مستر ميلت إشارة البدء بعقد دورة عقائدية لكبار السن ورجال الصف الأول من المعارضة الليبية كي يقوم هؤلاء بتلقينها فيما بعد للعناصر المدربة عسكرياً وأمنياً.
وقد بدأنا التدريب الفعلي في أوائل عام 1983، ومن التدريب على الأسلحة التقليدية الموجودة بمخازن الجيش السوداني، كبنادق G.M.3، انتقلنا بالعناصر إلى التدريب على استخدام رشاشات عوزي الإسرائيلية وصواريخ ميلان الفرنسية (وهي صواريخ موجهة مضادة للدروع، يبلغ طول الواحد منها 75. متراً، وقطره 115 ملم، ويبلغ وزن الإطلاق 6.75 كجم، وسرعته تتجاوز 200 متر في الثانية، فيما يصل مداه الأفقي الفعال إلى 2000 متر) والتدريب كذلك على مناظير الرؤية الليلية وكواتم الصوت، وكيفية صنع القنابل والمتفجرات عظيمة الأثر بالمكونات المحلية. وبناء على تعليمات عليا، تم تكثيف الدورة واختصار مدتها الزمنية بهدف التعجيل بتسريب فريق الاغتيال لليبيا وتنفيذ الخطة المرسومة له.
س5- هل توقف الدور الأمريكي الموسادي عند هذه المرحلة؟
? لا، فقد أحضر جاريت جونس مظروفاً به صورة بالأقمار الصناعية لمنزل العقيد القذافي قمت بتسليمها للمقريف شخصياً، وأبلغته توجيهاً شفهياً من العقيد عروة بضرورة تحرك مقاتليه فوراً، وبالفعل أعطاني المقريف جوازات المجموعة، وتوجهت إلى وكالة سفر سودانية وحجزت لهم – كنوع من التمويه – لثلاث دول، على أن يتم اللقاء الأخير في تونس في موعد محدد لقنته لهم، كما أجرينا معهم عدة لقاءات تنويرية شرحنا فيها القواعد الأمنية بشأن السلامة الشخصية والاطمئنان على استيعابهم لما درَّسناه لهم من قبل في هذه الناحية. وفي الحقيقة، كانت الدورة العقائدية التي لقنتها لهم ال C.I.A عبر “عواجيز” الجبهة قد نجحت في غسل أدمغتهم تماماً من أية ميول وطنية أو إنسانية، وهذا طبيعي لصغر سنهم؛ فلم يكن أكبرهم يتعدى الخمسة والعشرين عاماً، ومعظمهم كانوا طلبة في دورة دراسية بشركة سيمنز العالمية بألمانيا، وغرر بهم المقريف عبر مساعده سليمان الضراط ومنَّاهم بوزارات وسفارات جعلتهم يرتكبون حماقة الإقدام والمجاسرة دون أدنى تفكير عقلاني، ولذا لم نتبين مدى استيعابهم لما تلقوه. ورغم أن الأمريكيين كانوا معنا في الصورة، إلا أن دورهم تراجع في هذه المرحلة الأخيرة.
س6- لماذا تراجع الدور الأمريكي في آخر مراحل العملية كما ذكرت؟
? في تقديري أنهم توجسوا من فشلها بسبب رعونة فريق الاغتيال الذي تم تدريبه، وكي يبدو الأمر في هذه الحالة كأنه صراع ليبي- ليبي.
س7- كيف كنتم تتابعون أخبار العملية؟
? معلوماتنا كانت تأتي عبر محطتنا الخارجية بسفارة السودان في تونس، وبعد إطلاع ضباط ال C.I.A عليها كنا نحولها إلى جماعة المقريف، وفي الغالب تكون مع توجيه لهم بإصدار بيانات صحفية في إطار معين، ونفرض على وكالة السودان للأنباء “سونا” أن تذيعها على أساس التقاطها من روما، ومن ثم يُتداول الخبر في أوسع نطاق.
س8- ماذا كان رد فعل المقريف بعد فشلها؟
? اعتبرها كسباً إعلامياً وكسراً لما أسماه بحاجز الخوف، ورغم أنه السبب الأساسي في الأرواح التي أُهدرت فقد كان منتشياً؛ حيث ارتفع رصيده في دهاليز المخابرات الأجنبية معنوياً ومادياً.
