ما رضينا ليكم الطردة الما بتشبهكم

د. محمد قرض …

قال الشاعر ….
طردة .. زففت على إيقاعها ….
وإنتشوا بها طربا …
وما راعوا ليً …
مرمطة .. قطعتها في مصاريني …
وتعيرت بها زمنا ما شوية ….
من ماء وجهي غذيتها …
غذيتها … حتى استوت …
ذات صيت تسمع الأطرش القصيا ….

بينما طفق المغني منشدا …
برضه ما رضيناها ليك …
يطردوك و يا قوة عينيك ..
أصلو إيه الجابك إنت ..
وعارفهم بيشمتوا عليك …

حسنا فعلت اسرة المناضلة فاطمة احمد ابراهيم-لها الرحمة- بإصدارها لبيان قوي و حاسم يشجب و يدين ما اقترفته أيدي تلكم الفئة الضالة التي قامت بطرد رموزنا المحبوبة من ساحة التشييع ، كما اعتذرت الأسرة في بيانها لرموزنا المحبوبة عن ما حاق بهم من حرج وبهدلة جراء هذه الطردة الشنيعة و المهينة …
ولعلها فئة مارقة و مندسة ، بل أكاد أجزم أنها طابورا خامسا ، إذ كيف يجرؤون على طرد رموزا محبوبة ما فتئوا يحكومننا بشرع الله وقد بسطواالعدل و الشورة بيننا ، وبفضل تجردهم و نكران ذاتهم وتفانيهم في خدمة شعبهم فلقد وصلوا ببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة ليرتع و يمرح المواطن في الدعة والرخاء و يتمرغ في النعيم السرمدي …
كيف يجرؤون على طرد هذه الأيدي المتوضئة الطاهرة التي هي رمز لنظام عفيف ظل يحافظ على مقدرات البلاد دون أن تمتد يده الى المال الحرام، وقد اجتث الفساد و المفسدين وقطع دابراهم ، حتى عادوا يمشون بيننا في الأسواق دون دبر و دابر …
كيف يجرؤون على طرد هذه الرموز المحبوبة وهي تمثل نظاما ما برح يفجر الثورات من كل حدب و صوب .. فعلاوة على الثورة بالنص ، و الثورة بالشنقيطي ، فها نحن نشهد ثورة التعليم العالي ، وثورة السدود و الكباري المقاومة للفئران … ونبشركم قريبا بثورة الجياع ….
ثم لماذا هذا الخيار و الفقوس في الطرد ، ولقد كانت ساحة التشييع تعج بمختلف الرموز الآخرين من احزاب الامة بمنشقيها ، و الاتحادي بمنشقيه ، و القوى القديمة و المتوسطة والحديثة و غيرهم ؟؟؟
يعني ليه حقيرتكم بس في اللمبي و شلته ؟؟؟!!!
لكن في المقابل اي سماحة و اي حلم هذا الذي تحلى به من تم طردهم و اهانتهم من رموزنا المحبوبة … كان بمقدورهم و عبر اتصال هاتفي قصير ان يستدعوا عدد دفار دفارين-وبالكتير 3 دفارات-مدججة بمنتسبي امنهم ليحيلوا ساحة التشييع ومن فيها صعيدا زلطا ….
لكن ذلكم هو نهج الطغاة من الديكتاتوريين وسفاكي الدماء ، وهو نهج همجي لا يتفق بالطبع مع سلوك رموزنا المحبوبة التي تربت على ارث راسخ من الممارسة الديمقراطية الحقة ، التي تحترم حرية التعبير لدى الطرف الاخر وان أتى هذا التعبير على نحو ما شهدنا من طرد للكرام العزاز من علية القوم وأمام الملأ ..
نعود لنستحسن مرة اخرى ما فعلته الاسرة بإصدارها لذلك البيان القوي و الحاسم ، ولعله قد برد من بطن المطرودين حبتين …
لكننا نقول لهم أن بيانهم ذلكم غير كاف لرد اعتبار رموزنا المحبوبة … ولهذه الأسرة أن تحذو حذو الفيفا و ما يندرج تحتها من اتحادات رياضية ، التي درجت على أن تعاقب الجمهور المشاغب بحرمانه من ولوج دور الرياضة لمناصرة فريقه ، حيث تتم اقامة المبارة داخل استاد خال تماما من مشجعي الشغب …
لذلك حري بهذه الأسرة أن تقوم بتنظيم مراسم تشييع خاص ، يقتصر حضوره فقط على رموزنا المحبوبة ومن شايعهم من اهل الحظوة والولاء من شاكلة القوي الأمين ، بينما يحرم الجمهور من العوام من الحضور … وكل من تجرأ على التطفل بالحضور يقابل برواجم من البنبان الهاري غير مأسوف على شبابه الغض …
وحتى تكتمل الحبكة والصورة معا ، يجوز للأسرة أن تستعين بمجسم خشبي لجثمان وهمي ، تحمله رموزنا المحبوبة على أكتافهم المتوضئة ، وهم يزرفون دموع التماسيح مدرار …
ولا نامت أعين الجبناء ..
د. محمد قرض …