متى يكون الجيش للسودان ..وليس لحماية الكيزان ؟ا

محمد عبد الله برقاوي..

نعم الكل يعلم الخطة طويلة المدى التى رسمتها عناصر الجبهة الاسلامية لتمدد سرطان كوادرها في خلايا جسم الوطن الاقتصادية والأمنية والعسكرية وفي ثنايا الخدمة المدنية بشتى قطاعاتها وتجهيز البراعم المؤدلجين من المراحل الدراسية الثانوية والجامعية لاحتلال مقدمات ومفاصل تلك المرافق الهامة .. منذ أن تسلل سوسهم الى عظام النظام المايوي الذي فقد الدرب في سنواته السبع الأخيرة بعد أن أنسدت كل أبواب المصالحة الوطنية وموقعة ماسمي بغزو المرتزقة ..فقفزوا الى داخل النظام من على حائطه القصير .. و مشاهد ذلك الفيلم الطويل لا زلنا نعيشها الأن وهو شريط غمس على أمتداد الثلاثين عاما الأخيرة من عمر استقلال الوطن في محاليل الحقد والتشريد والجوع والاذلال .. ودماء الحروب التي ظلت تأخذ برقاب بعضها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ..لتتكامل مشاهده في قبحها المماثل لأفلام مصاص الدماء المرعبة التى كنا لا ننام من بشاعتها بعد عودتنا من دار السينما التي السلوى المحببة لنا في بواكير الشباب.. وهاهو الزمان السيء يقطع طريق تقدمنا نحو المشاهد المفرحة المتقطعة..نحو الديمقراطية والحرية فيفاجئنا بعهد رئيسه ظل يعيد علينا دور مصاص الدماء الذي أدمنها ولم يعد يرتوى منها طالما هو قد أصبح في غفلة الزمان ولعبة الكيزان رئيسا للجمهورية وقائدا عاما ثم أعلى لجيش ..كان حقا يمثل العضد الحامي للوطن ومواطنيه ويمتاز بالكوادر ذات الكفاءة العالية من الضباط والجنود الأشاوس .. قوة وتدريبا وأخلاقا وبسالة..فأحاله الى صفوف مغمضة العينين ومغسولة الأدمغة ومملؤة الأفواه بماء السكر ووفرة الطعام درءا للململة والكلام .. ولو كان ذلك سيؤدي للانقياد نحو قتل أهلهم من المواطنيين حتي من ذات قبائلهم ومناطقهم التى استعداها قائدهم ونظامه بالمظالم وسياسة التفرقة
والتمييز في توزيع النذ ر ا ليسير من التنمية والخدمات والتى تفيض موارد تمويلها فتاتا من الفاقد في قسمة الثراء الحرام والفساد والامتيازات للمحاسيب وقادة النظام أولهم ..!
طبعا هذا فضلا عن المبالغة فى الصرف البذخي علي التسليح لحماية النظام وليس الوطن .. وصرف الترف على المراسم والبرتكوليات اللوجستية لرجال الحكم وسكناهم وتنقلاتهم وهم الذين يتمثلون في الأقوال وليس الأفعال بالصحابة الميامين الذين كانوا يفترشون ظلال الأشجار قريرى الأعين بعدلهم ..لا تحرسهم الا العناية الالاهية التي أخلصوا لها النوايا حربا وسلما وعبادة خالصة وورعا..!
صحيح نحن ندرك أن الجندى مأمور .. وان لم يرضي قتال من أعلن عليه قائده الحرب لمواجهة افتراض الموت في ساحة القتال عادلة كانت أهدافها أم جائرة ..فانه قد يتعرض لعقوبة ربما تصل الى ذات النتجة بازهاق روحه بدعوى عدم اطاعة الأوامر.. ولكن ذلك لا يمنع من فرضية انشقاقه أو تركه للخدمة التى تحوله الى عود ثقاب ليس الا.. لاشعال حروب هي من لدن
نزوة الحاكم أو تعنت رأيه وفكره نحو حسم كل صراعاته بعيدا عن العقل والتفكير وفي غياب مؤسسية الدولة التى تتدارس الحلول البديلة حفاظا على رقعة الوطن وأنهار الدماء التى اغرقتها كثيرا..ولا تترك عظائم الأمور ومصائر البلد في يد رجل استغل رعددة من حوله من الطامعين في رضائه بعد أن أمسك بظهورهم من الملكتين السياسية في الحزب والعسكرية في الجيش فأثروا الانكسار في صدره وتركوا له قياد التصرف واتخاذ القرارات الخطيرة واعلان الحروب ونقض الاتفاقات العاقلة والعادلة .. وهاهي البلاد ومن جراء ديكتاتوريته وسعيه لحماية نفسه من السقوط والوقوع في فخ الملاحقة ..تقع هي في اتون جديد لايهم من الباديء فيه بقدرما الأهم هو المعالجة الحكيمة التي تتطلب أن تكون الحلول الأمنية هي أخر بيت القصيد وليس الحل الأول .. وقد لاحت في الأفق مبادرات كثيرة لو أن عاقلا قد أمسك برأس خيطها لتجنبنا كثيرا من الكوارث التي جعلت من خارطة الوطن مجرد قطعة كبدة في طاولة جزار الغفلة الذي ظل يعمل فيها شفرته الثلمة ويتلذذ بمنظر دمائها تتقطر على بذته التي تشربت بها.
لقد وقفت الجيوش في مصر وقبلها تونس مواقف تؤكد على قوميتها ووطنيتها وعدم انقيادها الأعمى جزافا للأنظمة وقادتها.. وهاهو جيش اليمن في ظل( النظام المحتضر ) ورئيسه المحترق تتوالى انقسامات ضباطه وجنوده البواسل للوقوف الى جانب ثورة الشعب الذى ملّ نظريات التسلط والجهل والعبودية التى جثمت على انفاسه عقودا..و حتى الجيش السورى التى جعلت منه أثنية العلويين و العائلة الأسدية المتسلطتان علي اهل الوطن ومقدراته مجرد سرايا تابعة لهما ..هاهو الآخر يصحو من غفوته بعد أن سخرته تلك الديكتاتورية العائلية وأدلوجيتها البعثية التي تجاوزها الزمن والعقل كسيف على رقاب المتظاهرين المقهورين والمسالمين من أهل وطنه..!
ونحن ندرك ايضا أن القهر والتشتيت والاستهداف الممنهج لقيادات وفعاليات الوطن السياسية على أمتداد كل سنوات التغلغل الكيزاني في مفاصل الحكم ومرافق البلاد والتكويش على الثروات وتبديد امكاناتها قد انعكس بدوره على قدرة الحركة الجماهيرية التى استعبدها اللهاث وراء المعيشة ودفعها الى اليأس والاحباط دوخة في دائرة الحياة الضاغطة .. وندرك ايضا أن ذلك رغم سوءاته له ايجابياته على بطء خطوات قدومها. في زيادة الاحتقان الذى سينفجر لامحالة وقد توفرت كل اسباب انتفاخه وتقيح ورمه المزمن..!
غير أننا نتسال هل مات ضمير من نحسب وجودهم على قلتهم من الضباط والجنود الذين نفترض انتماءهم للوطن واهلهم ومناطقهم باخلاص وليس الانتماء لأجندة فئة الكيزان ومؤتمرها المارق ورئيسها الدموي ! ليقولوا كفى حروبا وتقسيما وجراحات .. حتى نستطيع أن نقول أن لنا جيشا وطنيا .. كما كان دائما منحازا لحماية الوطن وليس ساترا لزمرة من الأوباش القابضين على زمارة الوطن ومواطنه لدرجة التفطيس .. فطسهم الله في جهنم العذاب التي استمرأوا اشعالها ليستدفئوا بها ويتلذذوا بروائح شواء البشر في ظل صمت شعبي مريب.. واذعان جيش غريب.. فلكما عون الله ..يا وطننا وشعبنا وهداك المستعان يا جيشنا لدرب الحق ..
وهو من وراء القصد..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

