بينها ‘إس .. إس .. إصلح ولا بنكملها’.. و’ملينا حكم النسوان’.. الأردن: هتافات تتجاوز الدعوة لإسقاط الحكومة وتلمح للتحول ضد النظام

خلافا لكل التقاليد المألوفة في الماضي تجد الهتافات الحادة والقاسية والتصعيدية التي يطلقها أنصار الحراك السياسي في بعض الأحيان بالشارع من ينشرها ويسلط الضوء عليها خصوصا في أوساط الصحافة الإلكترونية التي تختط لنفسها سقفا متقدما في النشر قياسا للصحافة اليومية المعروفة.
ومؤخرا لوحظ بأن سقف الهتافات خصوصا في أوساط أبناء المحافظات والعشائر يزداد سخونة وسط حالة عجز حكومية واضحة عن التعامل مع المشهد، حيث يصر أبناء العشائر والمحافظات على توجيه رسائل على شكل إنذار للنظام نفسه مع التشديد على ضرورة إسقاط حكومة الرئيس معروف البخيت.
وهذا الأمر دفع محللين ودوائر إعلامية لتوقع صعوبة صمود وزارة البخيت للأسابيع القليلة المقبلة، مما دفع إلى الواجهة مجددا سيناريوهات التغيير الوزاري والعمل على الاستعانة برئيس وزراء جديد من اوساط العشائر نفسها وتحديدا من مدن الجنوب الذي يعتبر أكثر حدة في التعامل مع دعوات الإصلاح.
وهنا قفز خلال اليومين الماضيين إسم رئيس الوزراء والمفاوض السابق فايز الطراونة كمرشح لخلافة البخيت في وقت سريع لم يكن محسوبا، وبرزت أسماء أخرى، لكن المأزق يتمثل في أن بعض أنصار الحراك الشارعي مصرون بالتوازي على رفع شعار يقول ‘فلتسقط أيضا الحكومة المقبلة’، الأمر الذي يضع أصحاب القرار المرجعي في حيرة من أمرهم لأن التضحية بالحكومة الحالية ينبغي ان يشكل خطوة لاحتواء الشارع إذا حصل.
ولا يبدو ان أنصار الحراك الإصلاحي ودعاة التغيير يحددون هدفا محددا للوصول إليه سياسيا حتى اللحظة، لكن عمليات التصعيد بالخطاب والهتاف بدأت توجه رسائل غير معتادة للنظام هذه المرة تتجاوز الحكومات، وهو ما ألمح إليه نشطاء مدينة الطفيلة جنوبي البلاد عندما التقوا رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري حيث نقل عن عضو لجنة الحوار الوطنية خالد كلالدة القول: البلطجية المدعومون من الأجهزة الأمنية يعتدون على أملاكنا وسياراتنا والدولة لا تفعل لهم شيئا.. نحن لا زلنا نقول اننا مع النظام ونطالب بإصلاحه لكن إذا لم يوضع حد للبلطجة لا نضمن استمرار نفس الموقف.
ومؤخرا لفتت صحيفة في المرصاد الإلكترونية التي تعتبر الأكثر تعبيرا عن طبيعة الحراك وقواه في الشارع الأنظار إلى تطور مهم في الهتافات، فقد ردد المشاركون في أحد الإعتصامات العبارة التالية ‘إس.. إس.. إصلح ولا بنكملها’ وهي عبارة على الطريقة الأردنية تلوح ضمنيا بشعار إسقاط النظام الذي لم يرد عمليا في كل مظاهر الحراك، وإن كان وزير الداخلية مازن الساكت ورئيس الوزراء معروف البخيت قد هددا بالتعامل قانونيا مع الهتافات التي تمس بالدولة الأردنية ورموزها.
والسبت كانت نخبة من أبناء العشائر المسيسين تنظم اعتصاما وتوجه رسالة مباشرة بإسقاط البخيت امام مكتبه الرئاسي مع ترديد هتافات غير مسبوقة من بينها ‘ملينا حكم النسوان’، في إشارة واضحة لدور الملكة رانيا العبد الله التي تستهدفها بعض قوى الحراك بالشارع.
كما أطلقت هتافات تخص المرجعيات والخطوط الحمراء يسمعها المواطن الأردني بصورة نادرة ومن يطلقها هم نخبة من أبناء العشائر والمتقاعدين العسكريين والأوساط التي شكلت دوما مناطق التأييد الكلاسيكية للنظام، الأمر الذي يشكل مفاجأة غير سارة للدولة ومؤسساتها، خصوصا وان سقف الهتافات يرتفع عمليا كلما مرت الأيام بدون إصلاح حقيقي، فالأردنيون يريدون دولتهم على حد تعبير الصحافي فهد الخيطان، وفرصة الربيع العربي بعد تزوير الانتخابات العامة مرتين توفر أرضية للكثيرين لرفع الصوت في الشارع حيث يشكل الفساد مادة دسمة لانتقاد المؤسسات الرسمية.
القدس العربي