فاروق أبو عيسى … أبحث عن فزّاعة أخرى غير فصل دارفور؟

صوت من الهامش

فاروق أبو عيسى … أبحث عن فزّاعة أخرى غير فصل دارفور؟

إبراهيم سليمان/لندن
[email][email protected][/email]

لا يزال المشهد ماثلاً في أذهاننا، وقف السيد فاروق ابو عيسى بصفته أميناً عاماً للتجمع الوطني الديمقراطي، وقف مربعاً يديه أمام الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك، على أعقاب محاولة اغتيال الأخير بأديس أبابا، مخاطباً إياه بين الفينة والأخرى سيدي الرئيس، أن حكومة الإنقاذ فعلت بشعبنا الأفاعيل، ونحن نعرفهم هم من دبروا محاولة اغتيالك، سيدي الرئيس عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، وكلام من هذا القبيل، يثير غثياننا نحن الطلاب الذين آمنا بوعود السيد الصادق المهدي، أن الإنقلابات العسكرية سهلة والقضاء عليها أسهل، لذا كنا نرى كشعب “معلم وملهم” للثورات لسنا في حاجة لإنكسار السيد ابو عيسى المهين والذي شرط أعيننا كسودانيين أمام خلق الله، وما دراه أنه كان يؤذن في سوق نخاسة سياسية، “فسيده” الرئيس المخلوع كان يساوم في ثمن بيعه لجلاديه.
نظام البشير فصل الجنوب، وسيادته وتجمعه الهمام ظلوا يتفرجون على الجُرم من داخل قبة برلمانه الذي دخله ضمن صفقة البيع دون إباء، ويبدوا أنه يعتقد أن “كل المدردم ليمون” لذا فقد صّدق تخرصات الإنتباهيين محمل الجد بأنهم يخططون لفصل دارفور بذات السيناريو، ولشيء في نفسه عمد لجعله فزاعة لإستنهاض أبناء الإقليم ضد النظام، وكما وقف من قبل منكسراً بين يدي حسنى مبارك، كأننا نراه مع الفارق، يوليّ وجهه شطر تحالف كاودا، ويجأر قائلا: هيا هلموا وانقضوا على النظام قبل أن يفصل دارفور، فقد صرح حسب إفادة صحيفة حريات الغراء في الحادي والعشرون من ديسمبر الجاري “أنّ حكومة المشير عمر البشير، ستفتّت السودان وتؤدي لانفصال دارفور.”
لماذا دارفور تحديداً، والمناطق الواقعة خارج نطاق مثلث حمدي واسعة، والحروب مشتعلة في معظم هوامش البلاد؟ وكيف توصل إلى هذه النتيجة التي خفيت على الآخرين؟ والإجابة تكمن في تعويله على ثوار دارفور المغاوير في القضاء على نظام المشير، وعليه أن يعي أن ثوار الهامش ما لبثوا يمنحون الفرصة له وتحالفه لتغيير النظام سلمياً ليتفرق دم الإنقاذ بالتساوي بين جميع مكونات الشعب السوداني، لأنهم إن اضطروا لأجتاح الخرطوم، فلن يكون ذلك في صالحه وزمرته عاجزي الفعل السياسي، ذلك أن نضالهم هذه المرة ضد الدولة السودانية المركزية وليس نظام المشير البشير فحسب، ببساطة أنهم يضحون لحسابهم الخاص من أجل إعادة الهيكلة على اسس عادلة.
ولكن ما قصدنا توضيحه للإنتباهيين والسيد ابو عيسى أجمعين أن هو صدّق إمكانية إستمرار عبثهم بمستقبل البلاد، يفصلون من يشاؤون ويبقون من يحبون، ما قصدناه، لفت الانتباه لمواقف تاريخية ظلت تعيد نفسها ويبدو أن الطرفين غافلان عنها.
يذكر التاريخ عندما أخلّ السلطان هاشم بن مسبع حاكم كردفان بالبروتكول المتوارث بينهم وأبناء عومتهم سلاطين الفور أيام السلطان تيراب إبن أحمد بكر، والذي ينص على ان يكتفي كلا الطرفين بسلطنته فلا يطمع في ملك الآخر، وكّل إبنه إسحق عنه في إدارة السلطنة، وخرج في جيش كثيف يرافقه وزراؤه وبقية ابنائه لرد إبن عمه إلى نصابه، وعندما علم به السلطان هاشم، فرّ والتجأ إلى ملك سنار، فلاحقة السلطان تيراب حتى وصل مشارف ام درمان، فقابله جيش العبدلاب من قبل ملك سنار قاصدين منعه من النزول إلى النيل، فأوقع بهم واقعة عنيفة، وسلب نحاسهم المسمى بالمنصورة وسرّ به سروراً عظيما، وطلاه بالذهب وعمل له نهوداً منه، وحفظه الخلف عن السلف إلى إن انقضى ملكهم وحمل إلى القاهرة ولا يزال موجوداً إلى يومنا هذا بإحدى المتاحف المصرية، وكانوا في كل سنة يجددون تجليده في إحتفال كبير يحضره عامة أهل دارفور وخاصتهم من جميع الأنحاء.1*