تعليق واحد

  1. تتساءل يابرقاوي وتتناسى أن هذا الجيش يوم كان قوميا وقف مع جماهير الانتفاضة في ابريل 1995م
    ضد جعفر النميري مع العلم بأن جعفر النميري كضابط كان محبوبا من جميع الافراد مع أنه جابهة عدة انقلابات ضده وأخرها كان من سلاح المدرعات في 1983م ،،، ومن قبل في فترة الفريق عبود وانتفاضة اكتوبر المجيدة أستشهد القرشي فكان ذلك قاصمة الظهر لدعم القوات المسلحة للفريق ،،،،، مما يعني أن هذا الجيش أكثر الجيوش العربية انحيازا لشعبه ممن استشهدت بهم من جيوش المنطقة ،،،،
    ولكن ابوآمنة حامد كان يكتب عمودا في الصحافة من قبل (من يقول البغله في الابريق ،،،،،، )من اين الخلل في توليفية الوطنية لهذا الجيش ؟؟؟؟ الخلل أتي في حكم الديمقراطية الثالثة في عهد الصادق المهدي الذي استوعب الجيش الحالي ابنائه !!!! وهو الذي رفضهم حتي وأن العقيد عبدالرحمن الصادق وهو خريج الكلية الاردنية وهي مماثلة للكلية الحربية رفض استيعابه في فترة الفريق سوار الدهب ؟؟ لماذا لأن بقية الوطنية ما زالت في ذاك الجيش حتى فوز والده بالانتخابات وترأسه للوزارة وأحتفاظه بوزارة الدفاع وفي عهد قائد عام ضعيف الشخصية وقادة اركان لم يحلموا بمناصبهم تم استياعبة !!!! اشخاص المعارضة وهم من بذر فتنة القوات المسلحة وهم من بدءوا بالأستقتباط الممنهج لضلبط القوات المسلحة وكنت ممن رفض ذلك فكان مصيري الصالح العام ،،،، يخربوها ساستكم وكبرائكم وتتذرعون الان من حصاد افعال شخوصكم الذين تحسبون لا يأتيهم الباطل من خلفهم !!! فالباطل هم فلا تتباكون على قومية القوات المسلحة بل اصبح الامر ( الحشاش يملأ شبكته ) فأن فازت الجبهة الاسلامية أمس فسوف يأتي غدا بحزب أخر ويستقطب الافراد وتدور الدوائر للسودان الجريح هكذا حبا للجاه والسلطة ولا للوطنية والوطن بموطأ قدم ،،،، والله من قصد السبيل ……………………………….

