أخبار السودان

الفريق أول ركن محمد بشير سليمان :هذه هي (….) قصتي مع الوالي هارون !!! وزيارات الوفود للولاية لا طائل من ورائها غير زيادة التكلفة

وزارات الولاية مجمّدة وليست لها أي أدوار تؤديها
متصالح مع نفسي ومطعّم معنوياً لتجاوز كل متوقع
حاوره: صديق رمضان
كشف وزير الزراعة، ونائب والي شمال كردفان السابق، الفريق أول ركن محمد بشير سليمان،عن وجود تجاوزات وفساد بمشروع مياه الأبيض، وهو الأمر الذي اعتبره سبباً أساسياً في فشله، وكشف عن أن مشروع توصيل مياه النيل الأبيض إلى الولاية حسم أمره المركز منذ ولاية الوالي السابق معتصم ميرغني، بألا يتم التفكير فيه، حسب توجيهات رئاسة الجمهورية، نافياً أن تكون دوافعه في توضيح سلبيات النفير شخصية، مؤكداً على أنه يبحث فقط عن مصلحة الولاية في المقام الأول.
وقال إن أحد الولاة الذين عمل معهم في منصب نائب الوالي ووزير الزراعة، لم يكن يريده، وقد فرضه عليه المركز، ولهذا لم يكن يتعاون معه.
في المساحة التالية نتابع بماذا أجاب الفريق أول ركن محمد بشير سليمان على أسئلة الصيحة:ـ
*رغم رأيك السالب في النفير، الواقع يؤكد أن المواطنين تفاعلوا مع أطروحاته؟
– ماذا يفعل المواطنون وهم يساسون وتتم إدارتهم بمفاهيم قهر السلطان، والتخويف الذي يُؤسَّس له عبر منهج (أضان الحكومة طويلة)، وشعار (يا معانا يا ضدنا) تمييزًا بين المواطنين الذين يخافون على مصالحهم ووظائفهم في ظل سلطة لا ترحم.
*ولكن الواقع يؤكد رضاءهم حتى عن الرسوم الباهظة التي تتحدثون عنها؟
– أحسب أن حقيقة توضيح موقف المواطنين رضا من عدمه يتطلب استطلاعاً صحفياً مصحوباً بقدر من السرية لمعرفة موقف الرأي العام لمواطني الولاية بشأن النفير .
*بحكم متابعتك لملف النفير، كيف تنظر لمشروعاته بالمحليات؟
– لو اتبع الوالي ما جاء في الوثيقة ووضعه في خطة ذات أسبقيات وفقاً للقراءة المعلوماتية بحسب الميز النسبية لكل محلية خاصة في مشروعات الأثر السريع، لعبر بمطلوبات المحليات تجاوزاً لشكواها وعدم رضائها عن أداء النفير بها، خاصة وهي ذات المساهمة الرئيسة لإسناد النفير.
*ماذا كان علي الوالي أن يفعله؟
– كان من الممكن أن يخطو خطوات مميزة لو أعطى اهتماماً للقطاع الزراعي الذي به يوفر المال ويكافح الفقر، مع إعطاء بعض الاهتمام للبنيات التحتية خاصة الكباري وطرق الردميات للمناطق التي تتأثر بأمطار الخريف، وبصفة عامة، فإن شكوى المحليات من عدم توازن النفير توزيعاً عادلاً لمشروعاته دون تركيزها بمدينة الأبيض بات الصوت فيه مرتفعاً بالمحليات.
*لماذا دار لغط كثيف حول ملف مياه الأبيض؟
– يأتى اللغط حول مياه الابيض لاسباب متعددة منها ان الماء يمثل العنصر الذي تقوم عليه الحياة، ورغم انتظار سكان الأبيض لبشريات ضخ المياه حدث تمدد في زمن التنفيذ دون صدق في الوعود تأخيراً في تنفيذ العقود التي فشلت في تأمين مياه الأبيض من مصدريها من حوض بارا والمصادر الجنوبية.
*انتقل النفير إلى مرحلة الإنتاج والإنتاجية والشراكة مع القطاع الخاص، هل هذا يعني نجاحه في المراحل السابقة، وإذا كانت الإجابة بلا، نرجو التوضيح؟
– دعني أولاً أصحح مفهوم الإنتاج والإنتاجية الذي برز فجأة هذا العام، ليكون شعاراً لما تبقى من فترة النفير، وهل مفهوم الإنتاج والإنتاجية لم يكن مرتبطاً بما تم تنفيذه من مشروعات، هنا يبرز اختلال، حيث إن مفهوم الإنتاج والإنتاجية الذي يضمن كل أنواع الأنشطة الاقتصادية والصناعية والتنموية والإدارية ولا ينفك عنها، لذا لا يمكن دمغ هذا الشعار بموضوع أو نشاط أو أنشطة محددة وبفترة معينة.
