أخبار السودان

تقرير “منظمة الحريات الصحفية السودانية” لنصف العام .. صحافيو “2017” .. الوصايا العشر لتدارك أوضاع مأساوية

الخرطوم : محمد جادين

يكابد الصحفيون على مستوى العالم أوضاعاً أقل ما توصف به أنها مأساوية ومخيفة في ظل وضع قاتم للحريات الصحفية التي تراجعت بشكل كبير، حتى بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

وسجل النصف الأول من العام 2017 على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي أبشع الانتهاكات بحق الصحفيين من قتل واختطاف وتهديد واعتداء جسدي ولفظي وانتهاكات متفاوتة.

وعلى المستوى المحلي لم يكن السودان بعيداً عن هذا الواقع وإن حقق تقدماً خجولاً في جانب الحريات مقارنة بالعام السابق 2016، وقياساً بالمحيط العربي الذي يرزح في حروب راح ضحيتها العديد من الصحفيين أثناء التغطيات أو من خلال تصفيات متعمدة خاصة في اليمن وسوريا والعراق.

انتهاكات

ووصفت “منظمة الحريات الصحفية السودانية” في تقريرها نصف السنوي في مؤتمر صحفي بمقرها بالخرطوم شرق يوم (الإثنين)، العام 2017 بأنه الأسوأ مقارنة بالأعوام السابقة من حيث أوضاع الصحفيين والحريات والانتهاكات التي يتعرضون لها.

وكشف تقرير الرصد للنصف الأول من العام الحالي مقتل (75) صحفياً في (17) بلداً على مستوى العالم، وعن الوضع في العالم قال رئيس للمنظمة، د. النجيب آدم قمر الدين إن النصف الأول من العام 2017 تم تسجيل انتهاكات واسعة للحريات الصحفية تجاوزت الألف حالة، تفاوتت بين القتل والاعتقال والإصابات بجروح والتهديد بالقتل والضرب والمصادرة وغيرها من أشكال العنف، إذ لم يحدث أي تحسن للأوضاع عن العام السابق، بل زادت نسبة الاعتقالات وسط الصحفيين، ونسبة الإصابات بالجروح، بينما بقيت الأشكال الأخرى من الانتهاكات في ذات المعدل.

الحالة السودانية

أكد د. النجيب أن العام الماضي 2016م شهد حجباً مُتكرراً للصحف السياسية في البلاد بلغت (61) حالة، أشار إلى أنها أثرت على مشهد الحريات الصحفية في السودان، لافتاً إلى أن النصف الأول من العام الحالي شهد تراجع الإجراءات الاستثنائية ضد الصحف، وأكد رصدهم ثلاث حالات وعدّها تقدماً ملحوظاً مقارنة بالعام السابق. وقال إن تقرير المنظمة من الرصد اليومي للصحف خلال النصف الأول من الحالي أظهر أن المعارضة السياسية وقادة الحركات المسلحة وجدوا مساحات واسعة من النشر والمقابلات طرحوا من خلالها آراءهم وانتقاداتهم للحكومة ودعواتهم للانتفاض ضدها، من خلال الصحف السياسية الصادرة بالخرطوم، وأشار إلى أن هذا الواقع غير متوفر إلا في عدد قليل من البلدان العربية، وأرجع ما وصفه بالتقدم الملحوظ إلى مخرجات الحوار الوطني، وما أتاحته للعديد من القوى السياسية المشاركة في حكومة الوفاق الوطني وبالتالي اتساع رقعة الحريات.

إحصائيات

وقال رئيس مجلس إدارة منظمة الحريات الصحفية، د. التجاني حسين إن التقرير رصد تزايد عدد القتلى من الصحفيين على مستوى العالم في النصف الأول من العام الحالي، وأكد أن عددهم تجاوز (75) صحفياً منهم (24) في سوريا و(11) في المكسيك و(9) في العراق و(10) في أفغانستان و(4) في باكستان و(3) في كل من جمهورية الدومينيكان واليمن و(2) في روسيا وواحد في كل من بنغلاديش والفلبين وألمانيا ونيجيريا وبورما وهندوراس والهند ونيجيريا وتركيا والكنغو، وأشار إلى تناقص معدلات القتلى من الصحفيين والإعلاميين في سوريا بسبب التهدئة المؤقتة، مع تزايد العدد في العراق بسبب المعارك مع تنظيم داعش.

