حيثُ .. قصيدة جديدة
السفير محمد المكي إبراهيم
مهداة لحيدر إبراهيم والباقر العفيف وأبو الريش وأمين مكي مدني
(إلى حيدر إبراهيم على والباقر العفيف وأبو الريش وأمين مكي مدني
وبقية الأقمار في مجموعة السودان الشمسية.. بمناسبة عيد الاستقلال- واحسرتاه)
====
حيثُ لا ينبتُ العشبُ/ لا يصهلُ النهرُ
لا تتصابي الصبايا/ ولا يستبينُ الكلامْ.
حيث يُحلقُ شَعرُ السبايا
وُتفضحُ أسرارَهُن.ْ
حيث ينفردُ الفأسُ بالساقِ
والشحنةُ الكهربيةُ بالأُذنِ
حتى تطنَّ
ويندفعُ القلبُ نحوَ اللّسانْ،
حيث عبءُ الرجولة منكمشٌ في الخُصى الحجرية
والحَرَسُ الكلب ُ يبعثها من مكامنها
كالطرائد
في لوثة الاغتلام.
حيث ُيمنعُ ماءُ الوضوء عن الروح
والروحُ تخرجُ ? من يأسها-
كالقذيفة هاربةً من نُخاع العظام
حيث يحترقُ الجفنُ تحت الإضاءة
ليلكةُ الحلم تخرجُ حمراء..حمراء
من فجوات المنام.ْ
حيث لا ينبتُ العشبُ
كانت تفوحُ الخُزامى
ويسعى القطا والحَمام.ْ
حيث لا يصهلُ النهرُ
كان النخيلُ يسوي ضفائره
ويرامقُ صورته في المياه.
حيث يعتكرُ الصمتُ
كانت تنوح القماري
وكان المغني يرددُ آهاته
ويصوغ عقودَ الكلام.ْ
حيث تنبعجُ الروحُ بالخوف واليأس
كانت وداعتُنا
تستميلُ إلينا القطا والحمام.ْ
حيث يمتشقون الحُسامَ على الحب والفكر
كان الحسامُ يعسُ
ويحرسُ دالية الفكر
من فتكات الحُسام.ْ
حيث خيم عصرُ الظلام.ْ
كان لي وطنٌ لم يعد وطنا
وزمانٌ أليفٌ
فضيعته في الزحام.
لك المديد من العمر ولقمك الشموخ والجسارة يا شاعر ” أمتى ” أيها المبدع العبقرى وكل عام وانت بخيرز غدا ينبلج الصبح و يعود الوطن الغائب من غربته وتعود معه كل الطيور المهاجرة من أوكار غربتها ومرافئهاز
لاحظ الفرق بين (جيلي أنا) وبين (كان لى وطن , لم يعد وطنا) .. وتأمل !!!
لك أن تقارن بين التون أو النفس الموجود في هذه القصيدة والتى قبلها بقليل منشورة في (حريات) وبين قصائد (جيلي أنا) والاكتوبريات العظيمة لتعرف الفرق بين سودان اليوم وسودان زمان… بين (سنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى ) وبين ( كان لي وطن لم يعد وطنا) !!!
+ يا ود المكي .. يا قيثارة السودان الخالدة … مهمنا كان حزنك وألمك .. فالشعب في مرحلة حراك ثوري ضد النظام .. ونحتاج لنستعيد ذلك النفس القديم في (جيل البطولات المستجيش ضراوة ومصادمة) …خليك كدا زي محجوب شريف يا ود المكي .. لم يغب عنه أبدا نفس (يا شعبا تسامى) .. رغم كل جبال الحزن الهائلة !!!
شكرا ايها الخلاسى
فليكشف اباعركى عن موسقة تشد نياط القلوب
ويصدح بلحن ليكون وقودا ( سرمديا ) للثورة
وللمذكورين فى مقدمة القصيدة شوق وامنيات خضر
عزيزي انت كوكب مشترى وطني … لن يضيع وطن … لا تخف … حتما سيرحلون
كان لي وطن
تبا لهم جعلوا
الوطن داخل كروشهم
حتي وانت تتدثر التراب
اغلقوا مركزا يحمل
اسمك
كان لي وطنٌ لم يعد وطنا
وزمانٌ أليفٌ
فضيعته في الزحام.
نعم أقر واعترف انا المواطن البسيط السوداني القح انه كان لي وطنا لم يعد وطنا وعندما استقصيت عن الأمر عرفت انهم ضيعوه في الزحام بأأسم الأستقلال والوطنية طورا والدين والسياسة والتمكين طورا أخر … عجيب أمر استقلالنا ومسكين سوداننا.
