إجابات منقوصة في حوار الشرق مع الترابي

في حوار صحيفة الشرق القطرية مع دكتور الترابي حذر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي من خطر الصوملة والتفتت وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية بما تواجهه من مهددات داخلية وخارجية بحكم هشاشة كيان الدولة السودانية الحديثة بطبيعة تكوينه وتألفه من متعددات ثقافية وإثنية ودينية مختلفة – وهذه تقريباً فكرة كاملة وقراءة موضوعية في الواقع الراهن .
لكن وفي نفس هذا الحوار عاد الترابي وتحدث عن ثقته باستعادة وحدة السودان وقال إن لديه جهداً يبذله في هذا الصدد.. ثم لم يزد عن ذلك بكلمة واحدة كما أن محاوريه الثلاثة لم ينقلوا لنا أي حوار معه حول هذه الإفادة المهمة والمنقوصة .
تجاوزوها تماماً وبكل سهولة وكأنهم اعتبروه يثرثر خارج الشبكة أو يقول كلاماً غير مهم، ولا يستحق الوقوف عنده.
كان هناك سؤال بدهي مهم يطرح نفسه تلقائياً بعد عودة الترابي للحديث عن ثقته باستعادة وحدة السودان وهو الذي كان يحدث محاوريه في بداية الحوار عن سيناريو التفتيت والتقسيم والصوملة الذي حذر منه وتحدث عن توافر ظروفه .
كيف نوفق بين تحذير الترابي من المزيد من التقسيم الذي يهدد كيان السودان وبين ثقته في نفس الوقت في استعادة وحدة السودان على ضوء جهود يقوم بها بنفسه؟.. وحدة السودان الحلم الذي يراه البعض حلماً مترفاً جداً الآن إن لم يوصف من بعضهم بأنه حلم مستحيل .
نحن لا نراه أمراً مستحيلاً لأننا وحدويون وسنظل ننادي باستعادة وحدة السودان لكننا نستوعب هذا الواقع ونتعامل معه بشكل موضوعي جداً ولا نفرط في عشمنا بأن تتحقق هذه الوحدة اليوم أو غداً، وبالتالي كان من المهم أن تستوفي الصحيفة مناقشة هذه النقطة بالتفصيل لنفهم طبيعة هذه القناعة المتوفرة عند الترابي.. وهل هو يحدثنا عن حلم آجل يبذل جهده لتحقيقه على يد الأجيال القادمة أم يبشرنا بأمل قريب حتى نرتب حقيبة أحلامنا ونحزمها في الموعد، أم أن الرجل يحاول مغازلة هذه الرغبات في قلوب الوحدويين لكسب مواقفهم أو تحييد أحكام التاريخ التي قد تصدر في حق الترابي وغيره من النخب التي ارتبطت بهذه المرحلة وشاركت أو شهدت مرحلة انفصال جنوب السودان من موقف الحكم أو المعارضة؟.
لو لم تكن إفادة الترابي في هذا الصدد هي إفادة مهمة فعلاً لما وضعتها الصحيفة في عناوين حوارها معه وأبرزتها كل المواقع التي نقلت هذا الحوار لاحقاً .
لكن ومع كامل الأسف المهني كان هذا العنوان مجرد رأس بلا جسد ومجرد عنوان بلا خبر وبلا تفاصيل .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هو ينتظر الحوار ان يفضي الى غاياته فحينها يمكن ان تتحقق الوحدة ،اما اذا لم يفضي الحوار الى شيء فأبشر بالصوملة والافغنة حيث الجميع ضد الجميع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..