*هل معنى حديثك هذا وجود خلل في المرحلة الأولى للنفير؟
– نعم.. هو يعني أن هناك خللاً في تنفيذ الفترة الأولى، بمعنى أنها لم يتم ربطها بمفهوم الإنتاج والإنتاجية، أما النفير في المرحلة الأولى فمن الخطأ أن أقول إنه فشل، ولكن تصبح نسبة النجاح فيه مقرونة بعامل الجودة في التنفيذ، والتي كان الخلل فيها واضحاً من خلال الانهيارات التي حدثت في بعض المشروعات مقرونة بكفاءة الجهات المنفذة والاستشارية وقانونية العقود وجودة المواد المستخدمة في التنفيذ، مع ربط ذلك بمفهوم الإنتاج والإنتاجية.
*تنتقدون النفير والولاية باتت جاذبة للضيوف من وزراء اتحاديين ورجال أعمال، هل في هذا مكسب أم خسارة مادية؟
– بدءاً، أستطيع القول إن أي زيارة لأي مسؤول دون توصيف تعتبر تكلفة مالية لا مبرر لها، كما أنه لن يضيف شيئاً مفيداً ويزيد تأثيره خصماً على مال الولاية إذا تم تقدير وحساب الوقت كعامل رئيس في العملية الاقتصادية عند اعتبار الوقت الذي يتم انشغال الولاية به، ومن ثم لا فائدة من زيارات مثل هذه، وهذا ما ينطبق على زيارات الوفود الأخرى سواء كانت إعلامية وغيرها.
*لكن من زوار الولاية رجال أعمال؟
– الاستثناء فيما ذكرته يتمثل في زيارة رجال المال والاستثمار، هذا إذا كانت هناك مشروعات مدروسة وجاهزة، ولا توجد تعقيدات إدارية تؤدي لزيارة هؤلاء لأكثر من مرة، وبصفة عامة عانت الولاية من كثرة زيارات الوفود التي لا طائل منها.
*البعض يربط حركة النفير بحضور وغياب الوالي؟
– هذه حقيقة تتجاوز حركة النفير لحركة الولاية كلها، وفي هذا تأكيد لانعدام المؤسسية التي لو كانت موجودة لانسابت الحياة العملية بكافة جوانبها حتى في غياب المسؤول أياً كانت درجته ومستوى مسؤوليته.
*لماذا عجز النفير عن إيصال المياه من النيل الأبيض وتشييد المدينة الطبية؟
– إيصال مياه النيل الأبيض إلى الولاية حسم أمره منذ ولاية الوالي السابق معتصم ميرغني بألا يتم التفكير فيه حسب توجيهات رئاسة الجمهورية، وفيما يتعلق بالمدينة الطبية لأن التكليف أو التوجيه الذي صدر بشأنها كان لوزير السدود الأسبق أسامة عبد الله الذي عندما تم إعفاؤه ذهب معه التوجيه، وذلك نتاج (عدم المؤسسية)، وفي كلٍّ نقول أصلاً ما علاقة السدود ببناء المستشفيات.
* تنفذ الوزارات الآن برنامج النفير، هل يعني هذا ألا يكون لها دور في التخطيط أم ماذا؟
– بإيجاز أقول كان من المفترض بعد تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي أن تدمج مشروعات النفير تكاملاً مع خطط الوزارات في خطة إستراتيجية واحدة تراعى فيها أسبقيات النفير ومطلوبات الوزارات التي ذكر كثير منها في الوثيقة، ومن ثم يكون التنفيذ من خلال الوزارات التي ظلت مجمدة وبدون دور فاعل حتى الآن.
*عفوًا سعادة الفريق أول، فإن البعض يرى أن دوافعك شخصية؟
– حديث متوقع ومفروغ منه لو ركنت إليه لما كتبت، خاصة وقد أصبح دمغة بلون أحمر يُتّهم بها كل من يغادر المؤتمر الوطني، أو يقول رأياً مخالفا أو حتى متفقاً مع ما يفكرون فيه، ولكن الحمد لله متصالح مع نفسي ومطعّم معنوياً لتجاوز كل ما توقعت حدوثه، وبالعقل أقول من كان أقرب مني لأحمد هارون والذي قدمت إليه استقالتي، ولو كنت باحثاً عن وظيفة فلماذا الاستقالة أصلاً.. يا أخي لو ظل الإنسان مسجوناً في قفص فإن أحاديث لا تنتهي ولو حدث ذلك لما كانت هناك حياة، والفيصل هنا ثقة الإنسان بنفسه وفيما يفكر ويعمل من إسعاد غيره، وما يسعدني في كل ما تم أن عرف أصحاب المصلحة من أهل شمال.كردفان ما وراء الأكمة، وهذا هو المقصد نية خالصة لله وـسأله القبول.
