أسرار مخيفة وراء أيقاف التيار … المجلس القومي للصحافة والمطبوعات يراوغ الصحفية

أصدر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية بياناً صحيفة تلقته الراكوبة أكد في محتواه أن عدم صدور صحيفة “التيار” اليومية اليوم الخميس يعود لأسباب خاصة بالصحيفة ولا علاقة للمجلس بذلك.
وأضفا البيان: ((تقدم ناشر الصحيفة باستئناف لدى المحكمة المختصة طاعناً في قرار إداري صادر عن لجنة الشكاوى بتعليقها لمدة يومين منذ الأسبوع الماضي، ولما كان قبول المحكمة للنظر في الاستئناف تم في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، أفادنا الناشر بأنه لن يتمكن من الصدور اليوم الخميس بسبب غياب طاقمه التحرير والإداري)).
وبهذه النتيجة قطع المجلس القومي ببراءته من ايقاف “التيار” وأن موقفه مبدئي تجاه تعزيز الحريات الصحفية ولكن في إطار القانون.
وأعرب الأستاذ عثمان ميرغني رئيس مجلس ادارة “التيار” عن اسفه العميق لبيان المجلس القومي، ووصفه بالممعن في التضليل. وأفاد “الراكوبة” بأن مجلس الصحافة أصدر قراراً بتعليق صدور صحيفة “التيار” لمدة يومين، وأنهم قدموا عريضة طعن لدى محكمة الصحافة، طلبوا بموجبها وقف تنفيذ قرار التعطيل لحين الفصل في الطعن، وأوضح أن هذا الإجراء روتيني سبق أن قاموا باستخدامه أكثر من مرة، وأن هذا الإجراء كان ﻻ يستغرق أكثر من نصف ساعة. ولكنه فوجئوا بتغيُّر كبير في اﻻجراءات بصورة يستحيل معها وقف التنفيذ، مما يجعل اﻻستئناف والطعن بلا جدوى ﻻن تعطيل الصدور سيتم في كل اﻻحوال.
وأضاف “عثمان ميرغني” :((بعد أربعة ايام كاملة كنت اقضي فيها الوقت من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً في المحكمة، فشلنا في ايقاف التنفيذ وأخبرني “مدير المطبعة” بأنه تلقى خطابا مكتوباً من “المجلس” يمنع طباعة التيار ليومي “الخميس” و”الجمعة”. وفعلا توقفنا عن الصدور بناء على قرار المجلس)).
وأصدرت شبكة الصحفيين السودانيين S.J.Net ، بياناً نددت من خلاله بتعليق “المجلس القومي للصحافة والمطبوعات” صدور صحيفة “التيار” لمدة يومين، عقاباً على نشر مقال رأي حول أحكام القضاء.
ويعتبر مراقبون أن المجلس القومي للصحافة هو واجهة لجهاز الأمن والمخابرات الذي يضع العديد من الخطوط الحمراء أمام الصحف. وكان الجهاز قد استدعى صباح الخميس 7 سبتمبر الجاري، رئيس قسم الأخبار بصحيفة “التيار” بهاء الدين عيسى، وظل يستجوبه لمدة 3 ساعات بسبب حوار صحفي عبر الهاتف أجرته الأستاذة شمائل النور مع القائد عبدالعزيز الحلو.
وسبق أن تعرض الأستاذ عثمان ميرغني لاعتداء جسيم في مكتبة من قبل أشخاص ملثمين يرجح بانتمائهم لجهاز الأمن المخابرات، قالوا لهم قبل الهجوم بأن موقفه من الحرب على غزة مخذل، ثم قاموا بالاعتداء عليه بأعقاب البنادق.
ومن أكثر القضايا المثيرة التي تناولتها التيار وارتبطت بالايقاف الأخير؛ فساد شركة الأقطان، حيث نشرت الصحيفة مادة خبرية مطوّلة في يناير 2012 كشفت عن فساد الدكتور “عابدين محمد علي” مدير عام شركة الأقطان السودانية ورفيقه “محي الدين عثمان”.
وكشفت “التيار” وبالتفاصيل الدقيقة بالوثائق، كيف ان الدكتور عابدين محمد علي (والذي ظل في منصبه لا يتزحزح منه لمدة 20 عاماً متواصلة) ومعه السيد محي الدين عثمان (الذي ارتبط بصفقات التاكسي التعاوني في الماضي) قد أسسا شركات خاصة تحت عباءة شركة الأقطان شركات قوامها أفراد أسرتيهما، ثم كيف دخلت هذه الشركات في شراكات مع شركة السودان للأقطان التي تحظى بتسهيلات حكومية واسعة.
بعد نشر “التيار” لهذه القضية وجّه الرئيس البشير السلطات الأمنية بالقبض على مدير عام شركة الأقطان السودانية الدكتور عابدين محمد علي ورفيقه محي الدين عثمان. وكان من المنتظر أن يدلي “المغدور” هاشم سيد احمد، بشهادته ضدهما والتي كان يتوقع أن تكشف الرؤوس الكبيرة التي وقفت خلف فساد شركة الأقطان، ولكن كانوا أسرع في الحركة، وتمكنوا من اسكاته إلى الأبد. هذا وقد ربط محللون اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد، بامتلاكه ملفات تثبت تورط علي عثمان طه في قضايا فساد كثيرة وكبيرة من بينها الفساد في شركة الأقطان السودانية.
البلد تحكمها عصابة ويسأل الناس لماذا يخاف الصحفيين ، والله الصحفيين كتبر خيرهم وهم يعملون في هذي الظروف.
البلد تحكمها عصابة ويسأل الناس لماذا يخاف الصحفيين ، والله الصحفيين كتبر خيرهم وهم يعملون في هذي الظروف.