أخبار السودان

جوهر أزمتنا أن يذبح الوطن أمام أعيننا على الطريقة الإسلامية

حسن احمد الحسن

عندما تتأمل المشهد السياسي السوداني الحالي بشقيه المعارض والحاكم بمن فيهم المتفرجون والذين أعجزتهم الحيلة والنهابون للمال العام والمفسدون الذين أعمتهم سوءاتهم عن أكل أموال الناس بالباطل . عندما تتأمل قصص الفساد ونهب موارد الدولة ومالها العام بطريقة منظمة يتباهى بها أنصار النظام الحاكم بل ويتحدون من يشير الي بعضهم بأصابع الاتهام أن يأتي بالدليل دون تحري أو تحقيق او مساءلة ودون أن يفصل قضاء السلطان في قضية فساد واحدة من سرقات أشراف بطانة أهل النظام وأتباعه تصاب بالإحباط وتستسلم لكل تداعياته على جسدك المنهك بداء حب هذا الوطن الذي ظلت تذبحه سياسات حزب الإنقاذ كل عام على الطريقة الإسلامية قربانا للمصالح الذاتية والحزبية التي يعبدونها ، وطن تستباح أرضه ويصدر دمه ولحمه وعظمه وجلده إلى ماليزيا ودبي وغيرها من عواصم الإخفاء مما نشهده ونسمعه وتكشف عنه الصحف والصدف واختلاف النهابة على سرقاتهم .

وثالثة الأثافي عندما يتباهى أنصار النظام وشيوخ حركته الانقلابية وهم يتسامرون في منتدياتهم المتلفزة بنجاحهم في تحويل الوطن إلى ضيعة خاصة بهم بل ويتفاخرون بالأموال والتنظيم والأنفس والثمرات وبأنهم بعد أن كانوا في بيوت القش والصفيح في أطراف المدن وأصقاع الريف اصبحوا الآن يهيمنون على موارد البلاد ويمتلكون القصور والفيلات الفاخرة والأموال والأرصدة في بنوك العالم ويتهادون بين بعضهم بالمليارات بقصاصات الورق دون أن يجرؤ أحد على محاسبتهم وفي خضم ذلك الاعتراف لا ينسون أن يزكوا أنفسهم ويصفوا بعضهم البعض بالتقوى والورع وتلاوة القرآن لإضفاء مسحة من القداسة على التنظيم الذي به يتفاخرون وعلى عمليات النهب والسلب المعلومة للجميع ولا يشعرون بحرج وهم يرفعون اصابعهم وعصيهم إلى أعلى في كل مناسبة حتى في حفلات الغناء في حركات تمثيلية لإضفاء نوع من التدين الأجوف والايمانيات المزيفة التي لا يصدقها عمل على أرض الواقع .
وما حال المعارضة ومن تبقى منها ممسكا بالجمر بأفضل حال بعد أن هرع الجميع من بين صفوفها خفافا عند الطمع يرهنون أنفسهم للحزب الحاكم مقابل منصب هنا ومصلحة هناك عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وبعد ان أفقرت وقسمت الأحزاب وشتتت كوادرها وبعد أن غادرت البلاد شرائح المجتمع الحية من نشطاء وخبراء وشباب يافع بحثا عن العيش الكريم والحرية والكرامة وبعد ان شرد ملايين السودانيين حول العالم الفسيح في أكبر هجرة سودانية للخارج في العصر الحديث سببتها الإنقاذ بسياساتها الطاردة والممنهجة.
ويا ليت الإنقاذ وبطانتها اكتفت بنهب البلاد والثراء الفاحش في العشر الأوائل من عمرها تحت شعارات التمكين للحزب والجماعة ثم اتجهت بعد ذلك بما توفر لها من حكم وإدارة وسلطة مطلقة إلى بناء الدولة السودانية وفق تجربة جديدة تخفف من بعض أوزارها وجرائمها استهداء بالتجربة الماليزية أو التركية لكنها انغمست بأنصارها في عمليات نهب وسلب ممنهجة حيرت كل من القى السمع وهو شهيد وأصابت بالعدوى شريحة من نهابة المجتمع من الطفيليين لتتكاثر شرانق الفساد في كل مؤسسة وموقع وشددت من قبضتها الأمنية حتى اصبح الحديث عن الفساد في الصحافة والاعلام جريمة يعاقب صاحبها .
وبعد ثمانية وعشرين عاما من الحكم المطلق لايزال يتطلع النهابة والطفيليون لاستمرار تلك السياسات للحفاظ على مصالحهم التي جنوها وكسبوها من أموال السحت دون وازع ديني أو أخلاقي أو وطني ولا يجدون حرجا بالتبشير بولاية جديدة يعدل لها الدستور وتصاغ لها القوانين ولاتزال البلاد تنتقص من أطرافها وتسرق من دول مجاورة في وضح النهار دون قدرة على وقف التعدي وحماية المواطنين إلا من تصريحات ضعيفة وأخرى يتم تعديلها لتكون اكثر دبلوماسية .
والحال هو الحال هجرة لا تتوقف وعنت اقتصادي وتردي في الخدمات وفي ابسطها ولا شيء غير التصريحات الخاوية والوعود الكاذبة وتبقى الحقيقة الوحيدة هي في استمرار صور الفساد وألوانه .
أما أحزاب المعارضة التي حافظت على مصداقيتها في المعارضة والانحياز للقضايا والمطالب الوطنية وفي مقدمتها حزب الامة القومي والشيوعيين فقد دفع أنصاره ومؤيدوها ثمنا عظيما طيلة عقدين وأكثر بعيدا عن حقوقهم المواطنية في السلطة والثروة والخدمة الوطنية والمساهمة الفكرية والسياسية التي تترجم إلى برامج للحكم والإدارة . فلا مبادرات ولا تفاوض ولا مصالحات تؤتي اكلها مع النظام الحاكم الذي لم يترك لها إلا هامش الحديث وبعض منابر للتنفيس عن احتقانها .
وفي ظل هذا الواقع إلى اين يتجه السودان الذي اصبح عندنا حلما لا نملكه كواقع .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ حسن طيلت ال28 عاما الماضية لقد اشبعنا النام تشريحه والان الكل يعلم بان هذا النظام فاشل ,فاسد, فاسق ,ظالم وعنصرى بغيض الكل متفق على ذهابه …ثم ماذا بعد هذا لقد الهم الله جميع الاحزاب بحمل السلاح فى مواجهة النظام …الم يلهمهم الله باخراج مسيرة واحدة من مسجد السيد عبدالرحمن او دار حزب الامة الى الولاية او المجلس الوطنى …لقد راينا الباكستان والمصرين …يحشدون انصارهم عبر الاقاليم…هل م زالت الاقلبية عند حزب الامة ام سرقها النظام كم سرق كل شى …..هل ماذال عندنا جيش وطنى واجبه حماية الشعب ام اصبح مصيرنا فى يد الدعم السريع ….عاوزين الاجابة عبارة عن تعبئة ومظاهرات سلمية لاقتلاع هذا النظام