*اختلفت مع مسؤولين كثر بالولاية؟
– الحقيقة تقول إنني قد عملت مع والٍ واحد في هذه الولاية، رغم أنه وقبل أن ألتقي معه ونتعارف قال للمركز بأنه لا يرغب أن أكون معه في أي موقع بالولاية، ولكنه استجاب لرغبة المركز الذي فرضني عليه من قبل، ولكن خطط لإدارة وجودي معه مفروضاً كوزير ونائب والٍ بطريقته الخاصة، بدءاً من قرار التعيين الذي حدد دستوراً أن يعين الوالي (نائباً له) فكان أن جاء قرار تعييني لينوب عن الوالي)، الفرق بين ببن العبارتين لأصحاب اللغة العربية.. ومن بعدها لم يكلفني بأي واجب صغر أو كبر بل كان لا يخطرني بتحركاته بما فيها سفره إلى الخرطوم .
*كنت وزيراً للرزاعة بشمال كردفان فكيف كان تعامل هذا الوالي معك؟
– على مستوى وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، لم يدعمها بغير (30 ألف جنيه) منذ استلامي وزيراً في 2010 وحتى مغادرتي في العام 2013، ورغم هذا التضييق كانت الوزارة الأولى أداء على كافة الوزارات طيلة هذه الفترة، وكثيرون يشهدون بذلك، ومنهم الدكتور سليمان بله رئيس المجلس التشريعي الآن، وما كان لي أن أورد هذه المعلومة حتى لا تحسب تزكية، ولكن للضرورات أحكام، بل ولتعلم أخي السائل أني طلبت من الوالي مبكرًا إعفائي.
*وماذا عن الوالي الثاني الذي عملت معه؟
الوالي الآخر الذي هاجمني في داره ودون أن أكون من بين وزرائه، وإنما نتيجة لسؤال من صحفي ولا أدري أسبابه لهجومه على شخصي، وأعتقد ذلك بسبب كتابتي في الصحف، ومن يرى أنني لا يجوز لي أن أكتب عن النفير، ووفق ما قالت الوثيقة، وليس خارجها، فليأتني بالحجج والأسانيد التي تثبت خطأ ما ذهبت إليه، وهذا كل قولي اختصاراً رداً على هذا السؤال.
* كيف تنظر لأدوار المجلس التشريعي بالولاية؟
– هذا أسهل سؤال من بين ـسئلتك التي طرحتها عليّ في هذا الحوار، وبكل اختصار أقول عن المجلس إن كل أدوراه تتجسد في أن رئيسه يحتل منصب نائب رئيس المجلس الأعلى للنفير، وبعض من نوابه يدورون بين قطبي هذه اللجنة ولجنة إسناد النفير.
*كثيرون يتحدثون عن تراجع المؤتمر الوطني للولاية؟
– هذا أصعب الأسئلة التي وجهتها لي بصراحة، ولا أدري السبب في ذلك، وتخيلاً لإجابته يمكن في حالة التخطيط لانتخابات 2020، ولكن هم الأن منهمكون مع الوالي في قضايا النفير.
*ماذا تقول للوالي أحمد هارون؟
– أقول للوالي، من الأفضل أن تدير النفير من خلال مفهوم النهضة، والتي يعتبر النفير وسيلة من وسائلها للارتقاء بالرؤى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لأن النهضة في شمولها منهج تطويري خروجاً بالأمة أو المجتمع من حالة التخلف والانحطاط إلى دائرة القيم والتي تعني في الاخلاق والأسوة الحسنة تربية وطنية يتجلى فيها حسن القول وجميل الفضائل في شؤون الحياة كلها.
وأختم :
إنما الأمم الخلاق ما بقيت .. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
*وماذا عن لجنة الأسناد؟
– كنت آمل أن تكون لجنة إسناد النفير بقدر عشمنا فيها استعداداً للنفير خاصة، وقد تم إطلاعهم على رسالتي لهم، بل فيهم من سلمت له، فلماذا الصمت بل التغطية لما أسميته فساداً في أداء نفير النهضة.
*ختاماً؟
– أختم حديثي في هذا الحوار برسالة أرسلها لي أحد الإخوة من مواطني الخرطوم الذين راقت لهم الحياة في كردفان الخير والجمال وحب الناس، فاتخذ من مدينتها الأبيض سكناً.. والتي تقول: (سعادة الفريق أنا أعتقد انو الموضوع أكبر من فساد مالي وغيره، فهنالك عمل سري ضخم يتم .. إنه سياسة الإحلال والإبدال في المناصب المؤثرة، ومن هم الذين استقدموا ومن غادر تستطيع أن تتبين ملامح ما يتم .. نسأل الله السلامة)..
نعم نسأل الله السلامة، وأن يحفظ ولاية شمال كردفان والسودان.
الصيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..