نزل السلطات تيراب بأم درمان، ولو لا عدم خبرة رجاله بركوب البحر، وأن المنية لم تمهله، ليس هنالك ما يحول بينه وبين بحر المالح حائل، فقد مرض وفي طريق عودته إلى دارفور، مات ببارا، فحُنط ودفن لاحقا بمقابر الملوك في طره بجل مره. خلفه أخوه السلطان عبد الرحمن الرشيد بعد رحيله، فعيّن مقدوماً على كردفان، وقد تواتر هؤلاء المقاديم إنابة عن سلاطين الفور، وكان آخرهم المقدوم مُسلّم من العبدلاب والذي لاحقة الدفتردار على اعقاب حادثة حرق إسماعيل باشا.1*
وعندما إستعاد السلطان على دينار سلطنة أجداده بعد معركة كرري، ما كانت هنالك قوة قادرة على منعه من فرض سيطرته على كامل حدود السلطنة شرقا إلى بحر النيل، لولا تمركز الجيوش البريطانية المحتشدة في مدينة النهود، وقد إنشات مطاراً حربياً هو الأول من نوعه في السودان لردع الطموح الدارفوري. وإن قدرت المشيئة الإلهية فوز ألمانيا في الحرب العالية الأولي، كان على الأرجح أن تحكم كافة مكونات السودان من فاشر السلطان.
والإمام المهدي لم يختار خليفته من رهيد البردي بالصدفة، كما لم يزحف على الخرطوم من الأبيض اعتباطا، لذا يرى مراقبون، أنّ حملة العميد محمد نور سعد، وكذلك عملية الذراع الطويل، تتسقان مع التسلسل التاريخي لقناعات إنسان دارفور الذي يؤمن ان حدوده بحر النيل، وفي مادة الجغرافية بالصف الرابع الابتدائي، قرأنا دارفور وكردفان يشكلان الإقليم الغربي للسودان، والخلاصة أن عبد الرحيم حمدي حين رسم مخطط فصل كردفان عن دارفور لضمه للمركز، كان غافلاً عن التاريخ، وأنهما توأم سيامي ومقدار نجاح عملية فصلها صفر. كما يذكر التاريخ الحديث أنه عند إنعقاد المؤتمر الأول للزعماء العرب، ذلك المؤتمر المؤسس لجامعة الدول العربية في مايو 1946 وقع الملك فاروق باسم ملك مصر والسودان ودارفور وكردفان، ومهر بقية الزعماء بأسمائهم على توقيعه.2*
وفي هذا السياق، كان رد د. جبريل إبراهيم خلال حوارنا له عام 2010 عن تساؤلنا عن سر ربط خطاب حركة العدل والمساواة السياسي قضية دارفور بكردفان، رغم المشاركة الرمزية لأبنائها في صفوفها، كان رده موفقا، فقد نفى الرمزية، ومتفهما للحتمية التاريخية و الاستراتيجية للإقليمين حين قال: “القارئ في التاريخ المشترك للإقليمين يرفض الفصل بينهما.” على شقيقه الشهيد د. خليل إبراهيم محمد مؤسس الحركة شآبيب الرحمة والمغفرة في الذكرى الأولى لاستشهاده، والتاريخ لن يغفل له بعد نظره، وملاقاة ربه مدافعا عن الظلم الذي حرّمه المولي على نفسه ومنافحاً عن الحيف الذي ترفضه النفس السوية.