  2. تعديل الدستور بغرض التمديد للبشير بولاية جديدة وقبوله لذلك أمر متوقع حيث ان الكرسي يمثل الحصانة الوحيدة التي تبعدهم عن المساءلة الجنائية.
    واذا ما تم ذلك فسيكون حنثا منه بالقسم الذي أقسم عليه بأن يصون الدستور، والدستور يقضي بعدم التجديد لولاية ثالثة، او ما يسمى بتصفير العداد.
    وهي ليست المرة الاولى التي يحنث فيها بقسمه، حيث كانت الأولى فصل الجنوب نتيجة صفقة سياسية، وقد أقسم في بداية ولايته تلك بأن يحافظ على وحدة البلاد، وقالها بلسانه استلمناها مليون ميل حنسلمها مليون ميل.
    كيف يؤتمن على ادارة وطن من يحنث بقسمه أمام الله.

  3. لا ادري لما تأويلك التاريخ بتلميع حزب الامة و الشيوعي و تغض الطرف عن مجاهدات قادة حزب المؤتمر السوداني و شبابه .. ففي انتفلضة 2013 كان هو الحزب الوحيد بقادته في الشارع بينما الامام الصادق يخذل الشباب بأن الوقت لم بحن بعد حتي الاتفاق علي البديل الديمقراطي ! ! !

  4. اتصلت عين الحقيقه وللاسف لا وطنيه للاحزاب منذ الاستقلال مجرد مصالح وكراسي
    انا المؤتمر الوطني فدمر مابقي من السودان ارضا ومالا واخلاقا وجيلا كاملا .حسبي الله ونعم الوكيل

  5. النخبه الحاكمه منذ الاستقلال همها المنصب والكراسي .ليس هنالك تربيه وطنيه جيده منذ الاستقلال.ليست هناك غيره علي الوطن
    اما المؤتمر اللاوطني دمر كل شي اخلاق واجيال وقسم الوطن وفقدت بعض الاجزاء الغاليه
    حسبي الله ونعم الوكيل