تصنيف

صنف التقرير المكسيك بأنها أخطر بلدان العالم على الصحافيين، وأشار إلى أن جرائم قتل الصحفيين تتم بصورة منظمة عن طريق عصابات الفساد وتجار المخدرات ومرتكبي الجريمة المنظمة، وقال إن النصف الأول من العام 2017 شهد حملة كبيرة من قبل عصابات المخدرات والجرائم المنظمة ضد الصحفيين المتخصصين في الكتابة عن الجريمة والمخدرات، حيث يجري استهدافهم من قبل رجال مسلحين يستغلون دراجات نارية أو سيارات لا يتم القبض عليهم في جرائم قتل الصحفيين برغم تكرار الظاهرة، وأشار إلى مقتل ثلاثة صحفيين في المكسيك في يوم واحد، ونوه إلى أن أفغانستان أيضاً تزايدت فيها معدلات قتل الصحفيين خلال النصف الأول من عام 2017 حيث قتل عشرة صحفيين في ثلاثة تفجيرات شهيرة.

اعتقالات

وتحدث التقرير عن استمرار مسلسل اعتقال وسجن الصحفيين خلال النصف الأول من عام 2017م، حيث بلغ عدد الصحفيين المعتقلين وفقاً للرصد (242) صحفياً، هذا بخلاف معتقلين لم تتمكن المنظمة من رصدهم، وتم اعتقال (191) إعلامياً في تركيا، (24) في بيلاروسيا، (9) في الولايات المتحدة الأمريكية، (6) في ساحل العاج، (5) في كينيا، (3) في إيران، (2) في زمبابوي، وواحد في كل من مالطا ونيجيريا، بينما شهد السودان خلال النصف الاول من العام الحالي ثلاث حالات استجواب أو استدعاء في قضايا محددة.

توصيات

أوصى التقرير بجملة من المحددات من خلال ملامح وواقع الحريات في العالم والمحيط الإقليمي والمحلي، بمشاركة منظمة الشفافية والمفوضية القومية لحقوق الإنسان.

وفيما يخص الأوضاع في السودان أوصى التقرير بضرورة التأكيد على الحريات الصحفية، والاحتكام إلى القانون فيما يتعلق بالنشر الصحفي والشكاوى، مع توفير الحماية الكافية للصحفي، وتمكينه من الوصول والحصول على المعلومة المطلوبة، فضلاً عن الاهتمام بتدريب الصحفيين من قبل الدولة والمؤسسات ذات الصلة والمؤسسات الصحفية داخلياً وخارجياً وتحقيق الاستقرار الوظيفي مع وضع شروط خدمة مجزية قياساً مع الدور الكبير الذي يؤديه الصحفيون وما يواجهونه من مخاطر تحيط بهم، وشدد التقرير على أهمية توفير البيئة المواتية للصحفي لأداء مهامه من حيث المعينات ووسائل العمل والحركة من قبل إدارات الصحف.

وفيما يتعلق بالصحف أوصت المنظمة بإعفائها من الرسوم والضرائب والأعباء المالية الكبيرة التي تؤثر على اقتصادياتها، مع ضرورة مساهمة الدولة في تطوير المؤسسات الصحفية وتوفير التسهيلات، والإعفاءات الجمركية الضرورية لورق الصحف ومدخلات الطباعة، وإزالة القيود التي تحد من التوزيع بتقديم التسهيلات والإعفاءات الضرورية لوكلاء وشركاء وأكشاك التوزيع.

مداخلات

استنكر رئيس منظمة الشفافية السودانية، الطيب مختار خلال حديثه في المنتدى إيقاف الصحف بدون أمر قضائي، واصفاً الخطوة بالمضرة بالبلاد وتؤدي الى رجوع تصنيفها في جانب حقوق الإنسان، مطالباً بتفعيل قانون حق الحصول على المعلومة لما يقدمه من خدمة للصحافة في كشف الفساد وتوفير المعلومات السليمة، وقال “إن حبس العبارة أكثر تأثيراً من حبس الصحفي”، ودعا الجهات المسؤولة إلى إعادة منتدى حماية المستهلك الأسبوعي باعتباره منبراً هاماً للحصول على المعلومات ولما يقدمه من قضايا تهم المواطن والمجتمع.

وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية القومية لحقوق الإنسان، كمال الدين دندراوي إن المعضلة الحقيقية ليست في تعديل القوانين ولكن في تفعيلها.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..