أنها قوافل الباطل بخيلاها وخيئالها

خالد عثمان
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
(عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)
بينما بلغ عدد ضحايا الحمى الصفراء الوبائية الخطيرة في السودان ما يزيد عن 300 شهيداً مع تسجيل أكثر من الف حالة في إقليم دارفور، قامت التيارت الاسلاموية المتناحرة بثلاثة إنقلابات في المركز، وتركت لمنظمة الصحة العالمية (الكافرة) بذل الجهود الجبارة من أجل أنفاذ حملة تطعيم ما يزيد عن 3 مليون مسلم معرضين للخطر. من ناحية أخرى ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان الحمى الصفراء الاسوأ منذ 1990 في افريقيا تتفشى في السودان.
ويمثل إنتشار هذا المرض منتهى السقوط والفشل لدولة مثل السودان كانت رائدة في مجال مكافحة الامراض والوقاية منها، وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت بأن الدول الافريقية القريبة للسودان التي ظهرت بها حالات للمرض مثل الكاميرون بها ترتيبات افضل وبها برنامج للتطعيم ضد الحمى الصفراء.
ان حجم الخراب الاقتصادي والاخلاقي الذي اصاب البلد يزداد كل يوم في غياب الشفافية والمحاسبة والقضاء القوي النزيه ، ولكن الظاهرة الاقسى هي القتل الممنهج المنظم للمعارضين من الطلاب والناشطين، ان التجاوزات الدينية والانسانية والاخلاقية لا يمكن حصرها الآن ، وهي تعكس ان من يسيطر اليوم لايهمه دم ولاعرض، انما هي الدنيا بخيلاها وخيئالها.
وكيف يظن الطلاب بكل البراءة في عنفوانية الشباب ان من يكتنزون الذهب والدولار سيفرطّون في غنائهم من الجزية التي فرضت على أخوانهم في الوطن والعقيدة، الم يعملوا ان هنالك مصالحاً وعقودا قد أبرمت ، وان هنالك اراض قد بُيعت بابخس الاثمان، وان هنالك مقابر جماعية ، وضحايا ، وأرامل ، وايتام.
ولكن بالرغم من هذا فلايخدعكم هؤلاء الكبار، فكلنا نعرف لماذا أتي عبود ، النميري وهذا الجنرال ومن سيأتي بعده، ومعظمنا عايش الديمقراطية وعاصرنا الانفلات الامني وغيره، ليسوا هم البديل بأي حال من الاحوال، ان القوات المسلحة هي فقط القادرة على التغيير في الحالة السودانية، لأن الصراع حول المصالح والثروة، وهذا النظام سيظل عصياً لانه تمكن من عصب الاقتصاد ، انه كالسرطان تجدونه في كل بيت، وفي كل مسجد، بل لقد استمال كل ما تحبونه من فن ورياضة وطرق صوفية .
واخيرا فليكن عزاءنا في القدر وفي التاريخ القريب والبعيد، وما مصرع العقيد الا آية من الآيات وصدام كذلك ،انهم يمكرون والله خير الماكرين ، فلم تكن يوما لله ، بل كانت دائماً من أجل الجاه والسلطان.