مواقف رائعة .. هل بقيت؟ا

مواقف رائعة .. هل بقيت؟

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

أريد اليوم أن أحكي قصة سمعتها من مدرس فاضل ومدرس مثال، لن أقول من مدرسي الزمن الجميل إذ الزمن ستشهد القصة على عدم جماله.

قال محدثي بينما أنا خارج من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، استوقفني شاب وقال أأنت الأستاذ فلان؟ قلت: نعم. وبعد سلام ثانية وثالثة أقسم أن اذهب معه لبيته. قلت يا أخي ما المناسبة؟ أنا زائر للمدينة وعلى سفر. أصر إصراراً شديداً أن أذهب معه لبيته. وحتى هذه اللحظة لا أدري من هو وما علاقتي به وما سبب الإصرار. نعم السودانيون في الغربة متواصلون ويحترمون بعضهم لدرجة تحسدهم عليها كثير من الجاليات.

ذهبنا إلى بيته وبسيارته الفارهة. قال أنا فلان بن فلان أعمل مهندساً هنا في المدينة المنورة. وأنت يا أستاذ درستني في المرحلة الأولية بقرية كذا بمنطقة المناقل. قال المدرس قلت في نفسي ودرست غيرك آلاف هذا السبب لا يكفي سبباً لهذا الإصرار. رددت عليه جزاك الله خيرا ووفقك.

قال المهندس: غير أن الذي لا أنساه ما حييت موقفك معي. يا أستاذ كان من عادة أطفال ذلك الزمان في تلك المدرسة أن يخلعوا أحذيتهم ويمشوا حافيي القدمين، وكان ذلك يضايقك وكنت تجلد من يفعل ذلك. كنت أنا حافي القدمين وأمسكت بي لتجلدني قلت لك أنا أصلاً ليس لي حذاء وشرحت لك حالي وحال أسرتي، فما كان منك إلا أن كتبت ورقة لصاحب الدكان ليعطيني حذاءً جديداً. فرحتي بذلك الحذاء لا تعادلها الا فرحتي بلقائك اليوم.

قال الأستاذ: بارك الله فيك.. الحمد لله.

تبادلا الحديث والذكريات وأكلا غداءً فاخرا، وتحدثا في امور كثيرة، وجاء وقت الوداع، فأعاده المهندس الأستاذ إلى نزله ومعه هدية كبيرة جداً. قال الأستاذ: يا ولدي المهندس والله انا بخير وقد أكثرت هذه الهدية، يكفي التواصل وحفظ الجميل الذي لا أصنفه جميلاً بل واجبا. وتعانقا والدموع في أعينهم.

الم اقل لكم لم يكن الزمن جميلاً ؟ حتى حذاء البلاستيك لا يستطيع شراءه كثير من الناس. «وبرضو فاتحين رأسنا الزمن الجميل الزمن الجميل، يبدو انه كان جميلاً في أم درمان والختمية فقط».

ما رأيكم في وفاء تلميذ الأمس؟ وما رأيكم في نبل مدرسه. لن نقول إن هذه الأمثلة اختفت، ولكن كثيرا من ذلك الفقر زال، أو الفرق بين المدرس وتلاميذه لم يعد بذلك الفارق. أو الأمر تطور بحيث صار في مدارسنا مشرف اجتماعي أو مشرف طلابي يعرف ما لا يعرفه الأساتذة عن الطلاب، ويحل مشكلاتهم بعيداً عن المدرسين . أموجود هو؟ هذه الوظيفة لماذا غائبة عن مدارسنا، مما جعل أسرار الطلاب على ألسنة كل المدرسين يجترونها وهم يفطرون بلحمين آدمي وحيواني.

إلى وزارة التربية هذا المقترح: دعونا نرى هذا المشرف او المرشد الطلابي في كل مدارسنا.

سامحني يا أستاذ لم استأذنك في نشرها، ولكن رأيت أن يسمعها غيري.

تعليق واحد

  1. واحسرتاه على ذلك الزمن الجميل
    كان الفقر ولكن كانت مثل وقيم
    مااجمل مربى ذلك العهد الجميل
    تدهور الوضع الاقتصادى للمعلم وتدهور معه كل شئ
    لعنة الله على زمان بشبش وعلى عثمان وابوالجاز والمتعافن ومن لف لفهم

  2. كتاب ارزقية وعنصريين بالباس الدين الاسلامي قال الزمن الجميل كان في امدرمان والختمية ياعنصري ياتاجر دين انت وامثالك لكم يوما ما حساب عسير سكر التموين مااتربيت بيهو وقريت بيهو قال هسع ماف طالب حفيان بالله نسبه الفاقد التربوي حدث ولاحرج ونسبه التحصيل الاكاديمي ايضا انتم فقدتم ضميركم واخلاقكم ودينكم وشرفكم امشي دار المايقوما اسأل اسمع بكره ليك طلب فول تكتب عني مقال وليك جنية كان دخلت فية اية وجنية اذا دخلت فية حديث يعني تلاته جنيهات والرزق علي الله

  3. يظهر ياأستاذ أنك لم تستوعب عبارة ( الزمن الجميل ) جيدا بدليل نبرة ( التهكم ) بأمدرمان والختمية فقط ( وفاتحين راسك ) ! وأرجو أن تفتح لى رأسك الآن لكى أوضح لك بأن ( الجمال ) كان مصدره فى تصرفات مثل هؤلاء المعلمين الذى اشترى حذاء لطالب لاتربطه به أى علاقة بدلاً عن عقابه والأمثلة كثيرة لاحصر لها ..علماً بأن العلم كان فى الرأس وليس فى (الكرعين ) والمدارس ( الحكومية ) ممتلئة بالكراسات والأقلام والحبر وكلها ( مجانية ) فى ذلك ( الزمن ) مع ( جمال ) تصرفات الآخرين لذا ببساطة سمى ( الزمن الجميل ) ولا علاقة للتسمية ب( مكان ) ياأستاذ وإلا لقلنا ( مكان الزمن الجميل ) .. هل فهمت ؟ لاأظنك !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..