  6. السودان بكل اسف انضبح من زمان على يدى قيادة الحزبين على الطريقتين! ال “ختميه – البرّاقه”..و”السندكاليه-الاخوانيه”..اللذين تركا البلاد ملقاة على قارعة الطريق نهبا لمن ضحك على “دقون” المفتونين بالسيدين وعقول المتفانين ومدعى التفانى فى الدفاع عن كل ما يصب فى وعاء خدممتهما حتى ان وصل الامر – فى القرن الواحد وعشرين – الى الانحاء او “الركوع والرفع منه” امامهما وتقبيل ايديهما وايدى ابناء وبنات الاسرتين .. عند تقديم الولاء وصولا الى حمل الاحذية عند اللقاء ..ولا تنسى يا سيد حسن ان قادة الحزبين لم تكن عندهما الشجاعه لالغاء ما جاء على يدى مغتصب الحكم منهما او ممن سلمه اياها عن طواعية او تقاعسا وعجزا.. “شرع الله”! ٌ وقال ايه قال فضّ فوه “” انها لا تسوى المداد الذى كُتِبَت به تلك القوانين! ناهيك عن قول “البشير جِلْدنا وما بِنْجُر فوقو الشوك” او “اللى عاوز يُسقِط النظام..الباب قدّامو فاتح يفوِّت الجمل!”
    واى احزاب المعارضة حافظت على مصداقيتها وعن اى برامج حكم وادارة تتقول يا حسن ..انبثقت عن ىة مساهمة فكريه..لا تنكأ الجراح وزى ما قالها على الحاج “خلّوها مستوره بت خادم الله”!

  7. ((وما حال المعارضة ومن تبقى منها ممسكا بالجمر بأفضل حال بعد أن هرع الجميع من بين صفوفها خفافا عند الطمع يرهنون أنفسهم للحزب الحاكم مقابل منصب هنا ومصلحة هناك عطاء من لا يملك لمن لا يستحق))

    – من هرعوا خفافا يرهنون انفسهم للحزب الحالكم ذهبوا بزعامة سيدك الصادق فما ذنب البقية شملتهم بالتعميم.
    – الدرك السحيق وما نحن فيه تقع مسئوليته مناصفة بين الانقاذ وحزب الغمة بزعامة سيدكم الكضاب فلا تحاولوا تشتيت الكرة وصدقنى الحساب ولد.

  8. شكلك يا استاذ حزب امة على العموم دي ما مشكلتنا ، الاحزاب السودانية لا حول لهل ولا قوة ، و الاحزاب الطائفية التقليدية رهنت نفسها لها الخونة و المرتزقة ، الحقيقة نحن نرى فساد هؤلاء الناس بأعيننا على الاقل نجاهر به عبر الاسافير .
    ولكن………………………………
    ماذا لو ذهبنا للشارع و طالبنا بأسقاط جمهورية “بشيرستان” ، اول سيناريو سأتوقعه هو ان تتبرأ الاحزاب من جريمة تحالفها مع النظام ، هذا اولا ، ثانيا حتى لو طلعنا الى الشارع من سيقودنا و من سيكون معنا ، اما الجيش فحدث ولا حرج تم تسييسه تماما و لن يقف في جانب الشعب حتى لو امتلئت كل شوارع الخرطوم دما ، و افترض لو سقط نظام الانقاذ ، هل نسيت شيئا يقال “السدنة” او بمعنى ادق “الدولة العميقة ” التي انشاها الكيزان على مدى 40 عاما هل ستصمد حكومة ديموقراطية مع هؤلاء المرتزقة ، حتما لن تعمر اكثر من سنتين ، بعدها نرجع مرة اخرى لدوامة الاسلاميين مرة اخرى ، هذا هو السيناريو المتوقع ، بسبب مماحكات السياسيين المدنيين و التي انت تعرفها تماما ، نحن بحاجة الى سياسي عسكري عندما ياتي الى السلطة ، علية ان يبدأ اولا بتصفية “الدولة العميقة”التي انشئت هل. مدى اربعين هاما و اعدام و احالة الصالح العام من لكل من ينتمي لهؤلاء الشياطين ، ستكون عملية صعبة و لكن لن تستغرق اكثر من سنة او سنتين بالكثير ، و بذلك سترجع دولة السودان لسابق عهدها حيث التقدم و الرخاء و الازدهار ، لأن الذي اعلمه ان السودان لا يستقر فية حكم مدني ، مستقبل السودان ان يحكمه عسكري حاذق و ذكي و يعرف كيف يوظف موارد الدولة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..