ولا نظن من يُولى ظهره لدارفور، باستطاعته أن يغلق باب قصره وينام هانئاً، كان ذلك غربا بحر النيل أم شرقه، إلا أن كان ساقطاً في التاريخ، كافراً بإمكانية تواصل الأجيال، يدسّ رأسه تحت غطاء الحقائق المزيفة، ويوهم نفسه أن القوة تظل أبديه له. وهنا تجدر الإشارة إلى ما نصح به المؤرخ البريطاني البروفسور آنولد تويني خلال زيارته لجامعة الخرطوم منتصف الستينات بدعوة من اتحاد طلابها، وقد تُرك له خيار تحديد ما يود تناوله، فكانت المفاجأة أن إختار دارفور موضوعا للمحاضرة ، وكانت الدهشة ما خلص إليه إن دارفور هي صُرة السودان ، وإن أراد السودانيون الحفاظ عليه ، عليهم الحرص على أمن وسلامة دارفور.
ونعود لأبي عيسى صاحب الصوت العالي في نظام مايو أثناء مذبحة الجزيرة أبا، والذي لم تبتل جوانحه بالطبع على مجازر دارفور وبقية اطراف البلاد وفصل الجنوب، لذا نستغرب قلقه المفاجئ على ممارسات نظام البشير المنفرة لقوى الهامش، والمقززة لأصحاب الضمائر الوطنية الحية، مثل هذا الرجل لم نتوقع منه موقف اصيل حتى أن حرق نظام البشير البلاد بأسره، وهو كغيره من رموز تحالفه ناهز الثمانين من عمره بحسب وكالة رويتر، وظلوا يمارسون السياسية لما يفوق الأربعة عقود وحصادهم الفشل الذريع، ولا يزالون يصرون علي عدم التواري وإتاحة الفرصة للآخرين، ظانين أن الأجيال لا تقرأ الماضي، وغير قادرة على إقرار عدم اهليتهم للمرحلة التي لا تخصهم، وأن ماضيهم غير مشرّف.
وتصريح السيد ابو عيسى المشار إليه، يعتبر لازم الفائدة، وهو دليل على نفاد جعبته السياسية من الكلام المفيد، وأنه وتحالفه حشاشون بذقونهم، ولنا أن نتساءل متى تظاهر بزيارة دارفور ومنعته السلطات الأمنية؟ ومتى خرج في مظاهرة جماهيرية في قلب الخرطوم ضد الإنتهاكات المتكررة لنظام البشير؟ وهل إن شدّ السيد ابو عيسى “حيله” هذه المرة، والتزم بما ورد في بيان ام درمان السياسي، وخرج في موكب تتقدمه رموز تحالفه للشارع، هل ستخرج الجماهير معهم؟ نشك في ذلك ما لم تتجدد الوجوه، ويتغير الخطاب المكرور منذ عقود، وتتقلص التصريحات الفارغة ويتعاظم الفعل السياسي كما تفعل شعوب العالم المنتفضة.
ونطمئنه، والإنتباهيين كذلك، إن لأهل دارفور منهجهم في التعامل مع استفزازات مستجدي الحكم، فالحكيم لا يستفز، وليس في حساباتهم المطالبة بالإنفصال، وإن أرادوه، فهم اهل حكم وعزيمة يفرضون ما يريدون ولا يفرض عليهم، والتاريخ يشهد، وعليه أن يلعب غير هذه الفزّاعة، وإن تزحزح إيمانه بوحدوية دارفور، عليه اصطحاب شيخ الإنتباهيين في زيارة إلى بيت الخليفة، الإستعانة بمصلحة الآثار للعثور على بقايا سور السلطان تيراب على ضفاف بحر النيل قبالة القماير.
*تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان لمحمد عمر التونسي.
*دارفور وجع في قلب العروبة لعصام عبد الفتاح
[email][email protected][/email] آفاق جديدة/لندن