لك التحية ود المكي …ولك الله يا وطني … فقد خيم عصر الظلام …وأضعناك وسط الزحام
وها قد أصبح (الفكر) في غير مأمن من فتكات (الحسام) وظنوا أن ليس هناك من يحرسه من هجمات التتر والمغول….آه … قد يمرض الوطن ولكنه لايموتّ! .. ونقول “ضيقي يا أزمة تنفرجي”
سود الله وجوههم … من أين اتي هؤلاء؟
منذ فجر الامس وانا اهرب من ذكرى الاستقلال ال 57 ،ولم اصحو باكرا كعادتي لاستمتع بنشيد اليوم نرفع راية استقلالنا واتجنب مشاهدة القنوات مثل عاشق يهرب من ذكرى محبوبه .فانا لم يقالني محبوب سوى هذا الوطن اهرب من الالم والحسرة …لكني الان استطيع ان اقول لن يضيع وطن انتم رجاله ….ويافخر هذا الجيل بكم ….
عندما يترك الشاعر الشعر يصدأ… عنما يعود قد تكون عودة الروح لما كانت عليه رغم رجفة في القلم و حياء يترَسَّم و يتقسَّم في اركان الوجه. مرحباً بك ايها الشاعر وليكن الهامك من القلب وليس من إحداث عارضة لك ودي و حبي.
ما أبلغ ماعبرت عنه شاعرناالوطنى الفذفى بيوت الأشباح(حيث يحلق شعر السبايا وتفضح أسرارهن,حيث ينفرد الفأس بالساق والشحن الكهربية بالأذن حتى تطن).لنعم أنك حزين ونحن حزينون لما ال اليه حال الوطن الذى تشظى بفعل العاقين من أبناءه المتأسلمين وهم بعيدون عنه ولكن لازالت أبواب الأمال مشرعة لقدوم الصبح الجديد الذى نحتضن فيه وطننا المسلوب بعد تحريره من هذه العصابة وسوف ترقص السبايا فرحا بالميلاد الجديد وسوف ينبت العشب وتعود العافية تدب فى جسد الوطن ياشاعر الوطن.
الحقبة الحجرية
إلى زميل الدراسة الصديق الخلوق الغالي دكتور حيدر إبراهيم
كل الدنيا ذخرت عدلا
إلا وطنى , إلا وطنى
كل الدنيا أعطت أملا
إلا وطنى ، إلا وطنى
كل الدنيا حصدت قمحا
إلا وطنى، إلا وطنى
فسنابلهُ طفحت قيحا
أعطت ملحا
ظهرت قبحا
أخزى وطنى
كل الأطيار بدنيانا
ضمنت ظلا
إلا أطيارك يا وطنى
و يموت أسودك يا وطنى
جوعا , قهرا غبنا , ذلا
أشباحا صرنا يا وطنى
فى دور الأشباح القمعية
و النيل , مياه النيل ترابية
كوجوه الشعب ترابية
و غدونا في جبن نمشى
فى الكون , نحاول أن ننسى الصفحات المطوية
وبطولات تبدو من ماض وهمية
دافعنا حتى عن ( مايو )
عن حقبات الثور الهمجية
ثور فى عرْصات العرض الخزفية
شعبى لا يعرف معنى الوطنية
وطنى لا يضمن حرية
قد أهمل قاموس الكلمات
وأتى بمعان القمع , أتاها من غجرية
وتناسى ذكر الرحمن
عمدا وأقام الفاشية
كل الألفاظ لها معنى
غير المألوف , بها أسواط مرئية
لا تعرفها بشرية
منها ألفاظ فرسية
منسية
فرضت , طعنت قلب العربية
والحاكم جاء
من كتْبً صفراء
من حقبة ما قبل التاريخ وحقبة عصر منسية
من حقبات حجرية
ليشوه وجه صلاح الدين ويقدح فى
أمجاد أمية
يرمى بالطين الأسود ما
قد كان الصدق المحكيا
والنيل
فمياه النيل ترابية
كوجوه الشعب ترابية
للعلم هذه القصيدة في بداية الإغراق وعندما كان الترابي متربعا على السلطة ……..أما الآن فشعبي يعرف معنى الوطنية وقد استيقظ من سباته ونهض كعادته ماردا جبارا ….وأردت إهداءها لأخي الدكتور حيدر لأني أعرف ما أصابه من الوضع البائد الطاغوتي واضطراره للخروج إلى منفى آمن مثله مثل ابن أختي المناضل الجسور الأستاذ الفذ علي محمود حسنين….. ونحمد الله لعودته ظافرا غانما
كان النخيل يسوى ضفائره
ويرافق صورته فى المياه
كان الحسام يعس
ويحرس دالية الفكر
من فتكات الحسام
@@@@@@@@
ويحث الخطو نحو فجوات الزحام