  2. يا أبا الأباريق…..كل سنة وإنت طيب

    والفى الصورة دى…رئيس هيئة الأركان واللا شنو؟؟؟

  3. الاجابه على العنوان:- لمن تبقوا رجال وتطلعوا الشارع ح تلقوا الجيش وقف معاكم زى فى مصر وتونس غير كده الكيزان ديل ح يقعدوا لمن السودان يبقى 8 دويلات

  4. اصلا الجيش معروف عنه انه لايعترف بالمدنية اطلاقا فنجد ان المعلمين عند التدريب اذا ارادوا ان يشتموك فيقولون انك زول ملكى ساكت فهم لايعيرونه اهتماما وان كان بدرجة بروفطالما انه ملكى وكذلك الملكى لايعترف بالعسكرى ابدا وان تمكن من العلم ونال اعلى الدرجات العلمية فهو عسكرى بليد لايفقه شى على الرغم من ان الضباط صاروا يقبلون على العسكرية بعد التخرج وصاروا ينالون الدراسات العليا ولكن روح العكسرية وبلادتها تسيطر عليهم ولذلك لايستقيم الامر معهم فاما ان تكون حكومة عسكرية صرفة وهذا مستحيل طبعا لانه ومنذ استقلال السودان ما جاء العسكر الا وهم محمولين على اكتاف المدنيين من الاحزاب التى لم تجد طريقا لحكم السودان الا عبر العسكر وسرعان ما يضيق العسكر من فهم وعقل المدنيين ولكن هيهات لهم من الحكم المنفرد فهم لايستطيعون لذلك سبيلا لذلك يجب على العسكر بالبقاء فى سكناتهم وان يلتزموا بواجب الحماية وسلامة وامن مواطنيهم الذين يدفعون كل غالى ونفيس لهم وعلى الاحزاب التى لاتستطيع ان تصل لسدة الحكم عبر مويديها ان تحل انفسها وتقتل حلمها بدلا عن قتل وطن كامل

  5. الم تسالو انفسكم كيف يتم الاستيعاب فى الكلية الحربية فى عهد الكيزان الاستمارات توزع للكيزان فى الاحياء والتحريات يقوم بها الكيزان الغير عسكرين وتقول لى جيش قومى القوات المسلحة اصبحت مليشية من مليشيات الكيزان واى ضابط ما عاجبوا يروح الصالح العام. وبرضو تقولى جيش قومى هاهاهاههاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاتهاهاهاهاهاهااهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاههاهاهاههاهاهاهاههاهاههاا ضحكتنى

  6. منو العندو احساس عشان ما يستشعر الكل اتبنج واي واحد يعمل حركه كده ولا كده بيدخلو غرفه الاشباح لي اتمام الشغل الشاغل افكارهم الوهميه ده كل من اجل السلطه الهابطه والهالكه الشعب المسكين انشاء الله مش دائمه لكم

  7. هسي بالله المره دي جابا شنو في الوزارة ..أليس الرجال أحق بها وهل هي قادرة علي تحمل هذا المنصب؟هل بإستطاعتها أن تذهب لمناطق التماس هذي ؛هذا الكلام يتنافي مع الإسلام …لوقالت إييك حتعملي شنو أحسن ليك تقعدي في بيتك ترتبيهو وتشوفي الناقص شنو أحسن ليك من الحواسة دي وانتي في النهاية مره كان عملتي شنو ياهو مره بس

  8. شكرا اخي استمتعت جدا بمقالك الرائع

    واتفق معك علي ان نظامهم لحمايتهم فقط

    كل الشكر

    لا تأسفن على غدر الزمان ? لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
    لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ? فتبقى الأسود أسود والكلاب كلاب

  9. الجيـش هو جيش السودان و ليس جيـش الكيزان .. ما حدث في جنوب كردفان و النيل الأزرق هو حماية للتراب السوداني وليس حماية لمؤسسات حزب المؤتمر الوطني !!

  10. جيشنا فوق فوق سودانا فوق فوق وسناء حمد فوف فوق:lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..