تعليق واحد

  1. we Nubian people Arabanized and Non-Arabanaizes want separation from wicked Darforians ….they killed our Mahadi who poisoned by his wicked khalifa …go to hell Darforians …..we have glorious history 7000 yrs ago a lot of victories up to Meditrenian …you can not defeat people of Nile ….khwarig Al-akhwan or the poor remaining of communist …..we have history we are the rulers in the presence …and we are the future ….go with your primitive dilemma Arab …wzrga….

  2. حتى لو أتيت بطبقات ود ضيف الله كاملة، لا تستطع مغالطة التاريخ والجعرافيا، بأن درافور هي آخر الوافدين الى ما دولة السودان بحدودها السياسية الحالية، حيث ضمها الانجليز بعد مقتل السطلان علي دينار سنة 1916 وحدودها معروفة في خريطة 56

  3. هناك خطأ طباعي : الصحيح (السلطان علي دينار)، نرجو من المشرف تصحيحه. فالرجل نكن له كل احترام وتجلة.

  4. اقتباس (نسان دارفور الذي يؤمن ان حدوده بحر النيل، وفي مادة الجغرافية بالصف الرابع الابتدائي، قرأنا دارفور وكردفان يشكلان الإقليم الغربي للسودان،) انتهي الاقتباس…

    دحين ياأخوي ابراهيم ما كترت المحلبية…..انا عشت في كل بقاع كردفان واتجاهاتها الاربعة….واستطيع
    ان أقول لك بكل ثقة واطمئنان مافي وجه شبه بين اي بقعة من بقاع كردفان واي بقعة من دارفور
    ولتأكيد هذه الحقيقة نرجو من أخوانا في أمروابة ، الدلنج ، بارا ، المجلد ، امبادر ، غبيش …الخ
    ان يردوا ويأكدوا هذه الحقيقة …نعم نختلف معكم في الثقافة الغذائية و كيفية اعداد الطعام ،
    ونختلف معكم في عادات الفرح ، وغناءنا لا يشبه الغنا عندكم ولا آلاتنا الموسيقية ذات شبه مع آلاتكم ، وأتراحنا مختلفة تماماًوكذلك سحناتنا ، لهجاتنا ،تم ضمكم للسودان فعلياً عام 1916 م …..
    اما بخصوص حدكم النيل …..أسال الله مخلصاً وبصدق ان تستطيع انت واهلك استرداد الحواكير بتاعتكم من العرب الجنجويد ونقف معك بكل صدق علي عافية وخير دارفور لأنو نحن اخواكم في الدين ويجمعنا معكم النسب وصلة المصاهرة وكل هذه العوامل الجميلةتربطنا أيضاص مع خواجات مسلمين ومتزوجين منا ولكنها لا تعطيك الحق بمد حدود ولاياتكم لنهر النيل ولكنها تخدم التعايش السلمي.

  5. شعر فاروق ابو عيسي بأن الانقاذ تحتضر واستدل على ذلك بخروج ابنائها عليها ( قوش ود ابراهيم وغيرهم )وهم دابة الأرض التي تأكل منسأته . فأراد أن يكون بطلاً في زمن الغفلة .

  6. عييييييييييييييييييييييييييييييك النار ولعت
    للاسف كل مثقفينا يشتكون من الانقاذ ومن بثها الفتن والعنصرية ولكن نسوا اوتناسوا انهم قد اصلوا الى العنصرية علية سوف يتقسم السودان الى 1780 دولة وليست الى اربعة او خمس دويلات اذا كل السودانيين بفهمكاتب المقال والمعلقين الدارفورى يفتخر بدارفوريتة والنوبى بنوبيتةوعليهم ان يعلموا ان كل قبيلة ترى فى الاخر انةلا شى وانا واحدا منهم فى دواخلى ارى انى الاحق بكل شى لاكن مخافة الكبر والعنصرية اجمح جوادى فى داخلى وازجرة وانتهرة واتغلب على هوى نفسى عملا بالكتاب والسنة ان اكرمكم عند الله اتقاكم ومثل مملكةعلى دينار هنالك السلطنة الزرقاء وهنالك نبتة وهنالك كوش وهنالك وهنالك —– السودان للسودانيين لا لون ولا جنس والافضلية بالتقوى وليس بالحزب

  7. أجمل مقال أقرأه في الآونة الأخيرة، إذا كانت الأمور تقاس بالعقل، فيجب أن نقر أن الأخ إبراهيم سليمان قد تناول الأمر بموضوعية وبفهم واسع وعقل راجح.

