أخبار السودان

وزير في شكل سفير

وزير في شكل سفير

كمال كرار

قالت ماري انطوانيت في قديم الزمان جملتها المشهورة ( ليه ما ياكلوا كيك ؟ ) وكانت تعلق علي احتجاجات بسبب انعدام الرغيف أو غلاء سعره .

ولو لم تكن تعيش في برج عاجى بعيد عن هموم الناس وآلامهم ، لما قالت ما قالت

ورأيت كما يري غيري أصحاب المناصب المسماة دستورية في بلادنا ، وهم في كواكب أخري تبعد ملايين السنين الضوئية عن مدارات الغلابة والفقراء .

وكل صاحب منصب ، وهو بالضرورة كوز ، لا يري الناس إلا من خلال الزجاج المظلل عندما تنطلق عربته الفارهة بسرعة ألف ، ومن أمامها المواتر ومن خلفها عربات الحراسة .

وكل واحد منهم ولو كان معتمد ، له مكتب مدجج بالحرس والهدف والسكرتيرات والسدنة ، ولا يمكن الوصول إليه إلا يوم القيامة العصر .

وكل سادن من هؤلاء ، منذ أول يوم تولي فيه المنصب المرموق ، عين أهله وعشيرته في كل المناصب المهمة حوله ، وجعل المؤسسة العامة إقطاعية له ولهم ، وقال بالصوت العالي لبطانته كلوا واشربوا مما أتتكم به الإنقاذ

ومعظم هؤلاء يدخلون مكاتبهم الوثيرة الفخمة لدقائق معدودة ، ليسألون عن موعد رحلتهم السياحية القادمة أو لصرف نثرية بالدولار ، أو للنهب من الخزينة العامة .

والمكتب الحكومي لا يخدم السدنة فحسب بل زوجاتهم في السر وفي العلن ، وعربات الحكومة ببنزين الحكومة تغشي البقالات والأسواق لشراء ما خف حمله وغلا ثمنه ، وكلما كان السواق مخلصاً في خدمة ( الست ) نال الحوافز والترقيات والبقشيش ومريم محمود راحت شقيش .

أما بيوتهم المبنية من المال العام فهي بيوت حصينة في أحياء خاصة محروسة بالهدف والدوشكا لا يهوب حولها الفقراء ولا أصحاب الحاجات .

وكلما غرق صاحب المنصب الدستوري في غيبوبة السلطة ، برطع السدنة في الفايلات والأوراق وتمرغوا في نعيم الرشاوي من خلال الجملة المعهودة أمشي وتعال بكرة ، فيفهم صاحب الحاجة المقصود فيدفع ويستلم حاجته ويطلع ، فيتجه الكوز السادن المرتشي لجامع المصلحة الحكومية من أجل صلاة اسمها ( شوفوني بصلي )

ولو غضب أصحاب الشأن من صاحب المنصب الدستوري ونقلوه من الكنز الجالس فوقه إلي أي موقع آخر ، اصطنع الزعل ، والمعارضة ، وجلس للصحفيين لاعناً الحرامية والمرتشين ، وحلما يتوهط في كرسي آخر فيدخل في زمرة السارقين .

ولو شطب هؤلاء من قاموس السودان ، لاستفاد الشعب من مبلغ وقدره 8 مليار جنيه كل عام ، هي مخصصاتهم في المركز والولايات

ولو كنستهم انتفاضة ، لوفر السودان مبلغ 63 مليار جنيه في هي متوسط الأموال التي ينهبونها كل سنة .

أما المقاشيش ، فهي في دكان الربيع السوداني لصاحبه فلان الفلاني

الميدان

تعليق واحد

  1. الأستاذ كمال كرار………تحية طيبه ..و عام سعيد بعهد جديد

    تصورت تناولك لموضوع هام مسكوت عنه فى هذا العهد الكيزانى المقلوب ( المشقلب!!!) و ليت كل وزراءهم كانوا فى أشكال سفراء كما تمنيت على ما يبدوا ….و لكن كونهم سفراء بدرجة وزراء ( سفير بدرجة وزير ) هى دى القصه الماشه ….. فالسفير موظف خدمه مدنيه( كما عهدنا) يبدأ فى الدرجه الوظيفيه Q ثم يتدرج سنوات مترقيا الى أن يصل لدرجة سفير ثم لأعتاب الدرجهOne (درجة وكيل) …….. و الآن نرى العجب العجاب … عاطل طول حياته من الكيزان يضموه لجهاز الأمن الخاص بهم و هو جهاز هلامى ثم وظيفه من وظائف الدرجات العليا بمخصصات هائله و فجأة يعين وزير دوله أو وزير ولائى أو إتحادى ما فارقه….. و من كل وظيفة بمنافعها تبدأ رحلة المليار ( على وزن سنبل و رحلة المليون) على النحو الذى صوّرته ….

    (( وكل سادن من هؤلاء ، منذ أول يوم تولي فيه المنصب المرموق ، عين أهله وعشيرته في كل المناصب المهمة حوله ، وجعل المؤسسة العامة إقطاعية له ولهم ، وقال بالصوت العالي لبطانته كلوا واشربوا مما أتتكم به الإنقاذ……. وكل صاحب منصب ، وهو بالضرورة كوز ، لا يري الناس إلا من خلال الزجاج المظلل عندما تنطلق عربته الفارهة بسرعة ألف ، ومن أمامها المواتر ومن خلفها عربات الحراسة …..له مكتب مدجج بالحرس والهدف والسكرتيرات والسدنة ، ولا يمكن الوصول إليه إلا يوم القيامة العصر )) ……..الى ما لا نهايه من الفخفخه و المنجهه …. و لما يعـتّت أو يجلّط أو يهنبت بشكل غير ذى ستره يمشى بعد فترة إستراحة محارب قصيره لموقع سفير بدرجة وزير ….يا للهنا…… و دونك الأمثله مهدى إباهيم …. الفريق عبد الرحمن سر الختم… كمال حسن بتاع مجزرة العيلفون …حاج سوار … أزهرى التجانى … و فى الطريق سناء حمد ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..