زعماء العالم يجتمعون في “نيويورك” والبشير يمارس الاستغفال بـ”الجنينة”

انتظمت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من السخرية، من الرئيس السوداني عمر البشير، بسبب العزلة التي يعيشها، جراء تورطه في عمليات الابادة الجماعية، ولكونه محروماً من الأنشطة التي يقوم بها أقرانه ونظرائه من قادة الدول حالياً.
وفي الوقت الذي اجتمع فيه رؤساء وزعماء الدول في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 72 في نيويورك، غاب البشير عن تلك الفعاليات بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، لتورطه في الابادة الجماعية باقليم دارفور.
وفي ما يُشبه السلوك التعويضي، ابتدر البشير جولة الى ولايات دارفور، في توقيت متزامن مع اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، لكسر العزلة المفروضة عليه.
وخاطب البشير أمس الثلاثاء، جمعاً من مواطني ولاية غرب دارفور، وافتتح مكاتب ديوان الزكاة ودشن استاد الجنينة، ما كان سببا في التندر من البشير على اعتبار ان تلك المشاريع أقل من طموح المواطنين هناك.
وسخر مواطنون من زيارة البشير الى ولاية غرب دارفور، مشيرين الى انهم ليسو ضد الزيارة، او ضد ان يلتقي البشير بالمواطنين او يخاطبهم، فهو شأنه، وقالوا إنهم ضد محاولة استغفال المواطن بمشاريع غير مهمة ولا منتجة، لان البشير لم يقم بتدشين مشاريع عملاقة، تعود بالنفع العام للمواطنين، في الولاية التي تفتقر الى ابسط الخدمات.
وسيغادر البشير الى ولاية جنوب دارفور، لزيارة منطقة شطايا بعدما قامت الحكومة باستمالة بعض المكونات بالمنطقة من اجل استقباله، الامر الذي كان مثار استفهام عند كثيرين، خاصة ان كثيراً من قادة منطقة شطايا يكنون عداءً كبيراً للنظام، بل فيهم من شهد ضد البشير في المحكمة الجنائية.
وقالت مصادر اعلامية تحدثت لـ(الراكوبة) ان الدائرة المقرّبة من البشير، ظلت تختلق برامج موازية للفعاليات الكبيرة، من باب الترويح على الرئيس، وحتى يتجاوز مرحلة الاستياء التي يدخل فيها بسبب حرمانه من حضورها.
واشارت المصادر، إلى أن الصحافي محمد لطيف الذي تربطه مصاهرة مع اسرة الرئيس البشير، سبق ان نظّم جلسة ترفيهية للبشير احضر له فيها الشاعر والاعلامي السر قدور صاحب برنامج “اغاني واغاني” المُذاع بقناة النيل الازرق، والمطربة هدى عربي، لإنتشاله من حالة الاستياء، بسبب حرمانه من المشاركة في القمة الاسلامية الامريكية التي اقيمت بالسعودية، والتي حضرها الرئيس الامريكي دونالد ترمب.
وقالت المصادر ان الجلسة الترفيهية التي اقامها الصهر الرئاسي محمد لطيف للبشير، جاءت في توقيت متزامن مع تلك القمة، التي شارك فيها طه عثمان مدير الرئيس الفريق بدلا عنه.
وابتعث البشير وزير خارجيته البروفيسور ابراهيم غندور إلى نيويورك، لحضور اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 72، وذلك خوفاً من اعتقاله وتسليمه الى محكمة الجنايات الدولية، التي تطالب باعتقاله وتوقيفه، بتهمة الابادة في دارفور.
وراى خبراء ومختصون، ان عدم قدرة البشير على المشاركة في الفعاليات الدولية، اضرت بالبلاد وحرمتها من فرصة توقيع تفاهمات رئاسية تخدم البلدين، مشيرين الى ان رؤساء الدول يتحاشون اللقاء بوزير الخارجية الذي ينتدبه البشير، على اعتبار ان البرتكول لا يقر ذلك، وقالوا إذا كان رئيس الجمهورية مشاركاً ربما قابل رؤساء الدول الاخرى، مشيرين الى ان ذلك وحده كفيل بالعمل من اجل اقتلاع النظام، لافتين الى ان الصادق المهدي سبق ان قال اكثر من مرة بان مشكلة البلاد في عدم قدرة البشير على السفر الخارجي.