أخبار السودان

البكور وحملات الانقاذ الانتقامية

اسماء محمد جمعة

منذ أن جاءت حكومة الإنقاذ إلى السلطة لم تقم بأية عمل لم يصحبه إذلال للشعب ، عاملته بأسوأ ما يمكن أن يعامل الإنسان أخاه الإنسان ، قهرته مثلما لم تقهر حكومة شعبها في التاريخ القديم والحديث، و لم تنفذ فكرة ولا برنامجاً ولا مشروعاً إلا حينما تتأكد إنه معد بطريقة انتقامية مبتكرة، فجاءت كل برامجها ومشاريعها في شكل حملات انتقامية لم تراعِ إنسانية وكرامة الشعب، ورغم ذلك لم يخرج من أهلها رجل حكيم أو رحيم أو كريم أو عادل يعترض على تلك الحملات ولو بأضعف الإيمان .
حملات الإنقاذ الانتقامية تلك بدأت بمشروعها الحضاري الذي استغلت به الدين وابتزت به الشعب، ولا أعتقد إنه قد نسيت تلك السنوات العصيبة التي كان يطارد فيها الشباب في الشوارع من أجل إلحاقهم بجهاد ما هو إلا تجارة بإسم الدين، وتوالت حملاتها الانتقامية التي شملت التعليم كله ، ولا أظن أن الشعب قد نسي ثورة التعليم العالي والمعاناة التي وجدها الطلاب وأهلهم حين زج بهم في جامعات لم توفر بها حتى مقومات الخلاوي ، ولا أظن إنه نُسي تغيير السلم التعليمي حين أُلغيت المرحلة المتوسطة وتم إنقاص سنة كاملة ثم شوه المنهج فأصبح التعليم العام والعالي يشرد ويجهل ويدعش .
بعد عشر سنوات لم يرق للحكومة أن تترك المواطنين يتنفسون الصعداء فجاءت بأغبى فكرة عرفها التاريخ أسمتها البكور، فكانت حملة انتقامية من نوع مختلف حرمت الأسر اللمة عند شاي الصباح، فكان على الأطفال أن يصحوا في زمن أبدر ليصلوا المدارس قبل أن تشرق الشمس ، فما كان للأسر أن تترك أطفالها يذهبون إلى المدارس قبل أن تشرق الشمس فأصبح كل يصطحب أبناءه لأن الشواراع تكون في ذلك الوقت مظلمة وغير آمنة والصغار ما زال في أعينهم بقايا نوم لم ينتهِ، وكثيرون منهم كرهوا المدرسة بسبب البكور كانت أيام مرة على الأطفال وأهلهم .
لم توقف الحكومة حملاتها الانتقامية تلك بل استمرت فيها وجاءت بأكبر حملة انتقامية وهي حملة الإفقار الاقتصادي والاجتماعي التي نتجت عنها الحروب والصراعات والعطالة والمخدرات والظواهر السالبة والجهل والمرض بكل أنواعه، وليس في قانونها تراجع ولا اعتراف بالخطأ ولا رحمة، والآن بعد أن تأكد لها أن حملاتها تلك فعلت فعلتها وأخذت من الشعب ما أخذت، بدأت تغير مسارها بتجميلها دون أن تعترف بأنها كانت مخطئة فجعلت من الإلزامية خدمة وطنية، وأعادت للأساس سنة ولم تعد المرحلة المتوسطة، وقالت أن ثورة التعليم تحتاج إلى مراجعة ولم تراجعها، وهاهي اليوم وبعد 17 سنة تقرر إلغاء البكور وإعادة الساعة إلى توقيتها القديم، هدفها كما قالت إعادة التناسب بين السودان ومحيطه الإقليمي، ألم يكن السودان في ذلك الوقت محتاج إلى هذا التناسب ؟
تلك الفكرة المتخلفة (البكور) بررتها الحكومة في وقتها إنها محاولة لزيادة الإنتاج رغم أن الإنتاج لا يرتبط ببكور أو تأخير بقدر ما يرتبط بنوعية السياسة والقوانين وحسن الإدارة فكثيرون يعملون إلى وقت متأخر ولا حاجة لهم بالبكور، ثم أين الإنتاج الذي زاد؟، ألم يكن السودانيون أكثر إنتاجاً قبل البكور والإنقاذ نفسها ؟ نعم بل هم الآن غير منتجين لأن المعضلة الحقيقية التي تقف أمام الإنتاج هي الحكومة نفسها فهي تريد دائماً أن تشغل الشعب وتلهيه بما لا علاقة له بالإنتاج، فهو إن أصبح منتجاً تذهب هي في رمشة عين.

[email][email protected][/email]

التيار

تعليق واحد

  1. أرجو ألا تكوني قد أغفلت عمدا بيوت الأشباح و التعذيب الذي جرى فيها. تلك أكبر حملة إنتقامية قام بها الإسلاميون و بإسم الإسلام و لم و لن يندموا عليها.

  2. واضح الاسلاميون تجار الدين فكرهم منغلق على عقده النكاح! اصلو كلمه إسلام متمم لماقبله يعني اصلهم فارغ!الشيعه افضل جوعين االكيزان .ناس مسخره ساي

  3. أرجو ألا تكوني قد أغفلت عمدا بيوت الأشباح و التعذيب الذي جرى فيها. تلك أكبر حملة إنتقامية قام بها الإسلاميون و بإسم الإسلام و لم و لن يندموا عليها.

  4. واضح الاسلاميون تجار الدين فكرهم منغلق على عقده النكاح! اصلو كلمه إسلام متمم لماقبله يعني اصلهم فارغ!الشيعه افضل جوعين االكيزان .ناس مسخره ساي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..