مصر والسودان مابين ….العمق والتهديد الاستراتيجى

مصر والسودان مابين ….العمق والتهديد الاستراتيجى

سهيل احمد سعد – الارباب
[email][email protected][/email]

منذ ان نشانا طرقت اذاننا ملايين المرات ان السودان يمثل العمق الاستراتيجى لمصر فاصبحت محفوظة من التكرار بوجدان الشعب السودانى دون سبر محتواها ودلالاته والتى ربما تصل الى مستوى ان التهديد الاستراتيجى للسودان هو مصر فلماذا؟.
نظرة الاخوة وهى صحيحة من الناحية التحليلية ان السودان يمثل العمق الاستراتيجى لمصر لاسباب نذكر منها انه تاريخيا من الناحية السياسية فان الامن القومى لمصر مهدد من ناحية الشرق وذلك من قبل الاسلام وبعدة وخصوصا بعد انشاء دولة اسرائيل فاى تقدم بعمق الاراضى المصرية لعدو فلامكان للقوى الشعبية والوطنية المصرية الا الارتداد الى داخل الحدود السودانية باعتبار التواصل الجغرافى والشعبى والحركة التاريخية على مسار النيل كخط حركة واتصال وهو عكس ماتعنية الحدود الغربية لمصر وهى ليبيا فى حدود لاتشملها الحياة ومساحات من الصحراء لاحياة فيها ولاقدرة على الاتصال الا من ناحية الشمال الاقصى فنسبيا لاتساوى استرتيجيا تاثيرات الجنوب على مصر وخياراتها بالقدرة على الحركة بمساحات واسعة مع توفر الحاضنةالاجتماعية بقدر اكبر
والجانب الاستراتيجى الاخر لايقل اهمية عن الجانب السياسى والحربى ان جاز التعبير وهو الجانب الاقتصادى ومايمثلة السودان من سوق مقدرة للبضائع والمنتجات المصرية والتى لاتستيطع المنافسة باسواق اخرى غير السوق السودانية وسهولة الترويج لها …بالاضافة الى النيل العظيم وما يمثله تاريخيا من مكون اساسى للحياة بمصر خاصة فى عصور تعتبر صراعات المياه الحلوة صراعاة استراتيجية كبرى بالعالم ومرشح لها ان تذداد مع النمو السكانى لدول حوض النيل وماتفرزه انتماتها الاثنية والدينية من تحالفات مؤثرة بتوحهات هذا الصراع واهدافه السياسية والتنموية.
اذن فالخطورة على السودان اكبر حينما نتفهم اهمية السودان لمصر هى مسالة حياة اوفناء لها وهذا مايقودنا الى تخوف منطقى وعقلانى كبير اذا نظرنا الى الحلول المتاحة لمصر لدر المخاطر على ذاتها والمحافظة على وجودها وامنها القومى باعتبار ان السودان خط احمر فليس امامها الا خياران.
والخيار الاول ابتلاع السودان وجعله جزء” من مصر بمسوقات تزيف التاريخ ان مصر والسودان دولة واحدة بوهو مايكرره الاعلام بقصد وسوء نية مزيفا الحقائق كعادته و منح محمد على باشا الجنسية المصرية وبقية الخديوية والحكام الاتراك وحكمهم لمصر والسودان الى حكم دولة واحدة مصرية للسودان (ده مش محمد على ملك السودان ومصر مايردده العامة المصريين عند نقاشهم) وخطورة هذا الفهم انه فهم شعبى عام ويلاقى تصديقا بقولوهم كعادة الشعب المصرى المغلوب على امره والمسترق اجتماعيا ودينيا عبر التاريخ….وخطورة هذا الفهم انه قد يقود لتجيش الشغب بالكامل لاسترداد اراضى سليبة او اعادة الوحدة مع جزء عزيز للوطن وتكون الضحية ارض السودان وشعبه وهذا يقودنا الى ان مصر للسودان هى التهديد الاستراتيجى الاقليمى الاوحد لوجوده وليدرك قادتنا ومثقفينا هذا والا يخدعون انفسهم بحلو الكلام الذى لايصدقة الواقع من اخوتنا بالشمال
الخيار الثانى المنطقى ولكنه المستبعد بفعل السلوك التاريخى والمتراكم من الصفوة المصرية الحاكمة هى النظرة الى السودان وعمقه الاستراتيجى واحتوائه من خلال ادراك ان تعميق المصالح الاقتصادية والسياسية للشعبين بالتوازن للطرفين هو الطريق الموضوعى لحفظ مصالحها الاستراتيجية وامنها القومى ولكنها لم تفعل ولن تفعل.
فمصر تاريخيا مداخل لغزو السودان اى كانت الاهداف ومصر تاريخيا سرقت حقوق السودان ومن يمثلهم النوبة فى حقهم بالحضارة الفرعونية ومازالت تصارع مراكز البحث العلمى بامريكا الشمالية وفرنسا وحتى السنغال كعادتهم بتزييف الحقائق والتاريخ امتدادا لكذبة مرقد السيدة زينب والسيد الحسين واضرحتهم…..والتجربة الاقرب للتعاون التنموى موافقة السودان على بناء السد العالى مقابل تعويضات مالية لتنمية وتعلميم مناطق المهجرين بالسودان فحقيقة ان المتبقى من هذه المبالغ وهو كبير لم يدفع حتى الان وقد مرت خمسون عاما” ونسى بناء لاصرار المصريين على النسيان وضعف وهوان سلطاتنا وانتهازيتها لمصالحها بالبقاء حاكمة ولو على بيع حقوق الوطن ومواطنيه مما يكشف طبيعة النظرة للسلطة المصريه تجاه السودان والسودانيين
ويضاف على ذلك موضوع حلايب ….ومصر حالة استثنائية فى العالم فلايمكن ان تفصل مابين السلطة والشعب وربما لاحظ الجميع اشتراك السلطة والشعب المصرى بتطابق رؤيتهم وفهمهم للسودان والسبب ان الشعب المصرى اما عابدا لفرعونه وهذه مرحلة عظمى ومسترقا لفرعونه وحاكمه او تابعا له ولعل فى لدولة الفاطمية وتحول الشعب الى المذهب الشيعى بكامله خير دليل على التطابق رغم انجازات هذه الدولة من الازهر الشريف وغيره وحتى اشتراكهم بنكران ذلك عبر النسى المفتعل لهذه الفترة من تاريخ مصر حتى من المشايخ الازهريين لنعلم مع اى شعب نتعامل لنعى مصالحنا.
وعليه وقد رشح بالاخبار ان الحكومة المصرية ونعنى حكومة الاخوان المسلمين ولافرق بمصر فى هذا رغبتها باستئجار اثنين مليون فدان من السودان لزراعتها قمحا حتى تقلل الحاجة الى القمح الامريكى وهذه كذبة كبرى على مستوين مستوى ان مايحدث بمصر صناعة امريكية بالكامل لما اوردناه من تاريخ الديمقراطية وحقوق الانسان بمصر العدمية جينيا حتى لصناعة ثورات حقيقية والشعب المصرى تاريخيا مسيبر وليس بمخير . والمستوى الثانى عدم تكرار خدعة السد العالى واستلام القسط الاول مع تحمل كافة الضرر ونسيان بقية الاقساط مع التاريخ .
ليبقى السؤالان ماهو الحل وربما تتحدث نظرات وهمية ومحض خيال فاقول لامانع من التعاون مع الحكومات المصرية وعلى حكومة الاخوان اثبات انها ليست امتدادا لحكم الظلمة والظالمين وذلك باعادة حلايب دون قيد اوشرط للدولة السودانية ولو بارتضاء اللجوء للمحكمة الدولية وليست متعالية كما فعلت سابقتها برفض حتى اللجوء الى القانون الدولى..والموافقة على تسديد باقى اقساط تهجير وادى حلفا بقيمة اليوم النقدية …مع تاكيد ايمانها بالديمقراطية من خلال الدفع الى ديمقراطية حقيقة بالسودان وليس كعادة احكومات المصرية بمحاربة القوى الديمقراطيه وتشجيع الانقلابات عليها ودعم الحكام الدكتاتوريين بالسودان امد التاريخ واستغلالهم باضعاف الدولة السودانية
والسؤال الاخر اذن ماهو التوجه السودانى المرجو لتحقيق ذاته والفضاء الاستراتيجى المتاح له لكى يلعب دورا اقليميا رائدا وتنميه تقوده الى مصاف عليا ولتكن الاجابة وقد سبقنا اليها اخرون ولكن لم يسمعوا قبلا شرق ووسط فاريقيا وجزء من غرب افريقيا حيث يسمع غنائنا ولهو يطربون ….ولنا عودة لذلك بمقال لاحق

