الامبراطور الاسود…!!

الامبراطور الاسود!!!
منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]
النجاح ليس حكـــرا على احد من بنى البشر، والنجـــاح لايختــار الابيـــض دون الاســـود، ولايفضل هذا عن ذاك، ولا يميز بين التقـــاطيع الجينية لهم والوانـــهم اوسيماء وجوههم، انما يخضع النجاح لمعيار الفكر والتقدم بالتفوق وبما يستطيعه هذا العقل البشرى الجبار من ابداعه ، وصناعته وتقديمه وابتكاره، وهو منحة الله التى حباها للانسان بدون تحديد لجنس ما او نوع ما او دين ما من بنى البشر….
واجه البشر ذوى البشرة السوداء خاصة ابشع الوان الاستعباد، و الظلم والتعذيب والعنصرية والتفرقة ، وهضم الحقــوق فى معــظم انحاء العــــالم ،على امتـــداد التاريخ البشرى…
عندما شاءت الاقداران يعتلى عرش مصر عبد حبشى اسود، متمثلا فى كــافور الاخشيدى …وهو عبد اسود اللون ، اشتراه الاخشيدى بثمن بخس ،من احد تجار الرقيق… وبما حبا الله كافور الاخشيدى …من الذكاء والحنـــكة والــدهاء وحسن التدبير وقوة الشكيمة …مكنته مـــن نيل ثقـــة سيده الاخشيدى ، فقربه له واعتــقه وقلده المناصب الرفيعة ، الى ان تـــولى حكم مصر بعد موت الاخشيدى ومــن ثم فرض سيطرته على مساحات واسعة وصلت الى ارض الشـــام فامتد حكمه 21 عاما او اكثر.. ورغــــم ما ذكر عنه من مناقب ،ومحاسن وكرم فقد لاقى كـــافور ظلما وعنتا ومعارضة شديدة بل وقاسية ، بسبب لونه الاسود ، خاصة من قبل من حوله ، وقد كان التاريخ اكثر ظلما له واجحافا فى ذكر محاسنه…وربما كـــــانت لاشعار المتنبىء الذى تمادى فى هجائه المر يد اخرى فى ظلمه الفـــــادح … ولم تشفع لكافورالاخشيدى عند المتنبى اياديه البيضاء بما منحه واغدق عليه من هدايا وفضل، ورغم ان حكم كافــــور الاخشيدى كان شـــــهادة تاريخيـــة، لاتنسى بان الاسـلام لايميز بين الالوان …الا انها ظلت ظــاهرة فــــريدة ونـــادرة جــدا بين الــــدول الاسلامية والعربية.
يقال ان كل من يحــكم الولايات المتحدة الامــريكية، فهو يحكم العالم باســره لما تتمتع به امريكا من سطوة وقوة ونفوذ، بعيد المدى وقوى التاثير، وهذه حقيــقة لا جدال فيها ، اليوم امبراطور العالم بدون منافس…هو باراك حسين اوباما….رجل اسود من اصول افريقية كينية،فتحت له ابواب النجاح والعظمة ذراعيـها بدون قيد اوشــرط …وتم اختياره رئيسا على الولايات المتحدة الامريكية لـــولاية ثـانية…. فهــــل ياترى سيغمض التاريخ الحديث عينيه عن باراك اوباما ، كما اغلــق فمه واسماعه عن كافور الاخشيدى المظلوم تاريخيا وادبيا…. هل كان العالم يتـــوقع انه سيحكـــم من رجل ذو بشــرة سوداء …من اصول افريقية ، ماذا كان سيقول شـــاعرنا الفذ ابو الطيب المتنبىء لو راى بام عينه باراك اوباما وهو يجلس على عرش حكــم لايصل اليه اكـــــابر دهاقنة السياسة فى عالم…اننى بحق احترم هذه الامريكا ،رغم اختلافنا معـها فى سياساتها الخارجية …ليس لانها علمت العــالم ماهى الديمقراطية، واحترام حق الاختيار… وان للاصوات الانسانية فيها صـدى ومعنى وقيمة …. بل ايضا لان هذه الامريكا تحترم الانســان حقيقة وتعرف قيمته وقدره وتعطى كل ذى حق حــــقه خاصة من يحمل الـــهوية الامريكــــية ، بغض النظرعن اصـــوله العــرقية وتفاصيله اللــــــونية وجــــذوره الزنجية الافريقية او الاسيوية …. (( وللحديث بقية ))
عقدة اللون هذه تجاوزتها كل الشعوب تقريبا الا (الاعراب )… والمسلمين …؟؟!! وفوز اوباما سبب احراجا بليغا لهم وهم يشيرون الى ذلك باستحياء او على مضض ودون ربط ذلك بالواقع المزري الذي يعيشه (السودان) لديهم، حيث يحرموه من ابسط الحقوق الانسانية وهي الاعتراف بانسانيته ومنحه الجنسية وهي فئة عريضة من المجتمع يطلق عليهم البدون شاء قدرهم العاثر ان يكونو رعايا اعراب ولو هجرو عبيدا الي امريكا لكانوا اليوم حكاما وليس بطالبي تجنيس …؟؟ حتى الاسلام عجز في تغيير سلوك الاعراب …صدق الله العظيم ….؟؟؟!!!