مها عفاني: اعتبارات بالية سرقت من عمري الكثير

الشاعرة الفلسطينية حُرمت من فلسطين سنوات وسنوات، ولم تقم بزيارته إلا قبل أسبوع عن طريق جولة سياحية، ردت لها الروح.
ميدل ايست أونلاين
حاورها: خالد ديريك
غادرت بلدي قسراً
ما تزال ملامح وصور طفولتها مرسومة على جدران روضتها في مدينة نابلس، وفي وقت الذي كانت بنات جيلها تلعب وتلهو، كانت مها عفاني تجلس تحت شجرة الليمون في البيت القديم.
تقول إنها حرمت من بلدها فلسطين سنوات وسنوات، ولم تقم بزيارته إلا قبل أسبوع عن طريق جولة سياحية.
كتبت أولى قصائدها وهي في الصف السابع وكانت عن المعلم، وهي تحب أن تكتب في ساعات الصباح الباكر وتحاور قهوتها على أنغام فيروزية.
ـولكنها الآن كسرت تلك القيود وبدأت تنشر في المجلات الإلكترونية.
أنها مها عفاني فلسطينية الأصل والجذور، الأردنية الجنسية والمنشأ وتفتخر بانتمائها الفلسطيني ـ الأردني.
وتقول: كأي طفلة فلسطينية غادرت بلدي قسراً، وما تزال ملامحي وصور طفولتي مرسومة على جدران روضتي في مدينة نابلس، محفورة في ذاكرتي.
وكأي أم ثابرت وكافحت واجتهدت حتى أربي أولادي بما يتوافق مع القيم الفلسطينية والعربية وغرست فيهم روح الانتماء للغتهم وعروبتهم ووطن يستحق أن ننتمي له، بأن يفخر بأولادنا.
منذ طفولتي أحب المطالعة، وفي الوقت الذي كانت بنات جيلي تلعب وتلهو، كنت أجلس تحت شجرة الليمون في ذاك البيت القديم وأقرأ وأشارك في مسابقات المطالعة وأحرص على الفوز، كبرت وزاد شغفي بكلماتي والعزف على حروف أبجديتي تارةً حب وغزل وتارةً اكتب لوطني الحبيب فلسطين.
فلسطين حُرمت منه سنوات وسنوات، ولم أقم بزيارته إلا قبل أسبوع عن طريق جولة سياحية، ردت لي روحي، واسترجعت طفولتي، وعدت بجمال روح، مشغوفة، تتدفق حباً وجمالاً وتذرف الدموع على الحال المؤلم هناك، حبي لفلسطين وروحي التي تسكن بيارتها وأشجار الزيتون والزيزفون وعشقي للياسمين الذي تسلق جسدي جعلني أكتب وأحلم بالعودة لذاك الوطن الدافئ واتمنى لو أعود!
وتضيف: كتبت أولى قصائدي وأنا في الصف السابع وكانت عن المعلم في إحدى الاحتفالات. أعجبت بها معلمة اللغة العربية وعندما قرأت كتاباتي المتواضعة آنذاك شجعتني وقبلتني، وكأنها قدمت لي نجمة من السماء أضاءت دربي.
أحب أن اكتب في ساعات الصباح الباكر وأنا أحاور قهوتي على أنغام فيروزية، مع خيوط الشمس الأولى قبل أن تعج الشوارع بالمارة. واستمد كلماتي من قطرات الندى الأولى، ومن نسائم الفجر الأولى المحملة بعبق الياسمين ووشوشة الكنار.
وكأي أنثى في المجتمعات الشرقية واجهت استنكار من حولي والطلب بالتوقف عن الكتابة، الأمر الذي اضطرني أن أجمع قصائدي في كتيب باسم مستعار أثناء دراستي في الكلية وطبعاً تمت سرقته وذهبت كتاباتي أدراج رياح الخريف وأخفيت ما أكتب من حب وغزل حتى عن نفسي!
وعن الأجواء الثقافة والأدب في الأردن، قالت مها عفاني: للأسف المدارس في الأردن لا تتابع المواهب والإبداعات إلا في وقت احتفال ما، ثم تتركها على الرفوف أو تحتاج واسطة كَيد تمد المساعدة وهذا ما افتقدته ولم أسعى إليه.
أما انتماؤها إلى إحدى المدارس الشعرية، فتقول: أنتمي للشعر الرومانسي
وكتابات الواقعية تحلق في عالم الخيال. ولأن كتاباتي رومانسية، القيود الشرقية منعتني من نشر ما أكتب في المجلات والجرائد، إلا أنني الآن كسرت تلك القيود وبدأت أنشر في المجلات الإلكترونية.
وأنا أطمح – كأي شاعرة أو شاعر – أن أطبع أشعاري وكتاباتي في كتاب خاص بِـ مها عفاني وأن يعلو صوت حروفي، يهز المشاعر والوجدان دون خوف أو الاعتبارات البالية التي سرقت من عمري الكثير.