    نحن كمتابعين للشأن السياسي في بلدنا السودان، لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الحكومة والمعارضة تتهم بعضها البعض بالتآمر لفصل دارفور فقد تحدث بهذا الأمر الترابي والصادق المهدي وغيرهم من المعارضين إن لم يكن آخرهم فاروق أبوعيسي. من الجانب الآخر فقد سعت قيادات في الحكومة للترويج للأمر بصورة غير مباشرة منهم حسن مكي وأمين حسن عمر وغيرهم من الحكوميين وقد ركب الموجه الحاج آدم أيضاً إضافة لذلك ممارسات الأجهزة الأمنية تجاه الطلاب والمعارضين من دارفور.

    بناء علي ما تقدم أنا أطرح نفس سؤال الأخ إبراهيم لماذا دارفور فقط في حين هناك تململ في شرق السودان وثورة في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟ الإجابة في أعتقادي هي أن دارفور بتاريخها المشرف تجاه كل السودان قديماً والآن تتميز بأبناءها المتعلمين داخل وخارج السودان وقوتها البشرية والإقتصادية أصبحت تمثل في نظر العصابة الحاكمة والنخب النيلية في المعارضة تهديداً لحكمهم، لذا فكروا بصورة ساذجة للترويج لفصلها وأضطلع بذلك بعض شذاذ آفاق الحكومة، وفي نفس الوقت أستخدمها المعارضون كفزاعة ضمن أجندتهم البائسة.

    كسوداني أقول للجميع دارفور قلب السودان، وأصارحكم بالقول لم أجد يوماً شخص من دارفور فكر في فصلها كما تتمنون فأنهم يفكرون فقط في أن ينالوا حظهم في حكم السودان عن طريق إنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وأنا في إعتقادي هذا حق طبيعي مثل كل السودانيين. ومجاهدات ناس دارفور لا ينكرها إلا مكابر وحاقد علي شعب دارفور، فهم قد ساهموا في تشكيل السودان بصورته الحالية وحافظوا علي تماسكه وهنا أجزم القول لولا قيام التمرد في دارفور في عام 2003 لما وافقت الحكومة علي فصل الجنوب لأنها تعلم تماماً إذا لم تقر حق تقرير المصير لللجنوب ولم يصلوا إلي إتفاق معه ويقدموا التنازلات التي يتباكي عليها الطيب مصطفي، لم ولن يستطيعوا أن يحاربوه في ظل تمرد دارفور لأن تأثير دارفور كبير في كل السودان وعلي كافة المستويات.

    رسالة أولي:- إلي الذين يتحدثون ويروجون لفصل دارفور في الحكومة والمعارضة أن يخجلوا من أنفسهم ومما تقوله ألسنتهم من حديث أقل ما يوصف به هو حديث غير مسؤول ويكشف عن ضعفهم وأعترافهم الواضح أنهم أقل من قامة السودان وشعبه ولا يستطيعون حكمه بهذا التنوع الماثل في ظل الوعي الذي ساد أطرافه. وقد كانوا يحكمونه من قبل بإستغلال التسامح والطيبة و قلة التعليم والوعي بالقضايا السياسية والإقتصادية عند أهل الهامش، إذا كان ذلك عبر صناديق الإقتراع أو عبر الأنظمة العسكرية.

    رسالة ثانية:- أيضاً للحكومة والمعارضة. يجب أن يعلموا أن الأوضاع الآن قد أختلفت في السودان ولم يعد هو السودان الذي يأتي بالصادق المهدي لسدة الحكم عبر دوائر دارفور وكردفان والنيل الأبيض، ولم يعد هو السودان الذي يأتي بالميرغني إلي الحكم عبر دوائر الشمالية وشرق السودان. وأيضاً لم يعد هو السودان الذي يأتي بما يسمي بالخريجيين والمثقفين والتكنوقراط من الإسلاميين وغيرهم إلي سدة الحكم. يجب عليكم حكوميين ومعارضيين إذا أردتم أن تحكموا السودان بعد ظهور الوعي السائد الآن، التحرر من أفكاركم البائسة وتحرير أنفسكم من الخوف والأوهام تجاه شعوب الهامش، والأهم تغيير خطابكم السياسي وأثبات الجدية والصدق في التعاطي مع قضايا الهامش والسودان بصورة عامة. ولكم في الأستاذ ياسر عرمان والأستاذ الخاتم عدلان رحمه الله أسوة حسنة.

