الصمغ العربي سلعة عالمية نادرة و80% منه في السودان

الخرطوم – إشراقة عباس
طبقت شهرة الصمغ العربي الآفاق، واستخدمه ملايين البشر منذ القدم لأغراض مختلفة. إنه العصارة الصمغية الطبيعية اللزجة التي تستخلص عن طريق جرح جذوع وأغصان نوعين من شجر الأكاسيا ينموان في الصحراء الافريقية الكبرى، هما الهشاب والطلح (Acacia senegal وAcacia seyal). ويمتاز بقابلية ذوبانه في الماء البارد، ولونه الصافي، وتكوينه طبقات رقيقة شفافة.
يستعمل الصمغ العربي Gum Arabic أساساً كمادة مثبتة للنكهات في صناعة المنتجات الغذائية، ويشكل عنصراً رئيساً في صناعة المرطبات والسكاكر واللبان (العلكة) والزيوت الأساسية وكثير من الأدوية. كما يستخدم في تحضير أصباغ الرسم المائية وفي طبع الصور الفوتوغرافية. وهو مكون رئيسي لدهانات الأحذية وللمادة اللاصقة على الطوابع البريدية وورق السجائر. وتستعمله المطابع لمنع تأكسد صفائح الطباعة المصنوعة من الألومنيوم خلال الفترة الفاصلة بين تهيئتها واستعمالها في الطبع.
كان الصمغ العربي ضمن منتجات قليلة استثنتها الولايات المتحدة من العقوبات التي فرضتها على السودان عام 1997. وقبل أن يبدأ السودان بتصدير النفط، كان الصمغ العربي يدر على البلاد 16 في المئة من الايرادات بالعملة الصعبة. وحتى 1920، كان هو المحصول التصديري الأول في السودان.
حزام الصمغ العربي
وفقاً لبيانات الهيئة القومية للغابات، يشمل حزام الصمغ العربي خُمس مساحة السودان، ويغطي 11 ولاية، ويعمل في إنتاجه أكثر من خمسة ملايين مواطن. ويدعم عائده المالي المزارع التقليدي، ويساهم في توفير حطب الوقود وخشب المباني والأثاث والمعدات، كما أن أشجاره تقاوم الزحف الصحراوي. وقد عرف السودان إنتاج الصمغ العربي قبل 6000 سنة، وكان يساهم في الاقتصاد القومي بنحو 15 في المئة. وتعتبر ولايتا كردفان ودارفور من أكثر الولايات إنتاجاً، حيث تساهمان بنسبة 74 في المئة من الإنتاج، تليهما ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض والقضارف.
ظل السودان لفترة طويلة يصنف الأول في إنتاج الصمغ العربي وتصديره، إذ ينتج 80 في المئة من الاستهلاك العالمي. وازدهرت تجارته في ستينات القرن الماضي بصادرات سنوية بلغت في المتوسط 45 ألف طن. لكن الإنتاج بدأ يتدهور منذ السبعينات حتى بلغ 11 ألف طن فقط عام 2001.
حظي الصمغ العربي أخيراً بمساع لزيادة إنتاجيته وصادراته، خلصته من بعض وضعه البائس الذي لازمه أكثر من ثلاثة عقود. فارتفعت كميات الإنتاج والصادرات لتبلغ عام 2009 نحو 49 ألف طن بقيمة 75 مليون دولار، ثم قرابة 60 ألف طن عام 2010. وهكذا عاد السودان أكبر منتج للصمغ العربي. وهو الدولة الوحيدة التي طورت نظاماً شاملاً لتصنيف الأصماغ وفق جودتها. وقد اشتهر تاريخياً وعالمياً بنقاء أصماغه وتطور عمليات إنتاجها وتداولها. ويتصدر قائمة الأصماغ السودانية صمغ الهشاب من حيث الأهمية الاقتصادية وحجم القطاع، يليه صمغ الطلحة، واللبان، ثم القوار والكاكاموت. ويتم تداول الأصماغ الخمسة المذكورة في السوق العالمية وفقاً للمواصفات القياسية السودانية.
