أخبار السودان

?مراجعات الوطني? صوب قطبي المهدي القيادي في المؤتمر الوطنى انتقادات للحزب الحاكم وصلت حد الوصف بانعدام الكفاءة

الخرطوم ـ الزين عثمان
بالنسبة للقيادي في الحزب الحاكم قطبي المهدي فإن حزب المؤتمر الوطني متدهور ويفتقد للكفاءة لا يبدو التوصيف المتعلق بضعف الأداء والتراجع حول نشاط الأحزاب السياسية في المشهد السوداني أمراً جديداً، الرؤية بعين اللا رضا لم تكن حكراً على قطبي البعيد الآن عن واقع التأثير المباشر فقد سبقه إلى ذات الأمر رئيس الجمهورية في وقت سابق حين قال رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني عقب انتهاء انتخابات 2015 إن واقع حزبه بات يشبه لحد كبير واقع حزب حكومة الراحل جعفر نميري في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي قال البشير ساعتها إن (المؤتمر الوطني صار مثل الاتحاد الاشتراكي).
العودة إلى توصيف (قطبي) لحزبه الحاكم تفتح الباب أمام الاسئلة المتعلقة بطبيعة الأداء الحزبي في عمومياته مثلما تفتح الباب أمام سؤال تحقيق الاستقرار السياسي في بلاد يتسم حزبها الحاكم بالتدهور ويفتقد منسوبوه للكفاءة.
عدم الكفاءة لا يبدو رهيناً فقط بالحزب الممسك بمقاليد السلطة في البلاد بقدر ما يبدو وكأنه حالة عامة في مجمل الأحزاب السياسية في البلاد وفقاً لرؤية الكثيرين. في أوراقه الرسمية يحتفظ مجلس شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية بقائمة تتجاوز المائة حزب وحركة تنشط في الفعل السياسي مثلما تنشط أيضا في القيام بإجراءتها المتعلقة بالتسجيل وإقامة المؤتمرات العامة والمشاركة في الحوار الوطني الذي يفتح بدوره أبواب الوجود في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
في تحليلهم لواقع النشاط الحزبي في السودان يقول مراقبون إن الأزمة لا تبدو متعلقة بالحزب الحاكم وحده وإنما تشمل في المقابل أحزاب المعارضة، فيما يمضي وزير الاستثمار في (حكومة الظل السودانية) وائل عمر عابدين وهو قيادي سابق في الحزب الاتحادي الديمقراطي للقول بأن الأزمة في الأحزاب السياسية السودانية تتجاوز التناول من خلال تقييم (كفاءتها) من عدمها إلى سؤال رئيس يتعلق بـ:هل ما يوجد على مستوى ساحتنا الآن يمكن أن نطلق عليه توصيف حزب سياسي؟ سرعان ما يجب وائل على سؤاله ذي الصفة الاستنكارية بالنفي لوجود مؤسسات يمكن أن نطلق عليها توصيف أحزاب سياسية وفقاً لما هو متعارف عليه في العالم. وائل يبرر وجهة نظره تلك بالإشارة إلى طبيعة التكوين الحزبي في السودان وإلى طبيعة الأهداف المعلنة لأي منظومة ومؤكد وفقاً لطبيعة التعاطي العام مع مشهد الواقع السوداني ولا يغادر مكانه دون أن يضع أسئلة على شاكلة: هل هناك حزب سياسي يمتلك القدرة على جذب كل مكونات الشعب السوداني لتظل من عضويته هل ثمة حزب يملك رؤى لما يجب أن يكون عليه مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويملك في الوقت نفسه أساليب معالجة الأزمات الراهنة؟ من يرفعون شعارات ضرورة استعادة الديمقراطية ممن انقلبوا عليها هل يطبقونها على مؤسساتهم؟ هل من حق أي عضو الحلم بأن يصل إلى أعلى هرم القيادة الحزبية الآن؟ هذه الوقائع تؤكد على أن الأزمة لا تبدو أزمة كفاءة بقدر ما هي أزمة وجود وبالتالي فإن الحديث عن أي إصلاح سياسي في السودان لا يمكن تحصيله دون إنجاز إصلاح للبنية الحزبية أولا.