س9- بخلاف التدريب، هل شارك أي سوداني في نشاطات جماعة المقريف؟
? في الحقيقة.. لا، بخلاف اثنين، الأول: جمال محمد حسن المعروف بجمال حسنين والذي أوصى عليه الترابي للعمل موظفاً معهم، ويعمل حالياً ضابطاً بالإدارة الفنية لجهاز أمن السودان، والثاني: سوداني الجنسية من أصل ليبي، وأسرته مقيمة في السودان منذ أمد بعيد، وهو
يونس الجويلي.
س10- هل تغيرت خطط جماعة المقريف بعد ذلك؟
? نعم، حدث تغيير كان سببه الأول الاعترافات التي أدلى بها
أسامة السنوسي شلوف – أحد أعضاء فريق الاغتيال – خلال التحقيق الذي أجري معه بعد اعتقاله وأذيع على الملأ. وحقيقة لم أكن مطلعاً على كل المتغيرات، ولكن علمت بها من كتاب “سراب طرابلس.. القصة الكاملة لمحاولات المخابرات الأمريكية لاغتيال القذافي”.
س11- هل هناك شخصيات ليبية كانت تدعم المقريف بخلاف الدعم الممنوح له من قبل المخابرات الأجنبية؟
? سمعت من شقيقه أنور المقريف أن هناك شخصيات ليبية تفرض نفسها على الجبهة بسبب الأموال التي تدفعها لها، ووصفها بأقذع الألفاظ والتي يعف اللسان عن ذكرها، وأذكر من الأسماء التي قالها: مصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق، حسين سفراكس سفير ليبيا في الأردن وعزيز شنيب الذي كان ضابطاً بالجيش الليبي، وللمقريف معه قصص تحتاج لقاء آخر، كذلك أذكر من الأسماء التي قالها لي أنور كلاً من محمود دخيل وآخرين.
س12- هل اتصل المقريف بالحكومات السودانية التي أعقبت الإطاحة بالنميري؟
? نعم، ففي عهد سوار الذهب بعثوا برسالة لكل من اللواء فارس حسني عضو المجلس العسكري الانتقالي ومدير الاستخبارات العسكرية، طالبين منهما أسلحتهما التي تحفظ عليها الجيش ضمن الأسلحة الموجودة في مخازن جهاز أمن النميري، والشهادة لله، رفض اللواء فارس أي نوع من التعامل معهم واعتبرهم مرتزقة، ولم يكتفِ بذلك؛ بل أعطى أوامره بمصادرة أسلحتهم لصالح القوات المسلحة السودانية.
أما في عهد الصادق المهدي، وإبان مرافقتنا له في زيارة لدولة عربية، اتصلوا بنا وطلبوا مقابلته، فأوفدني مع العميد عبد الرحمن فرح مستشار الأمن الوطني، وزميلي الرائد عمار خالد من أمن الحزب لمقابلتهم، وبالفعل التقينا بعزت المقريف شقيق محمد يوسف المقريف، والذي تحدث معنا مطولاً عن مؤامرات ادعى أن القذافي يحيكها ضد السودان بسبب عدم إيمانه بالحزبية والأحزاب، وختم المقابلة برجاء أن توافق الحكومة السودانية على فتح قناة اتصال معهم عبر أية سفارة أجنبية بالخرطوم، ورفعنا الأمر من جانبنا للسيد رئيس الحزب والوزراء والذي لم يُعِر الأمر أدنى التفات.
س13- قبيل هذه المحاولة اعتقلتم في أمن النميرى المواطن الليبي جمال على أبو بكر، الشهير بجمال بكار.. فهل لذلك علاقة بمحاولة المخابرات الأمريكية – عبر عملائها – اغتيال القذافي أم لماذا تم ذلك؟
? جمال بكار اعتقلناه مع قريبه على السنوسي النفار ولكن ليس بسبب المحاولة، وإنما لمعلومات تلقيناها من جبهة المقريف أكدوا فيها أن المذكور قادم من باريس لينفذ عمليات تخريبية، وأنه يعمل في الأمن الليبي، وأنه التقى في باريس بضابط مخابرات ليبي يدعى يونس بلال و.. و.. وتبين لنا فيما بعد أن البلاغ كان نوعاً من تصفية الحسابات الشخصية بين العائلات الليبية المقيمة في السودان.