    رسالة أخيرة:- إلي الذين يحلمون بفصل دارفور نقول لهم قد طال أنتظاركم وسيتبدد حلمكم، فشعب دارفور هو شعب السودان في الخرطوم والقضارف وحلفا والجزيرة وبورتسودان والنيل الأبيض وكردفان وسنار والنيل الأزرق وسوق ليبيا وهم ليسوا موجودين وجود مراكبية بل(متوهطين تماماً دون دغمسة)، وقد حكم الخليفة عبدالله التعايشي السودان 13 سنة قبل أن تسقط دارفور في يد الإنجليز في 1916، وبالمناسبة ضمها للسودان الذي ورد في التاريخ هو ضم جزء أصيل إلي أصله السابق منذ عهد الأتراك والخليفة وليس ضم جزء غريب إلي أصل غريب عنه.

    ختاماً:- شكراً أخي إبراهيم علي المقال الرصين والهادف. وأطلب من الأخوة الإرتفاع إلي مستوي المسئولية في التعامل مع القضايا الوطنية، فإن دفن الرؤس في الرمال والحقد وكراهية الآخر فانها لن تجدي ولن تبني وطناً في القرن الحادي والعشرين.

    طلب أخير:- علي الإخوة في الراكوبة أبراز مقال الأخ إبراهيم والإبقاء عليه لأيام، لأنه بالجد مقال يهمنا جميعاً كسودانيين، ويناقش قضية مهمة تكالب عليها حكوميين ومعارضيين بدون وعي أو وعي بأجندة خبيثة.

  8. انا معك فى هجومك على ابو عيسى ووجبهته الثورية وكذلك النقاذ
    لكن بالمقابل ماهو رايك فى اركو مناوى و عبدالواحد نور الذى فى
    ظاهره يدعو الى تغيير نظام الانقاذ ولكن فى الداخل هنالك نزعات او
    قل اشواق انفصالية طبعا مع اخذ المزيد من الاراضى ان امكن كما يفعل
    الجنوبيون هذه الايام وكذلك حزب الحرية والعدالة ايضا لهم نزعات انفصالية
    و بالمناسبة ما هو ردك او موقفك من السنارى ؟؟

  9. الاخ الكردفاني العديل والاخ كوكاب:::

    لك التحية والسلام. لقد قصدت بالفوارق والأختلافات ان تلك الشعوب لم تتندمج في بعضها البعض الا
    بقدوم الزبير باشا وآخرين الي دارفور …..ولو كان هنالك تمازج وتداخل لعرفناه من روايات الناس
    والتاريخ.
    ونلاحظ انه لم يتم التعليق منكم علي قصة رفض الطيب المرضي ليكون حاكماً علي دارفور( عنصرية قوية) ؟؟؟هل تعرف قبيلة الشويحات التي ينتمي لها المرضي؟؟؟ انها من كبري القبائل في كردفان…وليس هنالك
    وجه شبه بينكم وبين الشويحات ولا شبه ايضاً بينكم وبين الجوامعة ولا الحمر المتاخمين لحدودكم..
    وأخيراً نعبر لكم عن تقديرنا وشكرنا رغم الشتيمة وسبي بأنني كوز رغم ان المرحوم خليل كان كوز كبير
    وكذلك معظم قادة حركة العدل والمساوة ومعلوم لولا كيزان دارفور لما تمكن الترابي من الوصول للسلطة
    فأبناء دارفور خدموا الكيزان وأوصلوهم الي الحكم وتاريخكم الكيزاني موجود ….ولا تغضب يااخي
    دارفور حقيقة متخلفة والدليل راجع انتخابات عام 1986 حيث حصل حزب الأمة الطائفي علي 38دائرة
    من أصل أربعين …اذاً دمكم للطائفية والكيزان هو سبب بلاوي السودان. المهم أيها الأخوة اتركوا
    الخلافات جانباً ودعونا نعالج التخلف ….السلام وحده ولاسواه هو الحل.ثقافة الحرب والانتقام لا تقدم
    بلد بل تؤخره.

  10. قبل ما تفتخر بغزو أجدادك لكردفان وشواطئ النيل بأم درمان ، حقو تشوف طريقة للجنجويد ديل، بدل ما تشتكيهم لي بت رايس وود كلوني، وتسأل جماعتك عن الزمن القياسي الذي أستغرقه د. خليل عندما (جك) من شواطئ النيل بأم درمان الى الحدود التشادية ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..