ويرى المتخصصون أن أهم أسباب تدهور إنتاج الصمغ، مع أنه سلعة عالمية نادرة، تذبذب أسعاره وإهمال مناطقه وحدة الفقر فيها وعدم مساعدة المنتجين في تجهيز المحصول، إضافة الى مشاكل التغير المناخي والجفاف والآفات الزراعية ـ خصوصاً جراد ساري الليل ـ وعدم الاستقرار والنزاعات القبلية.
ارتفعت أسعار الصمغ العربي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 بعد ثبات طويل بمقدار 150 دولاراً للطن، من 2000 الى 2150 دولاراً. بعد ذلك سجل سعراً قياسياً مذهلاً، إذ قفز من 2150 الى 3700 دولار للطن، ثم زاد الى 4100 دولار في آذار (مارس) 2011، قبل أن يعود مطلع نيسان (أبريل) الى 3700 دولار. والسببان اللذان ربما أثرا في حدوث هذا الصعود الهائل هما الطلب الكبير والمنافسة القوية عالمياً، بحسب الأمين العام لمجلس الصمغ العربي الدكتور عبدالماجد عبدالقادر، الذي قال: «ربما يكون سبب هذا الطلب القوي الأبحاث العالمية الجديدة التي أجريت على صمغ الهشاب وكشفت احتواءه على مادة البريبيوتك المفيدة في مقاومة العديد من الأمراض». واعتبر أن هذه الأسعار مهمة للاقتصاد السوداني، لكنها تعني أن لا بد من عمل المزيد لمضاعفة الإنتاج وكميات التصدير، الذي يسعى المجلس الى أن يكون في حدود 65 ـ 70 ألف طن في السنتين المقبلتين.
فوائد صحية: بريبيوتك
أعلن أخيراً أن الصمغ العربي هو أيضاً مكمل غذائي فائق الأهمية للجسم، كما أنه غذاء للبكتيريا النافعة يدعمها في مواجهة البكتيريا الضارة.
وقال الدكتور عصام صديق الخبير في الصمغ العربي: «إنه بريبيوتك (prebiotic) يغذي الجسم ويعزز طاقته وعملية الهضم.
وتتغذى عليه أيضاً بكتيريا البروبيوتك (probiotic) التي تعمل على إخراج الفضلات والسموم والدهون الزائدة من الجسم وتقوية جهاز المناعة ومحاربة البكتيريا الضارة، وتعيش في القولون والزائدة الدودية. وبذلك تكون له استخدامات عديدة كمضاف غذائي، وفوائد طبية في مقاومة العديد من الأمراض، منها السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض مشاكل الجهاز الهضمي».
قد يستعيد حزام الصمغ العربي الشهير عافيته ونضرته بعدما فقد نحو نصف مساحته خلال العقود الخمسة الماضية، في حال نجاح فكرة مشروع زراعة 6000 كيلومتر مربع بالشجرتين المنتجتين لهذا الصمغ. ويقول رواد هذه الفكرة إن حزام الصمغ السوداني، الذي تنبت فيه شجرتا الهشاب والطلح الأكثر تفرداً وجودة في العالم، خسر الكثير من أشجاره بسبب الاهمال وعوامل عديدة أخرى. وهم يريدون أن يعوضوا الخسارة في «مشروع بليون شجرة غابية مثمرة»، وذلك في حيازات أرضية غير مستغلة يمتلكها مواطنون على امتداد مساحة الحزام الفقير. وسيقوم تلاميذ المدارس الأساسية برعاية بعضها مع السلطات المحلية.