تعليق واحد

  1. تحليل صادق, امانة في الطرح و عدالة في المنهج و المبدأ
    عندما ترفض حكومة السودان تحرير حلايب بحجت عدم المقدرة لفتح جبهات اضافية, فهذا هراء لان هنالك المحكمة الدولية و هي في غاية السهولة مع العلم ان الحكوم لا تريد تحرير الفشقة حتي لا تحتوي اثيوبيا المعارضة السودانية كما هو الحال في حلايب. بمعني ان هذة الحكومة لا تتورع في بيع شرفها و ان غلي للبقاء علي الكرسي

  2. و ان تتوقف مصر عن قتل مواطنينا حالا عند عبورهم حدودها بينما الالاف من مواطنيها يدخلون بلادنا دون تصريح و ان لا تتامر علينا مع القوي المعادية و تعمل علي جرنا الي الهاوية و ان لا تملا بلادنا بجواسيسها و رجال مخابراتها الذين ظلوا طوال تاريخنا يتجسسون علي بلادنا ليعرفوا مناطق ضعفنا وليتسللوا منها لاحتلالها او مساعدة الغزاة الاخرين و ان تعترف لنا باننا بلد اخر و شعب اخر من حقنا ان نعيش في دولة مستقلة تحترم مصر سيادتها و تسعي معها بصدق و شرف علي اقامة علاقة طبيعية مبنية علي الاحترام و المنافع المتبادلة بدلا من علاقة قائمة علي الابتزاز ولي الذراع بحيث تاخذ منا كل شيء ولا نحصل منها علي غير الخسران ثم و ان حلايب سودانية ولا يحق لاحد ان يتبرع بها لمصر لاي سبب من الاسباب و ستجد مصر يوما ما شعبنا باجمعه يوم ان يتحرر في مواجهتهاوسوف ينتزع منها هذا الجزء العزيز من بلادنا عنوة وعليها ان تقرا التاريخ جيدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..