س14- ذكرت في إجابتك السابقة أن هناك عائلات ليبية مقيمة في السودان، نود توضيح ذلك؟
? نعم، وهي عائلات أبو صفيطة والجويلي والنفار وبوبدرية، وهذه العائلات كانت تتاجر أصلاً في الكتكت (العملة التشادية) بالإضافة لتجارة الحدود. وبمرور السنين أصبح أعضاؤها في وضع اقتصادي جيد، فمنهم من يملك المصانع والمزارع والمتاجر، ومعظمهم حاصلون على الجنسية السودانية والتي كان الحصول عليها في السابق سهلاً للغاية، وإبان عداء النميرى لليبيا وقفت هذه العائلات على الحياد حباً لوطنهم الأول، وتقديراً للبلد الذي استضافهم، فأكبرنا فيهم موقفهم إزاء أهلهم؛ فمن لم يكن فيه خير لأهله.. لن يكون فيه خير لغيره، وهذا بالطبع باستثناء آل الجويلي والذين ما زال ابنهم يونس يعمل مع جماعة المقريف.
س15- في بداية الحوار ذكرت أن الأمريكيين أقاموا إذاعة سرية موجهة ضد ليبيا تبث برامجها من السودان، وهم الذين كانوا يقومون بإعداد المادة الإذاعية والبرامج ثم تُترجم للعربية وتُسلم للمنشقين الليبيين لإذاعتها. نود توضيح هذه النقطة للرأي العام؟
? بالفعل تم كل ذلك، والغرض منه – كما أسلفت – كان غسل مخ الشعب الليبي حتى يتقبل التدخل الأمريكي في شئونه، ورغم أن الإذاعة الحكومية السودانية في أم درمان لا يصل بثها إلى أقاليم السودان الأخرى – بسبب شح الإمكانيات – فقد كانت هذه الإذاعة تُسمع بوضوح في العالم كله، فقد حكى لي يوماً العقيد حسن عبد الحفيظ – أول رئيس لشعبة ليبيا بجهاز أمن الدولة وقنصل السودان
في روسيا – أنه يسمعها بوضوح في موسكو!! وقد استند وزير خارجية نظام النميري إلى قدرات وإمكانيات الإذاعة الحكومية السودانية التي ذكرتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب بتونس سنة 1983 لبحث الشكوى الليبية ضد انتهاكات نظام النميري للاتفاقيات الدولية والعربية وحقوق الجوار والإسلام، وسماحه بممارسة أنشطة تخريبية تمولها المخابرات الأمريكية من أراضيه ضدها. عموماً، كانت الإذاعة على أحدث مستوى، ويشرف عليها هندسياً وأمنياً خبراء
ال C.I.A، ويذيع مادتها أعضاء جبهة المقريف، وقد كان منوطاً بذلك كل من على عبد الله الضراط، فتحي علي بوعود، مجدي الشاعري، عبد الغني عبد السلام صوفية والرشيد، وقد كان التسجيل يتم في استديو خاص بها يقع في منطقة شمبات، وهو عبارة عن منزل مستأجر من العقيد قاسم أحمد قاسم – قنصل السودان حينها بالسعودية – في حين كان البث الإذاعي يتم من منزل مستأجر من العقيد أمن أحمد محمد الجعلي مدير المخابرات المضادة. وبالإضافة لذلك، كان المنضمون للمقريف والموجودون في قصر الضيافة رقم 2 وال RUN WAY ومنزل اللواء عثمان السيد بمدينة النيل ومنزل العقيد الفاتح عروة، ملزمين بكتابة تقارير يومية وأمنية عن ليبيا وشعبها، ومتابعة المصادر المفتوحة، ورفع ذلك لضباط ال C.I.A بدعوى إنزالها كمادة خبرية بالإذاعة!!
