أخبار السودان

كارثة وفضيحة!

يوسف الجلال

لو أن صحافة الخرطوم مارست في “النشر” فضيلة المصداقية والموضوعية، لجاءت خطوطها العريضة و”الهزيلة” على نحو يفيد بأن ثمة صواعق مائية دفرت بطوفانها على قبة الخرطوم وأحيائها الفقيرة؛ فهشّمت أسقف المنازل؛ وتكسرت ضلوع المترفين والمعدمين.

ولو أن صحافة الخرطوم تخلّصت من قيودها المزمنة؛ التي انغرزت فيها زماناً طويلاً؛ وانحازت لمرة واحدة إلى المواطن، واختارت لمرة وحيدة، أن ترتهن حروفها إلى الحق والحقيقة؛ لو أنها فعلت كل ذلك لأخبرت البسطاء ممن تم “تغييبهم” زماناً طويلاً بأننا أفشل أمة في “التأهب” وأسوأ أمة حين يكون الحديث عن “الاستعداد” في زمان من أفحمونا وفلقوا دواخلنا بـ”أعدوا” لهم أو أعدوا له.. لا خلاف..!

ومن غير الخريف أعني، ومَن غير الخريف يستحق أن نمنحه وقفتنا في زمان انشغالات الولاة بما هو دونه؛ برغم أنه لا شء يمكن أن يخيف ساكني الخرطوم كلهم غير مفردة الخريف، ذاك الذي يجيد رفع المستور، ويتقن إزاحة ورقة التوت التي لطالما تدثّر خلفها وبها ولاة الخرطوم؛ وولاة أمورهم الكبار.

ما يُحزنني في قصة أمطار أمس أنها جاءت لتعرّينا كلنا بلا استثناء.. وجاءت لتفضح جاهزيتنا المزعومة للخريف، وجاءت لتقول للناس كلهم من البسطاء والمعدمين والمترفين والمنعمين بأنه لا عاصم لكم من الدمار والخراب؛ طالما أن أموركم بيد هؤلاء..!

نعم بكت السماء وسالت دموع السحاب؛ فانهمر الماء. هكذا هي التفسيرات عندي؛ وقريباً منها هي تفسيرات أهل الطقس والمناخات وجغرافية العناصر.. فسيان عندي كل تلك التفسيرات لأن المحصلة الختامية مطر وفير وخير كثير، وفق ذلك دمار كبير، لم يستثنِ شيئاً ولم يترك أحداً..! فأمس كانت الخرطوم كلها تطفو في بِركة من المياه، لم تخرج منها إلا لأنها وقفت على أنقاض ما تحطم من منازل أو منشآت..!

هذه هي الحقيقة التي لا تقبل التزييف. وهي المعلومة التي لا يستطيع أحدٌ أن يحجبها..! نعم أمطرت السماء فتهدَّمت بيوت المعدمين وساكني الأطراف، وفاضت أرواح بعضهم من فرط الطوفان، وربما من فرط الحزن، حتى إنهم تخلّوا عن عادتهم وأنشطتهم الحياتية اليومية، واختاروا أن يتمترسوا فوق أنقاض منازلهم. وكل ذلك من تأثير الغرق الذي أحدثته مياه الأمطار أمس.

وأهم من اعتصام أبناء الأحياء الطرفية عن غزو المدينة “الغارقة” بأرجلهم المُتعبة والمُنهكة؛ هو اعتكاف غالبية المواطنين داخل بيوتهم حتى إن ذلك قاد تلقائياً لأن تهدأ الحياة داخل وسط الخرطوم.

كل ذلك يحدث والمتضرّر الأكبر حكومة الولاية التي وجدت نفسها عائمة في بركة من الاتهامات التي لا تنتهي، ومع ذلك لم نسمع بعربات الدفاع المدني تسبقها صافرات الإنذار وهي في طريقها لانتشال ما يمكن انتشاله أو تجفيف ما يمكن تجفيفه من برك وربما من دموع سالت من فرط إحساس المآقي بالإهمال “الأبله” في زمان الكسب السياسي “الغبي” الذي يقود الناقمين إلى الرفض جهرة، دونما خوف من بطش السلطان وصلفه..!

وأنا في غمرة حزني وحنقي، هاتفني صديقي الذي لاذ بدول العالم الأول، عبر “الواتساب” وقال لي: “صحي الخرطوم غرقانة؟”.. فقلت له: “غرقانة؛ لأن ولاة أمورنا غرقانين في سكرة السلطة”..!

ضحك صديقي، فاضفت: “والشوارع طاشمة.. والظلت يتلولو في المشي!”.

انقطع التواصل الإسفيري؛ ومضى محدثي وتركني لحزني؛ ألملم أشيائي وأشجاني ورفات المطر.

خلت صديقي وهو يمضي، بعد أن أسبغني كامل تضامنه مع المنكوبين، كمن أزاح المنكر بقلبه ثم مضى ليبني بيتاً في الجنة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. عربات دفاع مدني شنو الداير تشوفه تولول ياشيخ انت كلامك ده لو على مدينة في اوروبا او في دول العالم الثالث الغنية اكان نقول اوكي ليك الحق لكن انت بتتكلم عن الخرطوووووووووووم يعني مدينة بسيطة في دولة فقييييييييييييييييرة يعني ده الوضع الطبيعي ليها احسن من كدة يكون شاذ …
    غلطة ناس المؤتر الوطني وهم طبعا ليهم هدف دايرين يجعلو تلاترباع سكان السودان في الخرطوم ليكونو دايما تحت المراغبة عشان كدة خلو كل من هب ودب جا سكن الخرطوم لو قلت ليهو سايب ريفك وجاي تسكن هنا ليه يقوليك الريف مافيهو خدمات تعليم بالرغم من ان التعليم اتوسع في اقصى بقاع البلد …اها ماتقعد تسو ده مافي وداك مافي اكل نيمك برا مطر وبرك انت فاكرين وين انتو في برلين لو قبيل اوقفت الهجرة للعاصمة اكان تكون العاصمة محدوده وممكن السيطرة عليها بتوفير الخدمات لكن الان بقت ماعندها حد وتلاترباعها عشوائية فما تحلم في ده نحن مامعاك …اكتب في موضوع غير ده

  2. عربات دفاع مدني شنو الداير تشوفه تولول ياشيخ انت كلامك ده لو على مدينة في اوروبا او في دول العالم الثالث الغنية اكان نقول اوكي ليك الحق لكن انت بتتكلم عن الخرطوووووووووووم يعني مدينة بسيطة في دولة فقييييييييييييييييرة يعني ده الوضع الطبيعي ليها احسن من كدة يكون شاذ …
    غلطة ناس المؤتر الوطني وهم طبعا ليهم هدف دايرين يجعلو تلاترباع سكان السودان في الخرطوم ليكونو دايما تحت المراغبة عشان كدة خلو كل من هب ودب جا سكن الخرطوم لو قلت ليهو سايب ريفك وجاي تسكن هنا ليه يقوليك الريف مافيهو خدمات تعليم بالرغم من ان التعليم اتوسع في اقصى بقاع البلد …اها ماتقعد تسو ده مافي وداك مافي اكل نيمك برا مطر وبرك انت فاكرين وين انتو في برلين لو قبيل اوقفت الهجرة للعاصمة اكان تكون العاصمة محدوده وممكن السيطرة عليها بتوفير الخدمات لكن الان بقت ماعندها حد وتلاترباعها عشوائية فما تحلم في ده نحن مامعاك …اكتب في موضوع غير ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..