?أحوال القضارف? لتأخر هطول الأمطار توقعات بخروج محصول السمسم من منظومة الحصاد لهذا العام

القضارف: درية منير
رغم تأخر الأمطار وخروج محصول السمسم من منظومة الحصاد لهذا العام، إلا أن الزائر لمدينة القضارف يشهد حياة أخرى تنهض من خلال الطفرة العمرانية وشبكات خدمات المياه وحركة دؤوبة في مجمع سدي أعالي عطبرة وسيتيت.
سهول على مد البصر وأصوات (حراتات) تتعالى، ومزارع يتدثر (عراقي) أبيض ويقينه أن ما نثره في تلك البور سيأتي أوكله بفيض رغم مشاكل المياه والأسمدة والحشائش السامة، فالأمل معقود على هذه الأرض الخضراء، التي تمثل القلب النابض للزراعة في السودان. وفي السياق يشير مبارك نورين وزير الزراعة بولاية القضارف في حديث لـ(اليوم التالي)، إلى أن موسم زراعة السمسم في المنطقة الشمالية انتهى وتبقى المنطقة الجنوبية نسبة لتأخر الأمطار التي أطاحت بخروج السمسم من المنظومة الزراعية. أما المحاصيل الأخرى مثل الذرة فمساحاتها أكبر لحصاد متوسط ثلاثة جوالات كحد أدنى بارتفاع يصل حتى سبعة جوالات، وكذلك من المحاصيل الاقتصادية التي ترتبط بمحددات مثل زهرة الشمس والمحدد فيها التقاوي والتي تستورد بقيمة عالية جداً، حيث بلغ سعر الكيلو منها حوالى (250) جنيهاً، وفي العام المنصرم زراعة القطن كانت حوالى (25) ألف فدان، والآن وصلت إلى (80) ألفاً، وهذه قفزة كبيرة في رصيد الوزارة. أما الفول السوداني فالسنة وصلت حتى (22) ألف فدان في المناطق الجنوبية والوسطى وبعض المشاكل التي تواجه الوزارة هي مشاكل التقاوي، فلابد من توطينها، وكذلك هناك مركز لصغار المزارعين عبر الإرشاد الزراعي ومربوط بوزارة الرزاعة الاتحادية، وأشار إلى أنها الولاية الوحيدة التي تنفذ نظام الأحزمة الشجرية من الصمغ والطلح.
في الولايات تتكامل مشاريع الزراعة مع الإنتاج الحيواني، وفي الإطار قامت وزارة الثروة الحيوانية بالولاية مؤخراً بتلقيح (639) رأساً من الماعز بالتلقيح الطبيعي، و(381) رأساً بالتلقيح الصناعي بلقاحات محسنة من كندا، كما تم الالتزام بعمل (8) مسارات حوالى (150) متراً تم تخطيطها، كما تم عمل مسح أولي لإحداثيات الوديان والبلدات. أما في مجال الأسماك فقد تم وضع سدود ترابية لسمك البلطي، كما تم أخذ عينات للتأكد من نموه بشكل طبيعي، وتم وضع خطط إرشادية للتلقيح الصناعي وضبط الجودة وكيفية صيد الأسماك.
أما في مجال الصحة فتمت تغطية جزء كبير من الولاية تحت مظلة التأمين الصحي، فيما عملت الوزارة ووحدة الرعاية الصحية الأولية جادة في دحر الأوبئة والأمراض، باعتبار أن الولاية حدودية مع الجارة إثيوبيا، كما أن الولاية هي الوحيدة التي تمنح حافز تدريب طبيب الامتياز، وأيضاً حافز اختصاصي يسمى حافز تدريب النواب، وهذا لأول مرة. وتضم الولاية كذلك مراكز متخصصة بلغ عددها (6) مراكز، إضافة إلى مركز علاج أورام ? علاج كيماوي فقط ? كما وعد وزير الصحة بدخول العلاج الإشعاعي قريبا. وتطرق المتحدث باسم الولاية إلى أن الولاية حدث فيها جفاف كبير في مرض الملاريا منذ عام 2012م، وهذه خطة خمسية نتج عنها انخفاض بأكثر من (50 %)، أما الكلازار أيضاً وضعت له خطة خمسية منذ عام 2002م، ووجد أيضا معدل الانخفاض وصل أكثر من (70 %) من الحالات المسجلة. وكذلك مثلها مثل بقية ولايات السودان ضرب القضارف وباء الإسهالات المائية وتمت السيطرة على الوضع بشكل تام.
من جانبها، أشارت عواطف الجعلي وزيرة الرعاية الاجتماعية بالولاية في حديث لـ(اليوم التالي) إلى أنها تشرف على عدد من الملفات، وأكدت أن أهم المشروعات في الولاية هو التأمين الصحي الذي جاءت القضارف على رأس قائمة الولايات حسب التقرر القومي، حيث تقدم خدمة فاقت الـ(90 %)، ومن أهم المشروعات أيضاً مشروع (شامل) وهو مشروع يتحدث عن كيفية توفير سبل العيش للمجتمعات القاعدية الفقيرة، وأيضاً بطاقة التأمين الصحي وكفالة الأيتام ومياه الشرب النظيفة، بالتنسيق مع ولاية شمال كردفان، حيث غطى حوالى (35) جمعية. ومن المشروعات أيضاً مشروع كفالة الأيتام الذي شمل حوالى (30) ألف يتيم، مكفول منهم الآن حوالى (14) ألف يتيم، كما أن هناك مشروعات بمعية اليونسيف التي تعنى بتعليم الأطفال، وهناك أيضاً منظمات إسلامية ودولية وعاليمة تعمل في شتى المجالات.
في مجال توفير مياه الشرب، تقود حكومة الولاية جهوداً حثيثة لوضع حل جذري عبر مشروع مياه القضارف، الذي بلغ إنتاجه اليومي (75) ألف متر مكعب عبر الشبكة الرئيسية، ومن أهم المشاريع أيضاً مجمع سيدي أعالي عطبرة وسيتيت، حيث بلغت تكلفته (400) مليار جنيه والذي قطع شوطا مقدرا، على أن يدخل في بداية العام المقبل كمساهم في حل أزمة مياه الشرب في القضارف، وأيضاً محطة الشوك التى تغطي (18) ألف متر مكعب والعديد من المحطات الأخرى، التي ستدخل الخدمة تباعاً.
وكشف والي القضارف المهندس ميرغني صالح عن إجراء ولايته عدة دراسات لمعالجة مشكلة المياه، خلصت إلى ضرورة رفع المنسوب وتغيير مجرى المياه من جبل الجيش إلى الشميلاياب، مستوى المياه في البحيرة ومستوى المياه في الخزان (170) متراً، لذلك لا بد من محطة دافعة، وتم إنشاء محطة الرواشدة التي جعلت المياه انسيابية لتغطي كل المدينة، ولأول مرة يتم استخدام أنابيب (16) بوصة، نسبة لتضاريس بلدية القضارف. وقال الوالي: ?اعتبرنا الشبكة القديمة صفرية لأنها صممت لـ(50) ألف نسمة، واليوم نحن (400) ألف نسمة، وأي عملية ترقيع لها تؤدي للتلف، وطول الشبكة (1.116) كيلومتراً.
اليوم التالي