مناخات الصدام.. هل هي محمية من أهل النظام ؟

مناخات الصدام.. هل هي محمية من أهل النظام ؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

أكبر الحرائق يكون من مستصغر الشرر ، وبشهادة والي الخرطوم الذي استبق كل وكالات الأنباء والتحقيقات بل و الناطق الرسمي للقوات المسلحة وأفتى برؤيته حول غزوة اليرموك اياها وقال ، انها مجرد شرارة لحام !
والشيء باشيء يذكر !
فبالأمس تحدث والينا المنوط به مسئؤلية أمن الولاية تلك الجمهورية القائمة بذاتها ، متوعدا بائعي ومروجي المخدرات والخمور بعدم الرحمة منعا لتسميم المجتمع بها، وهذا كلام في عمومياته طيب ، بل وأتبعه بما هو أطيب حينما قال لن نتعقب أحدا وهو يتعاطى مستورا داخل منزله ، فالاسلام يمنع التسور والتلصص !
ولكنه في ذات الوقت حذّر من المجاهرة التي تسيء للمجتمع ، وهذا ايضا أمر لا اعتراض عليه !
ولكن ما نود أن نركز عليه يا سعادة الوالي ، ان النظام هو النظام عاما كان أم خاصا ، وان الأمن كل لا يتجزأ ومسئؤلية الحاكم تكون متكاملة دون التركيز على مسلك بعينه والتغاضي عن سلوكيات أخرى !
فمثلما أنت مسئؤل عن صيانة المجتمع من الموبغات التي حرمها الله ان كنت صادقا في النوايا والأفعال !
فمنوط بك أيضا درء الفتن التي هي أشد قتلا ، فلا أحد يملك الحق غير السلطات المعنية في تطبيق القانون بيده فلا الذين يتعدون على الأضرحة والقبور لهدمها هم أوصياء على الدين أكثر من غيرهم الا اذا مدوا اياديهم للناس بالحسنى والموعظة الحسنة ولا الذين يتصدون لهم معنيون بحماية تلك الأماكن دون ولاية قانونية ، طالما أن في الدولة أو يفترض سلطات من مسئؤلياتها أن تحمى كل الأطراف وتقف بينهم من مسافة واحدة للفصل ، وان من أولويات مهام السلطات دائما اتخاذ الاجراءات الاستباقية لتلافي الخطر قبل وقوعه !
لاسيما وان مواعيد انعقاد ساحات الذكر في تلك الضرحة معلومة لكل ذي عين وأذان !
البلاد ليست ناقصة للمزيد من التشاحن والتي تلف حرائقه الأطراف وتحاصرها ، الا اذا كان النظام يريد انتقال شرارته الى المدن وتحديدا العاصمة ليلهي الناس بتناقضات وعيهم لاسيما في تفسير الظواهر والاجتهاد في محاربتها كل من منطلق فهمه الخاص ووسائله الذاتية !!
لا احد يستطيع أن يصنف ما تحكم به الانقاذ حتى الان ، وما اذا كانت هي حقيقة دولة شريعة تضع الناس كلهم على ميزان العدالة الذي لا يفرق بين أوزان الناس من منطلق محسوبية أو سلطة أو مذهب ، بل ماهو ثابت وفقا لما نشهده أنها تحتكم الى شريعة مفصلة على مقاس دولة تنمو طحالبها في أجواء جعل مياه المجتمع راكدة اسنة غير متحركة بتنامي الوعي في ممرات التنوع الذي يؤد ي الى انفتاح الجداول على بعضها لاحداث التمازج الذي يطفي الاشتعال المدمر لما تبقى من بنية المجتمع !
بل ان السلطات بتغاضيها عما ينذر بخطر كبير في ذلك الصدد من تجاوزات لعلها تهدف الى الهاء الناس بالفتن البينية التي يستفيد من انشغالهم بها أهل الحكم والحظوة والمعنى واضح !
والله نسال ونحن نخطو الى عام جديد ونطوي سنة من عمر استقلالنا الكسول الهرم ، ان يجنبنا فتن أهل الغرض الذين يستغلون اضطراب الأجواء للاصطياد في مناختها المتعكرة فوق ما هي مغبّرة!

انه المستعان.. وهو من وراء القصد .

تعليق واحد

  1. كلام فى محله.. فالمسؤلية لا تتجزأ.
    اللهم أزل الكابوس عن بلادنا و كفها شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن..

  2. بارك الله فيك أستاذنا برقاوي.
    هؤلاء حتى الحق عندما ينطقون به فهم لا يريدون به الحق نفسه ولكنهم يريدون فقط حماية باطلهم ونثر الغشاوة على أعين الناس.

    لو كان هؤلاء صادقون في نصف أقوالهم التي يرددونها على مدى ال24 عاماً الماضية لما كان هذا حالنا لأن المولى عز وجل قد قطع بوعده في قرآنه حيث قال: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )[العنكبوت : 69].
    ولكن هؤلاء يجاهدون ويعملون لمصالحهم فقط ولم تكن يوماً “هي لله” كما صدعوا آذاننا!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..