س16- الأخ السنهورى.. لا تدخلاً في الشئون الداخلية ولكن توضيحاً للحقائق وتدوينا للتاريخ.. ما قصة هذه البيوت التي ذكرت أنها مستأجرة لجماعة المقريف من كبار ضباط أمن النميرى؟ ومَن الذي كان يدفع إيجارها؟
? في إطار الهيمنة الأمريكية على جهاز الأمن، كان لا بد من التأثير على كبار الضباط للعمل وفق مخططاتهم وعدم كشفها، لذلك طلبوا استئجار منازل آمنة بمبالغ ضخمة لأعمال سرية، شريطة حراسة عناصر الجهاز لها، مع عدم إطلاعهم على ما يدور بها إلا فيما ندر. وبالفعل، قام العقيد أمن الفاتح عروة بتحديد اثني عشر منزلاً كان أصحابها مرغوبين للتعامل أو متعاملين أصلاً مع ال C.I.A، وللتاريخ، فمنزل العقيد قاسم أحمد قاسم وُضع ضمنها للتمويه؛ فهو ضابط نزيه ووطني، وقد استؤجر منه بثمن بخس.. كما انصبت لعنة الشعب الليبي على مَن خانوه من أبنائه في المنزل فانهارت أرضيته من الداخل وتشققت جدرانه، وكلف ترميمه صاحبه أكثر مما دفعوه لإيجاره بمراحل، أما منزل اللواء عثمان السيد وزير الدولة للأمن الخارجي فقد كان مؤجراً بخمسة آلاف دولار شهرياً.
فاتني أن أذكر أن مرتبي كضابط بذات الجهاز حين ذاك كان يبلغ ثلاثمائة وستين جنيهاً (تعادل حينها حوالي خمسة وسبعين دولاراً فقط لا غير).
س17- بصفتك كنت أيضاً ضابطاً للاتصال بين جماعة المقريف والسلطات السودانية، هل طلب المقريف من الرئيس النميري التوسط له لدى بعض الشخصيات العربية والدولية لدعمه؟
? كثيراً ما كان يحدث هذا، ولكني أذكر منه واقعة علقت بذهني لغرابتها؛ فقد اتصل الحاج غيث عبد المجيد بمدير الأمن الخارجي طالباً ترتيب مقابلة عاجلة للدكتور المقريف مع اللواء عمر الطيب النائب الأول للنميري ورئيس جهاز الأمن حينذاك، بدعوى أن الأمر مهم للغاية، وكإجراء طبيعي كُلفت باستطلاع الأمر شفاهة، مع ترك حرية التقييم لي، فإن وجدته يستحق العرض على النائب الأول، عليّ أخذ مكتوب منهم بذلك. وبالفعل التقيت بالمقريف الذي حدثني – على انفراد – عن السبب في طلب المقابلة، وهي بشأن رجل أعمال ليبي يدعى يحيى عمر، وأن له علاقات على مستوى العالم، كما أنه مقتدر جداً ومحبوب في الخارج.. ولذلك يلتمس من اللواء عمر الطيب الاتصال به وتزكيته لديه، كما أقسم أن في ذلك مستقبل التنظيم كله، وأنه وجماعته لن ينسوا هذه الخدمة أبداً. وحتى أكون صادقاً معك، فقد أغراني ثناؤه على أخلاقيات هذا الرجل للتعرف عليه عن كثب؛ فأخذت منه مكتوباً بذلك ورفعته لرؤسائي، مصحوباً بالتوصية على أهمية التوسط له، نظراً للفوائد المترتبة على ذلك. وبالفعل، وبعد موافقة Mr.GARRITE JONES ضابط المخابرات الأمريكي المشرف على المعارضة الليبية بالخرطوم، تقرر أن تقوم إحدى محطاتنا الأمنية الخارجية بالاتصال بالمعني في ذات الدولة العربية التي أبلغنا المقريف أن المذكور يقيم فيها، وبالفعل اتصل به قنصلنا هناك، وكان رده مخيباً للآمال؛ فقد رفض المعني وبشدة التعامل والتآمر مع أي جهاز أمني ضد وطنه، وفيما أذكر أنه استشهد في رده على القنصل ببيت الشعر العربي:
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وأن ضنوا على كرام
س18- ما وجه الغرابة في هذا الرد الوطني والأخلاقي للسيد يحيى عمر؟
? في الحقيقة، الغريب كان تصرف المقريف، فقد انقلب – بقدرة قادر – إلى العداء السافر لمن كان يمدحه بالأمس، وقال فيه أمامي ما لم يقله مالك في الخمر، وكتب مذكرة أخرى كانت موجودة في أضابير جهاز أمن الدولة (الذي حُلَّ بعد انتفاضة الشعب السوداني من غفوته وخلعه للنميري، وتفرقت مستنداته أيدي سبأ!!).
