الطريق الى الموت … يمر من هنا

اخلاص نمر
لحق برفيقيه بعد معاناة صعبة وحزينة، لم يستمتع بشروق الشمس، وخيوطها الذهبية على شباك غرفته، فلقد جاءت الطعنة قاتلة، قتلت اماله واحلامه في غد مشرق، يتسلق فيه شعاع الشمس، رغم المستحيل، طوى القاتل في نفس محمد عبدالله الاوبة الى دارفور، في عيد يجمع الاهل والاحباب والانداد رغم زخات الرصاص، ظن القاتل انه قتل في داخله الحلم بسودان عريض، جميل زاهي وباهي ونضير، لكن خاب ظنه، فاحلام محمد يتوزعها الرفاق وتحتضنها راييتهم التي اختط عليها محمد قبل الرحيل، العدالة والسلام، لكل ربوع بلدي الموجوع لفقده، وفقد اشرف وجيفارا، والمبتلى ببعض زملاء الدراسة الذين يجاهرون بالعنف، وتذوب افئدتهم ولها لرؤية شلالات الدم في الجامعة، او الشارع او حتى في المشرحة!!!
هل تم اختيار القاتل؟؟؟ هل كانت تسميته قاتلا وهو بعد الطالب في قاعة الدراسة ؟ هل اتى الى الجامعة، فسارع قومه في منحه رتبة في سلسلة الوظائف السريه مهرها ب (قاتل) ؟؟؟هل كان يجوب وسط الطلاب وفي داخله هذه الرتبة التي يستدعيها عند الاشتباك مع الضحية ؟؟اصبح العنف تاجا في الجامعات السودانية، ويالبؤسه،لاتنته اركان النقاش والرأي الا بعنف، ولاتبدأ الا به، انتهى عهد التداول السلمي للكلمة والنقاش، لتبدأ سلاسل وسكاكين الجهاد سهلة التناول، ترسم في سماء الجامعة اطياف الانتصار ضد الاخر ،واسكات صوته الى الابد، هذه هي حلول خبراء الجهادمنظمي الكتائب لشاغلي مناصب التنفيذ،الذين يلبسون جبة الطالب والقاتل معا وما ابشع الوصف، الذي بذر بذرته من هداه الى طريق لاخيرله فيه في دنياه ولا اخرته، بل سيظل اسمه يرتبط بالدماء ورائحتها وطعمها ولونها الذي يصبغ يداه حتى الممات ….
** مناخات حزينة ومؤلمة وعنيفه وضارة بالمجتمع السوداني، تلك التي يصطاد فيها الطالب زميله فيشهد دماؤه، ولايرجف له طرف، لماذا يحدث هذا ؟؟ يحدث لان احدهم تشرب بثقافة القتل والسحل،ولم يتوانى معلمه في حشر ذلك في نفسه وعقله، ليستوي على نضج الموت وعدم المبالاة في رؤية شلالات الدماء تغطي الارض، فمن رضع من ثدي معلمه، وماأملاه عليه ضمير الوكالة، تتبدل عنده افاق الامان والسلام والتعايش في حب،بالرصاص والجنزير والسكين ….
كيف نقف امام العالم لنفخر بان طلابنا يسابقون سني عمرهم في الابداع والذكاء المعرفي ؟بعد سلسلة الاحداث التي شهدتها الجامعات ؟؟ لايحق لنا ذلك والاخبارتطير من بلد الى بلد تحجب الابداع الجامعي، وتبرز الاحتراب والقتل ذاخل الجامعات ! العالم الذي اصبح قرية صغيرة سيسارع الى تكذيبنا، ووصمنا بما عرف من هندسة القتل !! عرف العالم وسمع وتناقلت الاسافير والفضائيات حولنا ماحدث بصوت جهور، ان الطلاب في الجامعات السودانية، يحتفظون في دواليب غرفهم بالسلاح، ويجلبونه عاجلا من مخابيء تم نقله اليها سرا في ليال سود، كيف نمنح العالم الحقيقة؟؟
هل نعترف باننا في جامعاتنا نعشق العنف حد النشوة لرؤية الدماء القانية ؟ ام نمارس نكرانا يتم تجهيز (افلامه وصوره وسيناريو احداثه ) ونقدمه قربانا لصداقة العالم ؟لنرتقي عنده منزلة، باطنها افك وكذب وظاهرها يعرفه الجميع ؟ انه الامتحان الحقيقي من عالم ينظر الى السودان ويتعاطف معه وتنادي دوله برفع العقوبات عنه،وكيف ترفع وفي استحقاقات رفعها النأي عن العنف، وتامين حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، والامن والسلم في كل ربوع بلدي، التي اصبحت جامعاته ، مدارات وسوح للحرب والتصفية الجسدية …
خزي وعار التصق الان بجامعات الوطن التي ماعاد لها بريق العلم، والمعرفة، فلقد غادرتها روح الوئام والالفة والسلامة وتلبستها ارواح الشياطين!!!صارت الجامعه واركان نقاشها لاتعترف بالاختلاف الذي لايفسد الود، اختفى الود ليحل محله التربص بالاخر والهجوم عليه ومحو نفسه من الوجود، اننا نقدم صورز تحكي حياة الغاب والغدر والتسلط، ومحاولات السيطرة التي تحيط برقاب الاحياء، والتي تسربت الان الى نعوش الموتى ….
تمرس وخبرة في تحديد وجهة وطريق النصل داخل الجسد، تحكي تاريخا مريرا عامرا بالقتل الذي لانجاة من سلاحه البتار، ومن يفعله يجد تبريكات وتهاني ومجد في الانتظار، وسيخرج كما الشعرة من العجين في ساحات التقاضي، اذ كيف يتم قتل الشجاع؟؟؟ أين سيجد قومه بديلا ان انتقل للدار الاخرة؟؟؟
توظيف القتل لصالح السياسة توظيف خاسر لامحالة في نهايته،يجلب المزيد من الضحايا، في وطن يحتاج لابنائه لبنائه بعد ان هجره الكثيرين وتفرقوا في المنافي ومات بعضهم في عز الصبا، طعاما لحيتان البحر، بسبب مفاهيم الانقاذ، التي محت من السودان اسس دولة المواطنة الصادقة والعادلة والامنة …
ارحل ياعبد الحميد كاشا، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض ….
الجريدة
ولن تتم مساءلة جرائهم المجرمة بالوراثة عن جرائمهم؟؟؟؟؟؟