في رؤيته لما يدور في الساحة السودانية يربط رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين والمحلل السياسي الدكتور عوض أحمد سليمان بين عدم الاستقرار السياسي وطبيعة الأداء الحزبي في البلاد ويتفق إلى حد كبير مع الرؤية القائلة بغياب الكفاءة في الأداء وهو أمر يرتبط بعوامل تتعلق بطبيعة التكوين نفسه وطبيعة القضايا المختلف حولها في البيئة السياسية السودانية، ويشير كذلك إلى عملية غياب التداول السلمي والديمقراطي لقيادة الأحزاب في السودان مما جعلها مرتبطة بأشخاص أكثر من ارتباطها ببرامج تسعى لتطبيقها على أرض الواقع وتحقق من خلالها تحولات إيجابية في البلاد. يؤكد عوض أن التحولات في العالم قللت من التأثير الذي لعبته الأحزاب السياسية في وقت سابق ولم يكن السودان بعيدا عن هذا الأمر خصوصاً في ظل بروز وسائط جديدة للتواصل بعيداً عن سيطرة الأحزاب كما أن إصرار المؤسسات الحزبية على التفاعل وفقاً لما ساد في الستينيات جعل الكثيرين يبتعدون عنها ويبحثون عن مؤسسات أخرى يمكنها استيعاب طموحاتهم. لكن الأمر لا يعني إمكانية الاستغناء عن الأحزاب السياسية فهي تظل إحدى الأدوات المهمة في سبيل إنجاز تحول ديمقراطي حقيقي.
لكن محمولات تصريحات (قطبي) حول الأداء في حزبه تعيد الجدل حول قضية أخرى تتعلق بالزمان نفسه وبموقع الرجل الآن مما يدفع الكثيرين إلى النظر إليها في إطار أن الرجل يعبر عن لسان حال (الغاضبين) وأن الحزب هو الحزب ما تغير فقط موقع الرجل من التأثير والمساهمة في فعله وهو أمر يمكن نفيه من خلال أن الرجل كان واحدا من الذين وقعوا على مذكرات سابقة تطالب بالإصلاح وهي المطالبة التي تؤكد في الوقت نفسه أن الأمور لم تعد على ما يرام. أمر تؤكده فرضية أخرى تتعلق هذه المرة بالمشاكل الراهنة وعلى رأسها ازمة نزع السلاح التي تمخضت عنها الأزمة الحالية بين الحزب الحاكم وأحد منسوبيه موسى هلال وهو ما يقرؤه كثيرون في إطار عملية الاندماج بين ما هو حزبي وما هو قبلي لدرجة أن القبيلة في كثير من الأحيان تظهر وكأنها أقوى من مؤسسة الحزب. لا تبدو الأزمة في هذا الاتجاه فإن النظر إلى الصراعات الدائرة الآن في عدد من الولايات وبين أعضاء المؤتمر الوطني تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن ثمة أزمة تتجاوز عدم الكفاءة إلى التأثير على مدى سريان سلطة الحزب نفسه. فيما ينظر كثيرون إلى أن الأمر هنا يتجاوز الحزب الحاكم إلى مجمل الفاعلين في الساحة السودانية من أحزاب يبدو تعريفها بهذه التسمية أمر قابل للنفي.
اليوم التالي.

تعليق واحد

  1. قطبي وغيره من يطلقون القول علي عواهنه كل من يفقد جاة منصبا يهطرق من غير وعي كان فيها ويعرف جيدا من الكف والغيركف كفر قطبي من دخول الجتة

  2. قطبي وغيره من يطلقون القول علي عواهنه كل من يفقد جاة منصبا يهطرق من غير وعي كان فيها ويعرف جيدا من الكف والغيركف كفر قطبي من دخول الجتة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..