دار الحياة
شكرا لكي الاخت اشراقة عباس علي الاهتمام بالكنز المهم جدا لكن نريد منك تعرفنا كيف جاءت تسمية الصمغ العربي العربي وجزاك الله خيرا
شكرا الاستاذة اشراقة لهذه المعلومات القيمة و لكن هل يدخل الصمغ فى صناعة الطباعة و البوهيات
عندما تكون هنالك دولة هي المنتج الأول لسلعة ما فأنها تستفيد من هذه الأفضلية وتتحكم في السوق كما تفعل بقية الدول وتتحكم في منتجاتها وتبيعها بالسعر الذي تريده وتحظرها عن الدول التي تعاديها ؟ فالسودان ربنا حباه بسلعة الصمغ السوداني ذات القيمة العلاجية والغذائية والصناعية وينتج منها حوالي 80% من الأنتاج العالمي؟ وهنالك دول كثيرة تعتمد عليها في منتجاتها العلاجية والغذائية والصناعية وعلي رأسها امريكا وتبيع منتجاتها التي يدخل فيها صمغنا ببلايين الدولارات سنوياً وهذه البلايين لاينوب منها العاملين في انتاجها الا الفتات القليل ؟ انهم يجدون صعوبة كبيرة في الحصول علي الماء والغذاء واي غذا ؟ فهو عصيدة ؟؟ ان امريكا لا يمكنها الأستغناء عن الصمغ السوداني بأي حال فهي قد حظرت التجارة مع السودان وسمحت فقط بالتجارة في سلعة الصمغ علماً بأنها دمرت شركة طيراننا سودانير بمنعها الأسبيرات عنها ؟ طبعاً لا يمكن ان نعاملهم بالمثل في ظل هذه الحكومة الفاسدة المنبطحة والتي ترضي الهوان للسودان ؟؟؟ فهل هناك اهتمام يتناسب مع هذه القيمة الكبيرة لهذا السلعة التي انعم الله بها علينا ؟ فالوضع المثالي ان يكون هنالك مركز بحوث متخصص لتطوير وزيادة انتاجها وطريقة جمعها بدون ان تتعرض لللإتساخ وتسويقها بأشكال مختلفة والتحكم في سعرها الخ وكذلك العناية بمنتجيها وانصافهم ؟ والواقع الآن في عهد الفساد غير ذلك ؟ يهرب جزء كبير منها الي اريتريا وتشاد حتي اصبحت هذه الدول من المصدرين الرئسيين لها ؟ ان العاملين في انتاجه وجمعه يتضورن جوعاً وعطشاً ويشكون مر الشكوي ويعيشون في ظروف صعبة لا تمت الي الإنسانية بصلة ؟ وفي ظل حكومة عنصرية غير وطنية فاسدة ومتسلطة لا تعرف غير القتل والإرهاب سوف يستمر الوضع علي ماهو عليه ؟ والشعب السوداني عظيم وكبيراذا غضب ؟ فالثورات يلزمها الوقت حتي تنضج ؟؟؟؟ فقد بدأها البطل ياسر عرمان صاحب الطرح الوطني فلنقف معه ؟؟؟
موطن الصمغ افريقيا واهم دولة منتجة له هو السودان فكيف سمى بقدرة قادر الصمغ العربى
اتمني زراعة الاف الغابات من اشجار الهشاب والطلح كما اتمني من القائمين علي امر الزراعة في مختلف مجالاتها البحثية تطوير انتاج الصمغ السوداني والاهتمام بالانسان الذي يعمل علي زراعة اشجاره وانتاجه وجمعه لتكون لنا الصدارة وان تستفيد بلادي الغالية من هذا المنتج الهام .
كما كان السودان من قبل يتمتع بزراعة محصول الكركدى ومتفرد عالميا به ثم تدهور وتدنى وبالاصح فرطنا فى التعامل مع هذه الثمرة التى حبانا المولى بها فلم ندخلها المصنع ونستخلص منها منتجا ونصدره بل صدرنا الثمرة ببذورها فزرعها غيرنا وطور صناعاتها و قبضنا نحن الريح لا ادرى ماذا اسميه هل هو كسل ام اهمال لذلك اتمنى ان يجد محصول الصمغ الاهتمام بالدورة الصناعية ويصدر مصنعا حتما ستكون فوائده اكبر للبلد… واتساءل انا ايضا من اين جاءت تسميت هذا المحصول بالصمغ العربى ما دخل العرب بهذا المحصول
شكرا الخت إشراقه على تناولك لهذا الموضوع لكن اهملتي السبب الرئيسي في تراجع انتاج الصمغ العربي في كردفان و دارفور الا وهو سياسة الحكومة الهادفة الى تفريغ هذان الأقليمان من البشر و الشجر بسبب حروبهم المتواصلة عليهم قاتلهم الله وقد بدات ثورة الشعب بشرارتها وقريباً سيحرقون .