س19- وماذا جاء في مذكرة المقريف الثانية بشأن السيد يحيى عمر؟
? جاء فيها أن المذكور على اتصال بالعقيد القذافي وعميل له، ومكلف من جانبه باختراق الأنظمة العربية، كما طلب استغلال قنوات اتصالنا الرسمية مع أجهزة الأمن في السعودية وسلطنة عمان لإبلاغهم بذلك حتى يرحِّلوه لبلده.
وهنا تجلت لنا خيانة المقريف وإتقانه لسياسة الترغيب والترهيب مع المواطنين الليبيين في الخارج.
س20- ماذا كان رد النميرى أو نائبه على المذكرة الثانية؟
? للأمانة والتاريخ.. لم نرفع الأمر، فقد عقدنا اجتماعاً في رئاسة الشعب للتدارس حوله، واجتمعت الآراء على سذاجة الاتهام، وأنه رد فعل طبيعي لرفض المعني تزكية الجهاز ودعم المقريف مادياً ومعنوياً، فلا يستقيم عقلاً أن يكون المدعو يحيى عمر مكلفاً باختراق الأنظمة العربية ويرفض وبشده دعوة الأمن السوداني للحضور للخرطوم ضيفاً على النميري وللمدة التي يراها وبالكيفية التي يحددها، وحيث أن شهادتي هذه للتاريخ؛ فإننا في شعبة ليبيا ومن باب الحَيطة حينها، وتطبيقا للقاعدة الأمنية المعروفة (الأمن مبني على الشك) فقد وضعنا اسم يحيى عمر ضمن كشوفات المحظورين من دخول البلاد عبر كل المطارات والمواني والنقاط الحدودية السودانية.
س21- من ناحية أمنية بحتة، ما رأيك في ظاهرة المقريف؟ وما علاجها؟
? في عالم المخابرات، الأسلوب المكيافيللي مباح، فالمصلحة العليا فوق كل اعتبار، وحيث أن لكل دولة مصلحتها فتختلف الوسائل وتتعدد الأدوات.. الولايات المتحدة مثلاً ترى أن العقيد القذافي أصبح أملاً للجماهير العربية في الوحدة والحرية، وتخشى على مصالحها من المدِّ الثوري القومي الذي يمثله، ولذلك جعلته عدوها الأول، وحاربته بكل الوسائل بدءً من الشائعة والاتهام الباطل، ثم استقطاب ضعاف النفوس من الليبيين لاغتياله، وحتى ضربه بالطائرات والقنابل العنقودية، ولولا عناية الله به وبشعبه.. لَلَحِقَ بجده عمر المختار ورفاقه، ولذلك فالمقريف ليس إلا ورقة ضغط في يد المخابرات الأمريكية تستغلها ضد الشعب الليبي كله، وال C.I.A ليست بالسذاجة كي تقول.. ربما يثوب المقريف لرشده ويعود لشعبه، فحتماً تمسك عليه مستندات وصوراً ووثائق لا تمكِّنه من الانفلات منهم.. ولكن مَن معه ومَن يوجه إليهم سمومه هم الذين يجب أن يخاطبهم الرأي الآخر؛ فهو الأقوى لمَن في الخارج؛ حيث يعبر وينقد ويعارض بوطنية وأمانة، وأقرب لمَن في الداخل؛ لأنه المثال الحقيقي على صدق ووطنية بعض أبنائه بالخارج، والذين رفضوا العمالة وكشفوها وتصدوا لها ? ومازالوا – غير عابئين بما ترتب ويترتب عليهم من جراء ذلك، فالمعاناة تهون أمام الوطن العربي الكبير.
