قاعة الصداقة…عندما أكل الصينيون (الليف)..!

اعجاب الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري بقاعة المؤتمرات الصينية اثناء زيارته في بداية السبعينات من القرن المنصرف، تمخض عنه هدية صينية زينت جيد الخرطوم منذ ذلك الوقت وحتى الآن…وهى الهدية التى يعتبرها السودانيون من اكثر الهدايا التى لا زالت تحمل نفس التأثير القديم.

(1)
لم يتوان الصينيون في تحقيق وعدهم طويلا، فانطلقوا صوب خرطوم النيلين وهبة الله، لمنحها اعجوبة هندسية تأكيدا لعمق الصداقة وروح المحبة بين البلدين، واختاروا البقعة لبناء القاعة قبالة مرسى الأسكلا، حيث كانت حديقة الركابي التى آلت للأوقاف، اما في الجانب الغربي منها فتوجد مصانع للسكر، تستخدم في تخزينه قبل ترحيله عبر النيل لمناطق اخرى. وبجانبه ميدان كان يستغله صبية المقرن في لعب كرة القدم.
(2)
سكن الصينيون العاملون في بناء القاعة بحي المقرن، وانتزعوا اعجاب السودانيين آنذاك لحيويتهم ونشاطهم ودقة عملهم. اما قمة الإعجاب في عملهم فكان في تطويعهم للطبيعة من حولهم في تسيير شؤون معيشتهم، فقد عملوا على زراعة الخضروات في منازلهم من اجل الاكتفاء الذاتي، بجانب نبات الليف، ويكشف غفير عمل على حراسة احد منازلهم أن الصينيين كانوا يحبون حساء (الليف)، ويقول الغفير انه اجاد طهيه وأصبح يطعمه لأولاده فأصبحوا أقوياء وأكثر حيوية، وينصح الرجل الجميع بتعلم صنع حساء (الليف).
(3)
ويمضي محدثنا ليشير الى أن الصينيين ابتكروا تقنية بسيطة مستفيدين من حرارة الشمس كانت تسمح لهم بجعل ماء الشرب ساخنا وحارا، كل على حدة وعبر مواسير منفصلة، ويضيف أنهم في أوقات فراغهم كانوا يذهبون لصيد السمك من النيل، وكانوا بارعين في ذلك. ومن ثم يعملون على تجفيفه بطريقة معينة لحفظه أطول فترة ممكنة، وكل هذه الاساليب البسيطة والمبتكرة سمحت للعمال الصينيين بتسيير معيشتهم مستفيدين من مكونات الطبيعة، ومقدمين دروسا عن العزيمة الصينية التي لا تعرف المستحيل.
(4)
انتهى تشييد القاعة في وقت قياسي لم يتجاوز العام، ولكن اصعب اجزاء البناء كان ازالة قبر من مكان البناء. ويقول الأستاذ محمد سعيد محمد الحسن مدير العلاقات العامة في بدايتها إن العمال الصينيين كانوا كلما اقتربوا بآلياتهم لإزالة القبر، ظهر لهم ثعبان ضخم أخافهم، ولم تفلح محاولاتهم في إبعاده. وقد قام المشرفون السودانيون بالتقصي حول حقيقة الأمر واتصلوا بوزارة الأوقاف التي ذكرت انه يعود لرجل صالح.
(5)
افتتحت قاعة الصداقة في عام 1973م كواحدة من أحدث مجمعات المؤتمرات في العالم، وقد تم تجهيز القاعة بكافة المتطلبات والمعينات التي تحتاجها المؤتمرات وشملت الخدمات المساعدة لها بما فيها الترجمة، ووظفت القاعة لاستقبال المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، اضافة لأنشطة ثقافية اخرى، وتبدو القمة الافريقية التي نظمت في الخرطوم في السبعينات علامة فارقة في تاريخ القاعة، ويكفيها فخرا أن حوالى (400) صحفي غطوا القمة كتبوا شهادة لها بأنها تحتوي على افضل مكان عقدت فيه قمة، وفقا لما وفرته لهم من خدمات صحفية.
وقاعة الصداقة ليست كتلة واحدة بل انها مقسمة لعدة اجزاء منها القاعة الكبرى للمؤتمرات ومكان مخصص لوسائل الإعلام كما توجد بها قاعة سينما لعرض أحدث الأفلام العربية والأجنبية ومسرح داخلي وصالات للمعارض والمهرجانات. وهنا لا بد من الاشارة الى أن القاعة الدولية وعموم الاجزاء الشرقية للقاعة حديثة التشييد، ولم تكن ضمن تصميمها الاساسي.

السوداني

تعليق واحد

  1. الله يرحمك يا نميرى اذكر انه وفى ايام الانتفاضة توجه احد المنتمين للاحزاب السياسية ممسكا بأداة حادة وكان يحاول تكسير اللوحة الرخامية التى تحمل اسم الرئيس الراحل جعفر نميرى. حينها قلنا له وهل تستطيع تكسير كل المبنى بنفس الاداة؟ هذا خطأ نتاج العاطفه الجاهلة واتمنى ان لا يتكرر ولكل حكومة حسنات وسيئات ولا اعتقد انه سيأتى يوما ما ونقوم بتكسير مطار الخرطوم واقتلاع كوابل الاتصالات لانها من صنع الانقاذ.

  2. عظيم يا طارق الباز ياريت كل السودانين بهذا الفهم وانا اعتقد ان النميري كان من اشرف واطهر الروساء الذين مروا علي السودان بدليل انة فارق هذة الدنيا فقير معدم وكن الحاشية التي كانت حولة يتمتعون باموال الشعب هنا في لندن و اميركا و دبي وستاتي اليوم الذي ينصف فية النميري و انا شخصيا عندما تركت القوات الجوية برتبة نقيب طيار كنت في ضيافة النميري في القاهرة لمد ست اشهر وكنت اعرف كيف كان النميري يعيش علي ضيافة القوات المسلحة المصرية ويمكن تخالف النميري مع شيطان الانس الترابي هي القشة التي قصمة ظهر البعير وربما يردد النميري الان قول الشاعر سيذكرني قومي ان جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..