هناك افتراضات تربط بين الحادث الارهابي اعلاه وتفجير الطائرة الفرنسية وملاحقة الدكتور المقريف زعيم معارضة القذافي الدكتور محمد يوسف المقريف الذي اقام في السودان في فترة الثمانينات بسبب حالة الهلع التي تسببت فيها المعلومات اعلاه سواء ان كانت حقيقة او مفبركة فهي تحتوي علي انتهاك للخصوصية ومخالفة خطيرة للقوانين الدولية والانسانية بواسطة شخص كلف من الدولة السودانية انذاك بحراسة شخص علي درجة عالية من الاهمية ويعتبر عمليا هو المطلوب الاول لنظام القذافي وحيث تسببت هذه المعلومات في حالة من الهلع وسط مخابرات القذافي الذي امر فرق الموت الليبية باغتيال الرجل الذي يهدد عرشه باي طريقة وقد تضع المعلومات اعلاه في الاعتبار وتخضع لتقييم قانوني في حال اعادة التحقيق في الحادثة المذكورة حيث وردت اسباب تفجير الطائرة علي لسان وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم والذي هو حي يرزق اضافة الي مؤلف الكتاب اعلاه وهو احد مستشاري مدير مخابرات القذافي السابق عبد الله السنوسي الذي استند فيها الي معلومات مباشرة من الحارس السوداني لزعيم المعارضة الليبية.
الدكتور محمد يوسف المقريف تولي منصب الرئيس المؤقت لبلاده لفترة بعد سقوط نظام القذافي
دوله السودان عندها اسهم عده شغاله خارج السودان وبتأخذ ارباح سنويه وكذلك يملك السودان بما يسمى خطاب الضمان الذهبي ويصدر فقط من رئيس الدوله وصلاحيه هذا الضمان ٥٠عاما ولا يستخدم هذا الضمان إلاعند الضروره القصوي.فالدوله شئ والحكومه شي آخر للعلم والمعرفه ودمتم
التاريخ لا ينسى والديان لا يموت يا محمد فضل (محمدو) – ومهما كتبت وزعمت أنك صحفي وسياسي إلا أن تاريخك معروف ومنشور في سودانيز اون لاين وفي :-
http://sudanese.almountadayat.com
وقذ فضح بكري وأبوبكر وعمار آدم كذبك وزعمك بأنك خريج جامعة الخرطوم وأكدوا أنك فقط كنت تقيم في داخلياتها مع الطلبه الصقور المصقرطين لأسباب تانيه حامياني يا:- (محمدو)
وكنت في قاهرة التسعينينان جاسوساً لأمن الدوله المصري وتحديداً للرائد أشرف الطرابيشي وبناءاً على وشاياتك تم ترحيل الكثيرين وعلى رأسهم الإعلامي هاشم الرشيد وجنابو سنهوري ودكتور بله والمرحوم راجي العتباني وشخصي وسنطاردك بالقانون ونحضرك للمحكمه متى ما تحرر سوداننا من الكيزان حلفاء المصريين اللذين تتخابر لهم فالله يُمهِل ولا يهمل وكما تدين ستُدان
لكل داء دواء يستطاب به .. إلا حماقة بشة أعيت من يداويها
قال أيه (الزارعو غير الله اليجي يقلعو)، ولله التانية ديك (كلهم تحت مركوبي ده)، وهو يقصد حكام أمريكا، بريطانيا وفرنسا..
يالله مع 7 بليون دولار دي خم وصر وخلي مركوبك ينفعك
لفت نظري في هذا الكاتب ، تعقيبه على تعليق لأحد قراء الراكوبة ، حوى إساءات و سباب ، رغم أن التعليق كان في غاية الأدب و إن كان يختلف مع وجهة نظر الكاتب. (تصرف لا يصدر عن إنسان سوي)!!
كما أن حماسه لحفتر كان فيه إندفاع غير طبيعي ، و هذه السمة تلازم معظم أطروحاته.
طبيعي أن أبحث عنه في (قوقل) ، لكنني لم أوفق لتفاصيل كافية ، لكن تعليق الأخ خالد هارون كان مرشداً و كافياً.
عنوان الموقع الذي أشار إليه خالد هارون ، لا أنصح لمن تقل أعمارهم عن 25 عاماً ، بالإضطلاع عليه ، لأنه حوى مستوى من الإنحطاط و الإتهامات ما لا يتصوره عقل ، و لا تتناسب مع توجهاتنا في الراكوبة.
معظمنا تشغله مشاكل الحياة و لذا قد يفوتنا الكثير ، لكني لا أعتقد أن أخوتنا في إدارة الراكوبة (بحكم تخصصهم بالمجال) ، قد فات عليهم خلفية الكاتب!
فهو و إن كان لديه مقالات قد تكون مقبولة نوعاً ما ، إلا إنه من الواضح جلياً ، إنه يروج لمفاهيم (أخف وصف) تخصه ، تحت ستار القضايا الوطنية الحساسة ، و النتيجة لن تكون عادلة بحق القارئ من تحصيل و معرفة مرشدة.
كان على إدارة الراكوبة ، أن تضع تنويها يوجه القراء ، إن كان لا بدّ من الإستمرار في نشر مواضيع للكاتب.
إستشهد الكاتب بمقال لعزت السنهوري ، رغم أن عزت السنهوري قد ضرب الكاتب لأنه تسبب بطرد أحد أقرباءه من مصر (خالد هارون أحد ضحاياه أيضاً).
و إليكم ما ذكره عزت السنهوري عن الكاتب:
مقال لعزت السنهوري (الراكوبة – 29 يونيو 2011) ، ورد في مداخلة له رداً على هاشم أبو رنات ، الآتي:
[بعد إنقلاب البشير تعرضت في مصر لمضايقات عده من الأمن المصري وضربت أحد جواسيسه وهو المدعو محمد فضل على صديق (( المقيم حالياً في آدمنتون بكندا والمعروف في حي ودأزرق بمدينة مدني بإسم محمدو )) وذلك بسبب أنه عميل لأمن الدوله المصري و أوشى بصديقي ونسيبي الإعلامي المعروف هاشم الرشيد كما تسبب في ترحيل الكثيرين من مصر كراجي العتباني وعثمان المكرب والمحامي حمزه..]
* المصدر:
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-23996.htm
لفت نظري في هذا الكاتب ، تعقيبه على تعليق لأحد قراء الراكوبة ، حوى إساءات و سباب ، رغم أن التعليق كان في غاية الأدب و إن كان يختلف مع وجهة نظر الكاتب. (تصرف لا يصدر عن إنسان سوي)!!
كما أن حماسه لحفتر كان فيه إندفاع غير طبيعي ، و هذه السمة تلازم معظم أطروحاته.
طبيعي أن أبحث عنه في (قوقل) ، لكنني لم أوفق لتفاصيل كافية ، لكن تعليق الأخ خالد هارون كان مرشداً و كافياً.
عنوان الموقع الذي أشار إليه خالد هارون ، لا أنصح لمن تقل أعمارهم عن 25 عاماً ، بالإضطلاع عليه ، لأنه حوى مستوى من الإنحطاط و الإتهامات ما لا يتصوره عقل ، و لا تتناسب مع توجهاتنا في الراكوبة.
معظمنا تشغله مشاكل الحياة و لذا قد يفوتنا الكثير ، لكني لا أعتقد أن أخوتنا في إدارة الراكوبة (بحكم تخصصهم بالمجال) ، قد فات عليهم خلفية الكاتب!
فهو و إن كان لديه مقالات قد تكون مقبولة نوعاً ما ، إلا إنه من الواضح جلياً ، إنه يروج لمفاهيم (أخف وصف) تخصه ، تحت ستار القضايا الوطنية الحساسة ، و النتيجة لن تكون عادلة بحق القارئ من تحصيل و معرفة مرشدة.
كان على إدارة الراكوبة ، أن تضع تنويها يوجه القراء ، إن كان لا بدّ من الإستمرار في نشر مواضيع للكاتب.
إستشهد الكاتب بمقال لعزت السنهوري ، رغم أن عزت السنهوري قد ضرب الكاتب لأنه تسبب بطرد أحد أقرباءه من مصر (خالد هارون أحد ضحاياه أيضاً).
و إليكم ما ذكره عزت السنهوري عن الكاتب:
مقال لعزت السنهوري (الراكوبة – 29 يونيو 2011) ، ورد في مداخلة له رداً على هاشم أبو رنات ، الآتي:
[بعد إنقلاب البشير تعرضت في مصر لمضايقات عده من الأمن المصري وضربت أحد جواسيسه وهو المدعو محمد فضل على صديق (( المقيم حالياً في آدمنتون بكندا والمعروف في حي ودأزرق بمدينة مدني بإسم محمدو )) وذلك بسبب أنه عميل لأمن الدوله المصري و أوشى بصديقي ونسيبي الإعلامي المعروف هاشم الرشيد كما تسبب في ترحيل الكثيرين من مصر كراجي العتباني وعثمان المكرب والمحامي حمزه..]
* المصدر:
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-23996.htm